مملكة الروايات 🥰💜🧜‍♀️ عشاق روايات عالم  الخيال قصص اقتباسات صور ملصقات حالات حزن حب عشق نكت ضحك فديوهات
مملكة الروايات 🥰💜🧜‍♀️ عشاق روايات عالم الخيال قصص اقتباسات صور ملصقات حالات حزن حب عشق نكت ضحك فديوهات
February 9, 2025 at 07:27 PM
*⏎[ رواية جحر الشيطان 🥰💜🧜‍♀️]* ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ `للانضمام لــ اجـمل قـنـاة روايات ادخلوا اعـملوا مـتـابعة للـقـنـاة:` > ‏تابع قناة مملكة الروايات...🤍🍒 في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaSThnvDzgT6UdODKc2D > ‏تابع قناة ‏• مـَا لاَ نـَـبُـوح بـهِ⊀①❤️؍؍⤹‏ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VafHcoiDJ6H9ioD0AQ1W `مش هسامح اي حد ياخـد الرواية من غير لينـك القناة` `تاخد الرواية بـ لينك القناه يروحي انا بتعب جدا في الرويات` 21/22/23/24 الفصل الحادى والعشرون توقفت السيارة تحت تلك البناية والتى توجد بها شقة فتون..لتترجل فتون من السيارة يتبعها ياسين الذى اتجه إلى حقيبة السيارة يأخذ منها حقيبة فتون الوحيدة والتى جاءت بها إلى بيروت..كانت فتون تتابعه بعينيها تتساءل فى حيرة وقلق عن سر حالته الغريبة تلك؟..أتراه عرف أنها أخت ميسون وأنها ما جاءت إليه إلا إنتقاما منه؟..ولذلك يعاملها بكل هذا الجفاء والبرود؟أم أنه فقط مشغول البال بتلك الصفقة الجديدة..لتنفض الاحتمال الأخير ..فياسين الذى تعرفه ..لا تهمه تلك الصفقات ولا توتره فلديه قدرة عملية كبيرة على إدارة كل شئ وقد لاحظت ذلك بنفسها وربما كان هذا هو السبب فى أن مروان شريك ياسين يدع كل شئ فى الشركة تحت قيادة ياسين وهو مطمئن..بالإضافة إلى أن ياسين كان على مايرام تماما قبل أن تنام هي فى الطائرة..ترى ما الذى حدث؟تنهدت وهي تشعر بالإرهاق..عليها أن تدع التفكير فى تلك الحالة التى عليها ياسين للغد ..فقد كان اليوم مرهقا بما فيه الكفاية. اقترب منها ياسين لتمد يدها إليه تحاول ان تأخذ حقيبتها منه ليتجاهلها تماما وهو يسبقها إلى مدخل البناية لتهز كتفيها مجددا وهي تتبعه..حتى وصلا للمصعد ليدلفاه سويا وتضغط فتون زر الطابق الثالث بهدوء..وصلا إلى شقتها..ليقف ياسين أمام الباب فتمد فتون يدها إليه وهنا منحها حقيبتها وابتعد مغادرا دون كلمة ليتوقف عندما نادته فتون بإسمه قائلة: ياسين. إلتفت إليها ببطئ حتى استقرت نظراته عليها لتقول بهدوء: ادخل إشرب حاجة قبل ما تمشى. هز رأسه نفيا وهو يقول: للأسف مش هينفع الوقت متأخر..وأنا مضطر أمشى. اومأت برأسها ليلتفت مغادرا تتابعه عيناها قبل أن تفتح الشقة وتدلف إليها. كاد ياسين أن يدلف إلى السيارة مجددا ليقودها متجها إلى فندقه ليرى فجأة فى المقعد المجاور له حقيبة يد فتون والتى يبدو انها نسيتها ..ليزفر فى ضيق وهو يأخذها مغلقا السيارة مرة اخرى ومتجها إلى شقتها..دق جرس الباب فلم يجيبه أحد..ليعقد حاجبيه فى حيرة يتساءل..هل نامت بتلك السرعة؟كاد أن يغادر ولكنه توقف فى مكانه لدى سماعه لأنين مكتوم..ليعقد حاجبيه وهو يقترب من الباب بأذنه يحاول التأكد مما سمعه..ليتكرر الصوت مجددا فتتسع عين ياسين بصدمة وهو يدرك أن فتون فى خطر..ليضرب الباب بكتفه بقوة فلم يستجب له فى المرة الأولى ولكنه استطاع كسره فى المرة الثانية ليتوقف فى جمود وهو يرى ذلك المشهد أمامه..يرى ذلك الرجل المقنع والذى يحيط فتون بيد يكتم بيها فاهها بينما باليد الأخرى يحمل سكينا مسلطا على عنقها..وعيناه تحملان فى تلك اللحظة وهما تواجهان عينا ياسين..... كل الشر. ******************** دلفت سوزى بطلتها الساحرة و المعهودة..تبدو فاتنة واثقة من نفسها لمن لا يعرفها..ولكن مروان يعرفها حق المعرفة..يدرك أنها تخفى حية سامة خلف مظهر خلاب..يشعر بكل ذرة فى كيانه.. نافرة مشمئزة من تلك المرأة ولكنه أخفى مقته خلف مظهر هادئ وهو يقف مستقبلا إياها بطلته الساحرة لتتأمله سوزى بعيون راغبة..تتطاير شراراتها لتصل إليه بوضوح..ولكنه تجاهل تلك النظرات وهو يراها تمد يدها إليه ليمد إليها يده بدوره يسلم عليها لتضغط على يده وهى تقترب منه قائلة بدلال: وحشتنى يامروان..يعنى لو مسألتش عليك..متسألش علية؟ ترك مروان يدها وابتعد يتجه لمقعده خلف المكتب قائلا: إزاي تقولى كدة بس؟..طب ده أنا لسة كنت بفكر فيكى. قالت فى لهفة: بجد يامروان؟بتفكر فية إزاي؟ ابتسم فى سخرية وهو يجلس على مقعده قائلا: طب اقعدى بس الأول وأنا أقولك. جلست قائلة: قعدت أهو..قول بقى إزاي؟ مال للأمام قائلا: مش كنتى عايزانى أشغلك فلوسك معايا؟ تراجعت فى مقعدها تشعر بخيبة الأمل ولكنها قالت بهدوء: آه..طبعا ..عايزة . ابتسم قائلا: وأنا لقيتلك الفكرة اللى هتخليكى مش بس هتشغلى فلوسك معايا ..لأ.. وهتكسبى مليارات كمان. اتسعت عيناها فى جشع لبيتسم مروان بداخله وهو يدرك أنها ابتلعت الطعم..خاصة وهي تقول: إزاي بقى؟ تراجع مروان فى مقعده قائلا: صفقة هتدخلى فيها معايا ومع شريك تالت كمان..الصفقة دى هنجيبها من برة بملاليم وهنبيعها هنا بمليارات..ها إيه رأيك؟؟ تظاهرت سوزى بأنها لا تعرف شيئا عن تلك الصفقة وهي تقول: والصفقة دى عبارة عن ايه ؟ومين شريكنا التالت؟ كادت ضحكة ساخرة ان تنفلت من فم مروان ولكنه تمالك نفسه فى اللحظة الأخيرة قائلا: شريكنا التالت إسم معروف عندنا فى عالم الأعمال بالشيطان. حاولت إدعاء الدهشة وهي تقول: مش معقول..عدنان المسيرى مرة واحدة؟ أومأ مروان برأسه..ليستطرد قائلا: وليه لأ؟الصفقة كبيرة وفى مجال خطير..ومحتاجة حد تقيل وخبرة معانا زي عدنان. عقدت سوزى حاجبيها قائلة: انت قصدك ان الصفقة دى عبارة عن..... قاطعها مروان قائلا: سلاح ومخدرات. لتتظاهر سوزى بالصدمة قائلة: سلاح ومخدرات..لأ طبعا ..المجال ده خطير وممكن يودينا كلنا فى داهية. تراجع مروان يستند إلى مقعده قائلا بلامبالاة: مع قوة وسلطة ومعارف عدنان ومع دماغى ..معتقدش ممكن يبقى فيه أي خطورة علينا..عموما ده اللى أدامى دلوقت..وتعرفى لولا العشرة القديمة وإنك لجأتيلى عشان اشغلك فلوسك أنا مكنتش عرضت عليكى الصفقة دى..أنا لو كنت اقدر عليها لوحدى مكنتش دخلت شريك معايا..أرباح الصفقة دى مليارات زي ما قلتلك..والطبيعى انى احب يكون مكسبها كله لية لوحدى. تأملته سوزى قائلة بنبرة صادقة: اتغيرت أوى يامروان وبقى كل همك الفلوس. قست عينا مروان وهو يقول: اللى شفته مش قليل ..علمنى ان الدنيا غابة وان البقاء فيها للأقوى وأنا مش هتردد ثانية عشان أكون فيها الأقوى. أومأت سوزى برأسها قائلة : معاك حق..عموما سيبنى افكر وأرد عليك. أومأ مروان برأسه قائلا: تمام بس متتأخريش علية..عشان أرتب أمورى. نهضت سوزى وهي تمد يدها إليه قائلة: أكيد..هشوفك بعدين..سلام دلوقتى. نهض بدوره وهو يمد يده إليها مصافحا قائلا: هوصلك للباب. ابتسمت قائلة بدلال: انت كدة بتدلعنى وانا خايفة آخد ع الدلع. ابتسم وهو يمشى معها إلى خارج الغرفة ثم توقف أمامها تماما قائلا: لأ متخافيش..الأيام اللى جاية كلها دلع ياسوزى. رأتهم زينة التى كانت تمر بالصدفة لتتوقف وهي ترمقهم بنظرة غيرة ظهرت جلية على ملامحها .. لتبتسم سوزى بداخلها وهي تقول بدلال: أنا معايا تليفونك وأكيد هكلمك سلام. ثم مالت على وجنته تقبله ببطئ ليحاول مروان التماسك بينما اتسعت عينا زينة فى صدمة لتتراجع مسرعة إلى حجرتها تحت أنظار الجميع..لتبتسم سوزى بانتصار بينما تغادر بخطوات أنيقة.. بصق مروان خلفها..وهو يمد يده بمنديله يمسح وجنته قائلا باشمئزاز: هانت ياسوزى ونهايتك هتبقى على إيدى..هانت . ثم نظر فى إثر زينة ليعقد حاجبيه ..يتذكر ملامح الغيرة والصدمة على وجهها لتتأكد لديه حقيقة واحدة..زينة مازالت تحبه..اذا لم تخلت عنه بالماضى؟..بالتأكيد هناك سر ويجب أن يعرفه..لقد حانت لحظة المواجهة إذا..ليتجه إلى حجرتها بخطوات حاسمة. ******************************* كانت سوزى تقود سيارتها بسرعة تشعر بالسعادة تغمرها فأخيرا سمح لها مروان بدخول حياته..وربما أصبحت تحتل جزء كبير من قلبه..فمجرد اقتراحه دخولها صفقة مثل تلك الصفقة هو اكبر دليل على ذلك..لابد وأن تشكر عدنان لإدخالها إلى حياة مروان مجددا..لا لن تشكره حتى لا تثير ريبته..يكفيها سعادتها بمايحدث ..لترفع يدها وتلمس شفتيها التى قبلت وجنته بسعادة..تراجع تلك الذكرى مرارا وتكرارا..تعد نفسها بيوم يكون لها مروان قلبا وقالبا..وربما مع الوقت استطاعت التخلص من عدنان نهائيا ولكن ليس قبل أن يخلصها من تلك الزينة والتى تشكل أكبر خطر على علاقتها بمروان..نعم لابد وأن تفعل ذلك. ****************** تبادل ياسين مع هذا الرجل نظرة تحدى بينما ألقى ياسين نظرة إلى تلك الفتاة المرتعبة والتى تتسع عيناها من الخوف ليغمض عينيه ويفتحهما مجددا وهو يومئ برأسه يطمئنها بحركته تلك ..ثم يعيد النظر إلى ذلك الرجل والذى ترتعش يداه ليدرك ياسين أنه خائف..مثلهم تماما. ليقول بهدوء: لو جاي هنا عشان الفلوس ..خد الفلوس اللى انت عايزها وسيبها وامشى واحنا مسامحين. قال الرجل فى توتر: مافي مصاري هون ....انتو خلاص شفتوني وعرفتوني ..وماضل مجال أخليكم عايشين . نظر ياسين إلى محيطه يدرسه ليعاود النظر الى ذلك المقنع قائلا: وإيه اللى هتستفيدوا لو قتلتنا؟..وبعدين تفتكر انك لو حاولت حتى تقتلنا هتقدر علينا احنا الاتنين..ولو قتلت اللى انت ماسكها مابين ايديك دى ..ايه اللى يضمنلك انك هتعيش ثانية واحدة بعدها وانا فى جيبى مسدس..هيطير دماغك فى ثوانى؟ ظهر الخوف جليا على عيني المقنع ليتمالك نفسه بسرعة قائلا: لو انت بدك تضل ع السنيورة هي.. طلع المسدس من جيبتك وحطو تحت رجلك.. وارميه لعندي. تظاهر ياسين بالتوتر ثم الرضوخ لذلك المقنع..وهو يخرج مسدسه من جيبه بهدوء تحت أنظار اللص..وينزله عند قدميه ثم يركله بقوة وهنا غفل اللص عن ياسين للحظات وهو يتابع المسدس لتكون هذه اللحظات كفيلة لياسين كي يهجم على اللص ليركل السكين وهو يبعد فتون عنه ثم يكيل ذلك الرجل اللكمات وقد اعجزته المفاجأة..ولكن سرعان ما تمالك نفسه وهو يرد تلك اللكمات لياسين الذى تفاداها بسهولة ليعيد لكم ذلك اللص حتى وقع مغشيا عليه.. وما ان إلتفت ليطمأن على فتون حتى وجدها تندفع إلى حضنه تضمه بقوة ودموعها تنهمر بغزارة..ليجد يده رغما عنه ترتفع وتضمها يتأكد بأنها على قيد الحياة لتتناهى شهقاتها إلى مسامعه..يدرك أنها تحت تأثير الصدمة ليربت على ظهرها بحنان..قائلا بهمس: خلاص يافتون..انتى بخير..أنا مش ممكن أسمح لحد يإذيكى طول ما أنا عايش. قالت من وسط شهقاتها: أنا مش عارفة لو مكنتش رجعت كان حصلى إيه؟ ليضمها بقوة يستبعد ذلك الاحتمال الذى كاد أن يطيح بعقله..وهو يقول بلهفة: عشان خاطرى متفكريش بالشكل ده..أهم حاجة دلوقتى إنك بخير يافتون..