
آية ومعنى
125 subscribers
About آية ومعنى
آية ومعنى تفسير آيات القرآن الكريم
Similar Channels
Swipe to see more
Posts

https://youtu.be/fXklL0b7p8Y *(آيـة ومـعـنى) (٩)* قال الله ﷻ: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر:٢١]. ♻️والمعنى: أنَّ هذه الآية فيها: *حثٌّ على تأَمل مواعظ القرآن وأَنه لا عذر في ترك التدبر، فإِنه لو خُوطب بهذا القرآن الجبال مع تركيب العقل فيها لانقادت لمواعظه ولرأيتها على صلابتها ورزانتها خاشعة متصدعة متشققة من خشية الله.* ◀️ ولذا قيل: خاشعاً لله بما كلفه من طاعته، متصدعا من خشية الله أن يعصيه فيعاقبه، فلو أَنه أَنزل هذا القرآن على جبلٍ لخشع لوعده وتصدع لوعيده وأَنتم أَيها المقهورون بإِعْجازه *لا ترغبون في وعده ولا ترهبون من وعيده.* ◀️واللَّه تعالى لو أَنذر بهذا القرآن الجبال لتصدعت من خشية اللَّه، والإِنسان أَقل قوةً وأَكثر ثباتًا، فهو يقوم بحقه إِن أَطاع وَيَقْدِرُ على ردِّه إِن عصى لأنه موعود بالثواب ومزجور بالعقاب؛ فإذا كانت الجبال الصم لو سمعت كلام اللَّه وفهمته لخشعت وتصدعت من خشيته *فكيف بكم وقد سمعتم وفهمتم؟.* يُنظر: [تفسير القرطبي، وابن كثير، بتصرف].

https://youtu.be/tzXDf7kZJmA *(آيـة ومـعـنى) (٨)* قال الله ﷻ: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر:٢١]. ♻️والمعنى: *أنَّه قد جاء في السُّنَّةِ إِثْبَات أن الحجارة والجبال تهتز وتتحرك بمشيئة الله تعالى إكباراً وإعظاماً وإجلالاً وإشفاقاً وإكراماً للنبي ﷺ ولمن يكون معه.* ◀️فحينما صَعِدَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ على أُحدٍ ارْتَجَفَ بِهِمْ، انْتِعَاشًا وَاهْتِزَازًا لِقُدُومِهِمْ؛ فَقَالَ ﷺ: "اثْبُتْ أُحُدُ؛ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وَصِدِّيقٌ، وشَهِيدٌ" [البخاري]. ◀️وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كان على جبل حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله ﷺ: "اهْدَأْ؛ -أي: اسكن- فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ" [مسلم]. ↩️ *فَدَلَّ هَذَا كُلُّهُ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى وَإِنْ لَمْ يَنْزِلِ الْقُرْآنُ عَلَى جَبَلٍ أَنَّهُ لَوْ أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ لَرَأَيْتَهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى:* {خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}.

*(آيـة ومـعـنى) (١٢)* قال الله ﷻ: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر:١٩]. ♻️والمعنى: *أنَّ من نسي نفسه سينسى تأديته للأمانة فيما اؤتمن عليه.* ⏺️ قال ابن مسعود رضي الله عنه: كنت أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط، فمرَّ بي رسول الله ﷺ وأبو بكر، فقال: "يَا غُلَامُ هَلْ مِنْ لَبَنٍ؟" قُلْتُ: نَعَمْ، وَلَكِنِّي مُؤْتَمَنٌ، قَالَ ﷺ: "فَهَلْ مِنْ شَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ؟" فَأَتَيْتُهُ بِشَاةٍ، فَمَسَحَ ضَرْعَهَا فَنَزَلَ لَبَنٌ، فَحَلَبَهُ فِي إِنَاءٍ فَشَرِبَ، وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: "اقْلِصْ" فَقَلَصَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي، قَالَ: فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: "يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَإِنَّكَ غُلَيِّمٌ مُعَلَّمٌ" [أحمد، وابن حبان، وقال الألباني حسن صحيح]. ↩️ *لقد أدى ابن مسعود أمانته وهو يعمل لكافرٍ، فأين الذي ضيع أماناته فيما اؤتمن عليه اليوم؟ لقد نسي الله فيما هو مؤتمنٌ عليه فأنساه نفسه، ولكن سيعاقبه الله إما بانعدام بركة فيما يكسبه، أو ابتلاءً فيما يملكه.*

