فضل ليلة النصف من شعبان ومعنى المشاحن لم يثبت في ليلة النصف من شعبان فضل لصيام نهارها ولا لقيام ليلها ولا تخصيص بدعاء ولا استجابة الدعاء فيها له خصوصية عن غيره والله أعلم وصح فيها حديث واحد وهو عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه ابن ماجه وحسنه الألباني. اختلف العلماء في ذلك على أقوال وقد نقلت لكم أقوالهم من موقع الألوكة بتصرف ((القول الأول)): المشاحن: هو "صاحب البدعة"، وهذا قول بعض السلف، فهو مروي عن: الأوزاعي، وأبي خليد. قال ابن المبارك: عن الحجاج: سمعت الأوزاعي يفسر (المشاحن): ((كل صاحب بدعة فارق عليها أمته)). ((القول الثاني)): المشاحن: الذي في قلبه شحناء لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - وهو رواية أخرى عن الأوزاعي -رحمه الله ((القول الثالث)): المشاحن: التارك لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الطاعن على أمته، السافك لدمائهم، وهذا قول ابن ثوبان. قلت: وهذه الأقوال الثلاثة السابقة مردُّها إلى حمل معنى "المشاحن" على أهل البدع، وحملوه عليه؛ لأنه مشاحن لأهل السنة، ولا شك أن هذا من أعظم الشحناء. ((القول الرابع)): المشاحن: المخاصم المعادي لمسلم لغير سبب ديني. وهذا قول الجمهور، وعليه أكثر الشراح. ((تنبيه)): لا يدخل في باب الشحناء – المخاصم المعادي على قول الجمهور - إن كان تعلقها بسبب شرعي ديني؛ كمن هجر لزجره - كصاحب البدعة - أو الفاسق لردعه نسأل الله من فضله