دى نعمة من ربنا. اومأت برأسها قائلة بهمس: الحمد لله. ليبعدها ياسين عن مرمى ذراعيه وهو يمسح دموعها بيديه قائلا فى حنان: روحى يلا اغسلى وشك واهدى وكل شئ هيبقى تمام. اومأت برأسها ليبتعد قليلا ولكنها تمسكت بيده قائلة: انت رايح فين؟ ابتسم وهو يقرصها من وجنتها قائلا: مش همشى..أنا بس هكتف الباشا اللى مرمى ع الأرض ده وهتصل بالبوليس ولا عايزاه يفوق ويهددنا من تانى. قالت بسرعة وخوف: لأ..كتفه..كتفه بسرعة ياياسين. ابتسم قائلا: هكتفه ..بس انتى روحى زي ما قلتلك إغسلى وشك وتعالى وأنا هكتفه وأعملك أحلى لمون عشان يهدى اعصابك. ابتسمت فى امتنان وهي تومئ برأسها..ثم مشت بخطوات بطيئة باتجاه الحمام لتلتفت مرة أخرى باتجاه ياسين تنظر إليه وقد خلع حزامه وشرع يقيد ذلك اللص به..لتبتسم مجددا ولكن تلك المرة ......فى عشق. الفصل الثانى والعشرون كان نبيل يجز على أسنانه لايدرى ربما للمرة الخمسون فى تلك الساعة التى قضاها فى ذلك الإجتماع مع ذلك المدعو توفيق والذى منذ أن رأى دارين وهو لم يرفع عينيه من عليها سوى للحظات يتحدث فيها مع نبيل ثم يعاود النظر مجددا إليها بطريقة أثارت حفيظة نبيل وغيرته وغضبه..ولولا أهمية تلك الصفقة فى القضاء على شركة ياسين لألغاها فى التو واللحظة..فهو يعلم أن أعمال هذا المدعو توفيق مثيرة للشبهات..وأن بضائعة التى لجأ إلى شركتهم لاستيرادها بالتأكيد ستكون محملة بالمخدرات..لذا اضطر إلى احتواء غضبه ونفوره من ذلك المدعو توفيق وهو يقول بثبات: أظن احنا كدة اتفقنا مبدئيا على شروط الصفقة..وفاضل بس نمضى على العقود..وطبعا هنضطر نستنى ياسين وفتون لغاية ما يرجعوا من السفر..يعنى بعد يومين بالكتير. أومأ توفيق برأسه وهو يقول : تمام وانا هستنى من الآنسة دارين تليفون عشان تحددلى الميعاد اللى هنمضى فيه العقود. إلى هنا وكفى ..خاصة عندما ابتسمت دارين..صحيح أنها ابتسامة مجاملة لم تصل إلى عينيها ولكنها جعلت ملامح توفيق تشع بالسعادة ليقف نبيل قائلا فى عصبية: التعامل هيبقى معايا أنا وبس..حتى الاتصال اللى هنحددلك فيه الميعاد واللى هنمضى فيه العقود ..أنا اللى هعمله ..مفهوم ولا نلغى الصفقة؟ قال توفيق بارتباك: مفهوم طبعا. نظر نبيل إلى دارين التى ما تزال جالسة تنظر إلى انفعال نبيل بدهشة ليقول فى عصبية: الهانم لسة قاعدة بتعمل إيه؟عجبتك القعدة..تحبى أمشى وتكملى إنتى؟ نظرت إليه فى صدمة من كلماته ..ثم نهضت بارتباك..ليبتعد نبيل مغادرا تتبعه دارين وقد أحست لأول مرة فى حياتها.....بالإهانة. ******************** كانت زينة تجلس فى سريرها تنهمر دموعها بغزارة..تتساءل بألم..ألا يكفيه ما فعله بها فى الماضى؟ألا يكفيه عذابها معه؟حتى يكون مع عدوتها..يبادلها المشاعر وكأنها لم تكن يوما زوجة أبيه..وكأنها لم تكن يوما تلك الحقود التى لطالما اخبرها بأنه لا يرتاح لها..فجأة أصبحت مناسبة له..فجأة يريدها فى حياته..هل تأثر بجمالها؟هل تغير إلى تلك الدرجة..بل هل كانت زينة مخدوعة فيه وأنه هكذا منذ البداية ؟إنها حقا لم تعد تدرى..كل ما تدركه الآن أنها تموت ألما لرؤيتهما سويا..تشعر بالغيرة الحارقة تكوى فؤادها..تتساءل فى مرارة..لما كان هو من دون كل البشر و الذى ركبت سيارته هربا من جحر الشيطان؟لماذا إلتقيا مجددا؟كفاها ألما..فلم تعد تحتمل..نعم ستنهض الآن وتغادر ذلك المكان وستأخذ فارس معها ..حتى وان وجدها عدنان ورجاله..سيكون الأمر أهون بكثير مما تعانيه من عذاب مع هذا الرجل..مروان. نهضت بالفعل وتوجهت لتغادر الحجرة وما ان فتحت الباب حتى تواجهت مع هذا الرجل الذى تهرب منه..توقفت فى جمود تطالعه بعينان غاضبتان مشتعلتان بينما يطالعها هو ببرود..يختلف عن مشاعره الثائرة لرؤية دموعها التى تغرق وجهها فتمزق قلبه حزنا.. ليقول بعد لحظة: بتعيطى ليه؟ قالت فى عصبية: وانت مالك؟ابعد من طريقى عشان أمشى من هنا. تحطمت تلك الواجهة الباردة وقد اشتعلت عيناه قائلا فى حدة: والهانم رايحة فين بقى؟ قالت فى غضب : قلتلك وانت مالك بية؟أخصك فى إيه أنا عشان تسألنى رايحة فين أو جاية منين..بعد اللى شوفته النهاردة خلاص..مش هقدر أقعد هنا ثانية واحدة بعد كدة. اقترب منها وملامحه تشتعل لتتنافر عروق جبهته بطريقة أوجفت قلبها خيفة لتتراجع خطوة للوراء..وهو يقول بصرامة: والهانم شافت إيه؟ قالت بارتباك : شفت..شفت... اقترب منها مجددا لتتراجع اكثر وهو يقول بحدة: ماتنطقى ..شفتى إيه؟ لتتوقف وهي تقول بغضب: شفتك مع الست سوزى..شفتها بتبوسك من خدك والبيه مبسوط ومعترضش..شفت انها بقت ملازماك بشكل كبير أوى ومقرف..إيه..دلوقتى سوزى بقت حلوة ومناسبة لسعادتك..مش دى سوزى مرات أبوك؟..مش دى سوزى اللى ياما قلتلى إنك مبتحبهاش وإنك مش مرتاحلها..هي ولا مش هي؟ أمسكها من كتفيها يقول بغضب: هي فعلا..وتعرفى ليه احلوت فى عينى دلوقتى؟ اضطربت انفاسها لاقترابه منها تلفحها أنفاسه الحارة الغاضبة على وجهها وهو يستطرد قائلا: عشان طول عمرها واضحة وصريحة..عمرها ما بانت عكس حقيقتها..عايزانى وقالتهالى ..مستخبتش ورا مشاعر الحب وبعدين غدرت بية زيك..ما اديتهاش قلبى وكسرته زيك..عايزة تعرفى أنا ليه معاها ؟عشان هي مش زيك. طفرت الدموع من عيون زينة وهي تقول : فعلا هي مش زيى..ولا يشرفنى انها تكون زيى..هي زيك انت..انت اللى سلمتلك قلبى وروحى وعمرى كله وغدرت بية.. عقد مروان حاجبيه لتستطرد زينة قائلة فى إنهيار: انت اللى بعد ما حبيتك من كل قلبى بعتلى ورقة طلاقى.. ورميتنى وسافرت وسيبت كلبة زي سوزان تبيع وتشترى فية..