قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير  WhatsApp Channel

قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير

57 subscribers

About قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير

دروس يوميه من المسجد النبوي الشريف للشيخ ابوبكر جابر الجزائري -رحمه الله - مؤلف تفسير (أيسر التفاسير لكلام العلي القدير)

Similar Channels

Swipe to see more

Posts

قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
6/16/2025, 9:03:22 PM

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٥٧ / ٨١ ✨ الثلاثاء ٢١ ذي الحجة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1UqkoLKbvETAjRg9Uc6j5xJCdGkkugSJp/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: قد خلت: خلت: مضت. سنن: جمع سنة وهي السيرة والطريقة التي يكون عليها الفرد أو الجماعة، وسنن الله تعالى في خلقه قانونه الماضي في الخلق. فسيروا في الأرض: الأمر للإرشاد، للوقوف على ديار الهالكين الغابرين لتعتبروا. عاقبة المكذبين: عاقبة أمرهم وهي ما حل بهم من الدمار والخسار كعاد وثمود. هذا بيان للناس: أي ما ذكر في الآيات بيان للناس به يتبينون الهدى من الضلال وما لازمهما من الفلاح، والخسران. موعظة: الموعظة الحال التي يتعظ بها المؤمن فيسلك سبيل النجاة. ولا تهنوا: لا تضعفوا. قرح: القرح: أثر السلاح في الجسم كالجرح، وتضم القاف فيكون بمعنى الألم. الأيام: جمع يوم والليالي معها والمراد بها ما يجريه الله من تصاريف الحياة من خير وغيره وإعزاز وإذلال. شهداء: جمع شهيد وهو المقتول في سبيل الله وشاهد وهو من يشهد على غيره. ليمحص: ليخلص المؤمنين من أدران المخالفات وأوضار الذنوب. ويمحق: يمحو ويذهب آثار الكفر والكافرين. معنى الآيات: لما حدث ما حدث من انكسار المؤمنين بسبب عدم الصبر، والطاعة اللازمة للقيادة ذكر تعالى تلك الأحداث مقرونة بفقهها لتبقى هدى وموعظة للمتقين من المؤمنين وبدأها بقوله: { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } فأخبر تعالى المؤمنين بأن سننه قد مضت فيمن قبلهم من الأمم كقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم فقد أرسل الله تعالى إليهم رسله فكذبوهم فأمضى تعالى سننه فيهم فأهلك المكذبين وأنجى المؤمنين بعد ما نالهم من أذى أقوامهم المكذبين، وستمضي سنته اليوم كذلك، فينجيكم وينصركم ويهلك المكذبين أعداءكم. وإن ارتبتم فسيروا في الأرض وقفوا على آثار الهالكين، وانظرو كيف كانت عاقبتهم،ثم قال تعالى: هذا الذي ذكرت في هذه الآيات بيان للناس يتبينون به الحق من الباطل والهدى من الضلال، وهدى يهتدون به إلى سبيل السلام وموعظة يتعظ بها المتقون لاستعدادهم بإيمانهم وتقواهم للإتعاظ فيطيعون الله ورسوله فينجون ويفلحون هذا ما تضمّنته الآيتان الأولى [137] والثانية [138] وأما الآيتان الثالثة [139] والرابعة [140] فقد تضمنتا تعزية الرب تعالى للمؤمنين فيما أصابهم يوم أحد إذ قال تعالى مخاطباً لهم { وَلاَ تَهِنُوا } أي لا تضعفوا فتقعدوا عن الجهاد والعمل، ولا تحزنوا على ما فاتكم من رجالكم، وأنتم الأعلون أي الغالبون لأعدائكم المنتصرون عليهم، وذلك فيما مضى وفيما هو آتٍ مستقبلا بشرط إيمانكم وتقواكم واعلموا أنه إن يمسسكم قَرْح بموت أو جراحات لا ينبغي أن يكون ذلك موهناً لكم قاعداً بكم عن مواصلة الجهاد فإن عدوكم قد مسّه قَرْح مثله وذلك في معركة بدر، والحرب سِجَال يومٌ لكم ويومٌ عليكم وهي سنة من سنن ربكم في الحياة هذا معنى قوله تعالى: { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } ثم بعد هذا العزاء الكريم الحكيم ذكر تعالى لهم علَّة هذا الحدث الجَلَل، والسر فيه وقال: { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ } أي ليظهر بهذا الحادث المؤلم إيمان المؤمنين وفعلا فالمنافقون رجعوا من الطريق بزعامة رئيسهم المنافق الأكبر عبد الله بن أبي بن سلول، والمؤمنون واصلوا سيرهم وخاضوا معركتهم فظهر إيمانهم واتخذ الله منهم شهداء وكانوا نحواً من سبعين شهيداً منهم أربعة من المهاجرين وعلى رأسهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومصعب بن عمير، والباقون من الأنصار رضي الله عنهم أجمعين. وقوله تعالى: { وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي أوجد هذا الذي أوجده في أحد من جهاد وانكسار تخليصا للمؤمنين من ذنوبهم وتطهيراً لهم ليصفوا الصفاء الكامل، ويمحق الكافرين بإذهابهم وإنهاء وجودهم. إن هذا الدرس نفع المؤمنين فيما بعد فلم يخرجوا عن طاعة نبيهم، وبذلك توالت انتصاراتهم حتى أذهبوا ريح الكفر والكافرين من كل أرض الجزيرة. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- عاقبة المكذبين بدعوة الحق الخسار والوبال. 2- في آي القرآن الهدي والبيان والمواعظ لمن كان من أهل الإِيمان والتقوى. 3- أهل الإِيمان هم الأعلون في الدنيا والآخرة. 4- الحياة دول وتارات فليقابلها المؤمن بالكر والصبر. 5- الفتن تمحص الرجال، وتودي بحياة العاجزين الجزعين.

