
قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
49 subscribers
About قناة أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
دروس يوميه من المسجد النبوي الشريف للشيخ ابوبكر جابر الجزائري -رحمه الله - مؤلف تفسير (أيسر التفاسير لكلام العلي القدير)
Similar Channels
Swipe to see more
Posts

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٢٨ / ٨١ ✨ الأحد ٢٠ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1KfjAeWEKTmezmsrqcptCx43MA_NMSdif/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: الأسباط: جمع سِبْط والسِّبط الحفيد، والمراد بالأسباط هنا أولاد يعقوب الإثنا عشر والأسباط في اليهود كالقبائل في العرب. يبْتغ: يطلب ويريد ديناً غير الدين الإِسلامي. الخاسرين: الهالكين بالخلد في نار جهنم والذين خسروا كل شيء حتى أنفسهم. معنى الآيات: ما زال السياق في حجاج أهل الكتاب فبعد أن وبخهم تعالى بقوله في الآيات السابقة أفغير دين الله تبتغون يا معشر اليهود والنصارى؟ فإن قالوا: نعم فقل أنت يا رسولنا آمنا بالله وما أنزل علينا من وحيٍ وشرع وآمنا بما أنزل على إبراهيم خليل الرحمن وما أنزل على ولديه إسماعيل وإسحاق، وما أنزل على يعقوب وأولاده الأسباط، وآمنا بما أوتي موسى من التوراة وعيسى من الإِنجيل، وما أوتي النبيّون من ربهم لا نفرق بين أحد من أنبيائه بل نؤمن بهم وبما جاءوا به فلا نؤمن ببعض ونكفر ببعض كما هي حالكم يا معشر اليهود والنصارى. ونحن لله تعالى مسلمون أي منقادون مطيعون لا نعبده بغير ما شرع ولا نعبد معه سواه. هذا معنى الآية الأولى [84]. أما الآية الثانية [85] فإن الله تعالى يقرر أن كل دين غير الإسلام باطل، وإن من يطلب ديناً غير الإسلام لن يقبل منه بحال ويخسر في الآخرة خسراناً كبيراً فقال تعالى: { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } الذين يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، وذلك هو الخسران المبين. هداية الآيتين من هداية الآيتين: 1- لا يصح إيمان عبد يؤمن ببعض الرسل ويكفر ببعض، كما لا يصح إيمان عبد يؤمن ببعض ما أنزل الله تعالى على رسله ويكفر ببعض. 2- الإِسلام: هو الإِنقياد والخضوع لله تعالى وهو يتنافى مع التخيير بين رسل الله ووحيه إليهم. 3- بطلان سائر الأديان والملل سوى الدين الإِسلامي وملة محمد صلى الله عليه وسلم.


أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٢٧ / ٨١ ✨ السبت ١٩ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1dPawhO0uIW-oQ8kdm4Q3YsFtSTWMBWXG/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: الميثاق: العهد المؤكد باليمين. لما آتيتكم: مهما آتيتكم. لتؤمنُنّ: لتصدقن برسالته. أأقررتم: الهمزة الأولى للإستفهام التقريري وأقررتم بمعنى اعترفتم. إصري: عهدي وميثاقي. فمن تولى: رجع عما اعترف به وأقرّ. الفاسقون: الخارجون عن طاعة الله ورسوله. أفغير دين الله يبغون: الاستفهام للإِنكار، ويبغون بمعنى يطلبون. وله أسلم: انقاد وخضع لمجاري أقدار الله وأحكامه عليه. معنى الآيات: ما زال السياق في الرد على نصارى نجران فيقول تعالى لرسوله أذكر لهم ما أخذ الله على النّبيين وأممهم من ميثاق أنه مهما آتاهم من كتاب وحكمة ثم جاءهم رسول مصدق لما معهم من النور والهدى ليؤمننّ به ولينصرنه على أعدائه ومناوئيه من أهل الكفر وأنه تعالى قررهم فأقروا واعترفوا ثم استشهدهم على ذلك فشهدوا وشهد تعالى فقال: { وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ } ثم أكد تعالى ذلك مرة أخرى بأن من يعرض عن هذا الميثاق ولم يف به يعتبر فاسقاً ويلقى جزاء الفاسقين فقال تعالى: { فَمَنْ تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }. وقد