🎧https://youtu.be/JYCXiM2HIN0 *(آيـة ومـعـنى) (١٥)* قال الله ﷻ: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر:١٩]. ♻️والمعنى: أهمية النظر والاعتبار في أساليب تربية نبينا ﷺ مع المؤمنين الصادقين، وإهماله للمنافقين، في قصة الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك. ↩️ قال ابن القيم: *(وفي هذا دليلٌ على صدقهم وكَذبِ الباقين، فأَراد هجر الصادقين وتأْديبهُم على هذا الذَّنب، وأَما المنافقون فجرمهم أَعظم مِن أَن يُقابل بالهجر، فدواء هذا المرض لا يعمل في مرض النفاق، ولا فائدة فيه، وهكذا يفعل الرب سبحانه بعباده في عقوبات جرائمهم، فيُؤَدِّبُ عبده المؤمن الذي يُحِبه وهو كريمٌ عنده بأَدنى زلَّةٍ وهفوةٍ، فلا يزالُ مُسْتيقظًا حذرًا، وأَما من سقط من عينه وهان عليه، فإِنه يُخلِّي بينه وبين معاصيه، وكُلَّما أَحدث ذنباً أَحدَث له نِعْمَةً، والمغرور يظن أَن ذلك من كرامته عليه، ولا يعلم أَن ذلك عين الإِهانة، وأَنه يريد به العذاب الشديد والعقوبة التي لا عاقبة معها).* [زاد المعاد، ٥٠٦/٣].

https://youtu.be/-svHhsPwZQ8?feature=shared *(آيـة ومـعـنى) (١٣)* قال الله ﷻ: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر:١٩]. ♻️والمعنى: أنَّه كلما زاد نسيان العبد لله زاد ضنك عيشه جزاءً وفاقاً. ⏺️ قال ابن القيم: *(إن القلب كلما كان أبعد من اللَّه كانت الآفات إليه أسرع، وكلما كان أقرب إلى اللَّه بعدت عنه الآفات، والبعد من اللَّه مراتب، بعضها أشد من بعض، فالغفلة تبعد العبد عن اللَّه، وبُعْدُ المعصية أعظم من بُعْدِ الغفلة، وبُعْدُ البدعة أعظم من بُعْدِ المعصية، وبُعْدُ النفاق والشرك أعظم من ذلك كله)* [الجواب الكافي،٧٩/١]. ◀️ *وقال أيضًا: (تالله ما عدا عليك العدو إِلا بعد أَن تولى عنك الوليّ فلا تظن أَن الشيطان غلب ولكن الحافظ أعرض)* [الفوائد،٦٨/١]. ↩️ *فإذا نسيت ربك وتخليت عن طاعته وأعرضت عن ذكره غلبك الشيطان، فالله ينساك ويعرض عنك حينما تعرض عنه، وكلما تقربت إلى الله بالطاعة كان الله أقرب منك، وكلما قلَلَّتَ الطاعة وأكثرت المعصية استحوذ عليك الشيطان.*

https://youtu.be/b4t0_1gD_0U?feature=shared *(آيـة ومـعـنى) (١٤)* قال الله ﷻ: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر:١٩]. والمعنى: أنَّ عقاب الله لمن نسيه عقوبتين: الأولى: نسيانه، والمقصود بذلك: أهماله وتركه والتخلي عنه. والثانية: أنساه نفسه، فترك أسباب سعادتها وفلاحها؛ فلا يخطر بباله إصلاحها ونجاتها وما تكمل به، كما أنساه عيوب نفسه ونقصها وآفاتها فلا يخطر بباله إِزالتُهَا، وأنساه أَمراض نفسه وقلبه وآلامها فلا يخطر بقلبه مداواتها، ولا السعي في إِزالة عِلَلِهَا وأَمرَاضِها التي تَئُولُ بها إِلى الفساد، فهو مريض مثخنٌ بالمرض، ولا يشعر بمرضه، ولا يخطر بباله مداواتُهُ؛ فأَي عقوبة أَعظم من هذه العقوبة... ومن تأمل حال أكثر الخلق اليوم تبين له أنهم قد نسوا حقيقة أنفسهم وضيعوها وأضاعوا حظها من الله، وباعوها بثمن بخس بيعَ الغبْنِ، ولا يظهر لهم ذلك إلا عند الموت، ويظهر هذا كل الظهور يوم التغابن. يُنظر: [الجواب الكافي، لابن القيم،١٠٣/١، بتصرف]