سيبتها تبيعنى لعدنان عشان أعيش فى بيته أسوأ أيام حياتى..وبعد ده كله جاي بترمى كل اللى عملته علية ..وتقول انى أنا اللى عملته..حرام عليك ياشيخ اتقى الله بقى..وكفاية كدة..حرام..أنا تعبت والله العظيم تعبت ..تعبت. لتنهار بين يديه فأسرع بإسنادها وإجلاسها على السرير قائلا بصدمة: مين ده الل بعتلك ورقة طلاقك وسافر..انتى بتقولى إيه؟ تمالكت نفسها لتنظر إليه فى مرارة..لتعود وتنهض مجددا قائلة بألم: بقول الحقيقة اللى انت دلوقتى بتحاول تغيرها..إنت..أيوة انت السبب فى عذابى طول السنين اللى فاتت...ورغم كل اللى عملته فية لسة قلبى الخاين بيحبك..ولسة بيتألم من غيرته عليك.. بس خلاص..خلاص انتهينا..أنا مش هفضل طول عمرى زينة الطيبة اللى الكل بيلعب بيها..لأ..أنا هخرج من هنا وصدقنى هنتقم منكم كلكم..وبكرة هتشوفوا. كادت ان تغادر ليفيق مروان من صدمته وهو يسرع إليها يجذبها من ذراعها لتواجهه قائلا: استنى هنا رايحة فين؟..أنا مطلقتكيش ..والله العظيم ما طلقتك ولا أعرف حاجة عن الورقة اللى جتلك دى..ولا حتى كنت مسافر..أنا كنت فى المعتقل..كنت بتعذب كل يوم ..مش من الكهربا ولا الضرب ولا حتى الحبس الانفرادى..كنت بتعذب عشان بعيد عنك ومش قادر أشوفك.. ولما جتلى سوزى فى المعتقل وهي شمتانة فية.. لما قالتلى ان البنت اللى حبيتها وفضلتها عليها هربت مع عزت الجناينى واللى كنت عارف انه معجب بيكى من زمان..مصدقتش.. بس لما اديتنى الاسورة الى كنت اديتهالك وقلتلك انها بتاعة أمى وانها شبكتك منى ورمز لحبنا اتأكدت من كلامها..وحلفت يومها انى هتحمل عذاب المعتقل لسبب واحد بس..إنى أخرج وأنتقم من كل اللى خدعونى وظلمونى وأولهم انتى..دورت عليكى كتير ملقتكيش فبدأت بالتانيين ولما لقيتك..قلت ده حظى عشان أقدر انتقم منك بس مع الأسف قلبى مطاوعنيش..عشان انا كمان لسة بحبك..رغم انى عارف انك بعتينى بالرخيص يازينة. نظرت زينة إليه بصدمة لتدرك ملعوب تلك الشريرة سوزى..لتتبدل نظراتها المصدومة إلى نظرات غضب وهي تقول: للأسف كنا ضحية للعبة قذرة يامروان.. لتمسك يده تبعده عن يدها التى يتمسك بها وترفع كمها قليلا وهي ترفع رسغها إليه ليرى فى صدمة علامة قطع بشعة فى رسغها بينما تقول وقد بدأت دموعها فى النزول : ليلة ما باعتنى سوزان لعدنان..كانت مصممة اقلع الاسورة وأديهالها..ورغم انى كنت عارفة انك بعتنى بس مقدرتش أديهالها..فأخدتها غصب عنى. لتتركه وسط صدمته وتتجه إلى دولابها تفتحه وتخرج من بين طيات فستانها الوحيد ورقة مهترئة ناولته إياها ليفتحها بيد مرتعشة ويقرأ محتواها والذى هو عبارة عن ورقة طلاق تحمل امضاءه فى أسفلها ليدرك أن تلك الورقة كانت من ضمن الأوراق التى جعلوه يمضيها فى المعتقل تحت تأثير العذاب..ترك الورقة من يده لتقع على الأرض وهو يمسك قلبه بضعف..يشعر بالوجع يمزقه لتتسع عينا زينة فى صدمة وتسرع إليه تسنده بقوة إليها وهي تجلسه على سريرها قائلة فى وجل: مروان ..انت كويس؟ أومأ برأسه فى ضعف قائلا: متقلقيش..الصدمة بس شديدة علية..بس أنا هبقى كويس. نهضت زينة قائلة فى قلق: لأ أنا هتصل بالدكتور بتاعك عشان نطمن. أمسك يدها يجلسها بجواره مجددا وهو ينظر إلى عينيها مباشرة قائلا فى حنان: قلتلك متقلقيش..بس بجد خايفة علية يا زينة..بجد لسة بتحبينى بعد كل اللى حصلك بسببى. رفعت يدها تمررها على وجهه بحنان قائلة: ولو رجع بية الزمن من تانى هختار حبك يامروان خصوصا بعد ماعرفت انك بريئ ..وحتى لو العذاب كان التمن..انت متعرفش انت إيه بالنسبة لى..انت روحى ..حبك بيجرى فى دمى..انت مش حبيبى وجوزى وبس يامروان..انت...... لتصمت وهي لا تدرى أتخبره الآن وقلبه بهذا الضعف؟أم تنتظر قليلا؟لتحسم نبراته الحانية ونظراته العاشقة رأيها وهو يقول: أنا إيه ياقلب مروان؟ أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول: انت أبو إبنى كمان. اتسعت عيناه فى صدمة لتقول هي مستطردة: أيوة يامروان ..انت أبو فارس. أمسك قلبه وهو يأخذ نفسا عميقا لتشعر زينة بالخوف ولكنه مالبث ان قال بأمل : انتى متأكدة؟ قالت بصوت قاطع: طبعا متأكدة. أحست بتردده وأن كلماته التى يود قولها تؤلمه وهو يقول: ايه اللى خلاكى متأكدة بالشكل...... قاطعته وهي تضع يدها على فمه قائلة: لأن انت الراجل الوحيد اللى لمسنى يامروان. اتسعت عيناه فى صدمة لترفع يدها عن فمه وهي تطرق رأسها فى خجل قائلة: دى الحقيقة وربى شاهد عليها. قال مروان فى صدمة: بس انتى قولتيلى... قاطعته قائلة فى حزن: كنت عايزة أوجعك زي ما وجعتنى..أنا صحيح كنت فى جحر الشيطان..وصحيح كانوا بيودونى كل فترة لراجل عشان يعنى ..يعنى... أغمض مروان عينيه فى ألم ليفتحهما مجددا وهي تقول بسرعة: بس دادة نجاة حست بية وعرفت ان ده لو حصل هموت نفسى..فاديتنى علبة منوم ..كنت بطلب من الراجل اللى باعونى ليه عصير وكنت بحطله فيه المنوم من غير ما ياخد باله والصبح كنت بظبط الدنيا عشان يفتكر أنه قضى معايا الليلة وبسيبه نايم وبخرج ألاقى عربية الشيطان واللى بترجعنى تانى لجحره.. أخذها مروان بين ذراعيه فى ألم لتضمه بقوة وتنزل دموعها حزنا وهي تقول : كنت كل يوم بفكر فى الهروب بس وجود فارس عندهم كان بيمنعنى..كنت بضطر أرجع ليهم تانى ولما كنت بحاول اهرب منهم مع فارس..كانوا بيمسكونى ويضربونى..بس عمرى ما يإست..وجود فارس معايا كان بيقوينى..وجود فارس كان نعمة خليتنى اصبر على كل اللى حصلى..