
حكاية في رواية 🩷🎀.. ))حالات نكت قصص دينية POV فديوهات 𝗤𝘂𝗿𝗮𝗻 الجزيرة تحفيز روايات رومانسية حب
January 22, 2025 at 06:13 PM
*⏎[ رواية غفران العاصي 💗🎀🔥 ]*
*إدارة :حكاية في رواية*
`سيُنقظڪ اللَّــٰــه فـِ اللحظه المُناسبه لا تقلق`
الفصل21
الفصل 22
الفصل 23
> تابع قناة مـا لا نــبـوح بـه⊀①❤️؍؍⤹ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VazkYTqL2AU6fBSLrs1r
`من اجمل قنوات الوتساب لروايات ادخلوا اعملوا فولو للقناة:`
> تم مشاركة الرواية من قناة حكاية في رواية في الوتساب:
> تابع قناة حكاية في رواية 🩷🎀في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaDlnq3D8SE0iENtWr3G
`فلسطين حكاية الأرض ونبض القلب فلسطين عربية حرة`
> تابع قناة قناة فلسطين تمضي وحدها 🇵🇸❤️🩹: https://whatsapp.com/channel/0029VauXwfu9xVJho5kKji0M
*`ثانيًا إِبعد عن البني آدمين دول خطر 😔😂🧡🧡🧡🧡🧡)".`*
تابع قناة قناة شوية'ة ونس ♥🫀في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaudApqJpe8XUe985o41
🩷🩷🩷🩷🩷🩷🩷🩷🩷🩷🩷🩷🩷🩷
الفصل الواحد و العشرون
تفطع غرفتها ذهاباً واياباً بغل وهي تقضم اظافرها تفكر في طريقه لوصاله والتقرب اليه .....
مرت حوالي سنه منذ رحيل غريمتها واكتشاف برائتها ، وكل الامور انفرطت عقدتها من يدها ...
بعدما كانت قاب قوسين او ادني من تحقيق هدفها وسحقها تحت قدميها ونفيها من حياتها نهائياً والي الابد ، استطاع عاصي ان يحكم شباكه من جديد والوصول الي الحقيقه وانقاذها واثبات برائتها...!!!
عاااااصي !!!!
الي متي سيظل لا يراها ولا يشعر بها وهي التي تعشقه حد اللهوس ....
نعم هي مهووسه بعاصي ، عاصي الجارحي رجل الاعمال وصاحب اقوي امبراطوريه اقتصاديه ، رجل النفوذ والسلطه الامحدود ، الذي باشاره منه تفتح امامه كل الابواب المغلقه ...
ااااااه وكم تتمني ان تنعم هي بلقب حرم عاصي الجارحي ....
لمعت عينيها ببريق خاطف وهي تتخيل نفسها وهي تتأبط ذراعه وتمشي بخيلاء بجانبه وهو يعرفها علي الجموع الغفيره امامهم والتي ينحنون احتراماً وتوقيراً لها وهي تناظرهم بعلو وغرور...!!!
ابتسامه منتشيه ارتسمت علي ملامحها الحاده من مجرد تخيلها لتلك الحياه التي تطوق اليها ...
ولكن يجب ان تفكر في طريقه اخري تجذب انظار عاصي اليها ...
فهي لازالت علي وضع اللامبالي له وتتعامل معه علي انه ابن خالتها فقط وانها ما عادت تفكر فيه كما السابق حتي بعد طلاقه من غفران !!!
ولكن عليها التفكير في خطه جديده تُجذب بها انطاره اليها ....
اخرجها من تفكيرها تعالي رنين هاتفها ، فاخرجت الهاتف من جيبها الخلفي تنظر للرقم الغير مسجل والذي يبدو انه من خارج البلاد "private number "!!!!!!
في نفس الوقت ، كان هناك من يجلس نفس جلستها يشرب من زجاجات الخمر المتناثره حوله يتجرع مراره الفقد والفقر والخساره....
لقد خسر كل شيء !!! وكل ذلك بسبب شخص واحد فقط...
شخص واحد استطاع ان يهدم حياته ويأخذ منه كل شيء...
اخذ الانسانه الوحيده التي استطاعت ان تقف امامه وترفضه وهو الذي لم يجروء مخلوق عن الوقوف امامه وتحداه كما فعلت هي ...
ومن يومها وهي اصبحت شغله الشاغل ، حاول معها بكل الطرق حتي يوقعها في شباكه ولكنها دائماً ما كانت تصده وتنهره وحينما اعترف لها بعشقه، صدمته بعشقها لذلك العاصي ....
عاصي الذي انتقم منه شر انتقام وخسره كل يملك ...
فلم يكتفي بخسارته لامواله وممتلكاته فحسب !!!
عندما استخدمت كل قوته للاطاحه بتجاره والده وخسارته لامواله في البورصه واغراقه في الديون وشراؤه لكل اصول وممتلكات الدالي ...!!!!
وهو الامر الذي لم يتحمله قلب والده وتوفي في الحال وتبعته والدته بعدها باسبوع واحد من شده حزنها علي زوجها وعلي ما آل اليه حالهم ....
وبقي هو وحده ، وحيداً منبوذاً وقد تخلي الجميع عنه فهو لم يعد يملك المال مثل السابق الذي كان يجعلهم يركدون خلفه ويكون تحت آمرته!!
وحيداً مفلساً لم يمتلك حتي ثمن اجره الحجره التي يعيش فيها او حتي ثمن تذكره الطائره التي تعيده الي بلاده ....
توحشت نظراته وهو ينفض عنه شعوره بالضعف والعجز فهو ابداً لم يكون ضعيفاً او مهزوماً وعليه ان يعود كما السابق مازن الدالي ابن الملياردير محمد الدالي ...
وحتي يعود الي سابق عهده لابد ان ينتقم من الشخص الذي سلبه كل شيء .
ولكن هناك شخص واحد فقط هو الذي قادر علي مساعدته او بمعني ادق هو الملزم بمساعدته ..!!
تناول هاتفه الموضوع ارضاً بجانبه وبحث في سجل مكالماته ضاغطًا علي رقمها منتظراً ردها ....
اجابت نسرين علي الرقم الغريب الذي هاتفها : الو ...
جاءها صوته الخشن من الطرف الاخر: ايوه يا نسرين...
عرفته نسرين علي الفور ولكنها تظاهرت بعدم معرفتها به فهي كانت اسقطته من حسابتها بعد رحيله وتناست آمره: مين معايا!!!
ضحكه متهكمه خشنه صدرت من مازن قبل ان يقول : ايه نسيتي صوتي قوام كده !!!
تؤ تؤ تؤ ، في حد برضك ينسي صوت شريكه ..!!
عرفته علي الفور ولكنها تصنعت عدم معرفته ، فهي قد تناست آمره منذ رحيله ، ولم يحدث اي تواصل بينهم من وقتها ....
هتفت تجيب وهي تدعي عدم معرفتها به: لو ما قلتش انت مين انا هضظر اقفل الخط في وشك.../
هتف بنبره خشنه اجفلتها: تففلي الخط في وش مين يا روح امك ...
بت انتي اقفي عوج واتكلمي عدل وبلاش استهبال ، انا عارف كويس اوي انك عرفاني ، فبلاش امورالاستهبال دي اللي ما تدخلش علي عيل صغير علشان ما ازعلكيش .. وانا بصراحه زعلي وحش اوي...
هتفت نسرين بنبره ساخره: وهي مستمره في نظاهرها بعدم معرفته: والمفروض بقي اني اخاف منك ولا ايه ....
اسمع يا بني ادم انت لو ما قلتش انت مين انا هقفل الخط واعمل لك بلوك ، ولو حاولت تتصل بيا من نمره تانيه ساعتها انا هيلغ عنك...
ضحك مازن بخشونه معقباً بنبره خطره : حلو الكلام ...
بلغي عني زي ما انتي عاوزه ، وانا كمان هبلغ عنك اللي يفعصك تحت جزمته زي الحشره ...
وساعتها بقي وريني هتعملي ايه لما حبيب القلب يسمع بودانه صوتك الجميل وانتي بتتفقي معايا علشان نخلص من غفران وتزحيها من طريقك علشان يخلي لك الجو....
شحب وجه نسرين وارتعدت اوصالها وادركت انها امام خصم لا يستهان به ولكنها تظاهرت بالقوه امامه حتي لا يشعر انها ضعيفه وانه استطاع اخافتها ..
فهتفت تدعي الثبات والقوه: تقصد ايه؟؟؟
هدر مازن بشر : اقصد اني مسجل كل المكالمات التي كانت ما بينا ، ورساله صغيره من رقم مجهول لحبيب القلب فيها كل المكالمات وصوتك فيها بيجلجل وانتي بتبدعي في رسم خطتك علشان تنتقمي من مراته الغلبانه وتشهري بيها وبسمعتها وتخاليه يطلقها ...
شوفي بقي هيعمل ايه ساعتها لما يكشفك علي حقيقتك ويعرف انه مخالي حيه عايشه معاه في بيته وهي السبب في كل اللي حصل ...
هتفت بتهديد مبطن : ومش خايف اني اقول لعاصي علي مكانك ؟؟
ضحك مازن بسخريه ثم تابع يضيف بالامبالاه: انا كده كده مش فارق معايا ولا عندي حاجه اخسرها ، انا خسرت كل حاجه والبركه في ابن الجارحي ،
الدور والباقي عليكي انتي هتقوليله انتي عرفتي مكاني ازاي وايه علاقتك بيا ....
اعتقد انك اذكي من كده يا نسرين....
صمتت تفكر في كلامه ، لا تنكر انه محق ، هي لاتقدر ان تشي به عند عاصي ....
من جهه عاصي لن يتركها قبل ان يعرف كيف وصلت اليه وربما افتضح امرها ...
ومن جهه اخري ، مازن وتهديده لها فهو ممكن في لحظه تهور ان ينهيها !!!
لذلك عليها مجاراته فيما يريد حتي تستطيع بحنكتها ان تحصل علي التسجيلات منه وساعتها ستتخلص منه للابد ...
تحدثت بنبره ثابته : والمطلوب يا مازن؟؟
اجابها مازن دون تردد: عاوزك تساعدني ... انا عرفت مكان غفران وعاوز اوصل لها قبل ما بسلامته يعرف مكانها ...
عاوزك تحوليلي 500 الف علي رقم الحساب اللي هبعتهولك ....
اجابته هادره باستنكار: نععممممً، 500الف ايه ...
انت مجنون وانا هجيب لك الفلوس دي منين ان شاء الله...!!!!
اجابها هادراً بعنف: ماليش فيه ، تتشقلبي وتتعدلي وتحوليلي الفلوس ، قدامك اسبوع بالكتير والمبلغ يكون في حسابي ..
لان اسبوع وساعه زياده هيكون صوتك الجميل ببرن في رساله علي نليفون عاصي ... سلام ...
قالها واغلق الخط معها وسط زهولها ورعبها منه ومن جديه تهديده....
صوت وصول رساله علي احد التطبيقات نبهها ، فتحت الرساله فوجدت انه بالفعل اًرسل لها رقم حساب خاص به ...
ضغطت علي الهاتف تعتصره بين قبضتها بغل وهي تتوعد مازن ولكن عليها اولاً ان تجاريه وتنفذ له طلبه وبعدها يكون لكل حادثٍ حديث!!!!!
.............................
بخطوات سريعه متوتره كانت نسرين تقتحم غرفه نوم خالتها والتي كانت تتوسط فراشها استعداداً للنوم....