https://youtu.be/5pZRFOSCtgw *(آيـة ومـعـنى) (٢)* قال الله ﷻ: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر:٢٠]. ♻️والمعنى: أنَّ: هذه الآية الكريمة دلت على عدم استواء أصحاب النار وأصحاب الجنة، وهذا أَمر معلوم بداهة، *ولكن جاء التنبيه عليه لِشدة غفلة الناس عنه، قال ﷻ: { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} وقلة فكرهم في العاقبة، وظهور أقوالٍ وأَعمالٍ منهم تغاير هذه القضية البديهية، وتهالكهم على إيثار العاجلة واتباع الشهوات كأنهم لا يعرفون الفرق بين الجنة والنار والبون العظيم بين أصحابهما، وهذا في أُسلوب البيان يراد به لازم الخبر، أَي: يلزم من ذلك التنبيه أَن يعملوا بما يُبعدهم عن النار ويجعلهم من أَصحاب الجنة لِينالوا الفوز.* يُنظر: [تفسير الزمخشري، وأضواء البيان، بتصرف]. ↩️ *(وترتيب هذه الأشياء في بيان عدم الاستواء جاء في غاية الفصاحة، ليظهر الفرق جلياً، ولا يقال ذلك لأجل السجع؛ لأن معجرة القرآن ليست في مجرد اللفظ، بل في المعنى أيضاً)* [ابن حيان].

https://youtu.be/2WjlXfsvUVw *(آيـة ومـعـنى) (٥)* قال الله ﷻ: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر:٢٠]. ♻️والمعنى: أنَّ المؤمن يعلم أن نهايته من هذه الحياة الموت ثم مصيره -بإذن الله- إلى الجنة؛ فإذا ذُكِرَ له الموت أو سمع بمن مات؛ تسلى بمصيره المحتوم، وذهب الحزن عن قلبه، وذلك من وجهين: ◀️أحدهما : أنَّ عاقبة الكل الموت، وهذه الغموم والأحزان تذهب وتزول ولا يبقى شيءٌ منها، والحزن متى كان كذلك لم يَلتفتِ العاقلُ إليه. ◀️ والثاني: أنَّ بعد هذه الدار دارًا يتميَّز فيها المحسن عن المسيء، ويوفى كل منهما بما يليق به من الجزاء، وكل واحدٍ من هذين الوجهين في غاية القوة في إزالة الحُزن والغم عن قلوب العقلاء. يُنظر: [تفسير الرازي، بتصرف]. ⏺️ كما أنَّ في: *(ذكر الموت حث للإنسان على المبادرة للعمل الصالح؛ لأنه إذا كان ميِّتًا لا محالة، ولا يدري متى يموت، وجب عليه المبادرة بالصالحات، لا سيما في قضاء الواجبات والتخلِّي عن المظالم والسيئات)* [ابن عثيمين].

https://youtu.be/A33T44vwspY *(آيـة ومـعـنى) (٤)* قال الله ﷻ: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر:٢٠]. ♻️والمعنى: أنَّ المسلم الصادق يعلم أنَّ الحياة على هذه الأرض موقوتة محدودة بأجل ثم تأتي نهايتها حتمًا، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ}. ◀️ فيموت الصالحون ويموت الطالحون، *فمنهم المجاهدون ومنهم القاعدون، ومنهم المستعلون بالعقيدة ومنهم المستذلون للعبيد، ومنهم الشجعان الذين يأبون الضيم، ومنهم الجبناء الحريصون على الحياة بأي ثمن، ومنهم ذوو الاهتمامات الكبيرة والأهداف العالية، ومنهم التافهون الذين يتبعون أهوائهم، كل نفس تذوق هذه الجرعة، وتفارق هذه الحياة، لا فرق بين نفسٍ ونفسٍ في تذوق هذه الجرعة من هذه الكأس الدائرة على الجميع، إنما الفرق في شيء آخر وقيمة أخرى، وهو المصير الذي يكون عليه الجزاء، قال تعالى:*{وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ}. ↩️ *فلا يُؤدى كامل الجزاء على الأعمال خيرها وشرها إلَّا يوم القيامة.*