قناة المجموعة الذهبية السلفية المتميزة

قناة المجموعة الذهبية السلفية المتميزة

6/13/2025, 3:10:33 PM

شكوى الشوكاني رحمه الله تكلّم في عدد من كتبه عن ظاهرة هضم اليمنيين لحقوق بعضهم بعضًا، وحط بعضهم من بعض، خاصة في جانب العلم والعلماء، وكان له في ذلك نقد صريح مؤلم يعبّر عن غيرته على العلم وأهله، ومن أبرز المواضع التي ورد فيها كلامه هذا: --- 📘 أولًا: في كتابه البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع قال الشوكاني رحمه الله عند ترجمته للإمام عبد الله بن أسعد اليافعي (البدر الطالع، ج1، ص292–293): > "ومن العجائب أن أهل اليمن لا يرفعون بأهل اليمن رأسًا، ولا يعدون منهم أحدًا من جملة العلماء، ويحسبون هذه الفضيلة خاصة بمن كان من أهل الحرمين أو من أهل مصر أو الشام، ولو وفد عليهم أعجمي من بلاد العجم لكان أعظم في عيونهم من أئمتهم." ثم قال: ولو جاء رجل من أصبهان وهو لا يعرف شيئًا من العلم؛ لأكرموه، ورفعوا منزلته، ولم يزالوا يعظمونه حتى يصير أعلم أهل البلد في اعتقادهم، ولو كان أعلم أهل البلد يمانياً لاحتقروه وازدروه." > ثم قال الشوكاني: "وهذا داء عضال، وبلاء في اليمن مزمن لا دواء له." --- 📘 ثانيًا: في كتابه أدب الطلب ومنتهى الأدب قال الشوكاني رحمه الله في سياق الكلام عن آداب طلب العلم، (أدب الطلب، ص140–141): > "ومن الآفات العظيمة في أهل اليمن أنهم لا يعرف بعضهم لبعض قدرًا، ولا يرفعون لأحد من أهل بلدهم رأسًا، ولو برز فيهم من هو أعلم أهل الأرض." > "وهذه داهية دهياء، وبلية عظمى، وفتنة كبرى، فربّ شخص منهم إذا سمع بعالم في بلد من بلاد الدنيا طار إليه عقله، وتعلّق قلبه به، فإذا قدم بلده ولم يكن من أهلها، عظّمه وأكبّر شأنه، ولو لم يكن معه من العلم إلا أقلّ القليل. ولو كان أعلم منه مائة مرّة وهو من بلده لاحتقره وازدراه وتهاون بشأنه." > "ولا يزال هذا دأبهم وديدنهم، حتى صار ذلك شعارًا لهم لا يعرفون غيره، ولا ينفكون عنه، فقلَّ أن ترى أحدًا من أهل هذه الديار يعرف لمن يساكنه حقّه من العلم أو الفضل." --- 🧾 خلاصة الشكوى: 1. الشوكاني يأسف لازدراء أهل اليمن للعلماء من بني قومهم. 2. ويستنكر تقديسهم لغير اليمني مهما كان ضعيفًا في العلم. 3. ويرى أن ذلك سبب في تأخرهم العلمي والحضاري. 4. ويصف هذه الظاهرة بأنها داء عضال لا دواء له، مما يعكس شدة ألم الشوكاني وغضبه من هذه الآفة الاجتماعية.