اعتدلت دريه علي الفراش تناظرها بغضب : يا بنتي حرام عليكي قلبي هيقف مره من كتر ما بتخضيني...
تحدثت نسرين مسرعه: مش وقت خوفك ده يا انطي ، اسمعيني كويس انا واقعه في مصيبه...
استرعت انتباه خالتها وهتفت تسالها بتوجس : مصيبه ايه تاني .. هببتي ايه المره دي....
اعتدلت نسرين في جلستها علي الفراش امام خالتها : هحكي لك كل حاجه بس لازم تساعديني
والا هنضيع كلنا ....
ثم اخذت تقص عليها مكالمتها مع مازن والمبلغ الكبير الذي طلبه منها .....
في نفس الوقت ، دلف عاصي الي داخل القصر بجسد منهك ، فهو اصبح يمضي اليوم كله في المجموعه يعمل بكل طاقته ويعود اخر الليل منهكاً متعباً ويغرق في النوم فور ان يصعد الي غرفته...
فهو يشغل وقته كله بالعمل حتي لا يتثني له التفكير في غفرانه ، حتي انه ترك جناحهم منذ رحيلها ولم يدخله وعاد الي جناحه السابق قبل زواجه منها .، ومع ذلك لايستطيع منع عقله من التفكير فيها وان حدث وفعلها نهاراً ، تزوره في احلامه ليلاً...!!!
استقبلته نعمات هاتفه باحترام: حمد الله علي سلامتك يا باشا ، تحب حضرتك احضر لك العشاء...
اجابها بارهاق وهو يتوجه نحو الدرج صاعداً لاعلي: لا متشكر يا نعمات انا هنام علي طول ....
ثم سالها وهو يطلع اولي الدرجات: الحج اتعشي واخذ ادويته قبل ما ينام ولا لاء...
اجابته نعمات بتقرير: طبعاً يا باشا وانا بنفسي اللي عطيته الدواء...
تمام روحي انتي يا نعمات ... تصبحي علي خير ..
ثم صعد درجات وهو يعلق جاكيت بدلته علي كتفه وصل الي الدور الاور وكاد ان يكمل طريقه الي اعلي ولكنه غير رايه وقرر ان يذهب الي غرفه والدته حتي يطمئن عليها فهو لم يراها منذ ثلاثه ايام !!!!
يخرج مبكراً ويعود متاخراً .....
في الداخل ، شخب وجه دريه بشده وهتف تتحدث وقلبها يكاد ينخلع من موضعه: يا نهارك اسود ومنيل ، انتي عارفه ده معناه ايه ، معناه انك ضيعتي ، عاصي لو عرف مش هيرحمك!!!
هتفت نسرين تحدثها بنبره خطره رافعه احدي حاجبيها بشر: قصدك ضيعنا يا انطي ، انا لو حصل وعاصي كشفنا ، انا مش هضيع لوحدي وهقوله علي كل حاجه اعرفها ، القديم والجديد ...
وهقوله انك شريكتي في كل حاجه ، وكل خطوه كنت بخطيها كانت بعلمك وموافقتك!!!!
ناظرتها دريه بغل فهي تعرف ابنه شفيقتها مجنونه ومتهوره ولا تتورع عن تنهيها معها اذا اكتشف عاصي حقيقه الامر ....
فكرت بخبث انها يجب عليها ان تجاريها فيما تريد وبعدها ستتخلص منها ومن مازن في ضربه واحده
وتبلغ عاصي عنهم في الوقت المناسب ...!!!
هتفت تجيبها بغضب حاولت مداراته خلف قتاع من الجمود: ماشي يا نسرين هساعدك ، بس احنا لازم نتصرف وبسرعه علشان الواد ده لو نفذ تهديده يبقي روحنا في خبر كان وساعتها عاصي مش هيهمه احنا بالنسبه له ايه ولا هتفرق معاه اني امه وانتي بنت خالته...
اجابتها نسرين مفكره: ما هو علشان كده بقولك لازم نلاقي حل ، خصوصاً انه مديني مهله اسبوع واحد علشان احول له المبلغ ولا كل حاجه هتضيع ...
هتفت دريه بحيره: بس المبلغ كبير اوي هنحوله ازاي ، وانا لوسحبت المبلغ ده مره واحده عاصي ممكن يشك فينا ...
هتفت نسرين باعصاب مشدوده: مش عارفه بقي يا انطي اتصرفي ، لازم نتحرك وبسرعه خصوصاً انه عرف مكان الزفته غفران وهيخلصنا منها اخيراً...
تحدثت دريه تسألها : طب وابن عاصي ، انتي ناسيه ان منصور قالنا انها ولدت من حوالي شهرين ، هيعمل ايه في الواد...
اجابتها نسرين بقرف وهي تشيح بيدها في وجهها: يعمل اللي يعمله بقي انشالله يموته حتي ، مش لازم يبقي في رابط بين غفران وعاصي ابداً...
هتفت دريه وقد وخزها ما تبقي لها من ضمير: بس ده طفل صغير وابن عاصي مهما كان ...
احنا نتفق معاه انه يبعت لنا الولد مع حد ،...
ثم تابعت تضيف بشيطنه: وبكده نبقي ضربنا عصفورين بحجر واحد ، بعدنا غفران عن عاصي وكسرنا قلبها ببعد ابنها عنها ، وفي نفس الوقت الولد يتربي مع ابوه ومعانا.....
انتفضت نسرين واقفه وهتفت بنبره تحذيريه خطره وهي تقرب وجهها من دريه وملامح وجهها تربد بغل اسود: لا ... قلت لك مش هسمح يكون في رابط بين عاصي وغفران ، مش هسمح لابنها يعيش معاه علشان يفكره بيها ليل نهار كل ما يبص له ..
عاصي لو هيخلف فهيخلف مني انا وبس.....!!!
انفتح باب الغرفه فجأه بقوه وعاصي يطل عليهم بجسده القوي ممكساً بمقبض الباب بيده بقوه تكاد تعتصره ويناظرهم بملامح وجه غير مقروءه..!!!
شحب وجه دريه ونسرين وانتفضوا مفزوعين مع صوت فتح الباب وظهور عاصي من خلفه !!
ارتعدت اوصالهم من مظهره وخشوا ان يكون قد استمع اليهم فهي فيها نهايتهم....
ابتلعت دريه حلقها الذي جف منها فجأه وهتفت تساله
بتلعثم : ع عااصي .. و واقف عع عندك كده ليه؟؟
صمت عاصي يتفرس في ملامحهم الشاحبه طويلاً مما جعلهم يموتون رعباً من رد فعله وقد ايقنوا انه استمع الي حوارهم مما جعلهم ينفضون هلعاً مترفين انفجاره الذي سيطيح بهم لامحاله ....!!
اتسعت ابتسامه عاصي وهو يدلف الي الداخل مقترباً من والدته ثم انحني بجسده عليها مما جعلها ترجع بجزعها الي الخلف في حركه دفاعيه خوفاً منه ...
الا انه طبع قبله علي راسها : انا قلت اجي اطمن عليكي يا دريه هانم علشان بقالي يومين ما شوفتكيش...
ثم نظر الي نظر هاتفاً بنفس الابتسامه : عامله ايه يا نيسو وحشتيني انتي كمان !!!!
ارتفع حاجبي نسرين الي اعلي حتي كادوا ان يصلوا الي منابت شعرها هاتفاً بعدم تصديق : وحشتك!!!
اجابها عاصي وهو يجلس بجانب والدته واضعاً ذراعه علي كتفها يضمها الي صدره: طبعاً وحشتيني ايه الغريب في كده .....
هتفت دريه بابتسامه واسعه بعدما تنهدت بارتياح وقد تاكدت من ملامحه انه لم يستمع الي حديثهم : مالك يا نيسو مستغربه كده ليه هو عاصي عنده اغلي منك ، مش كده ولا ايه يا عاصي ...
هتف عاصي ضاحكاً : طبعاً يا ست الكل انا ماليش غيركم في الدنيا ، محدش بيحبني ولا بيخاف عليا غيركم ...ربنا يخاليكم ليا....
اتسعت ابتسامه نسرين هاتفا بسعاده وهي تكاد تطير من الفرحه: انت عارف يا عاصي انت غالي عندنا قد ايه وبنحبك ازاي ....
نظر لها عاصي داخل عينيها بقوه هاتفاً بغموض: عارف يا نسرين ...
ثم حول نظراته الي والدته يسالها مستفسراً: فلوس ايه اللي كنتوا بتتكلموا عنها دي قبل ما ادخل...؟؟؟؟
تعالت ضربات قلب نسرين ودريه هلعاً حتي ظنوا انها وصلت الي عاصي الذي ينظر اليهم بترقب...
هتفت دريه تجيبه بخبث وهي تنتفض من شده الخوف: دي... ده مبلغ كده نسرين كانت عاوزاه علشان تتبرع بيه لجمعيه خيريه بتراعي الايتام ..
اومأ عاصي براسه وهو يحول نظراته الجامده الي نسرين والتي تقسم انها تبولت في سروالها من شده الخوف: اممممممم ... والمبلغ ده قد ايه يا نسرين..
هتفت نسرين تجيبه بتلعثم : هاااا .. يعني مش مهم يا عاصي ما تشغلش دماغك انا هتصرف....
هتف عاصي بلوم وهو يضع يده علي يدها المستريحه بجوارها علي الفراش: معقوله يا نيسو تقولي كده ، اومال لو مش هشغل دماغي بيكي وبطلباتك هشغلها بايه ...
نظرت نسرين الي يده الموضعه علي يدها بعدم تصديق ثم عادت تنظر اليه وهي تكاد تخرج قلوب من عينيها : بجد يا عاصي .. انا بشغل تفكيرك...
اجابها بتاكيد: طبعاً يا نيسو ودي عاوزه كلام ...
ثم تابع وهو يخرج دفتر الشيكات من جيب سترته ثم حرر الشيك علي بياض واعطاه لها : خدي يا ستي ده شيك علي بياض حطي فيه الرقم اللي انتي عاوزاه سواء مصري ولا بالدولار واتبرعي بيهم للجمعيات اللي انتي عاوزاها ..
ما هو الواحد ما يقدرش يقول لا لعمل الخير !!!
قالها وهو يمد يده لها بالشيك وسط زهول كلاً منهما ...
ثم استقام واقفاً هاتفاً بنبره ناعسه: اسيبكم بقي علشان انا تعبان وهموت وانام .. تصبحوا علي خير..
قالها واولاهم ظهره خارجاً من الغرفه تاركهم يحلقون في ظهره بذهول وافواههم تكاد تلامس الارض من شده زهولهم....
...............................................
في صباح اليوم التالي ، دلف عاصي بخطوات جامده الي مكتب جده في مجموعه الجارحي متحدثاً بجديه: عاوزه اتكلم معاك ....
رفع الحج منصور انظاره من علي الاوراق امامه واستغرب حاله حفيده وملامح وجهه الغير مقروءه واجابه : خير يا عاصي .. اتكلم انا سامعك...
سحب عاصي نفس قوي يمليء به رئتيه قبل ان يهتف بنبره جاده محاولاً السيطره علي اعصابه: انا عارف انك انت اللي ساعدت غفران انها تمشي وعارف كمان انك انتي اللي خاليت آدم يكلمني ويبلغني بمعاد ولادتها ...
وعارف كمان هي قاعده فين وعند مين ...
قال جملته الاخيره بغل وهو يضم قبضته بقوه محاولاً التحكم في غضبه....