Post image
Image
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
6/15/2025, 8:30:16 PM

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٥٦ / ٨١ ✨ الإثنين ٢٠ ذي الحجة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1Rp0plLNCvbJPCFEiCV2DbXBCvyzmUE2f/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: وسارعوا: المسارعة إلى الشيء المبادرة إليه بدون توانٍ ولا تراخ. إلى مغفرة: المغفرة: ستر الذنوب وعدم المؤاخذة بها. والمراد هنا: المسارعة إلى التوبة بترك الذنوب، وكثرة الاستغفار وفي الحديث: " ما من رجل يذنب ذنبا ثم يتوضأ ثم يصلي ويستغفر الله إلى غفر له ". وجنة: الجنة دار النعيم فوق السماوات، والمسارعة إليها تكون بالإِكثار من الصالحات. أُعِدَّتْ: هُيّئتْ وأحضرت فهي موجودة الآن مهيّأة. للمتقين: المتقون هم الذين اتقوا الله تعالى فلم يعصوه بترك واجب ولا بفعل محرم، وإن حدث منهم ذنب تابوا منه فوراً. في السراء والضراء: السراء الحال المسرة وهي اليسر والغنى والضراء الحال المضرة وهي الفقر. والكاظمين الغيظ: كظم الغيظ: حبسه، والغيظ ألم نفسي يحدث إذا أوذي المرء في بدنه أو عرضه أو ماله، وحبس الغيظ: عدم إظهاره على الجوارح بسب أو ضرب ونحوهما للتشفي والانتقام. والعافين عن الناس: العفو عدم المؤاخذة للمسيء مع القدرة على ذلك. يحب المحسنين: المحسنون هم الذين يبّرون ولا يسيئون في قول أو عمل. فاحشة: الفاحشة: الفعلة القبيحة الشديدة القبح كالزنى وكبائر الذنوب. أو ظلموا أنفسهم: بترك واجب أو فعل محرم فدنسوها بذلك فكان هذا ظلماً لها. ولم يصروا: أي يسارعون إلى التوبة، لأن الإِصرار هو الشد على الشيء والربط عليه مأخوذ من الصر، والصرة معروفة. وهم يعلمون: أي أنهم مخالفون للشرع بتركهم ما أوجب، او بفعلهم ما حرم. ونعم أجر العاملين: الذي هو الجنة. معنى الآيات: لما نادى الله تعالى المؤمنين ناهياً لهم أكل الربا آمراً لهم بتقواه عز وجل، وباتقاء النار وذلك بترك الربا وترك سائر المعاصي الموجبة لعذاب الله تعالى ودعاهم إلى طاعته وطاعة رسوله كي يرحموا في دنياهم وأخراهم. أمرهم في الآية الأولى [133] بالمسارعة إلى شيئين الأول مغفرة ذنوبهم وذلك بالتوبة النصوح، والثاني دخول الجنة التي وصفها لهم، وقال تعالى { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } أي أحضرت وهيئت للمتقين والمسارعة إلى الجنة هي المسارعة إلى موجبات دخولها وهي الإِيمان والعمل الصالح إذ بهما تزكوا الروح وتطيب فتكون أهلاً لدخول الجنة. هذا ما تضمنته الآية الأولى وأما الآيتان الثانية [134] والثالثة [135] فْقد تضمنتا صفات المتقين الذين أعدت لهم الجنة دار السلام فقوله تعالى: { ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ } هذا وصف لهم بكثرة الإنفاق في سبيل الله، وفي كل أحايينهم من غنىً وفقر وعسر ويسر وقوله: { وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ } وصف لهم بالحلم والكرم النفسي وقوله: { وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ } وصف لهم بالصفح والتجاوز عن زلات الآخرين تكرماً، وفعلهم هذا إحسان ظاهر ومن هنا بشروا بحب الله تعالى لهم فقال تعالى { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } كما هو تشجيع على الإِحسان وملازمته في القول والعمل وقوله: { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ } وصف لهم بملازمة ذكر الله وعدم الغفلة، ولذا إذا فعلوا فاحشة ذنباً كبيراً أو ظلموا أنفسهم بذنب دون الفاحش ذكروا وعيد الله تعالى ونهيه عما فعلوا فبادروا الى التوبة وهي الإقلاع عن الذنب والندم عن الفعل والعزم على عدم العودة إليه، واستغفار الله تعالى منه. وقوله تعالى: { وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } وصف لهم بعدم الإِصرار أي المواظبة على الذنب وعدم تركه وهم يعلمون أنه ذنب ناتج عن تركهم لواجب، أو فعلهم لحرام، وأما الآية الرابعة [136] فقد تضمنت بيان جزائهم على إيمانهم وتقواهم وما اتصفوا به من كمالات نفسية، وطهارة روحية إلا وهو مغفرة ذنوبهم كل ذنوبهم. وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها. ومدح المنان عز وجل ما جازاهم به من المغفرة والخلود في الجنة ذات النعيم المقيم فقال: { وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ }. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- وجوب تعجيل التوبة وعدم التسويف فيها لقوله تعالى: { وَسَارِعُوۤاْ }. 2- سعة الجنة، وإنها مخلوقة الآن لقوله تعالى: { أُعِدَّتْ }. 3- المتقون هم أهل الجنة وورثتها بحق. 4- فضل استمرار الإنفاق في سبيل الله، ولو بالقليل. 5- فضيلة خلة كظم الغيظ بترك المبادرة إلى التشفي والإنتقام. 6- فضل العفو عن الناس مطلقا مؤمنهم وكافرهم بارهم وفاجرهم. 7- فضيلة الاستغفار وترك الإِصرار على المعصية للآية ولحديث: " ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة ". رواه الترمذي وأبو داود. وحسنه ابن كثير.