نقض هذا الميثاق كلٌّ من اليهود والنصارى، إذ لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به وقد أخذ عليهم الميثاق بالإِيمان به، وبنصره، فكفروا به، وخذلوه، فكانوا بذلك الفاسقين المستوجبين لعذاب الله. ثم وبخ تعالى أهل الكتاب قائلا: { أَفَغَيْرَ دِينِ ٱللَّهِ } - يريد الاسلام - { يَبْغُونَ } أي يطلبون، ولله أسلم أي انقاد وخضع من في السماوات من الملائكة والأرض من سائر المخلوقات الأرضية طوعاً أو كرها: طائعين أو مكرهين وفوق هذا أنّكم ترجعون إليه فيحاسبكم، ويجزيكم بأعمالكم. هذا ما تضمنته الآية الأخيرة [83] إذ قال تعالى { أَفَغَيْرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- بيان سنة الله تعالى في الأنبياء السابقين وهي أن يؤمن بعضهم ببعض وينصر بعضهم بعضاً. 2- كفر أهل الكتاب وفسقهم بنقضهم الميثاق وتوليهم عن الإِسلام وإعراضهم عنه بعد كفرهم بالنبيّ محمد صلى الله عليه وسلم وقد أخذ عليهم الميثاق بأن يؤمنوا به ويتبعوه. 3- بيان عظم شأن العهود والمواثيق عند الله تعالى. 4- الإِنكار على مَنْ يُعْرِض عن دين الله الإِسلام. مع أن الكون كلّه خاضع منقاد لأمر الله ومجاري أَقداره مسلم له.


أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٣١ / ٨١ ✨ الأربعاء ٢٣ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1xi-DxsRAXWZyNGincQts-iOg8HGEmB0X/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: الطعام: اسم لكل ما يطعم من أنواع المأكولات. حِلٌّ: الحِل: الحلال، وسمي حلالاً لانحلال عقدة الحظر عنه. بني إسرائيل: أولاد يعقوب الملقب بإسرائيل المنحدرون من أبنائه الأثني عشر إلى يومنا هذا. حرّم: حظر ومنع. التوراة: كتاب أنزل على موسى عليه السلام وهو من ذريّة إسرائيل. فاتلوها: اقرأوها على رؤوس الملأ لنتبين صحة دعواكم من بطلانها. افترى الكذب: اختلقه وزوره وقاله. ملة إبراهيم: دينه وهي عبادة الله تعالى بما شرع، ونبذ الشرك والبدع. حنيفاً: مائلا عن الشرك إلى التوحيد. ببكة: مكة. للعالمين: للناس أجمعين. مقام إبراهيم: آية من الآيات وهو الحجر الذي قام عليه أثناء بناء البيت فارتسمت قدماه وهو صخر فكان هذا آية. من دخله: الحرم الذي حول البيت بحدوده المعروفة. آمناً: لا يخاف على نفس ولا مال ولا عرض. الحج: قصد البيت للطواف به وأداء بقية المناسك. سبيلاً: طريقاً والمراد القدرة على السير إلى البيت والقيام بالمناسك. معنى الآيات: ما زال السياق في الحجاج مع أهل الكتاب فقد قال يهود للنبي صلى الله عليه وسلم كيف تدعي أنك على دين إبراهيم، وتأكل ما هو محرم في دينه من لحوم الإِبل وألبانها فرد الله تعالى على هذا الزعم الكاذب بقوله: كل الطعام كان حلاً أي حلالاً لبني إسرائيل وهم ذرية يعقوب الملقب بإسرائيل، ولم يكن هناك شيء محرم عليهم في دين إبراهيم اللهم إلا ما حرم إسرائيل " يعقوب " على نفسه خاصة وهو لحوم الإِبل وألبانها لنذر نذره وهو أنه مرض مرضاً آلمه فنذر لله تعالى إن شفاه تَرَكَ أحب الطعام والشراب إليه، وكانت لحوم الإِبل وألبانها من أحب الأطعمة والأشربة إليه فتركها لله تعالى، هذا معنى قوله تعالى: { كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ } من قبل أن تنزل التوراة، إذ التوراة نزلت على موسى بعد إبراهيم ويعقوب بقرون عدة، فكيف تدعون أن إبراهيم كان لا يأكل لحوم الإِبل ولا يشرب ألبانها فأتوا بالتوراة فاقرؤوها فسوف تجدون أن ما حرم الله تعالى على اليهود إنما كان لظلمهم واعتدائهم فحرم عليهم أنواعاً من الأطعمة، وذلك بعد إبراهيم ويعقوب بقرون طويلة. قال تعالى في سورة النساء: { فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ } [الآية: 