نظر له الجد طويلاً دون رد وهو كان يعلم ان حفيده لن يهنأ له بال الا اذا عرف مكان زوجته....
تحدث الجد بهدوء: وانت ايه اللي مخاليك متاكد من ان انا عارف مكانها ...
هتف عاصي بنفاذ صبر: جدي .. من فضلك من غير لف ودوران ...
ماهو مش معقول يعني انا هيدخل عليا انك متعرفش مكانها وقاعد متماسك كده قدامنا ، انت فعلاً لو مش عارف مكانها كان زمانك راقد في المستشفي لا قدر الله...
وبعدين انا مش اهبل ولا برياله علشان اصدق ان آدم يعرف مكانها وما يقولكش ، وانه علشان ولادتها كانت صعبه كلمني علشان اكون جنبها وجنب ابني ده غير حكايه صاحبتها اللي قاعده عندها في سويسرا...
حاجه كده ما تدخلش علي عقل عيل صغير خصوصاً ان غفران شخصيه مش اجتماعيه للدرجه ...
ولا اني هصدق انها كلمتك بس لما ولدت تطمنك عليها ....
انا عارف انك خططت لكل ده علشان تحميها مني ومن غضبي قبل ما اعرف الحقيقه ....
وكمان تحميها من اللي عمل كده فينا ..../
وبعد كده علشان تعاقبنا احنا الاتنين علشان غلطنا في حق بعض ....
كل ده انا مسامح فيه ، بس الحاجه الوحيده اللي مش مسامح فيها انك تقعدها في بيت آسر الراوي حتي لو كان مش بيهوب ناحيتها وان في خدم وحراسه في البيت ....
ده اللي مش هسامحك عليه ابداً يا جدي...
هتف الجد بحنو: يا ابني انا كنت خايف عليها اسييها في بلد غريبه لوحدها وانت عارف غفران طيبه وساذجه وممكن اي حد يضحك عليها ...
علشان كده فكرت في آسر الراوي لانه هيخاف عليها ويحميها زي اخته بالظبط ...
وهو شخص انا بثق فيه وعارف ان هيكون قد المسؤليه ...
والصراحه الرجل مش مقصر وما شوفتش منه اي حاجه وحشه ولا غفران اشتكت منه او انه اتجاوز حدوده معاها.....
صاح عاصي هادراً بانفعال ونيران الغيره تنهشه: مهما كان ده بيت رجل غريب وانا مقبلش ان مراتي وام ابني تقعد في بيت رجل غريب ...
هتف الجد بمكر : طليقتك مش مراتك!!!!
نظر له عاصي بشراسه واطلق سبه نابيه بخفوت ثم تابع مضيفاً بجنون : ايا كان دي ام ابني وبنت عمي ...
ابتسم الجد وهو يقرأ ما بداخل حفيده بوضوح: والمطلوب...
مسح عاصي علي وجهه اكثر من مره حتي يهديء من غضبه : المطلوب ان غفران لازم ترجع مصر وفي اول طياره....
رفع الجد حاجبه وناظره بشك: كل ده علشان هي في بيت الرواي....
اجابه عاصي وعينه تومض بمويض شرس : ده اولاً ، لكن ده اللي عاوز اتكلم معاك فيه وتساعدني علي تنفيذه ....
نظر له الجد مدققاً : وانا كلي آذان صاغيه...
.......................................
بعد مرور اسبوع.....
تجلس امام المدفئه تحضن صغيرها الغافي داخل احضانها تتأرجح علي الكرسي الهزاز بحركات رتيبه هادئه والافكار تعصف داخل رأسها ....
تسترجع كل ما حدث معها ، كيف كانت فتاه بريئه رقيقه خجوله منغلقه علي نفسها ، تهيم عشقاً في الشخص الوحيد الذي اقتحم عذريه قلبها ومشاعرها دون استئذان وتربع علي عرش قلبها ...
وكيف اصبحت بين ليله وضحاها زوجته ، وشعرت وقتها بانها امتلكت الكون كله رغم جموده معها وعدم تقبله لزواجهم ثم ضحكت لها الدنيا وشعر بها وعشقها او هكذا ظنت ....
وكيف انقلبت حياتها رأساً علي عقب وانفصلت عنه واصبحت في لحظه مطلقته !!!!!
هل حقاً اخطأت عندما اخفت عنه ذهابها للطبيبه ؟؟؟
يعلم الله ان نيتها لم تكن سيئه ولا تريد ان تخفي عنه شيئاً وفعلت ما فعلت بدافع عشقها له ...
تنهدت بثقل وهي تقرر انها يجب عليها ان تعود ، يجب ان تواجه ، يكفي هروب وبُعد ...
يجب ان تعود حتي ولو انتهت قصتها مع عاصيها ، يجب ان تعود الي وطنها واهلها ....
يجب ان تعود حتي يعيش ابنها في كنف والده ، فهي قد وعدت جدتها ان لا تحرمه من ابنه ...
يكفي انها لا تريد لابنها ان يشعر مثلها بشعوراليتم ، والذي بالرغم من حنان جدها عليها الا انها تفتقد لحنان والديها .....
نهضت وهي تحمل ابنها علي ذراعيها تضمه بحمايه وقد عزمت علي ان تهاتف جدها وتخبره برغبتها في العوده....
قطع آسر عليها طريقها عندما دلف الي حجره المعيشه فجأه بعدما كان يقف يتابعها بنظراته العاشقه من علي باب الحجره ولم يرغب في قطع خلوتها مع نفسها ....
وقف يتأملها وقلبه ينبض بعنف داخل صدره شوقاً وحباً لها ، وقد قرر بعد فتره طويله من التفكير ان يصارحها بحقيقه مشاعره ورغبته الحقيقه في الارتباط بها ....
هتف غفران مجفله عندما وجدته يقف امامها يطالعها بنظرات تعرفها جيداً وحدث الانثي بداخلها يخبرها انه يكن مشاعر لها وهو الامر التي ترفضه وتحاول التهرب منه باي شكل ...
آسر حمد الله علي السلامه وصلت امتي ...
حمحم يجلي حنجرته واجابها : لسه واصل من شويه .. اخبارك ايه طمنيني عليكي وعلي عمر ...
اجابته برقه : احنا الحمد الله كويسين ...
ثم تابعت تقول متعمده حتي تقطع عليه اي أمل : كويس انك جيت ، انا قررت اني ارجع مصر .. كفايه كده عمر لازم يعيش مع باباه...
هوي قلب آسر بين قدميه وشعر بان قلبه يكاد يتوقف بسبب رحيلها وعودتها الي عاصي ومعناها بعدها عنه للابد ، فتحدث بدون تفكير هاتفاً : غفران ...
نظرت له بتدقيق ، فاكمل يتابع وعينيه تلمع بتصميم رغم توتره: انا بحبك وعاوز اتجوزك ...!!!!
شهقت غفران بقوه تضع يدها علي فمها وقد تاكدت من ظنونها نحو آسر ....!!!!
في نفس الوقت ،في قصر الجارحي ...
كان نفس المشهد يعاد مع اختلاف الاشخاص وبنفس رده الفعل ولكن بسعاده اكثر من جانب دريه ونسرين عندما صدح صوت عاصي موجهاً حديثه اليهم: نسرين ... تقبلي تتجوزيني...! !!!!
.........................
انتهي الفصل الحادي والعشرون ...
قراءه ممتعه.......
في انتظار ارائكم وتعليقاتكم
الفصل الثاني والعشرون
فرحه الفوز والشعور بالانتصار وكأنك حصلت اخيراً علي الدرع الذهبي بعد سنين طوال قضيتها في العدو والركض وراء هدف معين واستطعت تحقيقه في النهايه بغض النظر عن الطرق التي سلكتها للوصول الي ذلك الدرع حتي لو تحالفت مع الشيطان للوصول الي هدفك !!!!!
كان هذا شعور نسرين بعدما سمعت باذنيها صوته الرخيم وهو يطلب يدها للزواج امام الجميع ....
تماماً كما فعلها من عام مضي في نفس المكان وامام نفس الاشخاص وطلب يد غريمتها للزواج ...
وما اشبه اليوم بالبارحه !!!!
فأمس كانت تشعر بالغيره والحقد والغل لانه لم يختارها هي ..!!!
اما اليوم فهي تشعر انها تحلق فوق السحاب بعدما اخيراً وبعد عذاب اختارها هي .. هي نسرين الحوفي اختارها عاصي الجارحي .....
اختارها لتكون في مكانها الصحيح ... في المكان الذي من المفترض انه حقها ... اختارها وقد تأخر اختياره كثيراً ولكنه وصل اليه اخيراًً ...
ستكون زوجته... زوجه عاصي الجارحي !!!
المكانه التي حلمت بها وتحالفت مع الشيطان حتي تصل اليها ... المكانه التي ستفعل اي شيء من اجل الحفاظ عليها حتي لو اضطرت ان تحارب عاصي نفسه لو فكر في ان يقصيها من حياته مره اخري مثلما فعل من قبل !!!!
صدح صوت دريه من خلفها اخرجها من شرودها وهي تتحدث بسعاده: ياااااه يا عاصي اخيراً ...
اخيراً فوقت وعرفت مين اللي تناسبك وتليق لك ...
بجد احسن قرار اخذته في حياتك....
الف مبروك يا حبيبي ... قالتها وهي تنهض من جلستها وتقترب منه تضمه الي حضنها بسعاده....
ابتسم عاصي بجاذبيه وهتف يجيبها: بتباركي علي ايه بس يا امي .. مش لما العروسه توافق الاول...
شكلها مش موافقه علي طلبي والدليل علي كده انها لسه مردتش ....!!!
هتفت دريه وابتسامتها تتسع من الاذن للاخري: مش موافقه ازاي ، دي بس مش متوقعه..
انت عارف نسرين طول عمرها بتحبك مش كده ولا ايه يا نيسو...!!!
قالتها وهي تنظر الي نسرين بفرحه شديده...
صدح صوت الجد منصور من خلفهم هاتفاً بنبره جاده متسائلاً: كلام ايه اللي بتقوله ده يا عاصي ؟؟؟
استراح عاصي في جلسته واضعاً قدماً فوق الاخري متحدثاً بنبره مؤكده: اللي حضرتك سمعته يا جدي...
انا قدامكم كلكم بطلب ايد نسرين للجواز ومستني اسمع رأيها...!!
حركت كل من نسرين ودريه انظارهم بين الجد وحفيده في قلق خشيه من وقوف الجد عقبه في تحقيق هدفهم ....
قطب الجد جبيبنه بعبوس قائلاً بنبره مستنكره: تتجوز ومن مين ؟؟ من نسرين؟؟
وغفران ..مراتك وام ابنك؟؟
هتفت دريه مسرعه تجيبه: ما هو طلقها خلاص ومابقتش علي ذمته..
نظر لها الجد نظره قويه اخرستها ...
ثم وجه انظاره الي عاصي الذي اجابه بنبره جامده موجهاً نظراته في عمق عينه: غفران!!!
وهي فين غفران ؟؟؟
هي خلاص اختارت حياتها وشايفه انها مرتاحه وهي بعيد .../
وبعدين هي كانت مرحله في حياتي وانتهت خلاص ....النصيب انتهي بينا لحد كده .
وكل اللي يربطني بيها بعد صله الدم اللي بينا هو ابني ...
وابني انا هعرف الاقيه واوصل له وساعتها هوصل لاتفاق مع امه انه يتربي بينا ..
هكون كريم معاها ومش هعمل زيها واحرمها منه زي ما هي حرمتني منه...