رغم انى لغاية النهاردة معرفش ليه خلونى احتفظ بيه مع ان كان بامكانهم يقتلوه. قال مروان بقسوة: عشان يضغطوا عليكى بيه..عدنان بيلوى دراعك بيه ..لأنه عارف ومتأكد انك مش هتهربى وتسيبيه زي ما قلتى..حرمونى الكلاب منك ومن ابنى بس والله ما هسيبهم. ليبعدها عن محيط ذراعيه وهو يضم وجهها بين يديه قائلا فى تصميم: اوعدك ..وحياتك عندى.. وغلاوة فارس..لهنتقم منهم كلهم وبكرة تشوفى. أمسكت زينة وجهه بين يديها بدوره وهي تقول برجاء: لأ يامروان..أبوس إيدك بلاش انتقام..متعرضش حياتك للخطر..عشان خاطرى وخاطر فارس. مسح مروان دموعها بحنان قائلا: متقلقيش ياحبيبتى..أوعدك انى احافظ على نفسى عشان خاطركم بس انتقامى مش هقدر أتنازل عنه..لو مكنش عشان خاطرنا والسنين اللى ضاعت مننا وعذابنا وبعدنا عن بعض ..يبقى عشان خاطر بابا اللى مات وانا بعيد عنه والله أعلم ان كان موته طبيعى ولا لأ..عشان خاطرى متمنعنيش. احتضنته زينة مجددا بقوة ليتمسك بها مروان وهو يضمها ليتنفس رائحتها الهادئة والتى يعشقها..يشعر بروحه قد عادت إليه بعودتها مجددا إلى حضنه . ******************** كان نبيل يمشى بالحجرة ذهابا وإيابا بغضب ..يؤنب نفسه بشدة على ما فعله اليوم..ويتساءل عن حالة دارين الآن..فلم يكفيه توبيخها أمام توفيق وصمته طوال الطريق رغم رؤيته لها تمسح دمعة سقطت من عينيها داخل السيارة..بل إنه حين أدخلت إليه ورق شركة الحديدى والذى كان به ورقة ناقصة صرخ بها بغضب واتهمها بالإهمال .. لتلتمع عيناها بالدموع وتخرج من الغرفة بسرعة..ويظل هو بين نارين..يريد أن يطلب غفرانها ولكن الخجل من اعترافه بغيرته عليها يكبله..لينتصر قلبه الذى يخبره بأنه يجب أن يعتذر لها حالا وبأية طريقة. ليسرع بالخروج من الغرفة ليجدها جالسة على مقعدها مطرقة الرأس تخفى ملامحها خصلات شعرها تهتز قليلا ليدرك فى وجع أنها تبكى بسببه..تنتحنح لتدرك وجوده وتسرع بمد يدها تمسح دموعها وهي ترفع وجهها إليه قائلة ببرود: أفندم. ما إن رأى عيونها المنتفخة حتى أحس بالنيران فى قلبه ليذهب إليها على الفور دون تفكير ويركع أمامها وسط دهشتها وهو يمسك يديها قائلا فى ندم: أنا آسف..سامحينى. نظرت إلى عينيه فى حيرة ليستطرد قائلا: أنا غبى ..عارف إنى قسيت عليكى بس والله غصب عنى..لما شفتك فى الأول بتضحكى مع واحد كان خارج من عند أخوكى..لما شفت نظرتك ليه..اتجننت..ولما شفت توفيق مشالش عينه من عليكى ولما حسيت انك مبسوطة من نظراته مشفتش أدامى..سامحينى. كادت دارين أن تطير من السعادة من كلماته التى تعبر عن غيرة شديدة هي بالتأكيد عنوان لعشق قوي..ربما لم يصرح به جهرا ولكنه صرح به فى طيات كلماته..لتحاول هي إخراج الكلمات من فمه ليرتاح قلبها وهي تقول: وليه حاجة زي دى ممكن تضايقك؟ نظر إليها فى تردد..لتحثه عيناها على الحديث ..فأخذ نفسا عميقا قائلا: كل اللى أقدر أقولهولك دلوقتى إن جوايا حاجات كتير تخصك يمكن فيه حاجات لسة مانعانى انى أصرح بيها بس أنا متأكد من مشاعرى وفى الوقت المناسب أكيد هتعرفيها..المهم دلوقتى انى مش عايز أكون السبب فى دموعك الغالية دى تانى وإنك بجد تكونى مسامحانى. نظرت إلى عينيه بحب ..يكفيها ما قاله الآن وستنتظر أن تسمعها منه..فهي تشعر أنها لن تكون بعيدة بل أقرب مما تتصور..لتبتسم قائلة: مسامحاك. زفر بارتياح ليترك يدها ويمسح بقايا تلك الدموع من على وجهها قائلا بحنان: هي دي دارين اللى حبي.... ليقطع كلامه وهو يستطرد قائلا: اللى عرفتها. ونهض متجها إلى غرفته ليوقفه صوتها الرقيق..التفت ليواجهها فقالت بتلك الابتسامة التى تخلب لبه: اللى كنت ببتسمله وهو خارج من مكتب اخويا..ده مروان شريكنا فى الشركة وهو ..يعنى..زي أخ كبير بالنسبة لى..أما توفيق فأنا مكنتش طايقاه وكنت عايزة من اول لحظة أطلب منك نمشى بس خفت الصفقة تبوظ..اللى زي توفيق مستحيل أقبلهم او ارتاحلهم يانبيل. أحس بالراحة من كلماتها التى طمأنت قلبه ليبتسم قائلا: لو اتكرر الموقف ده تانى..قوليلى نمشى ومتتردديش..أنا أهم حاجة عندى هي انتى.. وتولع الصفقة..مفهوم؟ اتسعت ابتسامتها وهي تومئ برأسها فى سعادة ليلتفت متجها إلى غرفته بارتياح بينما تابعته عينا دارين بعشق حتى اختفى لترفع يدها تضعها على خافقها قائلة بهمس: اهدى ياقلبى مش كدة..أومال لو قالى إنه بيحبنى..هتعمل فية إيه بس؟ الفصل الثالث والعشرون وقف ياسين مستندا على الحائط بجوار الباب..يتأمل فتون وهي تفرش له ملاءة سرير غرفته..ليبتسم قائلا: والله لو قلت لحد ان فتون هانم سلطان فرشتلى سريرى مش هيصدقنى. اعتدلت فتون وهي تقف بعد أن أنهت مهمتها لتربع يديها أمام صدرها وهي ترفع حاجبها قائلة: وده ليه بقى إن شاء الله؟هو أنا مش ست قبل ما أكون صاحبة شركة؟ ابتسم قائلا: مين قال كدة؟ ثم اعتدل وهو يقترب منها لايحيد بنظراته عنها مما أصابها بتوتر ملحوظ ظهر فى تنفسها السريع..واضطراب جسدها والذى لم يخفى على ياسين..لتتسع ابتسامته وهو يقف أمامها تماما قائلا: ده انتى ست البنات كلهم. أطرقت برأسها تتحاشى نظراته فى خجل وهي تقول: ميرسيه. لترفع وجهها مجددا لتقابل عينيه وهي تقول: احمم..مش عايز حاجة تانية؟ نظر إلى شفتيها الجميلتين ليقول وقد غامت عيناه: عايز....بس للأسف مش هينفع. ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بدقات قلبها المتسارعة لتحاول الابتعاد عنه قبل أن تضعف وهي تقول: طيب تصبح على.... أمسكها من يدها يمنعها من الرحيل وهو يقول: استنى رايحة.... اختل توازنها فسقطت عليه..