Post image
Image
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
6/18/2025, 7:28:23 PM

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٥٩ / ٨١ ✨ الخميس ٢٣ ذي الحجة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1y5TlH8-pFUwI_pTs6bMrn2zvBF4ok3wI/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: وكأيّن من نبي: كثير من الأنبياء. وتفسر كأين بكم وتكون حينئذ للتكثير. ربيّون: ربانيون علماء وصلحاًء وأتقياء عابدون. فما وهنوا لما أصابهم: ما ضعفوا عن القتال ولا انهزموا لأجل ما أصابهم من قتل وجراحات. وما استكانوا: ما خضعوا ولا ذلوا لعدوهم. الإِسراف: مجاوزة الحد في الأمور ذات الحدود التي ينبغي أن يوقف عندها. فآتاهم الله ثواب الدنيا: أعطاهم الله تعالى ثواب الدنيا النصر والغنيمة. المحسنين: الذين يحسنون نياتهم فيخلصون أعمالهم لله، ويحسنون أعمالهم فيأتون بها موافقة لما شرعت عليه في كيفياتها وأعدادها وأوقاتها. معنى الآيات: ما زال السياق في الحديث عن أحداث غزوة أحد فذكر تعالى هنا ما هو في تمام عتابه للمؤمنين في الآيات السابقة عن عدم صبرهم وانهزامهم وتخليهم عن نبيهم في وسط المعركة وحده حتى ناداهم: إليّ عباد الله إليّ عباد الله فثاب إليه رجال. فقال تعالى مخبراً بما يكون عظة للمؤمنين وعبرة لهم: { وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ } أي وكم من نبي من الأنبياء السابقين قاتل معه جموع كثيرة من العلماء والأتقياء والصالحين فما وهنوا أي ما ضعفوا ولا ذلوا لعدوهم ولا خضعوا له كما همّ بعضكم أن يفعل أيها المؤمنون، فصبروا على القتال مع أنبيائهم متحملين آلام القتل والجرح فأحبهم ربهم تعالى لذلك أنه يحب الصابرين. هذا ما تضمنته الآية الأولى [146] ونصها: { وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسْتَكَانُواْ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّابِرِينَ } وأما الآية الثانية فأخبر تعالى فيها عن موقف أولئك الربيين وحالهم أثناء الجهاد في سبيله تعالى فقال: { وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِيۤ أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }. ولازم هذا كأنه تعالى يقول للمؤمنين لم لا تكون أنتم مثلهم وتقولواْ قولتهم الحسنة الكريمة وهي الضراعة لله تعالى بدعائه واستغفاره لذنوبهم الصغيرة والكبيرة والتي كثيراً ما تكون سبباً للهزائم والانتكاسات كما حصل لكم أيها المؤمنون فلم يكن لأولئك الربانيين من قول سوى قولهم ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، فسألوا لله مغفرة ذنوبه وتثبيت أقدامهم فى أرض المعركة حتى لا يتزلزلوا فينهزموا والنصرة على القوم الكافرين أعداء الله وأعدائهم فاستجاب لهم ربهم فأعطاهم ما سألوا وهو ثواب الدنيا بالنصر والتمكين وحسن ثواب الآخرة وهي رضوانه الذي أحله عليهم وهم في الجنة دار المتقين والأبرار هذا ما دلت عليه الآية الأخيرة [148] { فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- الترغيب في الائتساء بالصالحين في إيمانهم وجهادهم وصبرهم وحسن أقوالهم. 2- فضيلة الصبر والإِحسان، لحب الله تعالى الصابرين والمحسنين. 3- فضيلة الاشتغال بالذكر والدعاء عند المصائب والشدائد بدل التأوهات وإبداء التحسرات والتمنيات، وشر من ذلك التسخط والتضجر والبكاء والعويل. 4- كرم الله تعالى المتجلي في استجابة دعاء عباده الصابرين المحسنين.

Post image
Image
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
6/17/2025, 5:56:05 PM