ثم تابع يضيف بنبره ذات مغذي وهو يوجه نظراته نحو نسرين التي تتابع بترقب: وبعدين انا من حقي اعيش حياتي بالشكل اللي انا عاوزه ، انا رجل ليا اسمي ووضعي ولازم اتجوز الانسانه اللي تلييق ليا وينفع تشيل اسم عاصي الجارحي ...!!!!
صمت ينظر اليها يرصد رد فعلها علي حديثه والذي ظهر بوضوح علي لمعه عينيها ...
ثم تابع موجهاً حديثه لجده: انا سمعت كلام حضرتك قبل كده لما طلبت مني اتجوز غفران وفي النهايه ايه اللي حصل ؟؟؟
ولا حاجه ... كل واحد مننا في ناحيه علشان احنا مش مناسبين لبعض ...
ودلوقتي جيه الوقت اللي اختار انا فيه شريكه حياتي بنفسي ...
صاد صمت طويل بينهم في انتظار رد الجد علي حديث حفيده والذي جاء مخالف لتوقعاتهم : عموماً يا ابني انا مش هقدر اقف في طريق سعادتك ...
لو انت شايف ان سعادتك هتكون مع نسرين ...
فألف مبروك ربنا يسعدك ويهنيك ...
انا كل منايا في الدنيا دي كلها اني اشوفك سعيد ومتنهني في حياتك ... انت حفيدي اللي ماليش غيره في الدنيا ... انت امتدادي وامتداد امبراطوريه الجارحي من بعدي....
ابتسم عاصي باتساع ونهض يقبل يد جده هاتفاً بامتنان: ربنا يخاليك لينا يا جدي ويديمك فوق راسنا...
علي الرغم من الدهشه المرتسمه علي وجه دريه ونسرين من موافقه الجد ومباركته لاختيار عاصي ، الا ان سعادتهم بموافقته لا توصف ....
اقترب عاصي من نسرين حتي وقف امامها وهتف بنبره رجوليه جذابه داعبت اوتار قلبها : ها يا نيسو مش هتقوليلي رأيك في طلبي؟؟
اتسعت ابتسامه نسرين وهتفت تجيبه دون خجل : طبعاً موافقه يا عاصي .. انت عارف ان انا بحبك من يوم ما وعيت علي الدنيا وكنت مستنيه اللحظه اللي قلبك يحس فيها بقلبي وبمشاعري ناحيتك...!!!
اتسعت ابتسامه عاصي وهو يناظرها بنظره لن تفهم مغذاها ، ثم تابع قائلاً : تمام .. ييقي احنا كده متفقين..
هتفت دريه بسعاده وهي تقف تتوسط عاصي ونسرين وتحيط كل منهم بذراعيها: الف مبروك يا ولاد اخيراً فرحتوا قلبي ...
تحدثت موجهه حديثها لعاصي: بقولك ايه انا عاوزه فرح مصر كلها تحكي وتتحاكي عنه ، ده المره دي الفرحه الحقيقيه وجوازه العمر ان شاء الله ...
مش كده ولا ايه يا نيسو..
هتفت نسرين بفرحه وهي تنظر لعاصي بهيام تكاد تخرج قلوب من عينيها وقلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها من شده السعاده: اللي يقول عليه عاصي انا موافقه عليه...
يا سيدي علي الحب ، كده سلمتي ورفعتي رايه الاستسلام من اولها ... قالتها دريه وهي تبتسم ابتسامتها المستفزه ..!!!
تحدث عاصي مؤكداً علي حديثها: كل اللي نسرين عاوزاه هيتعمل واكتر ...
اسرعت دريه تضيف بحماس: خلاص احنا نعمل الفرح الخميس اللي بعد اللي جاي ، ايه رأيكم...
ويبقي كله مره واحده الشبكه وكتب الكتاب والفرح كله في يوم واحد ....
تعالت دقات قلب نسرين بقوه حتي كادت ان تخرج من صدرها وتحطمه من فرط السعاده كلما اقتربت من تحقيق حلمها ....
تحدث عاصي بنبره جاده قاطعه: لا فرح ..لا..!!!
تبدلت ملامح نسرين وشعرت بالاحباط ظناً منها انه لا يريد ان يقيم لها حفل زفاف مثلما فعل مع غفران...
سالته دريه مستفهمه: ليه يا عاصي مش عاوز تعمل فرح ..ولا نسرين مش زي غفران !!!!
كز عاصي علي دروسه يطحنها كاتماً ضيقه: الموضوع مش كده يا امي ../
انا هعمل فرح وكل حاجه .. بس الاول محتاج فتره انا ونسرين نقرب فيها من بعض .. مش عاوز اتسرع واعمل زي المره اللي فاتت ..
ده غير ان الجناح بتاعي محتاج اغيره واغير كل حاجه فيه وده اكيد هياخد وقت ...
فاحنا ممكن نعمل خطوبه هنا في القصر الخميس اللي بعد الجاي زي ما حضرتك قلتي ولما الجناح يخلص نبقي نحدد معاد الفرح ...!!
هتفت نسرين مسرعه بفرحه : وانا موافقه يا عاصي...
هتفت دريه باستسلام: خلاص يا حبيبي اللي تشوفوه ..انا اهم حاجه عندي سعادتكم...
تعالي معايا يا نيسو ده احنا ورانا حاجات قد كده عاوزين نلحق نخلصها قبل معاد الخطوبه....
قالتها وهي تسحب نسرين من يدها وتصعد بها الي اعلي حيث غرفه الاخيره حتي تبدأ في الاعداد والتجهيز للحفل ....
وقف عاصي واضعاً يديه في جيب بنطاله يتابع انصرافهم من امامه وقد تبدلت ملامح وجهه الي ملامح غير مقروءهً ثم تبادل نظرات ذات مغذي مع جده والذي اخذ يهز راسه بهدوء داعياً الله ان يحسن لهم تدبير آمرهم ......
.................................
بعد اسبوعين......////
عدلت غفران من وضع صغيرها في عربه الاطفال المتحركه واحكمت الغطاء حوله جيداً خوفاً عليه من بروده الجو في الطائرة...!!!
لقد حسمت آمرها وقررت العوده مره اخري دون انتظار موافقه اي احد...
لقد قررت منذ اليوم الذي رحلت فيه ستكون هي سيده قرارها ، ستدير حياتها بالشكل الذي تراه مناسب لها ولن تسمح لاي احد مهما ان كان التدخل في شؤنها حتي ولو كان هذا الحد جدها !!!!!
جدها الذي اخذ يراوغها ويحاول اقناعها بعدم الرجوع في الوقت الحالي وهو الذي كان يتلهف لعودتها بفروغ الصبر !!!!
وعندما ضيقت عليه الخناق لمعرفه السبب تحجج بانه مشغول في صفقه كبيره ولم يكون متفرغ لها ولولدها عند عودته!!!
وهو الامر الذي لم تقتنع به علي الاطلاق مما جعلها تشك ان هناك شيء خطير يحدث معهم ولم يرضي جدها ان يعلمها بشيء....
والذي اكد ظنونها موقف آدم وحديثه المطابق لحديث جدها ..
مما جعلها تتخذ قرارها بالعوده دون الرجوع لاحد ، فقط ارسلت رساله الي آدم تخبره بموعد وصولها ورقم رحلتها واغلقت هاتفها .....
اسندت رأسها علي النافذه بجانبها تتطلع في منظر السحاب امامها وشردت تتذكر حديث آسر معها قبل اسبوعين ...!!!
Flash back.....
تحدث آسر مسرعاً دون تفكير : غفران انا بحبك وعاوز اتجوزك ....!!!!
انعقد لسانها ولم تعرف كيف تجيبه ، فهي بالرغم من احساسها ان آسر يكن لها مشاعر ، وحاولت بقدر الامكان التلميح له اكثر من مره انها لم ولن تتزوج مره اخري او ترتبط باي رجل بعد عاصي ....
الا ان حديثه الصريح صدمها وألجم لسانها ....
حاولت ان تصيغ كلماتها حتي لا تتفوه بشيء يجرحه فهي رغم كل شيء تحمل له جميل مساعدتها هي وابنها والوقوف بجانبها ...
حاولت التحدث بطريقه لبقه ولكن نظره التلهف في عينيه وترتها وشعرت بالشفقه عليه فهي اكثر الناس معرفه بشعوره ....!!!
شعور ان تعشق شخص لا يشعر بك ولا يراك نصفه الثاني ، تعشق عشق مستحيل تحقيقه !!!
ابتلعت غصه تسد حلقها وهتفت تحدثه بهدوء: آسر !!! ممكن تسمعني ارجوك وتفهمني كويس...
هتف آسر بنبره حانيه: انا مستعد اسمعك واسمع صوتك العمر كله ... بس بالله عليكي ما تقولي كلام يوجع قلبي اكتر من كده ....
صمتت ولم تعرف كيف تتحدث وهو يشعرها بالذنب والشفقه عليه اكثر واكثر....
تحركت من امامه وجلست علي احد الارائك وجلس هو في الاريكه المقابله لها متلهفاً لسماعها ...
استجمعت غفران شجاعتها وتحدثت محاوله بقدر الامكان اختيار عباراتها بدقه: شوف يا آسر ...
انا مقدره مشاعرك كويس اوي ومش هكدب عليك واقولك اني اتفاجئت بمشاعرك..
الحقيقه انا كنت حاسه ان في مشاعر منك ناحيتي من فتره ...
بس للاسف يا آسر انا مستاهلش مشاعرك دي !!!
انقبض قلب آسر بين ضلوعه وسالها بنبره متألمه: ليه يا غفران ؟؟؟ لو انتي ما تستاهليش مشاعري اومال مين اللي يستالها ....!!!!!
اجابته غفران بصراحه: واحده تانيه غيري...
واحده تانيه قلبها ومشاعرها يكونوا ملكك انت ، مش ملك رجل تاني غيرك ...
واحده تكون انت الاول والاخير في حياتها ...
مش واحده زيي قلبها ومشاعرها لسه بتدور في نفس الدايره ومهما حاولت تخرج منها بتفشل بجداره...
همس يسألها بنبره مرتعشه حزينه: ياااه يا غفران بعد كل ده لسه بتحبيه؟؟؟
ابتسمت غفران بمراره واجابته بصدق: عرفت ليه بقولك انا مستاهلش حبك...!!
لان ببساطه قلبي مش ملكي ،مهما حاولت اقاوم وانكر واقول اني هنسي واطلعه من قلبي ، بلاقيه بيحتل قلبي اكتر من الاول ....
اخرجت تنهيده مثقله من قلبها واضافت: حتي وانا عارفه ان رجوعنا لبعض مستحيل ومفيش فيه أمل ..
لان انا مجروحه منه اوي ومع ذلك مش هقدر انساه ولا هقدر اطلعه من قلبي ..
زي ما برضه مستحيل اني اقدر ارتبط بحد غيره...
لان ببساطه حبه اتولد معايا وعاش جوه قلبي عمري كله وللاسف مش هقدر اعيش من غيره....
نظر لها آسر بملامح حزينه وقلب يبكي حزناً وآلماً عليها وعلي نفسه ...
هتف بنبره متحشرجه : وانا مش هيآس اني في يوم اكون موجود مكانه في قلبك ، بس انتي ساعديني واديني فرصه ...
شعرت غفران بالاسف عليه والحرج منه ، وهتفت تجيبه بتسويف : ربنا يعمل اللي فيه الخير ، كل واحد بياخد نصيبه.....
End of flashback......