160] (اليهود) { حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ } [الآية: 160] وقال في سورة الأنعام: { وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ } [الآية: 146]. ولما طُولبوا بالإِتيان بالتوراة وقراءتها بهتوا ولم يفعلوا فقامت الحجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم. وقوله تعالى: فمن افترى على الله الكذب بعد قيام الحجة بأن الله تعالى لم يحرم على إبراهيم ولا على بني إسرائيل شيئاً من الطعام والشراب إلا بعد نزول التوراة باستثناء ما حرم إسرائيل على نفسه من لحمان الإِبل وألبانها، فأولئك هم الظالمون بكذبهم على الله تعالى وعلى الناس. ومن هنا أمر الله تعالى رسوله أن يقول: صدق الله فيما أخبر به رسوله ويخبره به وهو الحق من الله، إذا فاتبعوا يا معشر اليهود ملة إبراهيم الحنيف الذي لم يكن أبداً من المشركين. هذ ما تضمنته الآيات الثلاث: 93- 94- 95 وأما قوله تعالى: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } فإنه متضمن الرّد على اليهود الذين قالوا إن بيت المقدس هي أول قبلة شرع للناس استقبالها فَلِمَ يعدل محمد وأصحابه عنها إلى استقبال الكعبة؟ وهي متأخرة الوجود فأخبر تعالى أن أول بيت وضع للناس هو الكعبة لا بيت المقدس وأنه جعله مباركاً يدوم بدوام الدنيا والبركة لا تفارقه فكل من يلتمسها بزيارته وحجه والطواف به يجدها ويحظى بها، كما جعله هدى للعالمين فالمؤمنون يأتون حجاجاً وعماراً فتحصل لهم بذلك أنواع من الهداية، والمصلون في مشارق الأرض ومغاربها يستقبلونه في صلاتهم، وفي ذلك من الهداية للحصول على الثواب وذكر الله والتقرب إليه أكبر هداية وقوله تعالى فيه آيات بينات يريد: في المسجد الحرام دلائل واضحات منها مقام إبراهيم وهو الحجر الذي كان يقوم عليه أثناء بناء البيت حيث بقي أثر قدميه عليه مع أنه صخرة من الصخور ومنها زمزم والحِجْر والصفا والمروة وسائر المشاعر كلها آيات ومنها الأمن التام لمن دخله فلا يخاف غير الله تعالى. قال تعالى: { وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً } ثم هذا الأمن له والعرب يعيشون في جاهلية جهلاء وفوضى لا حد لها، ولكن الله جعل في قلوبهم حرمة الحرم وقدسيته ووجوب أمن كل من يدخله ليحجه أو يعتمره، وقوله تعالى { وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } ، لمَّا ذكر تعالى البيت الحرام وما فيه من بركات وهدايات وآيات ألزم عباده المؤمنين به وبرسوله بحجه ليحصل لهم الخير والبركة والهداية، ففرضه بصيغة ولله على الناس وهي أبلغ صيغ الإِيجاب، واستثنى العاجزين عن حجه واعتماره بسبب مرض أو خوف أو قلة نفقة للركوب والإِنفاق على النفس والأهل أيام السفر. وقوله تعالى في آخر الآية: { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَٰلَمِينَ } فإنه خبر منه تعالى بأن من كفر بالله ورسوله وحج بيته بعد ما ذكر من الآيات والدلائل الواضحات فإنه لا يضر إلا نفسه أما الله تعالى فلا يضره شيء وكيف وهو القاهر فوق عباده والغني عنهم أجمعين. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- ثبوت النسخ في الشرائع الإِلهية، إذ حرم الله تعالى على اليهود بعض ما كان حِلاً لهم. 2- إبطال دعوى اليهود أن إبراهيم كان محرماً عليه لحوم الإِبل وألبانها. 3- تقرير النبوة المحمدية بتحدي اليهود وعجزهم عن دفع الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. 4- البيت الحرام كان قبل بيت المقدس وأن البيت الحرام أول بيت وضع للتعبد بالطواف به. 5- مشروعية طلب البركة بزيارة البيت وحجه والطواف به والتعبد حوله. 6- وجوب الحج على الفور لمن لم يكن له مانع يمنعه من ذلك. 7- الإِشارة إلى كفر من يترك الحج وهو قادر عليه، ولا مانع يمنعه منه غير عدم المبالاة.


أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٢٩ / ٨١ ✨ الإثنين ٢١ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1lI35-3DAy3ewDdeQAyzMY-6U0CzNJlCA/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: كيف يهدي الله قوما: الإستفهام هنا للإستبعاد، والهداية الخروج من الضلال. البينات: الحجج من معجزات الرسل وآيات القرآن المبيّنة للحق في المعتقد والعمل. الظالمين: المتجاوزين الحد في الظلم المسرفين فيه حتى أصبح الظلم وصفاً لازماً لهم. لعنة الله: طرد الله لهم من كل خير، ولعنة الملائكة والناس دعاؤهم عليهم بذلك. ولا هم ينظرون: ولا هم يمهلون من أَنْظَره إذا أمهله ولم يعجِّل بعذابه. أصلحوا: أصلحوا ما أفسدوه من أنفسهم ومن غيرهم. معنى الآيات: ما زال السياق في أهل الكتاب وإن تناولت غيرهم ممن ارتد عن الإِسلام من بعض الأنصار ثم عاد إلى الإِسلام فأسلم وحسن إسلامه ففي كل هؤلاء يقول تعالى: { كَيْفَ يَهْدِي ٱللَّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ } فقد كفر اليهود بعيسى عليه السلام، وشهدوا أن الرسول محمداً حق وجاءتهم الحجج والبراهين على صدق نبوته وصحة ما جاء به من الدين الحق، والله حسب سنته في خلقه لا يهدي من أسرف في الظلم وتجاوز الحد فيه فأصبح الظلم طبعاً من طباعه فلهذا كانت هداية من هذه حاله مستبعدة للغاية، وإن لم تكن مستحيلة ثم أخبر تعالى عنهم متوعداً لهم فقال: { أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ ٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } { خَالِدِينَ فِيهَا } أي في تلك اللعنة الموجبة لهم عذاب النار { لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي ولا يمهلون ليعتذروا، أولا يخفف عنهم العذاب. ثم لما لم تكن توبتهم مستحيلة ولأن الله تعالى يحب توبة عباده ويقبلها منهم قال تعالى فاتحاً باب رحمته لعباده مهما كانت ذنوبهم { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ } الكفر والظلم، { وَأَصْلَحُواْ } نفوسهم بالإِيمان وصالح الأعمال { فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } فكان هذا كالوعد منه سبحانه وتعالى بأن يغفر لهم ذنوبهم ويرحمهم بدخول الجنة. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- التوغل في الشر والفساد أو الظلم والكفر قد يمنع العبد من التوبة. ولذا وجب على العبد إذا أذنب ذنباً أن يتوب منه فوراً، ولا يواصله مصراً عليه خشية أن يحال بينه وبين التوبة. 2- التوبة مقبولة متى قامت على أسسها واستوفت شروطها ومن ذلك الإِقلاع عن الذنب فوراً، والندم على ارتكابه، والاستغفار والعزم على العودة إلى الذنب الذي تاب منه، وإصلاح ما أفسده مما يمكن إصلاحه.


أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٢٥ / ٨١ ✨ الخميس ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1AA3mSHZEH1eXiTqK7Bz_-FDaK-lMrIHO/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: إن تأمنه: ائتمنه على كذا وضعه عنده أمانة وأمنه عليه فلم يخفه. قنطار: وزن معروف والمراد هنا أنه من ذهب بدليل الدينار. إلا ما دمت عليه قائماً: أي ملازماً له تطالبه به ليل نهار. الأمّيين: العرب المشركين. سبيل: أي لا يؤاخذنا الله إن نحن أكلنا أموالهم لأنهم مشركون. بلى: أي ليس الأمر كما يقول يهود من أنه ليس عليهم حرج ولا إثم في أكل أموال العرب المشركين بل عليهم الإِثم والمؤاخذة. لا خلاق لهم: أي لاحظ ولا نصيب لهم في خيرات الآخرة ونعيم الجنان. لا يزكيهم: لا يطهرهم من ذنوبهم ولا يكفرها عنهم. معنى الآيات: ما زال السياق الكريم في هتك أستار أهل الكتاب وبيان نفسيّاتهم المريضة وصفاتهم الذميمة ففي هذه الآية [75] يخبر تعالى أن في اليهود من إن أمنته على أكبر مال أداه إليك وافياً كاملاً، ومنهم من إذا أمنته على دينار فأقل خانك فيه وأنكره عليك فلا يؤديه إليك إلا بمقاضاتك له وملازمتك إياه.. فقال تعالى في خطاب رسوله: { وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً } ويعلل الرب تعالى سلوكهم هذا بأنهم يقولون { لَيْسَ عَلَيْنَا فِي ٱلأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ } أي لا حرج علينا ولا إثم في أكل أموال العرب لأنهم مشركون فلا نؤاخذ بأكل أموالهم وكذّبهم الله تعالى في هذه الدعوة الباطلة فقال تعالى: { وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أي أنه كذب على الله ولكن يكذبون ليسوِّغوا كذبهم وخيانتهم. وفي الآية الثانية [76] يقول تعتالى: { بَلَىٰ } أي ليس الأمر كما يدعون بل عليهم الإِثم والحرج والمؤاخذة، وإنما لا إثم ولا حرج ولا مؤاخذة على من أوفى بعهد الله تعالى فآمن برسوله وبما جاء به، واتقى الشرك والمعاصي فهذا الذي يحبه الله فلا يعذبه لأنه عز وجل يحب المتقين. وأما الآية الأخيرة [77] فيتوعد الرب تعالى بأشد أنواع العقوبات أولئك الذين يعاهدون ويخونون ويحلفون ويكذبون من أجل حطام الدنيا ومتاعها القليل فيقول { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـٰئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } أي لا حظ ولا نصيب لهم في نعيم الدار الآخرة ولا يكلمهم تشريفاً لهم وإكراماً، ولا يزكيهم بالثناء عليهم ولا بتطهيرهم من ذنوبهم، ولهم عذاب مؤلم في دار الشقاء وهو عذاب دائم مقيم. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- يجب أن لا يُغْتَّر باليهود ولا يوثق فيهم لما عرفوا به من الخيانة. 2- من كذب على الله أحرى به أن يكذب على الناس. 3- بيان اعتقاد اليهود في أن البشرية غير اليهود نجس وأن أموالهم وأعراضهم مباحة لليهود حلال لهم؛ لأنهم المؤمنون في نظرهم وغيرهم الكفار. 4- عظم ذنب من يخون عهده من أجل المال، وكذا من يحلف كاذباً لأجل المال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حلف على يمين يستحق بها مالاً وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان ".


أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٣٠ / ٨١ ✨ الثلاثاء ٢٢ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1B6Six9tRMp-OjtdPfxbAr2NPmI_DjCR9/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: الكفر: الجحود لله تعالى والتكذيب لرسوله وما جاء به من الدين والشرع. بعد إيمانهم: أي ارتدوا عن الإِسلام إلى الكفر. الضالون: المخطئون طريق الهدى. ملء الأرض: ما يملأها من الذهب. ولو افتدى به: ولو قدمه فداء لنفسه من النار ما قبل منه. معنى الآيتين: ما زال السياق في أهل الكتاب وهو هنا في اليهود خاصة إذ أخبر تعالى عنهم أنهم كفروا بعد إيمانهم كفروا بعيسى والإِنجيل بعد إيمانهم بموسى والتوراة. ازدادوا كفراً بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن فلن تقبل توبتهم إلا إذا تابوا بالإِيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن لكنهم مصرون على الكفر بهما فكيف تقبل توبتهم إذاً مع إصرارهم على الكفر، ولذا أخبر تعالى أنهم هم الضالون البالغون أبعد الحدود في الضلال ومن كانت هذه حاله فلا يتوب ولا تقبل توبته، ثم قرر مصيرهم بقوله عز وجل: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ ٱلأَرْضِ ذَهَباً } يريد يوم القيامة مع أنه لا مال يومئذ ولكن من باب الفرض والتقدير لا غير. فلو أن لأحدهم ملء الأرض ذهباً وقبل منه فداء لنفسه من عذاب الله لافتدى، ولكن هيهات هيهات إنه يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ولكن من جاء ربّه بقلب سليم من الشرك والشك وسائر أمراض القلوب نجا من النار ودخل الجنة بإذن الله تعالى. هداية الآيتين من هداية الآيتين: 1- سنة الله فيمن توغل في الكفر أو الظلم أو الفسق وبلغ حداً بعيداً أنه لا يتوب. 2- اليأس من نجاة من مات كافراً يوم القيامة. 3- لا فدية تقبل يوم القيامة من أحد ولا فداء لأحد فيه.


أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٣٣ / ٨١ ✨ الجمعة ٢٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1y_P3mpyEKQ5QZsO1_Ht3wV2zQkXPXyQm/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: الكفر: الجحود. آيات الله: ما أنزل تعالى من الحجج والبينات في القرآن المقررة لنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزله تعالى في التوراة والإِنجيل من صفات النبي صلى الله عليه وسلم ونعوته الموجبة للإِيمان به واتباعه على دين الحق الذي جاء به وهو الإِسلام. شهيد على ما تعملون: عليم به مطلع عليه، وما يعملونه وهو الكفر والشر والفساد. تصدون عن سبيل الله: تصرفون الناس ممن آمن منكم ومن العرب عن الإِسلام الذي هو سبيل الله تعالى المفضي بأهله إلى سعادة الدارين. تبغونها عوجاً: تطلبون لها العِوج حتى تخرجوا بها عن الحق والهدى فيضل سالكها وذلك بالتحريف والتضليل. وأنتم شهداء: بعلمكم بأن الإِسلام حق، وأن ما تبغونه له من الإِضلال لأهله والتضليل هو كفر وباطل. معنى الآيتين: بعد أن دحض الله تعالى شبه أهل الكتاب وأبطلها في الآيات السابقة أمر تعالى رسوله أن يقول لهم موبخاً مسجلاً عليهم الكفر يا أهل الكتاب لم تكفرون بحجج الله تعالى وبراهينه المثبتة لنبوة نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم ودينه الإِسلام تلك الحجج والبراهين التي جاء بها القرآن والتوراة والإِنجيل معاً؟ والله جل جلاله مطلع على كفركم عليم به، أما تخافون عقابه أما تخشون عذابه؟. كما أمر تعالى رسوله أيضاً أن يقول لهم مؤنبّاً موبخاً لهم على صرفهم المؤمنين عن الإِسلام بأنواع الحيل والتضليل: يا أهل الكتاب أي يا أهل العلم الأول لم تصرفون المؤمنين عن الإِسلام الذي هو سبيل الله بما تثيرونه بينهم من الشكوك والأوهام تطلبون للإِسلام العوج لينصرف المؤمنون عنه، مع علمكم التام بصحة الإِسلام وصدق نبيّه محمد عليه الصلاة والسلام أما تخافون الله، أما تخشونه تعالى وهو مطلع على سوء تدبيركم غير غافل عن مكركم وغشكم وخداعكم. هداية الآيتين من هداية الآيتين: 1- شدة قبح كفر وظلم من كان عالماً من أهل الكتاب بالحق ثم كفره وجحده بغياً وحسداً. 2- حرمة صرف الناس عن الحق والمعروف بأنواع الحيل وضروب الكذب والخداع. 3- علم الله تعالى بكل أعمال عباده من خير وشر وسيجزيهم بها فضلاً منه وعدلاً.


أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٣٢ / ٨١ ✨ الخميس ٢٤ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1cQSG_4V4V2nKdql4tj6sSdoDBUG61ash/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: الكفر: الجحود. آيات الله: ما أنزل تعالى من الحجج والبينات في القرآن المقررة لنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزله تعالى في التوراة والإِنجيل من صفات النبي صلى الله عليه وسلم ونعوته الموجبة للإِيمان به واتباعه على دين الحق الذي جاء به وهو الإِسلام. شهيد على ما تعملون: عليم به مطلع عليه، وما يعملونه وهو الكفر والشر والفساد. تصدون عن سبيل الله: تصرفون الناس ممن آمن منكم ومن العرب عن الإِسلام الذي هو سبيل الله تعالى المفضي بأهله إلى سعادة الدارين. تبغونها عوجاً: تطلبون لها العِوج حتى تخرجوا بها عن الحق والهدى فيضل سالكها وذلك بالتحريف والتضليل. وأنتم شهداء: بعلمكم بأن الإِسلام حق، وأن ما تبغونه له من الإِضلال لأهله والتضليل هو كفر وباطل. معنى الآيتين: بعد أن دحض الله تعالى شبه أهل الكتاب وأبطلها في الآيات السابقة أمر تعالى رسوله أن يقول لهم موبخاً مسجلاً عليهم الكفر يا أهل الكتاب لم تكفرون بحجج الله تعالى وبراهينه المثبتة لنبوة نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم ودينه الإِسلام تلك الحجج والبراهين التي جاء بها القرآن والتوراة والإِنجيل معاً؟ والله جل جلاله مطلع على كفركم عليم به، أما تخافون عقابه أما تخشون عذابه؟. كما أمر تعالى رسوله أيضاً أن يقول لهم مؤنبّاً موبخاً لهم على صرفهم المؤمنين عن الإِسلام بأنواع الحيل والتضليل: يا أهل الكتاب أي يا أهل العلم الأول لم تصرفون المؤمنين عن الإِسلام الذي هو سبيل الله بما تثيرونه بينهم من الشكوك والأوهام تطلبون للإِسلام العوج لينصرف المؤمنون عنه، مع علمكم التام بصحة الإِسلام وصدق نبيّه محمد عليه الصلاة والسلام أما تخافون الله، أما تخشونه تعالى وهو مطلع على سوء تدبيركم غير غافل عن مكركم وغشكم وخداعكم. هداية الآيتين من هداية الآيتين: 1- شدة قبح كفر وظلم من كان عالماً من أهل الكتاب بالحق ثم كفره وجحده بغياً وحسداً. 2- حرمة صرف الناس عن الحق والمعروف بأنواع الحيل وضروب الكذب والخداع. 3- علم الله تعالى بكل أعمال عباده من خير وشر وسيجزيهم بها فضلاً منه وعدلاً.


أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٢٦ / ٨١ ✨ الجمعة ١٨ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1WBoJt4NOoQi04LVG3wZPGFbjrR_ExOon/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: وإن منهم لفريقاً: طائفة من اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة النبويّة. يلوون ألسنتهم: يحرفون ألسنتهم بالكلام كأنهم يقرأون الكتاب. وما هو من الكتاب: وليس هو من الكتاب. ويقولون على الله الكذب: أي يكذبون على الله لأغراض ماديّة. معنى الآية: ما زال السياق في اليهود وبيان فضائحهم فأخبر تعالى أن طائفة منهم يلوون ألسنتهم بمعنى يحرفون نطقهم بالكلام تمويهاً على السامعين كأنهم يقرأون التوراة وما أنزل الله فيها، وليس هو من الكتاب المنزل في شيء بل هو الكذب البَحْت، ويقولون لكم إنه من عند الله وما هو من عند الله، ويقولون على الله الكذب لأجل الحفاظ على الحطام الخسيس والرئاسة الكاذبة. هداية الآية من هداية الآية: 1- بيان مكر اليهود وتضليلهم للناس وخداعهم لهم باسم الدين والعلم. 2- جرأة اليهود على الكذب على الناس وعلى الله مع علمهم بأنهم يكذبون وهو قبح أشدّ وظلم أعظم. 3- التحذير للمسلم من سلوك اليهود في التضليل والقول على الله والرسول لأجل الأغراض الدنيويّة الفاسدة.


أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير تفسير سورة آل عمران ٣ / ١١٤ ✨ الدرس ٢٤ / ٨١ ✨ الأربعاء ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ https://drive.google.com/file/d/1Ww5Evo_cMSJgt_FNQukqQLCxCUub0_lb/view?usp=drivesdk شرح الكلمات: وجه النهار وآخره: أوله وهو الصباح وآخره وهو المساء. ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم: أي لا تصدقوا إلا من كان على ملتكم. الهدى هدى الله: البيان الحق والتوفيق الكامل بيان الله وهداه لا ما يخلط اليهود ويلبسون تضليلاً للناس. أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم: أن يعطى أحد نبوة ودينا وفضلا. أو يحاجوكم عند ربكم: يخاصموكم يوم القيامة عند ربكم. قل إن الفضل بيد الله: قل إن التوفيق للإِيمان والهداية للإِسلام بيد الله لا بيد غيره. والله واسع عليم: ذو سعة بفضله، عليم بمن يستحق فضله فيمُن عليه. معنى الآيات: يخبر تعالى عن كيد اليهود ومكرهم بالمسلمين فيقول: { وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ آمِنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكْفُرُوۤاْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } وذلك أن كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف عليهما لعائن الله قالا لبعض إخوانهم صلوا مع المسلمين صلاة الصبح إلى الكعبة، وصلوا العصر الى الصخرة بيت المقدس فإن قيل لكم لم عدلتم عن الكعبة بعد ما صليتم إليها؟ قولوا لهم قد تبينّ لنا أن الحق هو استقبال الصخرة لا الكعبة. هذا معنى قوله تعالى فيهم { وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ آمِنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني في شأن القبلة، { وَجْهَ ٱلنَّهَارِ } أي صباحاً، { وَٱكْفُرُوۤاْ آخِرَهُ } أي واجحدوا به مساءً، { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } أي إلى استقبال الصخرة بدلاً عن الكعبة، والغرض هو بلبلة أفكار المسلمين وإدخال الشك عليهم وقوله تعالى عنهم { وَلاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ } يريد أنهم قالوا لبعضهم بعضاً لا تصدقوا أحداً إلا من تبع دينكم من أهل ملتكم وهذا صرف من رؤسائهم لليهود عن الإِسلام وقبوله، أي لا تصدقوا المسلمين فيما يقولون لكم، وهنا رد تعالى عليهم بقوله قل يا رسولنا إن الهدى هدى الله، لا ما يحتكره اليهود من الضلال ويزعمون أنه الحق والهدى وهو البدعة اليهودية وقوله تعالى: { أَن يُؤْتَىۤ أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ }. هو قول اليهود معطوف على قولهم: { وَلاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ } أما قوله تعالى { قُلْ إِنَّ ٱلْهُدَىٰ... } فهو كلام معترض بين كلام اليهود الذي قُدِّم تعجيلاً للردِّ عليهم، ومعنى قولهم: { أَن يُؤْتَىۤ أَحَدٌ } الخ. أي كراهة أن يعترف من قبلكم بأن محمداً نبيّ حق وأن دينه حق فيتابعه اليهود والمشركون عليه فيسلمون، أو على الأقل يثبت المسلمون عليه، ونحن نريد زلزلتهم وتشكيكهم حتى يعودوا إلى دين آبائهم، أو يحاجوكم عند ربكم يوم القيامة وتكون لهم الحجة عليكم إن أنتم اعترفتم لهم اليوم بأن نبيهم حق ودينهم حق، فلذا واصلوا الإِصرار أنه لا دين حق إلا اليهودية وأن ما عداها باطل. وهنا أمر تعالى رسوله أن يقول لهم مبكِّتاً لهم: { إِنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ } ، لا بيد اليهود { يُؤْتِيهِ } أي الفضل الذي هو النبوة والهدى والتوفيق وما يتبع ذلك من خير الدنيا والأخرة، { مَن يَشَآءُ } من عباده ويحرمه من يشاء، وهو الواسع الفضل العليم بمن يستأهله ويحق له { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }. هداية الآيات من هداية الآيات: 1- تسجيل المكر والخداع على اليهود وأنه صفة من صفاتهم اللازمة لهم إلى يوم القيامة. 2- الكشف عن التعصب اليهودي وأساليب التمويه والتضليل، والإِعلام العالمي اليوم مظهر من مظاهر التضليل اليهودي. 3- سذاجة اليهود المتناهية في فهم مسائل الدين والاعتقاد توارثوها إلى اليوم، وإلا فأي مؤمن بالله واليوم الآخر يقول: لا تعترفوا للمسلمين بأنهم على حق حتى لا يحتجوا عليكم باعترافكم يوم القيامة؟. إن الله تعالى يعلم أن اليهود يجحدون الإسلام وهو الحق ويكفرون به وهو الحق من ربهم وسيعذبهم في نار جهنم يخلدون فيها، فكونهم لا يصرحون للمسلمين بأنهم على حق وهم يعلمون أنهم على الحق في دنيهم ينجيهم هذا من عذاب الله على كفرهم بالإِسلام؟ اللهم لا. فما معنى قولهم لا تعترفوا بالإِسلام حتى لا يحتج عليكم المسلمون باعترافكم يوم القيامة؟؟ إنه الجهل والسذاجة في الفهم. وسبحان الله ماذا في الخلق من عجائب!!