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٥٨ / ٨١ ✨ الأربعاء ٢٢ ذي الحجة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1SfU6zZf3URAZs4fFDFTYdWo5-GxI42Ar/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: أم حسبتم: بل أظننتم فلا ينبغي أن تظنوا هذا الظن فالإِستفهام إنكاري. ولما يعلم: ولم يبتلكم بالجهاد حتى يعلم علم ظهور من يجاهد منكم ممن لا يجاهد كما هو عالم به في باطن الأمر وخفيّه. خلت من قبله: أي مضت من قبله الرسل بلغوا رسالتهم وماتوا. إفإن مات أو قتل: ينكر تعالى على من قال عندما أشيع أن النبي قُتل (هيا بنا نرجع الى دين قومنا، فالإستفهام منصبّ على قوله { ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ.. } لا على فإن مات أو قتل، وإن دخل عليها. انقلبتم على أعقابكم: رجعتم عن الإِسلام إلى الكفر. كتاباً مؤجلاً: كتب تعالى آجال الناس مؤقتة بمواقيتها فلا تتقدم ولا تتأخر. ثواب الدنيا: الثواب: الجزاء على النية والعمل معاً، وثواب الدنيا الرزق وثواب الآخرة الجنة. الشاكرين: الذين ثبتوا على إسلامهم فاعتبر ثباتهم شكراً لله، وما يجزيهم به هو الجنة ذات النعيم المقيم، وذلك بعد موتهم. معنى الآيات: ما زال السياق متعلقاً بغزوة أحد فأنكر تعالى على المؤمنين ظنهم أنهم بمجرد إيمانهم يدخلون الجنة بدون أن يبتلوا بالجهاد والشدائد تمحيصاً لهم وإظهاراً للصادقين منهم في دعوى الإِيمان والكاذبين فيها، كما يظهر الصابرين الثابتين والجزعين المرتدين فقال تعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّابِرِينَ } ثم عابهم تعالى على قلة صبرهم وانهزامهم في المعركة مذكراً إياهم بتمنيات الذين لم يحضروا وقعة بدر، وفاتهم فيها ما حازه من حضرها من الأجر والغنيمة بأنهم إذا قُدر لهم قتال في يوم ما من الأيام يبلون فيه البلاء الحسن فلما قدر تعالى ذلك لهم في وقعة أحد جزعوا وما صبروا وفروا منهزمين فقال تعالى: { وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ ٱلْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } أي فلم انهزمتم وما وفيتم ما واعدتم أنفسكم به؟ هذا ما تضمنته الآيتان الأولى [142]، والثانية [143] وأما الآية الثالثة [144] فقد تضمنت عتاباً شديداً لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما اشتدت المعركة وحمي وطيسها واستحر القتل في المؤمنين نتيجة خلو ظهورهم من الرماة الذين كانوا يحمونهم من ورائهم وضرب ابن قميئة - أقمأة الله - رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر في وجهه فشجه وكسر رباعيته، وأعلن أنه قتل محمداً فانكشف المسلمون وانهزموا، وقال من قال منهم لم نقاتل وقد مات رسول الله، وقال بعض المنافقين نبعث إلى ابن أبي رئيس المنافقين يأتي يأخذ لنا الأمان من أبي سفيان، ونعود إلى دين قومنا!! فقال تعالى: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ } وما دام رسولاً كغيره من الرسل، وقد مات الرسل قبله فلم ينكر موته، أو يندهش له إذاً؟ بعد تقرير هذه الحقيقة العلمية الثابتة أنكر تعالى بشدة على أولئك الذين سمعوا صرخة إبليس في المعركة (قتل محمد) ففروا هاربين إلى المدينة، ومنهم من أعلن ردته في صراحة وهم المنافقون فقال تعالى: { أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ } فعاتبهم منكراً على المنهزمين والمرتدين من المنافقين ردتهم، وأعلمهم أن ارتداد من ارتد أو يرتد لن يضر الله تعالى شيئاً فالله غنّي عن إيمانهم ونصرهم، وأنه تعالى سيجزي الثابتين على إيمانهم وطاعة ربهم ورسوله صلى الله عليه وسلم وسيجزيهم دنيا وآخرة بأعظم الأجور وأحسن المثوبات. هذه ما تضمنته الآية الثالثة أما الآية الرابعة [145] فقد تضمنت حقيقتين علميتين: الأولى: أن موت الإِنسان متوقف حصوله على إذن الله خالقه ومالكه فلا يموت أحد بدون علم الله تعالى بذلك فلم يكن لملك الموت أن يقبض روح إنسان قبل إذن الله تعالى له بذلك، وشيء آخر وهو أن موت كل إنسان قد ضبط تاريخ وفاته باللحظة فضلاً عن اليوم والساعة، وذلك في كتاب خاص فليس من الممكن أن يتقدم أجل إنسان أو يتأخر بحال من الأحوال، هذه حقيقة يجب أن تعلم، من قول الله تعالى: { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللهِ كِتَٰباً مُّؤَجَّلاً }. والثانية: أن من دخل المعركة يقاتل باسم الله فإن كان يريد بقتاله ثواب الدنيا فلله عز وجل يؤتيه من الدنيا ما قدره له، وليس له من ثواب الآخرة شيء، وإن كان يريد ثواب الآخرة لا غير فالله عز وجل يعطيه في الدنيا ما كتب له ويعطيه ثواب الآخرة وهو الجنة وما فيها من نعيم مقيم وأن الله تعالى سيجزي الشاكرين بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. هذه الحقيقة التي تضمنها قوله تعالى: { وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ ٱلآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي ٱلشَّٰكِرِينَ }. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- الابتلاء بالتكاليف الشرعية الصعبة منها والسهلة من ضروريات الإِيمان. 2- تقرير رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبشريته المفضلّة، ومَوْتَتِه المؤلمة لكل مؤمن. 3- الجهاد وخوض المعارك لا يقدم أجل العبد، والفرار من الجهاد لا يؤخره أيضاً. 4- ثواب الأعمال موقوف على نية العاملين وحسن قصدهم. 5- فضيلة الشكر بالثبات على الإِيمان والطاعة لله ورسوله في الأمر والنهي.

Post image
Image
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
6/13/2025, 7:32:33 PM