فاقت من شرودها علي صوت المضيفه تطلب منها ربط حزام الامان استعداداً لهبوط الطائره في ارض الوطن .....
بعد نصف ساعه كانت تخرج من مطار برج العرب في الاسكندرية تجر حقيبه سفرها وعربه صغيرها ،
وكان آدم في استقبالها....!!!
بعد قليل كانت تجلس بجوار آدم في سيارته ، نظرت له وهو يقود السياره مركزاً نظراته علي الطريق امامه وملامح وجهه لاتفسر !!!!
سالته مستفهمه: مالك يا آدم انت مش مبسوط ان انا رجعت ولا ايه؟؟؟
اجابها آدم نافياً: ايه اللي بتقوليه ده يا غافي ، انتي عارفه انا كنت مستني اليوم اللي ترجعي فيه انتي وعمر بفارغ الصبر...
هتف تتابع بنبره مستنكره: اومال شكلك بيقول غير كده ليه .، حاسه انك مضايق او مش مبسوط..
ابتسم آدم ورد بمراوغه: ابداً شويه مشاكل في الشغل شاغله دماغي ....
ماشي هعمل نفسي مصدقاك .... ثم نظرت امامها ودققت في الطريق حولها ووجدت انه طريق غير طريق القصر..
سالته بحيره/: انت رايح فين ده مش طريق القصر ..
نظر لها آدم ولا يعرف كيف يجيبها ...
هل يقول لها ليتها ما جاءت اليوم بالذات .؟؟
هل يقول لها انها اختارت ان تعود في يوم خطوبه عاصي علي نسرين؟؟؟
اجفله صوتها العالي : ما تقول يا آدم انت موديني علي فين !!!
اجابها آدم بنبره مهمومه: رايحين عندي البيت ، ومن غير اسئله كتير لما نوصل هفهمك علي كل حاجه!!!!
قالها وهو يدعس علي دواسه البنزين والافكار تعصف برأسه خائفاً من مواجهتها بالحقيقه ولكن ليس امامه خيار اخر سوي اخبارها بنفسه بدلاً من ان تعلم من غيره....!!!!
بعد بعض الوقت كانت تجلس امام آدم في شقته باعصاب مشدوده والظنون تلعب بها ...
هناك شيء يخفوه عنها وهي متاكده من ذلك ، كل الشواهد حولها تؤكد حدسها.!!!
هتفت تساله بقلق: ممكن بقي اعرف في ايه وانت مخبي عني ايه بالظبط علشان كده جبتني علي هنا ومرجعناش القصر ...
صمتت تتفرس في ملامحه قليلاً ثم تابعت تضيف بنبره ساخره حزينه: ولا عاصي باشا لسه رافض رجوعي للقصر وهو دع اللي مخاليك مش عارف تتكلم من ساعه ما وصلت ....
عموماً انا عاوزاك تطمنه ان قعادي في القصر هيبقي بشكل مؤقت لحد ما اخد بيت ليا ولابني ، انا مش هعيش معاه تحت سقف واحد مره تانيه ، وقوله كمان....
انهارده خطوبه عاصي يا غفران .....!!!!!
قالها آدم مسرعاً كمن يلقي بحمل ثقيل من علي اكتافه حتي يرحمها من تخيلاتها وظنونها التي تكاد تذبح روحها حتي لو ادعت هي غير ذلك.....
هل شعر احد في يوم ما ان هناك من يشق صدرك ويخرج منه قلبك يعتصره بيده بقوه دون رحمه دون اعطاءك مخدر للتحمل هذه الآلام الرهيبه!!!
هذا هو شعورها عندما سمعت ما تفوه به آدم ...!!ظنت في الاول انها ربما لم تسمع جيداً او ربما يقصد احد غيره ، ولكن نظراته الحزينه المتعاطفخ معها اكدت لها ما سمعته...
نعم حقيقه، عاصي خطب غيرها ، عاصيها اصبح لامرأة اخري غيرها ...
امرآه اخري ستنعم بقلبه وعشقه ودلاله ، امرآه اخري ستاخذ ما هو حقها ، قلبه وعقله وجسده سيكون ملكاً لاخري غيرها ....
ابتلعت غصه مؤلمه مره كالعلقم في جوفها وتحدثت بثبات زائف رغم جرح قلبها النازف في صدرها: طب وايه يعني ما يخطب ولا يتجوز ....
ده شيء متوقع يعني هو هيعيش عمره كله راهب .!!
ربنا يسعده ويهنيه ...
وعلشان كده انت وجدو ما كنتوش عاوزني ارجع علشان الباشا عريس وبيخطب !!!!
شعر آدم بالشفقه عليها وهتف بنبره حانيه: مش القصد ، يعني جدي كان قصده انك يعني ترجعي بعد ما يخطب مش نفس اليوم يعني .. علشان ما تضايقيش...
هتفت تتحدث بسخريه مريره: لا اطمنوا ، مفيش حاجع هتضايقني من هنا ورايح ...
وعاصي كل اللي ببني وبينه ابنه وبس ، وكل واحد مننا له حياته يعيشها زي ما هو عاوز...
كاذبه ، تعلم انها كاذبه ، وآدم يعلم انها كاذبه وتتعذب بسبب عاصي وتتحدث بتلك القوه الواهيه لتواري خلفها آلم قلبها وجرح كرامتها ...
هتفت تساله بنبره مرتعشه ولم تستطع منع فضولها لمعرفه هويه من سرقت حقها: ويا تري بقي مين العروسه ؟؟
اجابها آدم بعبوس: نسرين ...نسرين بنت خالته!!!
ظلت لدقائق كي تستوعب صاحبه الاسم الصادم ،
نسرين !!!! نسرين التي كانت تسعي اليه طوال عمرها ولم تكف عن الاعيبها لتحصل عليه حتي بعد زواجهم ....!!!
وهو كيف استطاع ان يفعلها .؟؟
والله لو كانت واحده اخري ما كانت ستشعر بتلك الآلام التي تذبح روحها وكانت ستتمني له السعاده من قلبها حتي وهو ليس لها ...
ولكن ان يختار نسرين دوناً عن غيرها ، هذا هو ما يجرحها ويؤلمها ...
مسحت دمعه خانتها ونزلت علي وجنتها وهتفت بنبره متحشرجه: ربنا يتمم له علي خير...!!
يالا انت قوم ارجع علي القصر اكيد وراك حاجات هتعملها علشان حفله باليل ...
وما تقلاقش عليا انا هاخد شاور وانام من تعب اليفر وبكره نبقي نتكلم ...
قالتها وهي تنهض تجر حقيبه سفرها خلفها متجهه الي الغرفه التي وضعت فيها صغيرها عند وصولها تهرب من عينيه المشفقه عليها ، وتجرجر خيباتها وجراحها خلفها كما تجر حقيبتها ...
وقف آدم يتطلع في ظهرها الموالي له شاعراً يالعجز والشفقه عليها ، ولا يعرف كيف يتصرف معها ومع عاصي وهو مكبلاً ومقيداً بوعد قطعه مع جده وعليه الالتزام به حتي يحين وقته....!!!!!!
..................................
في المساء...
كانت حديقه قصر الجارحي مزينه بالاضواء المبهجه التي تعكس جمال وروعه القصر ....
وكانت الجموع من المدعوين منتشرين داخل الحديقه ملتفين حول الطاولات المتنوعه ما بين الطاولات العاليه ذات المقاعد الطويله العاليه والمزينه بالتل الذهبي والورود ، وبين الطاولات المستتديره ذات المقاعد العاديه والمزيينه ايضاً بنفس الشكل مما اعطي لها مظهر راقي وجذاب ..//
كان الحج منصور الجارحي يجلس علي طاوله مستتديره تتوسط الحديقه ويجلس معه كبار رجال الدوله وبعض الوزراء ورجال الاعمال .../
اما عاصي فكان متالقاً ومتانقاً كعادته بحله رماديه انيقه ابرزت جسده العضلي بشكل واضح ، وصفف شعره البني الطويل نسبياً كعادته للخلف ،وكانت لحيته الكثيفه المنمقه تعطيه مظهر رجولي جذاب !!!
وكذلك نسرين التي كانت السعاده تشع من عينيها وهي تتألق في ثوب عاجي اللون بكتف واحد ذو طبقات منتفخه من القماش وتركت الكتف الاخر عاري وصففت شعرها في تسريحه جانيه اسدلتها علي جانب كتفها العاري!!!!!
كانت تتعلق نسرين بذراع عاصي والفرحه تكاد لا تسعها وهي تتلقي التهاني من الحضور بمناسبه تحقيق حلمها اخيراً ....
وكذلك دريه التي كانت تسير بين الحضور بسعاده غامره وهي ترحب بهم وتتلقي منهم التهاني والتبريكات!!!!!!
تعالي التصفيق والتهليل بعد ان البسها عاصي الشبكه الماسيه والتي عباره عن طقم الماس باهظ الثمن والتي انعكست لمعته علي عين نسرين الجشعه ، والتي لم تكن تتخيل في احلامها ان ترتدي مثله من قبل ...//
في نفس الوقت ترجلت غفران من سياره ليموزين امام بوابه القصر الخارجيه تحمل صغيرها ...
وقفت تنظر للقصر الذي تضوي انواره في السماء ، ابتسمت بالم وهي تتذكر لحظات حياتها داخل هذا القصر وكيف عاشت فيه سنوات عمرها معذذه مكرمه وكيف خرجت منه مطروده بعدما اتهمت في شرفها واتهمت بالخيانه ....
نفضت عنها شعورها بالمراره وهي تخطو بخطواتها الي داخل القصر ..
فهي عادت اليوم غفران اخري غير التي خرجت من هنا ، غفران اقوي واشجع ...!!!
دلفت من بوابه القصر الجانبيه وكان في انتظارها خادمتها نعمات بعد ان هاتفتها قبل مجيئها واخبرتها ان تنتظرها وان لا تخبر اي حد بمجيئها .../
هتفت نعمات بسعاده وهي تقترب منها تضمها بعاطفه اموميه صادقه: غفران يا حبيبتي ... الف حمد الله علي سلامتك وحشتيني يا غاليه يا بنت الغاليين...
ضمتها غفران بقوه فهي تكن لنعمات محبه ومعزه خاصه ، فهي من قامت بتربيتها بعد وفاه والدتها....
هتفت غفران بحشرجه تغالب دموعها: وانتي كمان يا داده وحشتيني اوي ....
اخرجتها نعمات من حضنها ونظرت الي صغيرها بحنان وهي تاخذه منها تضمه لحضنها: ما شاء الله هو ده عمر ...!!!
يا حبيبي شبه ابوه الخالق الناطق ...
ثم تابعت تضيف بنبره حزينه: ربنا يهديه وينور له بصيرته... شوفتي وصل بيه الحال لفين بعدك !!!
مين كان يصدق ان ده يحصل بقي عاصي باشا يتجوز بعدك ومين ... نسرين ...!!!!
انا والله ما مصدقه نفسي كاني بحلم ...!!
اجابتها غفران تغالب دموعها : مالوش لزوم الكلام ده يادادا خلاص كل واحد فينا اخد نصيبه...!!
ثم تابعت قبل ان تسترسل نعمات في حديثها: عاوزاكي تاخدي عمر تنيميه في اوضتي ... اوضتي القديمه يا دادا ..
اومأت لها نعمات وهي تتحرك تصعد الي اعلي تتابعها نظرات غفران حتي اختفت عن انظارها ....
وقفت غفران تاخد نفس عميق تهديء به من روعها وتستجمع شجعاتها قبل ان تدلف الي الحديقه...