لم يتوقع تلك المفاجأة فسقط على السرير ساحبا إياها لتقع عليه..أمالها جانبا بسرعة وهو ينظر إليها ليجد خصلات شعرها تغطى وجهها أزاحهم ببطئ ينظر إلى عينيها الجميلتين واللتين نظرتا إليه بنظرة ساحرة..غامت عيناه بالمشاعر..وهو ينظر إلى شفتيها المنفرجتين..ليقترب منها يستسلم لمشاعر اجتاحته فأغمضت فتون عينيها..تستسلم بدورها لتلك المشاعر..انتظرت قبلته كثيرا فلم يقبلها أحست بلمسة يديه تمر على وجهها وهو يقول بهمس : فتون. فتحت عينيها ببطئ لتواجه عينيه تشعر بحيرة شديدة ليستطرد قائلا: أنا آسف ..بس خايف تكون دى لحظة ضعف وترجعى تندمى عليها يافتون. شعرت فتون بمشاعر كثيرة متنازعة ولكن أكثر ماشعرت به فى تلك اللحظة هو الخجل من نفسها لتنهض بسرعة تغادر الحجرة ليوقفها صوت ياسين وهو ينادى باسمها قائلا: فتون. توقفت ولكنها لم تلتفت ليقول بصوت ضعيف متهدج النبرات: صدقينى انا خايف عليكى انتى. أغمضت عينيها ثم فتحتهما مجددا وهي تغادر الحجرة وتغلق بابها لتقف بجوار الباب تستند على الحائط وهي ترفع يديها تضعهما على وجهها تخفيه لتنزلهما مجددا وهي تقول بهمس: حيرتنى معاك ياياسين..ماهو مستحيل واحد بأخلاقك دى ويقتل. ******************* خرج مروان من حمام الغرفة يجفف وجهه بمنشفة صغيرة.. ما ان رأته زينة حتى اندفعت إليه تقول فى قلق: انت كويس يامروان؟ وضع المنشفة على كتفه قائلا بابتسامة: أنا كويس متقلقيش. ليضمها من خصرها مقربا إياها منه هامسا أمام شفتيها قائلا: بطلى قلق علية يازينة. رفعت يدها تلمس وجهه برقة قائلة: لو مقلقتش عليك انت هقلق بس على مين؟ قبلها بخفة على شفتيها ثم نظر إلى عينيها بعشق قائلا: اطمنى يازينة..أنا معاكى لحد آخر لحظة فى عمرى. احتضنته بقوة قائلة: يارب العمر كله ليك ياحبيبى ..وحشتنى أوى يامروان..أوى. ضمها بقوة يعتصرها بين يديه قائلا: لو قلتلك انت وحشتينى أد ايه مش هتصدقى. قالت فى همس: أد إيه؟ ابتسم قائلا: أد كل كلمة قالها عاشق لمعشوقته..أد كل نسمة هوا مرت مابينهم..أد كل لحظة حلوة عاشوها وأد كل لحظة اشتياق مروا بيها..بحبك أد الحب نفسه واللى سكن قلوب كل العاشقين اللى اتخلقوا من أول آدم وحوا لحد دلوقتى. خرجت زينة من حضن مروان دون ان تخرج من محيط ذراعيه لتقول بعشق: حبيبى بقى شاعر..ايه الكلام الحلو ده كله. نظر إلى شفتيها بشوق قائلا: حبيبك بقى مجنون زينة. ليضم شفتيها فور انتهاء كلماته فى قبلة عاصفة..بادلته اياها على الفور وهي ترفع يدها تضم رأسه إليها بينما رفع يده إليها يضمها بقوة يرتوى من رحيق شفتيها واللتان لطالما راوداه فى أحلامه..لتتحول تلك الأحلام إلى واقع أحلى وأجمل من كل أحلامه. ******************** كانت فتون تجلس مع ياسين على مائدة الإفطار تسترق إليه النظرات..تشغل عقلها العديد من الأفكار ويشتعل قلبها بالعديد من المشاعر..تسأل نفسها هذا السؤال الذى سرق من عينيها النوم..ماالذى كان سيحدث لها ان لم يعد ياسين..وماالذى كان سيحدث لها ان استسلم ياسين فى لحظة ضعفهما..ولما تشعر بأنها مرتبكة تشعر بالحيرة ومكبلة بالقيود؟ رفعت عينيها فى تلك اللحظة إليه لتصطدم بعينيه وتضبطه متلبسا بتأملها بدوره ..لتتنحنح قائلة فى توتر: احمم..هو ميعادنا مع وليد الساعة كام؟ جز على أسنانه وهو يراها تنطق اسم ذلك المدعو وليد بأريحية ولكنه تمالك نفسه قائلا: الساعة ١٢ الضهر..يعنى لسة أدامنا وقت كويس عشان نراجع الديل . قالت بهدوء: تمام. لتطرق برأسها للحظة ثم ترفعها قائلة: بما ان وقتنا قليل وبكرة راجعين مصر بإذن الله..إيه رأيك بعد الاجتماع آخدك فى جولة سريعة كدة أفرجك على بيروت؟ ابتسم قائلا: مع إنى شفتها قبل كدة ..بس أكيد معاكى هيبقالها شكل تانى. ابتسمت رغما عنها فى خجل لتدخل دادة محسنة فى تلك اللحظة قائلة بابتسامة: ياجمال ابتسامتك ياست الكل..وحشتينى والله. قالت فتون بابتسامة: والله انتى اللى وحشتينى أكتر يادادة. ابتسم ياسين موجها حديثه إلى فتون قائلا: كنتى تعالى شوفيها النهاردة وهي ماسكة فية واللى طالع عليها تقول حرامى ..حرامى..لغاية ما طلعتلها بطاقتى وشافت اسمى وساعتها بس سابتنى. تطلعت فتون إلى محسنة بدهشة وهي تقول: انتى عملتى كدة يامحسنة؟ لتضحك محسنة قائلة: أعمل إيه بس ياستى ..دخلت الأوضة لقيت واحد غريب فيها كنت هفتكره إيه يعنى ..السباك؟يحمد ربنا ان نبيل كان مكلمنى وقايلى إنكوا شاركتوا واحد اسمه ياسين تاج الدين وانه جاي معاكى بيروت وإلا مكنتش هسيبه غير وأنا ضارباه علقة ومبيتاه فى القسم. قال ياسين بمرح: طب كنتى تعال انبارح للحرامى الحقيقى وقومى معاه بالواجب ده..حتى كنتى تقوى قلب ستك اللى وأنا بربط إيديه ألاقيها بتقولى. وقلد صوتها وهو يستطرد قائلا: بالراحة عليه شوية ياياسين..إيه القسوة دى؟ لتنطلق ضحكة فتون عالية ويتيه بها ياسين كلية ليفيق على صوت محسنة تقول بانبهار: الله أكبر ..الله أكبر..عشت وشفت ضحكتك الحلوة منورة الدنيا ياست الكل..واللى ماشفتهاش من يوم المرحومة أختك ما مات..... لتقطع كلماتها وهي ترى نظرة فتون الصارمة والتى تمنعها من الكلام..لتشعر محسنة بالارتباك وهي تقول: أما..أما أروح أنا أجيبلكم الشاي..عن إذنكم. قال ياسين بهدوء: انتى كويسة يافتون؟ أومأت برأسها فى هدوء وقد تغيرت ملامحها كلية ليشوبها بعض البرود وهي تقول: آه ..كويسة..