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٥٤ / ٨١ ✨ السبت ١٨ ذي الحجة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/112kvIBOUmehZy9ddblBVAxyyPibGgDMQ/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: وسارعوا: المسارعة إلى الشيء المبادرة إليه بدون توانٍ ولا تراخ. إلى مغفرة: المغفرة: ستر الذنوب وعدم المؤاخذة بها. والمراد هنا: المسارعة إلى التوبة بترك الذنوب، وكثرة الاستغفار وفي الحديث: " ما من رجل يذنب ذنبا ثم يتوضأ ثم يصلي ويستغفر الله إلى غفر له ". وجنة: الجنة دار النعيم فوق السماوات، والمسارعة إليها تكون بالإِكثار من الصالحات. أُعِدَّتْ: هُيّئتْ وأحضرت فهي موجودة الآن مهيّأة. للمتقين: المتقون هم الذين اتقوا الله تعالى فلم يعصوه بترك واجب ولا بفعل محرم، وإن حدث منهم ذنب تابوا منه فوراً. في السراء والضراء: السراء الحال المسرة وهي اليسر والغنى والضراء الحال المضرة وهي الفقر. والكاظمين الغيظ: كظم الغيظ: حبسه، والغيظ ألم نفسي يحدث إذا أوذي المرء في بدنه أو عرضه أو ماله، وحبس الغيظ: عدم إظهاره على الجوارح بسب أو ضرب ونحوهما للتشفي والانتقام. والعافين عن الناس: العفو عدم المؤاخذة للمسيء مع القدرة على ذلك. يحب المحسنين: المحسنون هم الذين يبّرون ولا يسيئون في قول أو عمل. فاحشة: الفاحشة: الفعلة القبيحة الشديدة القبح كالزنى وكبائر الذنوب. أو ظلموا أنفسهم: بترك واجب أو فعل محرم فدنسوها بذلك فكان هذا ظلماً لها. ولم يصروا: أي يسارعون إلى التوبة، لأن الإِصرار هو الشد على الشيء والربط عليه مأخوذ من الصر، والصرة معروفة. وهم يعلمون: أي أنهم مخالفون للشرع بتركهم ما أوجب، او بفعلهم ما حرم. ونعم أجر العاملين: الذي هو الجنة. معنى الآيات: لما نادى الله تعالى المؤمنين ناهياً لهم أكل الربا آمراً لهم بتقواه عز وجل، وباتقاء النار وذلك بترك الربا وترك سائر المعاصي الموجبة لعذاب الله تعالى ودعاهم إلى طاعته وطاعة رسوله كي يرحموا في دنياهم وأخراهم. أمرهم في الآية الأولى [133] بالمسارعة إلى شيئين الأول مغفرة ذنوبهم وذلك بالتوبة النصوح، والثاني دخول الجنة التي وصفها لهم، وقال تعالى { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } أي أحضرت وهيئت للمتقين والمسارعة إلى الجنة هي المسارعة إلى موجبات دخولها وهي الإِيمان والعمل الصالح إذ بهما تزكوا الروح وتطيب فتكون أهلاً لدخول الجنة. هذا ما تضمنته الآية الأولى وأما الآيتان الثانية [134] والثالثة [135] فْقد تضمنتا صفات المتقين الذين أعدت لهم الجنة دار السلام فقوله تعالى: { ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ } هذا وصف لهم بكثرة الإنفاق في سبيل الله، وفي كل أحايينهم من غنىً وفقر وعسر ويسر وقوله: { وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ } وصف لهم بالحلم والكرم النفسي وقوله: { وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ } وصف لهم بالصفح والتجاوز عن زلات الآخرين تكرماً، وفعلهم هذا إحسان ظاهر ومن هنا بشروا بحب الله تعالى لهم فقال تعالى { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } كما هو تشجيع على الإِحسان وملازمته في القول والعمل وقوله: { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ } وصف لهم بملازمة ذكر الله وعدم الغفلة، ولذا إذا فعلوا فاحشة ذنباً كبيراً أو ظلموا أنفسهم بذنب دون الفاحش ذكروا وعيد الله تعالى ونهيه عما فعلوا فبادروا الى التوبة وهي الإقلاع عن الذنب والندم عن الفعل والعزم على عدم العودة إليه، واستغفار الله تعالى منه. وقوله تعالى: { وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } وصف لهم بعدم الإِصرار أي المواظبة على الذنب وعدم تركه وهم يعلمون أنه ذنب ناتج عن تركهم لواجب، أو فعلهم لحرام، وأما الآية الرابعة [136] فقد تضمنت بيان جزائهم على إيمانهم وتقواهم وما اتصفوا به من كمالات نفسية، وطهارة روحية إلا وهو مغفرة ذنوبهم كل ذنوبهم. وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها. ومدح المنان عز وجل ما جازاهم به من المغفرة والخلود في الجنة ذات النعيم المقيم فقال: { وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ }. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- وجوب تعجيل التوبة وعدم التسويف فيها لقوله تعالى: { وَسَارِعُوۤاْ }. 2- سعة الجنة، وإنها مخلوقة الآن لقوله تعالى: { أُعِدَّتْ }. 3- المتقون هم أهل الجنة وورثتها بحق. 4- فضل استمرار الإنفاق في سبيل الله، ولو بالقليل. 5- فضيلة خلة كظم الغيظ بترك المبادرة إلى التشفي والإنتقام. 6- فضل العفو عن الناس مطلقا مؤمنهم وكافرهم بارهم وفاجرهم. 7- فضيلة الاستغفار وترك الإِصرار على المعصية للآية ولحديث: " ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة ". رواه الترمذي وأبو داود. وحسنه ابن كثير.

Post image
Image
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
6/14/2025, 7:25:43 PM