وقفت تلقي نظره اخيره علي نفسها في مرآه جانبيه
تتاكد من هيئتها ....
كانت ترتدي فستان باذنجاني بدون اكتاف علي شكل قلب من الصدر واطلقت العنان لشعرها مسدلاً علي جانبي وجهها مع زينه خفيفه ...
كانت هيئتها تجمع بين البساطه والجرأه تناسب شخصيتها الجديده
دلفت من بوابه الحديقه تتهادي في خطواتها حتي لمحته اخيراً ....!!!!
واقفاً بهيئته الجذابه كما هو بل اشد وسامه من ذي قبل.....
تحركت بخطوات رشيقه تقترب منه وعينيها لا تتزحزح عنه هو وغريمتها التي تبتسم بسعاده ....
وقفت امامه تنظر اليه بقوه وترسم علي وجهها ابتسامه واسعه تخفي خلفها غيرتها والمها وجرحها منه وهي تراه امامها واقفاً بهيئته الرجوليه الوسيمه والذي ازدادت اضعافاً عن اخر مره رأته فيها ...
يقف جنب امراه اخري غيرها ، امراه اخري غيرها كتبت علي اسمه
ابتلعت غصه مسننه تسد حلقها وزيفت ابتسامه واسعه علي ثغرها اتقنتها ببراعه ...
سارت تتهادي في خطواتها حتي وصلت ووقفت امامه...
شعر برجفه في قلبه وتسارعت دقات قلبه بشكل غير مسبوق لم يحدث له منذ رحليها ...
لم يدوي قلبه بمثل هذا العنف الا لها وفي حضرتها ولكن اين هي؟؟؟
ابتلع غصه في حلقه ومرارتها لازالت عالقه في جوفه...
هوي قلبه بين قدميه وارتجفت اطرافه عندما استمع الي نبره صوتها التي لا يخطئها ابداً ..
ظن انه يهلوس من شده اشتياقه اليها ولكن تاكدت ظنونه عندما استمع الي صوتها الذي اصبح اوضح من قبل حتي انه طغي علي اصوات الموسيقي العاليه حولهم...
ادار راسه نحو مصدر الصوت وقد تاكدت ظنونه عندما وجدها تقف امامه في كامل حسنها وبهاءها ...
جميله هادئه رقيقه ولكن ثمه شيء بها مختلف !!!!
التهمها بنظراته المشتاقه والتي جاهد الا تفضحه ولكنه فشل بجداره في اخفاء مشاعره وشوقه لها...
جاء صوته الرقيق وهي تمد يدها اليه تتحدث برقه ممزوجه بقوه : مبروك يا عاصي ربنا يتمم لك بخير...
اتسعت عينيه علي وسعها وهو يراها اخيراً امامه في هيئه خطفت انفاسه .!!!
انها هنا ... اخيراً ....
لماذا اليوم تحديداً اختارت ان تعود ؟؟؟
هل عادت اليوم تحديداً لكي تزيد من عذابه؟؟
هتفت تتحدث وهي تناظره بقوه داخل عمق عينيه: ايه يا عاصي مش عاوز تسلم عليا؟؟؟؟
فاق من سرحانه في حسنها البهي ونظر الي يدها الممدوده اليهً، ثم مد اليها يد مرتعشه يضع يده في يدها ، وهتف بنبره اجشه يخفي خلفها اشتياقه اليها: الله يبارك فيكي....
حولت نظراتها الي نسرين التي ترمقها بغل والجنون يلمع داخل مقلتيها بعدما وجدتها امامها ...
رمقتها غفران بنظره متعاليه وهي تنظر لها من اعلي الي اسفل ثم هتفت دون ان تمد يدها اليها: مبروك يا نسرين .. اتمني تكوني حققتي اللي كنتي طول عمرك بتسعي له ...
ثم رمقتهم هما الاثنين معاً بنظره ممتعضه: لايقين علي بعض اوي....
قالتها وتحركت مغادره توليهم ظهرها وعلي وجهها ترتسم ابتسامه ساخره.......
...............................
انتهي الفصل الثاني والعشرون...
قراءه ممتعه......
في انتظار ارائكم وتعليقاتكم
`من اجمل قنوات الوتساب لروايات ادخلوا اعملوا فولو للقناة:`
> تم مشاركة الرواية من قناة حكاية في رواية في الوتساب: تابع قناة حكاية في رواية 🩷🎀في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaDlnq3D8SE0iENtWr3G
`فلسطين حكاية الأرض ونبض القلب فلسطين عربية حرة`
> تابع قناة قناة فلسطين تمضي وحدها 🇵🇸❤️🩹: https://whatsapp.com/channel/0029VauXwfu9xVJho5kKji0M
*`ثانيًا إِبعد عن البني آدمين دول خطر 😔😂🧡🧡🧡🧡🧡)".`*
تابع قناة قناة شوية'ة ونس ♥🫀في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaudApqJpe8XUe985o41
الفصل الثالث والعشرون
لايقين علي بعض اوووي!!!!!
قالتها وهي تتحرك وتوليهم ظهرها وترتسم ابتسامه ساخره علي ملامحها الرقيقه بعدما رمقتهم معاً بنظره مستنكره !!!!
اقتربت من جدها الذي لمحها منذ دخولها وظل يتابعها بعينيه ، وقد تأكد حدثه ان غفران حفيدته الرقيقه قد تغيرت ، فهو شعر في اخر كام محادثه بينهم قبل وصولها انها ليست هي ، يوجد بها لمحه من التمرد والجرآه !!!!
وما حدث امامه منذ دقائق خير دليل ....
وقفت امامه تتطلع اليه في شوق وثواني وكانت ترتمي داخل احضانه الواسعه التي اغلقها عليها يضمها بحمايه واحتواء ....
اغمضت عينيها وهي تضم نفسها بقوه لاحضانه تنعم بدفئها ، وحمدت الله ان هذا المكان الدافيء لازال مكانها كما كان من قبل ولم يتم سلبه منها هو الاخر يكفي حضن واحد سُلب منها !!!!
قاومت رغبه ملحه في البكاء وخرجت من حضن جدها تنظر له وهي ترسم ابتسامه امتنان علي شفتيها الرقيقه بادلها الجد باخري حانيه وهو يربط يكف يده المجعده علي وجنتها الرقيقه هاتفاً بحنان : عرفتي بقي كنت رافض رجوعك ليه اليومين دول بالذات!!!!
ابتسمت بمرح تداري وجع روحها: عادي يا جدو مش فارقه كتير ... هتفرق ايه امبارح من انهارده من بكره ... كده كده كان هيحصل ....
وبعدين ما انا قدامك اهو كويسه وزي الفل ولا انت نظرك ضعف يا رجل يا عجوز ؟؟؟
قالتها بمرح هي بعيده كل البُعد عنه تخفي به نزيف قلبها ولكن وجعها هذا لا يخفي علي جدها الذي يعلم ما تمر به حفيدته من آلم رهيب يدمي قلبها ولكن كل ما يطمئنه انها مسأله وقت وستزول كل جراحها ، والاهم من ذلك انها اصبحت هنا معه وتحت حمايته وهذا اهم من اي شيء اخر ...
واخد يدعو الله ان يحفظها هي وعاصي وابنهم وييعد عنهم كل من يحاول ان يأذيه فيهم وان تمر الايام القادمه الصعبه علي خير...
هتف الجد بحنان:يا رب اشوفك علي طول كويسه وزي الفل يا حبيبت جدك انتي ...
ثم تابع يسالها مستتفهماً: اومال عمر فين ، انتي ما جبتيهوش معاكي ولا ايه؟؟
اجابته بسعاده وقد تحولت ملامحها الي ملامح مشرقه عند ذكر صغيرها: فوق في اوضتي مع نعمات ..
هتف الجد بعاطفه صادقه: هتجنن واشوفه .. بيوحشني اوي!!!
ابتسمت غفران بحب ووضعت راسها علي صدر جدها : اطمن يا جدو مش هيبعد عنك تاني ابداً وهيعيش في حضنك وتغرقه في حنانك زي ما طول عمرك بتعمل معايا...
حبيبت جدك انتي: قالها وهو يضمها طابعاً قبله حانيه علي مقدمه رأسها وشعور يالراحه والامان بتسرب الي قلبيهما ...
كل ذلك تحت نظرات عاصي الذي يتمني لو كان هو مكان جده يضمها في عناق قوي يسحق فيه عظامها يروي شوقه اليها وبعدها يعطيها علقه ساخنه تفتت عظامها معاقباً اياها علي ما فعلته فيه وفيها ....
اما نسرين المتشبسه بذراع عاصي ، لو كانت النظرات تقتل لكانت غفران مفترشه الارض غارقه في دماؤها يخرجون الرصاصات من جميع انحاء جسدها ...!!!
فنسرين كانت تغلي وتتفتت من الغضب منذ رؤيتها وكذلك دريه التي غالباً ارتفع ضغطها الي اقصي درجاته من شده كبتها لغيظها وحقدها علي غفرانً..!!!
همست نسرين في اذن عاصي بحقد وغيره لم تعد تستطع السيطره علي نفسها : هي ايه اللي رجعها تاني مش كنا خلصنا منها ومن قرفها ، ليها عين ترجع بعد كل اللي عملته فيك .. صحيح قادره وفاجره!!!!
التفت لها عاصي يرمقها بنظرات شرسه مشتعله وهسهس بفحيح مرعب جعلها تبتلع في رعب: نسرييين !!! الموضوع ده انتهينا منه ، ومش عاوزه يتفتح تاني حتي لو بينك وبين نفسك .....
غفران خط احمر !!!!
اذا كانت الاول بنت عمي ومراتي ، هي دلوقتي كمان ام ابني ... فاهمه يعني ايه ام ابني ...
يعني اللي يفكر مجرد تفكير انه يمس شعره واحده منها انا امحيه من علي وش الدنيا وانتي عارفه كده كويس ....!!!!
صمت لثواني يهديء من روعه ثم تابع يضيف بنبره حانيه خدرتها : انا عارف يا نيسو انك غيرانه عليا ، بس انا مش عاوزك تقلقي من حاجه ، المهم دلوقتي انا مع مين.... انا معاكي انتي ... خطيبتي ... وكلها كان شهر ونتجوز وتبقي حرم عاصي الجارحي بجلاله قدره ...مش كده ولا ايه؟؟!!!
اتسعت ابتسامه نسرين حتي كادت ان تتلامس اذنيها وهمست بنبره عاشقه: كده طبعاً يا حبيبي ، انا غصب عني يا عاصي .. انا بحبك بجنون ..ولما شوفتها تاني اتجننت وخايفه انها تشغلك وتاخدك مني بحجه ابنها...
ابتسم عاصي ساخراً وهو يربط علي كف يدها المتعلق بذراعه: ماتخافيش من اي حاجه .. انا عاوزك تطمني علي الاخر .....!!
اقترب منها وجلس بجانبها يرمقها بنظرات معاتبه قائلاً: جيتي ليه يا غافي يا حبيبتي ؟؟
نظرت له وهي ترتشف من كأس العصير امامها ، ثم اجابته بنبره جاده: وايه اللي يخاليني ماجيش؟؟
نظر لها هاتفاً بنبره ذات مغذي: انتي عارفه انا اقصد ايه كويس ....
اجابته بنفس الهدوء: اطمن انا كويسه ، وكده كده كنت هاجي وهواجه ، فمش فارقه كتير دلوقتي او بعدين النتيجه واحده ...