لو خلصت فطار يبقى يلا بينا ع المكتب نشرب الشاي ونناقش بنود الصفقة للمرة الأخيرة قبل الاجتماع. أومأ برأسه بهدوء وهو ينهض قائلا: يلا بينا. نهضت تسبقه ومشاعر الخيانة تقتلها..تشعر بأنها خانت ذكرى أختها حين تسللت إلى قلبها تلك المشاعر تجاه ياسين..لتنوى بكل قسوة أن توأدها فى قلبها حتى وان تألمت فكيف بالله عليها نسيت لبعض الوقت أن ياسين هو قاتل أختها الوحيدة..كيف؟ بينما تبعها ياسين وأفكاره تتخبط داخل رأسه فقد رأى نظرة فتون إلى الدادة التى بترت عبارتها من جراء تلك النظرة ورأى تغير ملامح فتون من بعدها ليدرك أن وراء ذلك سرا تخفيه فتون عنه ..ويجب أن يعرفه. ******************** كان مروان ينام على السرير آخذا زينة فى حضنه يمرر يده فى خصلات شعرها الحريرية بعشق..بينما زينة مغمضة العينين..تنام على صدره تستمع إلى نبضات خافقه والتى تمنحها شعورا بالأمان والقلق عليه فى نفس الوقت..تدرك ضعف قلبه الذى تحمل اليوم صدمات عديدة..أفاقت من أفكارها على صوته وهو يقول فى حزم: احنا لازم نتجوز. رفعت رأسها تنظر إليه فى حيرة قائلة: ما احنا متجوزين..انت مش بتقول مطلقتنيش يامروان؟ اعتدل يمسك وجهها بين يديه قائلا بحنان: أيوة بس أنا أقصد جواز رسمى وعلى إيد مأذون يازينة. ظهرت الفرحة جلية على وجهها وهي تسرع باحتضانه قائلة: بجد يامروان؟أنا مش مصدقة نفسى..بجد هبقى مراتك أدام الناس كلها؟ ضمها مروان بين ذراعيه بقوة وهو يقول: بجد ياقلب مروان..بس.... خرجت من محيط ذراعيه وهي تنظر إليه فى قلق قائلة: بس إيه؟ نظر إلى عينيها قائلا: هنضطر نأجل حبة صغيرين. قالت بقلق أكبر: ليه؟ أرجع خصلة من شعرها خلف أذنيها قائلا: انتى عارفة الوضع اللى احنا فيه دلوقتى..والخطة اللى راسمها عشان أوقع عدنان وسوزى..سوزى فاهمة دلوقتى انى وقعت فى غرامها ولو وصل ليها إنى اتجوزتك..الخطة كلها هتبوظ. قالت فى حيرة: وهيوصلها الخبر إزاي بس؟ قال فى تأكيد: احنا متراقبين يازينة..كل حركة لينا محسوبة علينا ولازم ناخد بالنا من كل حاجة بنعملها..لو عايزين الخطة تكمل.ونقدر ننتقم من اللى آذونا. قالت بقلق: انت لسة مصمم ع اللى فى دماغك يامروان؟ أمسك يدها ذات الإصبع المجبر وهو يمرر إصبعه عليه قائلا فى مرارة: ربنا اللى عالم أنا نفسى أد إيه آخدك وآخد فارس بعيد عن ده كله..بس مش هقدر أسيب اللى آذونا وفرقونا عن بعض كل السنين دى يعيشوا حياتهم كدة مبسوطين..لازم أنتقم منهم ولو كان ده آخر شئ هعمله فى حياتى. احتضنته فى لهفة قائلة: متقلش كدة يامروان عشان خاطرى..انت هتعيش..هتعيش عشانى وعشان فارس..اوعدنى يامروان..اوعدنى حالا. ضمها بقوة قائلا: أوعدك ياحبيبتى..أوعدك. رغما عنه خرجت حروفه مهزوزة وغير واثقة لتعبر عن شعوره بالخوف من أن يبتعد عنها وعن ولده مجددا وتلك المرة للأبد..لينتقل شعوره هذا إلى زينة فتزيد من ضمه..وكأنها ستحميه بذراعيها من قدر تخشاه ..تحاول منعه ولكن ما باليد حيلة فهو آت لا محالة. ******************** أطرق عدنان برأسه يفكر فى ما قالته له سوزان للتو..يتساءل لما عرض عليها الدخول فى تلك الصفقة معهم..وهو يعلم جيدا أنهم قادرون تماما عليها وحدهم..ليفيق من أفكاره على صوت سوزى وهي تقول: مقلتليش ياعدنان رأيك إيه؟ رمقها عدنان قائلا بهدوء: مش عارف ياسوزى بس مستغرب من عرضه. عقدت حاجبيها المنمقين قائلة بحيرة: ومستغرب ليه؟ تراجع فى مقعده بهدوء قائلا: عشان الصفقة مش محتاجة شريك تالت ياسوزى..فليه يدخلك معانا إلا لو كان عنده سبب تانى..وهو ده اللى قالقنى. قالت سوزى فى عصبية: وليه ما تقولش انه وقع تحت سحرى ومش بعيد يكون حبنى وعشان كدة حب إنى أشاركه فى صفقة مهمة زي دى. قال عدنان بسخرية: بالسرعة دى؟ نهضت سوزى قائلة فى استنكار: وليه لأ..لما انت شاكك إنى مقدرش أخلى مروان زي الخاتم فى صباعى لجأتلى ليه ياعدنان؟ ابتسم عدنان قائلا فى هدوء: اهدى بس واسمعينى..أنا معنديش شك طبعا فيكى وفى سحرك اللى وقعتينى فيه أنا شخصيا قبل كدة..أنا بس لازم أفكر كويس فى كل حاجة ومسيبش حاجة للصدفة وعشان كدة قلتلك انى عايز كل المعلومات اللى تقدرى تجيبيهالى من عنده عشان لو فكر يغدر بينا أبقى عامل حسابى..وأعرف إزاي أخليه يندم ع اليوم اللى فكر فيه يغدر بعدنان المسيرى. جلست سوزى مجددا وهي تقول: صدق من سماك شيطان..عموما متقلقش..مروان اتغير فعلا..الفلوس عنده بقت كل حاجة واهم حاجة..واذا كان ع المعلومات اللى ممكن تخليه تحت ايدينا فبسيطة الزيارة الجاية ليه هجيبهملك..ده أنا سوزى ياعدنان ولا نسيت؟ ابتسم وهو ينهض من مكانه مقتربا منها ليقف أمامها تماما يمسكها من كتفيها وينهضها لتكون فى مواجهته قائلا: لأ طبعا منستش..بس انتى اللى نسيتى إنى عدنان ياقطة . ليلمس وجنتها بنعومة ناظرا إلى شفتيها برغبة قائلا: موحشتكيش؟ولا مبقيتيش تحبينى زي زمان؟ نظرت إليه قائلة بارتباك: لأ..إزاي..أكيد وحشتنى. لتقول بحزن مصطنع وهى تمط شفتيها بإغراء قائلة: أنا قلت إن إنت اللى مبقتش تحبنى زي الأول وعشان كدة.... اقترب منها بوجهه يقول بإستمتاع وهو ينظر إلى ملامحها الفاتنة: وعشان كدة إيه؟ لترفع يدها بإغراء تلمس شفتيه بأظافرها الطويلة الملونة قائلة: وعشان كدة لسة شفايفك ملمستش شفايفى ياعدنان. قال بأنفاس تثقلها الرغبة: غلطة منى ياقلب عدنان وهصلحها حالا. ليلتهم شفتيها بين شفتيه بقوة يجتاحها بقبلاته ولمساته..لتغمض عينيها تستسلم له وقلبها يإن اشمئزازا فمنذ أن وقعت بحب مروان ولم يعد هناك رجل آخر قد يرضيها..