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٥٥ / ٨١ ✨ الأحد ١٩ ذي الحجة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1HiI1g7mfQtFCV8iMsbOAXoBWu90fIHVs/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: وسارعوا: المسارعة إلى الشيء المبادرة إليه بدون توانٍ ولا تراخ. إلى مغفرة: المغفرة: ستر الذنوب وعدم المؤاخذة بها. والمراد هنا: المسارعة إلى التوبة بترك الذنوب، وكثرة الاستغفار وفي الحديث: " ما من رجل يذنب ذنبا ثم يتوضأ ثم يصلي ويستغفر الله إلى غفر له ". وجنة: الجنة دار النعيم فوق السماوات، والمسارعة إليها تكون بالإِكثار من الصالحات. أُعِدَّتْ: هُيّئتْ وأحضرت فهي موجودة الآن مهيّأة. للمتقين: المتقون هم الذين اتقوا الله تعالى فلم يعصوه بترك واجب ولا بفعل محرم، وإن حدث منهم ذنب تابوا منه فوراً. في السراء والضراء: السراء الحال المسرة وهي اليسر والغنى والضراء الحال المضرة وهي الفقر. والكاظمين الغيظ: كظم الغيظ: حبسه، والغيظ ألم نفسي يحدث إذا أوذي المرء في بدنه أو عرضه أو ماله، وحبس الغيظ: عدم إظهاره على الجوارح بسب أو ضرب ونحوهما للتشفي والانتقام. والعافين عن الناس: العفو عدم المؤاخذة للمسيء مع القدرة على ذلك. يحب المحسنين: المحسنون هم الذين يبّرون ولا يسيئون في قول أو عمل. فاحشة: الفاحشة: الفعلة القبيحة الشديدة القبح كالزنى وكبائر الذنوب. أو ظلموا أنفسهم: بترك واجب أو فعل محرم فدنسوها بذلك فكان هذا ظلماً لها. ولم يصروا: أي يسارعون إلى التوبة، لأن الإِصرار هو الشد على الشيء والربط عليه مأخوذ من الصر، والصرة معروفة. وهم يعلمون: أي أنهم مخالفون للشرع بتركهم ما أوجب، او بفعلهم ما حرم. ونعم أجر العاملين: الذي هو الجنة. معنى الآيات: لما نادى الله تعالى المؤمنين ناهياً لهم أكل الربا آمراً لهم بتقواه عز وجل، وباتقاء النار وذلك بترك الربا وترك سائر المعاصي الموجبة لعذاب الله تعالى ودعاهم إلى طاعته وطاعة رسوله كي يرحموا في دنياهم وأخراهم. أمرهم في الآية الأولى [133] بالمسارعة إلى شيئين الأول مغفرة ذنوبهم وذلك بالتوبة النصوح، والثاني دخول الجنة التي وصفها لهم، وقال تعالى { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } أي أحضرت وهيئت للمتقين والمسارعة إلى الجنة هي المسارعة إلى موجبات دخولها وهي الإِيمان والعمل الصالح إذ بهما تزكوا الروح وتطيب فتكون أهلاً لدخول الجنة. هذا ما تضمنته الآية الأولى وأما الآيتان الثانية [134] والثالثة [135] فْقد تضمنتا صفات المتقين الذين أعدت لهم الجنة دار السلام فقوله تعالى: { ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ } هذا وصف لهم بكثرة الإنفاق في سبيل الله، وفي كل أحايينهم من غنىً وفقر وعسر ويسر وقوله: { وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ } وصف لهم بالحلم والكرم النفسي وقوله: { وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ } وصف لهم بالصفح والتجاوز عن زلات الآخرين تكرماً، وفعلهم هذا إحسان ظاهر ومن هنا بشروا بحب الله تعالى لهم فقال تعالى { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } كما هو تشجيع على الإِحسان وملازمته في القول والعمل وقوله: { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ } وصف لهم بملازمة ذكر الله وعدم الغفلة، ولذا إذا فعلوا فاحشة ذنباً كبيراً أو ظلموا أنفسهم بذنب دون الفاحش ذكروا وعيد الله تعالى ونهيه عما فعلوا فبادروا الى التوبة وهي الإقلاع عن الذنب والندم عن الفعل والعزم على عدم العودة إليه، واستغفار الله تعالى منه. وقوله تعالى: { وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } وصف لهم بعدم الإِصرار أي المواظبة على الذنب وعدم تركه وهم يعلمون أنه ذنب ناتج عن تركهم لواجب، أو فعلهم لحرام، وأما الآية الرابعة [136] فقد تضمنت بيان جزائهم على إيمانهم وتقواهم وما اتصفوا به من كمالات نفسية، وطهارة روحية إلا وهو مغفرة ذنوبهم كل ذنوبهم. وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها. ومدح المنان عز وجل ما جازاهم به من المغفرة والخلود في الجنة ذات النعيم المقيم فقال: { وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ }. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- وجوب تعجيل التوبة وعدم التسويف فيها لقوله تعالى: { وَسَارِعُوۤاْ }. 2- سعة الجنة، وإنها مخلوقة الآن لقوله تعالى: { أُعِدَّتْ }. 3- المتقون هم أهل الجنة وورثتها بحق. 4- فضل استمرار الإنفاق في سبيل الله، ولو بالقليل. 5- فضيلة خلة كظم الغيظ بترك المبادرة إلى التشفي والإنتقام. 6- فضل العفو عن الناس مطلقا مؤمنهم وكافرهم بارهم وفاجرهم. 7- فضيلة الاستغفار وترك الإِصرار على المعصية للآية ولحديث: " ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة ". رواه الترمذي وأبو داود. وحسنه ابن كثير.

Post image
Image
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
6/12/2025, 8:26:41 PM