ثم تابعت تنهي النقاش: عن اذنك ، في ناس اعرفهم هقوم اسلم عليهم ...
قالتها وتحركت تنهض من جانيه دون ان تعطي له فرصه للتحدث بأكثر من ذلك...!!
في نفس الوقت ، اقتربت دريه من نسرين وهمست بالقرب من اذنها بغل: شايفه اللي انا شيفاه!!!!
هي ايه اللي رجعها ، احنا مش كنا خلصنا منها ..
جايه ليه تاني ؟؟؟
اجابتها نسرين من بين اسنانها: معرفش .. معرفش
انا خايفه يا انطي لا تشغل عاصي بحجه ابنها ويسبني تاني وانا ما صدقت اخيراً اننا بقينا لبعض..
ابتسمت دريه بمجامله في اوجه الحضور المسلطه عليهم وهتفت بنيره قويه : متخافيش مش هتقدر تعمل حاجه ..
ولو فكرت تعمل شغل المسكنه والسهوكه بتاع امها ده انا بقي اللي هقف لها المره دي بنت جميله ومحدش هيقدر يلومني ساعتها .....
كانت غفران تتحرك في الحفل بحريه وانطلاق وهي تخفي وجعها خلف قناع الابتسام والاندماج مع الاخرين وهو الامر الذي تعجب له معظم الحضور ، فكانت تتحدث مع هذا وذاك ، وتضحك مع هذه وتلك ...!!!
والكل متعجب ومصدوم من حضورها حفل خطوبه طليقها ...!!!!
فغالبيه الحضور قد علم بانفصالهم عن بعض خاصه بعد اعلان عاصي لخطوبته من نسرين الراوي...
ابنه خالته ..والبعض فسر حالتها علي انها تمثل وتدعي القوه لمحاوله جذب نظرات طليقها لها مره اخري..
والبعض الاخر فسر ذلك علي انها فعلاً قد تخطته وما عاد يمثل لها اي شيء، ...
اندمجت وسط الحضور بشكل كبير دون ان تلتفت اليه مره اخري وكانه غير موجود بالمكان ...
علي عكسه فهو كان يتابع كل حركه تصدر عنها والنيران تشتعل بداخله ، نيران اشتياقه اليها الذي تعدي كل الحدود خاصه وهو يراها امامه كالفاكهة المحرمه التي يعجز عن الاقتراب منها ..!!!
ونيران غيرته عليها التي تحرق قلبه وتغلي كالحمم في شراينه خاصه وهو يري نظرات الرجال لها وهي ترتدي ذلك الثوب الفاضح الذي يكشف عن ذراعيها ونحرها ، وساقيها الجميله الممشوقه ويلف جسدها الرشيق والذي ازداد وزنه بشكل مغري مما جعلها اكثر انوثه واغراء ...!!!!
شتم في سره فهو يقف عاجزاً مقيداً ، يريد ان يذهب اليها يسحبها من شعرها الغجري الطليق الذي كلما حركته بيدها تبعده عن عينيها تتحرك معه دقات قلبه ، ثم يخفيها داخل ضلوعه يحجبها عن عيون الناس ..!!!!
لا لن يتحمل سيصاب بنوبه قلبيه بسببها ، لذلك استغل انشغال نسرين بالرقص مع صديقاتها وذهب خلفها عندما وجدها تقف في ركن بعيد نسبياً عن صخب الحفل...
كانت تقف تعطيه ظهرها تنظر الي البحر حالك السواد امامها وقد اشتاقت لمنظره ورائحته الجميله التي تنعش روحها ...
اخدت نفس عميق تمليء رئتيها بيود البحر ولكنه اختلط برائحه عطره التي تحفظها عن ظهر قلب ...
خفق قلبها بقوه وقد استشعرت وجوده حولها من رائحته التي تسبقه ومن صوت حفيف خطواته فوق الحشيش الاخضر ،ولكنها كانت اجبن من ان تلتفت له ...
خافت ان يفضحها الشوق وتغلبها نظرات عينيها المشتاقه اليه ، فظلت كما هي تعطيه ظهرها وتحضن نفسها بذراعيها تداري بهم ارتجاف جسدها ....
اقترب منها حتي اصبح خلفها ودقات قلبه الهادره تقرع داخل صدره كطبول الحرب، جسده ينتفض رهبه وشوقاً اليها ...
داعبت انفه رائحه عطرها الجديد ذات المذاق الحار القوي عكس رائحه عطرها الهاديء القديم ...
ولكنه اعجبه بشده واثاره خاصه وهو مختلط برائحه جسدها التي اشتاق لها حد الجنون .../
منع نفسه بقوه يحسد عليها من ان يضمها داخل احضانه في عناق قوي مشتاق متطلب يسحق عظامها .!!!
حمم يجلي صوته المتحشرج من زخم المشاعر المختلطه داخله وهمس يناديها بصوته الاجش ذو البحه الرجوليه الجذابه : غفران !!!!
صعقه كهربائيه اصابت قلبها وانتقلت شحناتها الي جسدها جعلته يرتجف بقوه فور سماعها لاسمها منطوق بهذه الطريقه من بين شفتيه ...
تلك الطريقه التي طالما نداها بها ، نفس الدفء، نفس النطق وكانهم لم يفترقوا منذ عام واكثر ...
صمتت ... صمتت ولم تستطع الرد ، صوتها هرب منها واحبالها الصوتيه تعاندها ...
نداها مره اخري بنفس الطريقه ولكنها اشد حراره واقوي ، مما جعل جسدها يرضخ لاراده قلبها واستدارت ببطء تنظر له ....
واخيراً استدارت .....!!!!!
ُحبست الانفاس ، وارتجفت الاجساد ، ودقات القلوب تهدر بعنفوان ، والعيون بينهما حوار غير منطوق ،
اشتياق ،لوم ، عتاب ، اشتياق ، اسف ، ندم ، اشتياق ، اشتياق ، اشتياق!!!
قطعت هي حوار النظرات بينهم عندما هتفت تحدثه بسخريه وهي ترتدي قناع الجمود مره اخري: ايه يا عريس ، في حد يسيب عروسته برضك في وسط الحفله كده ...مش معقول تكون زهقت بالسرعه دي..
اجابها وهو يقف واضعاً يديه في جيب بنطاله مائلاً بجزعه الي الخلف دون ان يحيد بنظراته عن وجهها الجميل: صدعت من الدوشه قلت اشم هوا شويه ويعدين شوفتك فقلت اتكلم معاكي شويه..
مطت شفتيها الصغيره بامتعاض مما جعل نظراته تنحدر طلقائياً نحو شفتيها يطالعها بجوع وهو يحارب وحوشه بقوه حتي لا ينقض عليها يشبعها تقببلاً حتي يزهق روحها ...
هتفت تتحدث بزقن مرفوع: وعاوز تتكلم معايا في ايه؟؟ اظن ان احنا خلاص مفيش بينا اي حاجه ممكن تتقال ... خلاص ...بح ...!!!
اجابه بنبره قاطعه وهو لايزال علي نفس وضعه: احنا اللي ببنا عمره ما انتهي ولا هينتهي يا غفران ....
رفعت حاجب جميل وتحدثت بكبرياء: يمكن بالنسبه لك انت ، لكن بالنسبه لي انا مفيش ...!!!
ضحك ضحكه صغيره وهو يمسد علي طرف لحيته المشذبه الانيقه: اتغيرتي !!!
ابتسمت بحلاوه قائله بنبره ذات مغذي :البركه فيك ...!!!
نظر لها مطولاً يشبع عينه من حسنها البهي ، ثم هتف مغيراً الحديث: عمر فين ؟؟
اجابته بمراوغه: بتسال ليه؟؟
اجابها بنبره مستنكره: علي حد علمي اني ابوه!!
هتفت تجيبه بنبره ساخره : امممم عندك حق ، فاتتني دي ، عموماً اطمن عمر نايم فوق في اوضتي القديمه...
تحدث مسرعاً بلهفه مشتاقاً لقطعه منه: عاوز اشوفه.
نظرت في ساعه يدها ثم تحدثت بصدق: الوقت متاخر زمانه نايم ، الصبح ان شاء الله تقدر تشوفه ...
ثم تابعت بسخريه: ومش معقول هتسيب عروستك وحفله خطوبتك علشان عاوز تشوف ابنك ..!!!
نظر لها بصمت ولم يرد ، غيرتها عليه التي تحاول ان تداريها خلف قناع الجمود والسخريه ، تنعش قلبه وتناغش رجولته ...
شعرت بلسعه برد من هواء البحر ، فمسدت علي زراعيها بحركه سريعه لتدفئتهمً...
خلع ستره بدلته بدون تردد وفي لحظه باغتها ولفها حول كتفيها وظلت يديه معلقه علي طرفي الستره ، واصبحت اسيره احضانه دون ان يلمسها ، يحاصرها بانفاسه الساخنه ونظراته الملتهبه داخل عرينه!!!!
تلاقت عيناهم من جديد وسكنت كل الاصوات حًولهم فقط اصوات انفاسهم الهادره هي المسموعه ونسمات هواء الصيف العليل ورائحه البحر وهدير امواجه تحت ضوء القمر تحيط بهم وكانهم انعزلوا عن العالم حولهم في كبسوله سحريه !!!
انفاسه الساخنه تلفح بشرتها تحرقها ، ورائحه عطره الاخاذ تطيح بثباتها ، وقوه جسده المحيطه بها تفقدها توازنها ....
هدرت فيه بعصبيه تخرج نفسها من هاله سيطرته وهيمنته عليها : اوعي ايدك ، انت بتعمل ايه؟؟
هتف بحشرجه وهو يلتهمها بنظراته: بدفيكي!!!
تلوت بين ذراعيه تحاول ابعادهم وازاحه الستره من فوق كتفيها هاتفه بغضب : شكراً مش عاوزه ، انا مش بردانه...
هدر فيها بنبره قويه اجفلتها: بطلي عند ، الدنيا ساقعه وانتي مش بتستحملي البرد ...
ثم تابع يضيف بغيره ونظرات الرجال لجسدها تتراقص داخل عيناه:وبعدين كل ده بسبب الزفت اللي لبساه ، من امتي وانتي بتلبسي عريان كده يا هانم...
صوته العالي ونبره التحكم فيه اغضبتها ، فهدرت فيه بتحدي: وانت مالك انا حره اعمل اللي انا عاوزاه محدش له حاجه عندي ...
تراقص الجنون داخل عينيه وهتف بنبره شرسه: لا انتي مش حره ، اولاً انت ام ابني وتخصيني ، ثانياً انتي بنت الجارحي يعني لازم تخالي بالك من تصرفاتك كويس اوي وتحترمي نفسك قبل ما تحترمي اسم عيلتك..
هدرت بغضب وقد انفك عقال جمودها ومحاصرته لها بجسده ورغبته في التحكم فيها كما كان يفعل من قبل جننتها : انا محترمه غصب عنك وانا ما اخصكش في حاجه وابعد عني والزم حدودك وانت بتتعامل معايا.
هتف من بين اسنانه وقد نجحت في اثاره جنونه: الزم حدودي !!!!!
طب امشي انجري قدامي علي اوضتك وقسماً بالله العظيم يا غفران لو ما سمعتي الكلام واتعدلتي لاكون مطلع جناني عليكي وشايلك علي كتفي زي الشوال قدام الكل وانتي عارفه انا مجنون واعملها ....
وقفت تتفتت من الغضب امامه وهي تعلم انه قادر علي تنفيذ تهديده لها ، فقررت رغماً عنها تنفيذ اوامره...