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٥٣ / ٨١ ✨ الجمعة ١٧ ذي الحجة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1qDHKuGEMisP3ANmNDloDmdiVkqDKQFRx/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: الأمر: الشأن والمراد هنا توبة الله على الكافرين أو تعذيبهم. شيء: شيء نكرة متوغلة في الإِبهام. وأصل الشيء: ما يعلم ويخبر به. أو: هنا بمعنى حتى أي فاصْبِرْ حتى يتوب عليهم أو يعذبهم. لله ما في السماوات...: أي ملكاً وخلقاً وعبيداً يتصرف كيف يشاء ويحكم كما يريد. لا تأكلون الربا: لا مفهوم للأكل بل كل تصرف بالربا حرام سواء كان أكلاً أو شرباً أو لباساً. الربا: لغة: الزيادة، وفي الشرع نوعان: ربا فضل وربا نسيئة ربا الفضل: يكون في الذهب والفضة والبر والشعير والتمر والملح فإذا بيع الجنس بمثله يحرم الفضل أي الزيادة ويحرم التأخير، وربا النسيئة: هو أن يكون على المرء دين الى أجل فيحل الأجل ولم يجد سدادا لدينه فيقول له أخرني وزد في الدين. أضعافاً مضاعفة: لا مفهوم لهذا لأنه خرج مخرج الغالب، إذ الدرهم الواحد حرام كالألف، وإنما كانوا في الجاهلية يؤخرون الدين ويزيدون مقابل التأخير حتى يتضاعف الدين فيصبح أضعافاً كثيرة. تفلحون: تنجون من العذاب وتظفرون بالنعيم المقيم في الجنة. أعدت للكافرين: هيئت وأحضرت للمكذبين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. لعلكم ترحمون: لترحموا فلا تُعذَّبوا بما صدر منكم من ذنب المعصية. معنى الآيات: صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد دعا على أفراد من المشركين بالعذاب، وقال يوم أحد لما شج رأسه وكسرت رباعيته: " كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم؟ " فأنزل الله تعالى عليه قوله: { لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ } أي فاصبر حتى يتوب الله تعالى عليهم أو يعذبهم بظلمهم فإنهم ظالمون ولله ما في السماوات وما في الأرض ملكاً وخلقاً يتصرف كيف يشاء ويحكم ما يريد فإن عذب فبعدله وإن رحم فبفضله، وهو الغفور لمن تاب الرحيم بمن أناب. هذا ما تضمنته الآيتان الأولى [128] والثانية [129] وأما الآية الثالثة [130] فإن الله تعالى نادى عباده المؤمنين بعد أن خرجوا من الجاهلية ودخلوا في الإِسلام بأن يتركوا أكل الربا وكل تعامل به فقال { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي بالله رباً وبالإِسلام ديناً وبمحمد رسولاً { لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَٰواْ أَضْعَٰفاً مُّضَٰعَفَةً } إذ كان الرجل يكون عليه دين ويحل أجله ولم يجد ما يسدد به فيأتي إلى دائنه ويقول أخِّر ديني وزد علّي وهكذا للمرة الثانية والثالثة حتى يصبح الدين بعدما كان عشراً عشرين وثلاثين. وهذا معنى قوله أضعافاً مضاعفة، ثم أمرهم بتقواه عز وجل وواعدهم بالفلاح فقال عز وجل { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي كي تفلحوا بالنجاة من العذاب والحصول على الثواب وهو الجنة. وفي الآية الرابعة [131] أمرهم تعالى باتقاء النار التي أعدها للكافرين فهي مهيئة محضرة لهم، واتقاؤها يكون بطاعته تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل: { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيۤ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } ، أي المكذبين بالله ورسوله فلذا لم يعملوا بطاعتهما لأن التكذيب مانع من الطاعة، وفي الآية الأخيرة [132] أمرهم تعالى بطاعته وطاعة رسوله ووعدهم على ذلك بالرحمة في الدنيا والآخرة وكأنه يشير إلى الذين عصوا رسول الله في أحد وهم الرماة الذين تخلوا عن مراكزهم الدفاعية فتسبب عن ذلك هزيمة المؤمنين أسوأ هزيمة فقال تعالى: { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } أي كي يرحمكم فيتوب عليكم ويغفر لكم ويدخلكم دار السلام والنعيم المقيم. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- استقلال الرّب تعالى بالأمر كله فليس لأحد من خلقه تصرف في شيء إلا ما أذن فيه للعبد. 2- الظلم مستوجب للعذاب ما لم يتدارك الرب العبد بتوبة فيتوب ويغفر له ويعفو عنه. 3- حرمة أكل الربا مطلقاً مضاعفاً كان أو غير مضاعف. 4- بيان ربا الجاهلية إذ هو هذا الذي نهى الله تعالى عنه بقوله: { لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَٰواْ }. 5- وجوب التقوى لمن أراد الفلاح في الدنيا والآخرة. 6- وجوب اتقاء النار ولو بشق تمرة. 7- وجوب طاعة الله ورسوله للحصول على الرحمة الإِلهية وهي العفو والمغفرة ودخول الجنة.

Post image
Image
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
5/18/2025, 6:55:04 PM

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٢٩ / ٨١ ✨ الإثنين ٢١ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1lI35-3DAy3ewDdeQAyzMY-6U0CzNJlCA/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: كيف يهدي الله قوما: الإستفهام هنا للإستبعاد، والهداية الخروج من الضلال. البينات: الحجج من معجزات الرسل وآيات القرآن المبيّنة للحق في المعتقد والعمل. الظالمين: المتجاوزين الحد في الظلم المسرفين فيه حتى أصبح الظلم وصفاً لازماً لهم. لعنة الله: طرد الله لهم من كل خير، ولعنة الملائكة والناس دعاؤهم عليهم بذلك. ولا هم ينظرون: ولا هم يمهلون من أَنْظَره إذا أمهله ولم يعجِّل بعذابه. أصلحوا: أصلحوا ما أفسدوه من أنفسهم ومن غيرهم. معنى الآيات: ما زال السياق في أهل الكتاب وإن تناولت غيرهم ممن ارتد عن الإِسلام من بعض الأنصار ثم عاد إلى الإِسلام فأسلم وحسن إسلامه ففي كل هؤلاء يقول تعالى: { كَيْفَ يَهْدِي ٱللَّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ } فقد كفر اليهود بعيسى عليه السلام، وشهدوا أن الرسول محمداً حق وجاءتهم الحجج والبراهين على صدق نبوته وصحة ما جاء به من الدين الحق، والله حسب سنته في خلقه لا يهدي من أسرف في الظلم وتجاوز الحد فيه فأصبح الظلم طبعاً من طباعه فلهذا كانت هداية من هذه حاله مستبعدة للغاية، وإن لم تكن مستحيلة ثم أخبر تعالى عنهم متوعداً لهم فقال: { أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ ٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } { خَالِدِينَ فِيهَا } أي في تلك اللعنة الموجبة لهم عذاب النار { لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي ولا يمهلون ليعتذروا، أولا يخفف عنهم العذاب. ثم لما لم تكن توبتهم مستحيلة ولأن الله تعالى يحب توبة عباده ويقبلها منهم قال تعالى فاتحاً باب رحمته لعباده مهما كانت ذنوبهم { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ } الكفر والظلم، { وَأَصْلَحُواْ } نفوسهم بالإِيمان وصالح الأعمال { فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } فكان هذا كالوعد منه سبحانه وتعالى بأن يغفر لهم ذنوبهم ويرحمهم بدخول الجنة. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- التوغل في الشر والفساد أو الظلم والكفر قد يمنع العبد من التوبة. ولذا وجب على العبد إذا أذنب ذنباً أن يتوب منه فوراً، ولا يواصله مصراً عليه خشية أن يحال بينه وبين التوبة. 2- التوبة مقبولة متى قامت على أسسها واستوفت شروطها ومن ذلك الإِقلاع عن الذنب فوراً، والندم على ارتكابه، والاستغفار والعزم على العودة إلى الذنب الذي تاب منه، وإصلاح ما أفسده مما يمكن إصلاحه.

Post image
Image
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
5/19/2025, 6:25:29 PM

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٣٠ / ٨١ ✨ الثلاثاء ٢٢ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1B6Six9tRMp-OjtdPfxbAr2NPmI_DjCR9/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: الكفر: الجحود لله تعالى والتكذيب لرسوله وما جاء به من الدين والشرع. بعد إيمانهم: أي ارتدوا عن الإِسلام إلى الكفر. الضالون: المخطئون طريق الهدى. ملء الأرض: ما يملأها من الذهب. ولو افتدى به: ولو قدمه فداء لنفسه من النار ما قبل منه. معنى الآيتين: ما زال السياق في أهل الكتاب وهو هنا في اليهود خاصة إذ أخبر تعالى عنهم أنهم كفروا بعد إيمانهم كفروا بعيسى والإِنجيل بعد إيمانهم بموسى والتوراة. ازدادوا كفراً بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن فلن تقبل توبتهم إلا إذا تابوا بالإِيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن لكنهم مصرون على الكفر بهما فكيف تقبل توبتهم إذاً مع إصرارهم على الكفر، ولذا أخبر تعالى أنهم هم الضالون البالغون أبعد الحدود في الضلال ومن كانت هذه حاله فلا يتوب ولا تقبل توبته، ثم قرر مصيرهم بقوله عز وجل: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ ٱلأَرْضِ ذَهَباً } يريد يوم القيامة مع أنه لا مال يومئذ ولكن من باب الفرض والتقدير لا غير. فلو أن لأحدهم ملء الأرض ذهباً وقبل منه فداء لنفسه من عذاب الله لافتدى، ولكن هيهات هيهات إنه يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ولكن من جاء ربّه بقلب سليم من الشرك والشك وسائر أمراض القلوب نجا من النار ودخل الجنة بإذن الله تعالى. هداية الآيتين من هداية الآيتين: 1- سنة الله فيمن توغل في الكفر أو الظلم أو الفسق وبلغ حداً بعيداً أنه لا يتوب. 2- اليأس من نجاة من مات كافراً يوم القيامة. 3- لا فدية تقبل يوم القيامة من أحد ولا فداء لأحد فيه.

Post image
Image
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
5/17/2025, 7:21:33 PM

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٢٨ / ٨١ ✨ الأحد ٢٠ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1KfjAeWEKTmezmsrqcptCx43MA_NMSdif/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: الأسباط: جمع سِبْط والسِّبط الحفيد، والمراد بالأسباط هنا أولاد يعقوب الإثنا عشر والأسباط في اليهود كالقبائل في العرب. يبْتغ: يطلب ويريد ديناً غير الدين الإِسلامي. الخاسرين: الهالكين بالخلد في نار جهنم والذين خسروا كل شيء حتى أنفسهم. معنى الآيات: ما زال السياق في حجاج أهل الكتاب فبعد أن وبخهم تعالى بقوله في الآيات السابقة أفغير دين الله تبتغون يا معشر اليهود والنصارى؟ فإن قالوا: نعم فقل أنت يا رسولنا آمنا بالله وما أنزل علينا من وحيٍ وشرع وآمنا بما أنزل على إبراهيم خليل الرحمن وما أنزل على ولديه إسماعيل وإسحاق، وما أنزل على يعقوب وأولاده الأسباط، وآمنا بما أوتي موسى من التوراة وعيسى من الإِنجيل، وما أوتي النبيّون من ربهم لا نفرق بين أحد من أنبيائه بل نؤمن بهم وبما جاءوا به فلا نؤمن ببعض ونكفر ببعض كما هي حالكم يا معشر اليهود والنصارى. ونحن لله تعالى مسلمون أي منقادون مطيعون لا نعبده بغير ما شرع ولا نعبد معه سواه. هذا معنى الآية الأولى [84]. أما الآية الثانية [85] فإن الله تعالى يقرر أن كل دين غير الإسلام باطل، وإن من يطلب ديناً غير الإسلام لن يقبل منه بحال ويخسر في الآخرة خسراناً كبيراً فقال تعالى: { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } الذين يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، وذلك هو الخسران المبين. هداية الآيتين من هداية الآيتين: 1- لا يصح إيمان عبد يؤمن ببعض الرسل ويكفر ببعض، كما لا يصح إيمان عبد يؤمن ببعض ما أنزل الله تعالى على رسله ويكفر ببعض. 2- الإِسلام: هو الإِنقياد والخضوع لله تعالى وهو يتنافى مع التخيير بين رسل الله ووحيه إليهم. 3- بطلان سائر الأديان والملل سوى الدين الإِسلامي وملة محمد صلى الله عليه وسلم.

Post image
Image
Link copied to clipboard!