نفضت ذراعيه واسقطت سترته ارضاً وتحركت تغادر تدب الارض بقدميها الصغيره بغيظ ، وبعد ان خطت خطوين بعيده عنه ، جاءها صوته الهادر من خلفها يآمرها بغضب : استني !!!!
وقفت متكتفه تهز ساقها اليسري بغيظ دون ان ترد عليه ...
اقترب منها وهو يحبس ابتسامه متسليه تريد الظهور علي وجهه مستمتعاً باستفزازها فهي تبدو شهيه وهي غاضبه..
مد يديه يحيط كتفيها بسترته وهو يرسل لها نظره محذره من ان تخلعها ....
نظرت له بامتعاض دون رد ، فتابع يضيف بعناد وغرور: اتفضلي معايا علي فوق علشان هشوف عمر دلوقتي مش هستني للصبح ...!
قالها وهو يسبقها بخطواته يدلف الي داخل القصر من احد الابواب الجانيه البعيده عن الحفل الصاخب ، وسط ذهولها وغيظها منه ومن نفسها ....!!!!!
.........................
بعد دقائق كانت غفران تفف تستند بظهرها علي باب غرفتها تتطلع في ملامح عاصيها الذي يحمل طفلهم بين ذراعيه يهدهده ويمطره بوابل من القبل المشتاقه ...
صغيرها الذي استيقظ فور ان حمله والده وكأنه كان في انتظاره ويشتاق اليه هو ايضاً.../
انفجرت دقات قلبها تهدر داخل صدرها وهي تري حنانه علي صغيرها ، اغمضت عينيها تحبس صورته داخل مقلتيها وهي تتمني لو يتوقف بهم الزمان عند هذه اللحظه ، وهما ثلاثتهم معاً ، اسرتها الصغيره التي طالما حلمت بها !!!
نظر اليها عاصي بمقلتين تلتمع فيهم الدموع وهمس بنيره متحشرجه من فرط تأثره: عمر ابني .. ابننا!!!
اومأت له غفران بصمت وهي تمنع دموعها من الانهمار بقوه...
تحدثت بنبره حانيه تحوي كل مشاعر عشقها له: شبهك .. نسخه منك...!
ضم الصغير الي احضانه مخرجاً تأوهاً ملتاعاً حزيناً ، نادماً علي تهوره وعصيبته والتي تسببت في بعده عنهم وحرمانه من الشعور به وتواجده معهم في فتره حملها وحتي بعد ولادتها ...
كان يتمني ان يسجل كل لحظه وكل حركه وكل صوت يصدر عنه ، ولكن الله كان رحيماً به عندما حمله بين ذراعيه لحظه ولادته وكان معها حتي ولو لم تكن تعلم...
ولكنه اقسم ان يعوضهم عن كل آلم شعروا به وكل لحظه كانوا فيها بعيداً عنه...
توحشت نظراته بشراسه وهو يتوعد بالحجيم لمن تسبب في كل ما عاشوه وعانوه بسببهمً...
عليهم ان يتحملوا ثلاثتهم قليلاً ، فهو قد قارب من الوصول الي هدفه وبعدها يكون لكل حادث حديث...
نظر الي صغيره الذي غفي بين ذراعيه ، فوضعه برفق في فراشه طابعاً قبله حانيه فوق جبينه بعد ان دثره جيداً بالغطاء....
اعتدل في وقفته واستدار ببطء يتطلع فيها بنظراته التي تكاد تلتهمها ...
تكتفت غفران وشمخت بذقنها تتحداه بنظراتها ...
تحرك بخطوات كسوله حتي وقف امامها دون ان يحيد بنظراته عنها....
هتفت غفران بنبره قويه متحديه حتي تخرج من مجال سيطرته عليها : ياريت تتفضل من غير مطرود، واللي حصل ده ما يتكررش تاني ...
مالكش دعوه بيا اوبأي حاجه تخصني ، والاوضه دي ممنوع تدخلها مره تانيه ولا حتي علشان ابنك ..مفهموم !!!
اقترب بوجه منها حتي لفحت انفاسه الساخنه وجهها وشعرت انه علي وشك تقببلها بسبب نظراته الملتهبه المسلطه علي شفتيها وهتف بنبره هامسه بجانب اذنها: انا اعمل اللي انا عاوزه في الوقت اللي انا عاوزه ومفبش قوه في الكون هتمنعني عن ابني ...
"وعنك" همس بها في داخله وتمني ان ينطق بها ولكنه اجلها حتي لا تفسد مخطاطاه ..
فالعبه القط والفاأر بينهم تعجبه وتساعده علي تنفيذ خطته بشكل صحيح..!!!
تصبحي علي خير يا ... يا بنت عمي ...!!!!
قالها وخرج من غرفتها مسرعاً قبل ان بضعف امامها اكثر من ذلك وهو يحارب وحوشه التي تنهش داخله من التهامها كلها خاصه وهي امامه بتلك الهيئه المهلكه لاعصابه ورجولته....
تنفست غفران اخيراً وقد اكتشفت انها كانت تحبس انفاسها داخل صدره طوال وجوده معها هنا ...
سارت بخطوات مرتعشه حتي رقدت بجوار رضيعها تاخده في احضانها تتلمس دفيء لمساته فوق جسد صغيرها ...
الا هنا ولم تستطع الصمود اكثر من ذلك ، فقدت قدرتها علي المقاومه وتمثيل دور اللامباليه وانهارت تبكي كما لم تبكي من قبل ، فهي لم تتوقع ان يكون الامر صعباً وشاقاً عليها الي هذه الدرجه .....
بكت حتي انهكها البكاء وغفت في احضان صغيرها والدموع تغرق وجهها الجميل..../
دلفت نسرين الي داخل القصر بملامح متجهمه تبحث عن عاصي الذي إختفي فجأة من الحفل ، وجدته ينزل الدرج بذهن شارد فاقتربت منه مسرعه وهي تتطلع حولها تبحث عن غفران والتي اختفت هي الاخري ..
سالته بنبره مغلوله: كنت فين ؟؟
نظر لها عاصي وبوادر الغضب يلمع داخل مقلتيه من طريقه حديثها التي لم تعجبه، هاتفاً بنبره غاضبه: وطي صوتك !!!!
رمشت نسرين بعينها بارتباك وحجمت انفعالاتها وهمست برقه مصطنعه: مش قصدي يا بيبي ، اصل انت اختفيت فجأة من غير ما تقولي والناس اخدت بالها ...!!!
تحدث بعضب وهو يطحن دروسه : ما تولع الناس ، وبعدين هو انا هستأذن منك قبل ما اتحرك ولا ايه؟؟
تابعت برقه وهي تمسد علي دزاعه بطريقه حسيه: اسفه يا حبيبي مقصدش انا بس قلقت عليك....
اجابها بسخط: متقلاقيش ، انا كويس ...
انا بس صدعت من الدوشه ودخلت علشان اخد مسكن ...
هتفت بلهفه: الف سلامه عليك يا حبيبي...خلاص لو كده انا هقول لانطي تقفل الحفله وتعتذرللناس ، اصلاً في ناس كتير مشيت...
اومأ لها براسه براحه: يا ريت لاني تعبان وعاوز اطلع نام ..
هتفت بنبره مستنكره: تنام !!!!
اجابها ببرود: وايه الغريبه في كده ، هو المفروض منامش ولا ايه!!
هتفت بدلع واغراءوهي تتحسس صدره الظاهر من فتحه قميصه بعد ان تحرر من رابطه عنقه: لا مش القصد، انا اصلي كنت محضره لنا العشا فوق في اوضتي علشان نسهر لوحدنا شويه انا وانت نحتفل بخطوبتنا سوا...!!!!
نظر الي يدها القابعه علي صدره وتشنجت عضلاته بنفور من لمساتها وقد فهم ما ترمي اليه ، فانتابته موجه من القرف والنفور منها ولكنه اخفي مشاعره خلف وجه جامد بلاستيكي : مره تانيه يا نيسو ، الايام جايه كتير ، بس انا تعبان وعاوز انام ... تصبحي علي خير
قالها وهو ينزع يدها من علي صدره ببعض الخشونه...
ثم استدار يعطيها ظهره يصعد الدرج تشيعه نظراتها المحبطه ...
ولكنه توقف في منتصف الدرج واستدار لها يناظرها من علو وسألها وهو ينظر له بنظره غامضه: نسرين!!!
تهللت اساريها وظنت انه غير رايه وقرر تمضيه الليله معها ويبدو انه لم يقاوم تأثير لمساتها الجريئه له.: نعم يا حبيبي!!!
سالها عاصي بجمود: فين الايصال استلام التبرع اللي دفعتيه لدار الايتام اللي قلتي لي عليه؟؟؟
سالته نسرين بغباء : ايصال ايه ودار ايتام ايه؟؟
ابتسم ساخراً وهتف يسالها بنبره ذات مغذي: دار الايتام اللي قلتي لي عاوزه تتبرعي له وانت اديت لك شيك علشانه...!!
شحب وجه نسرين وقد تذكرت امر المبلغ الذي سحبته من رصيده وحولته الي حساب مازن خارج البلاد...
هتفت بلجلجه: ااااه افتكرت....
هو .. هو انا لازم اخد منهم ايصال..
اجابها بنبره مؤكده: طبعاً...
هتفت كاذبه: اصل انا وزعت الفلوس علي اكتر من مكان ومركزتش اني لازم اخد منهم ايصال..!!
هو انت بتسأل ليه ؟؟
اجابها متسائلاً :هو مش من حقي اسال ولا ايه؟؟
هتفت تنفي مسرعه: لا لا طبعاً مقصدش، انا بس عاوزه افهم ...
جاوبها بثبات يحسد عليه: بسأل علشان اشوف اضحك عليكي ولا لاء، وبعدين علشان عاوز الايصال علشان كل جنيه بيطلع من حسباتي لازم يدخل في حسابات الضرائب ، شكليات كده يعني ما تشغليش بالك بيها ...
ثم اضاف بنبره قاطعه: الايصالات تكون عندي في خلال يومين ...
ولو محرجه تروحي تجبيهم ، قوليلي اسماءهم وعناوينهم وانا هخالي جسار يتصرف معاهم...
هتغت مسرعه تنفي برعب: لا لا جسار لا... انا يومين كده وهروح اجيب لك الايصالات اللي انت عاوزهم بنفسي...
نظر لها نظره اربكتها وزعزعت ثباتها هاتفاً بجمود: وانا مستني ...
تصبحي علي خير يا ... يا نيسو ...!!!
قالها واستدار صاعداً لغرفته وقد ارتسم تعبير شرس علي وجهه وهو يتوعد لها بالجحيم ...
اما نسرين فرفعت اناملها المرتعشه ككل جسدها تمسد بها جبهتها المتعرقه من شده الخوف والرعب وعقلها يعمل كالمكوك لايجاد حل سريع للورطه التي اوقعها فيها عاصي ، وهي لا تعرف من اين تأتي اليه بهذه الوصولات التي يريدها ....
اخذت تلعن مازن وغباؤها والذي جعلها تتورط معه وتصبح في مواجهه عاصي ...!!!
عاصي الذي لو علم انها لها يد فيما حصل لغفران سيمحوها من علي وجه الدنيا دون ان يرف له جفن ...!!!
...................................
انتهي الفصل الثالث والعشرون....
قراءه ممتعه....
في انتظار ارائكم وتعليقاتكم
❤️
👍
♥️
💗
😂
😢
💘
😮
🤍
🎀
316