إنما هو وهو فقط من تتمنى أن يكون معها الآن يجتاحها بقبلاته..هو حبيبها الذى عذبها كثيرا ببعده ونفوره منها ولكنها قريبا..وقريبا جدا ستمتلكه..هو وحده ولا أحد غيره..إنه مروان.....مروان فياض. ******************** دلفت دارين إلى المنزل لتجد جدتها جالسة بالردهة تحتسى فنجالا من القهوة فى شرود لتتسلل إليها من الخلف ثم تقبلها بقوة فى وجنتها قائلة فى سعادة: مساء العسل ياعسل. كاد فنجال القهوة أن يسقط وتنسكب محتوياته لولا ان تمسكت به الجدة بقوة لتضعه على الطاولة وهي تلتفت إلى دارين التى جلست إلى جوارها قائلة فى تأنيب: انتى مش هتعقلى بقى يادارين؟..ميت مرة أقولك متخضنيش بالشكل ده ..افرضى فنجال القهوة كان وقع دلوقتى..كنت هتعملى إيه؟ هزت دارين حاجبيها صعودا ونزولا قائلة بمرح: كنت هعملك غيره ياسوسو. ضربتها الجدة على رأسها بخفة وهي تبتسم قائلة: مفيش فايدة فيكى. ابتسمت دارين قائلة: أيوة كدة ياسوسو..خلى الابتسامة الحلوة تطلع وتنورلى الدنيا بقى. تفحصت الجدة ملامح دارين لتدرك أن خلف تلك الملامح السعيدة أمرا ما لتقول بهدوء: طيب ممكن تقولى بنوتى الحلوة إيه اللى مفرحها كدة ومخلى ابتسامتها من هنا لهنا؟ نظرت إليها دارين قائلة بابتسامة: أقولك الحقيقة ياتيتة..مش عارفة..جوايا مشاعر حلوة أوى مخليانى طايرة فوق فى السما..أول مرة قلبى يدق بالشكل ده وأول مرة أحس بالأحاسيس دى..وأول مرة أخاف..أخاف ميكونش هو كمان بيحس بالأحاسيس دى زيى..أخاف يكون اللى واصلى منه مجرد وهم بكبره فى دماغى وبطمن بيه قلبى..أخاف أصحى فى يوم وملقهوش جنبى..أول مرة ياتيتة أحب بجد وأخاف بجد..تعرفى.. النهاردة افتكرت كلامك عن انى محبتش مروان بجد وانى لما هقابل الحب الحقيقى هعرفه..زي حب جدى ليكى الله يرحمه..ياااه ..فرق كبير أوى ياتيتة بين الإحساسين..أنا مش عارفة إزاي أشكرك عشان اقترحتى علية أشتغل مع ياسين و خليتيه يوافق..عشان أشوف نبيل وأحبه..وأعيش السعادة اللى أنا حاساها دلوقتى.. لتضمها بقوة قائلة : أنا بحبك أوى ياتيتة..بحبك أوى أوى اوى. ضمتها الجدة وعينيها تشعان بالقلق..تندم على اقتراحها على ياسين بأن تعمل دارين معه..فهي لا ترتاح مطلقا للشركاء الجدد..تشعر بأن ورائهم سرا ..يحملون غموضا لا يريحها مطلقا..وها هما حفيديها بخطر..إحداهما أحبت نبيل.. والآخر وقع فى غرام فتون..فكيف تنقذ حفيديها من مصير مجهول..حقا لا تدرى..ولكن حان الوقت لتنبش فى ماضى هؤلاء الشركاء الجدد لعلها تجد ما يدحض شكوكها أو يؤكدها. الفصل الرابع والعشرون كان ياسين يشتعل من الغضب وهو يرى ابتسامة فتون الساحرة لهذا المدعو وليد..والذى يوجه لها حديثه الآن يذكرها بماضيهم سويا.. عندما كان يهدم قلاعها الرملية فتلاحقه هي حتى يصيبها الإنهاك وتبكى ليشفق عليها وليد..ويجلسان سويا يعيدان بنائهم من جديد..و تلك المرة التى كسر فيها زجاج سيارة والدها وتلقت هي تقريعه بدلا من وليد ..أو تلك المرة التى كتب لها فى المدرسة كلمات الاعجاب على ورقة وحين قذفها بها ..ارتطمت بالمعلمة لتقرأها ويحمر وجهها خجلا وهي تظن أن تلك الكلمات تخصها..لتضحك فتون بشدة وإلى هنا وكفى..لم يعد ياسين يحتمل..ليقول فى عصبية: مش كفاية كدة بقى ونركز فى شغلنا؟الوقت ضيق..ولا إيه ياأساتذة؟ ابتسمت فتون بداخلها تدرك سر عصبيته بينما نظر إليه وليد قائلا بارتباك: آه طبعا..اتفضل يااستاذ ياسين..إعرض شروطك عشان نتمم الديل. رمق ياسين فتون شذرا ثم وجه انتباهه إلى وليد ليشرح له كل شئ بهدوء وعملية..لتجد فتون نفسها مجددا ورغما عنها منبهرة به..لتنفض عنها ذلك الشعور وهي تشيح بوجهها لتغمض عينيها تستحضر صورة أختها ميسون فى عقلها بصعوبة فقد ظهرت لها كصورة باهتة لتركز أكثر حتى ظهرت صورتها بقوة..صورة لفتاة جميلة ضاحكة..ذهبت ضحكتها للأبد بسبب ذلك الرجل ليمتلئ قلبها بالحزن وتمتلئ عينيها بالدموع ولكنها تمالكت نفسها بسرعة ثم فتحت عينيها مجددا وقد اختفت نظرة الاعجاب من عينيها ......تماما ******************** هتيجى جون ..والله هتيجى جون قال فارس تلك الجملة فى حماس ليقول مروان وهو يناور لاعب فارس : بأمارة إيه بس؟ده أنا قافل عليك من كل ناحية. قال فارس وهو يميل بجهاز التحكم فى يده: طب شوف كدة. ليفاجئ مروان بإلتفاتة من لاعب فارس ثم تصويب على المرمى ليحقق هدف الفوز..ليترك فارس الجهاز من يده وهو ينهض ويقفز فرحا قائلا بسعادة: كسبت..أنا كسبت. لينظر إليه مروان متأملا إياه بحنان..يشعر بقلبه ينتفض من الفرحة لرؤية تلك السعادة على ملامح طفله.. فارس..من كان يصدق أن هذا الطفل الجميل والذى لطالما تمناه له ولدا أن يصبح بالفعل كذلك..من كان يصدق أن لديه طفل بهذا العمر ومن حبيبته الوحيدة زينة؟حقا إنها نعمة كبيرة يجب أن يحمد الله عليها كل يوم..لينوى إن مد الله فى عمره بعد أن يحقق انتقامه أن يذهب هو وزينة وولده فارس لآداء الحج وسيقوم بالبحث فى شركته عن غير القادرين على آداء تلك الفريضة العظيمة وسيجعلهم يؤدونها على نفقته الخاصة..هذا أقل ما يمكنه فعله ليحمد الله على نعمه الكثيرة عليه. أفاق من افكاره على صوت فارس يقول بحيرة وهو يجلس بجواره مجددا : انت زعلت يا آنكل عشان كسبتك؟ نظر إليه مروان قائلا فى حنان: لأ طبعا ..ايه اللى خلاك تقول كدة ياحبيبى؟ قال فارس بصوت خافت: أصلك سكت خالص ومتكلمتش. ابتسم مروان قائلا: عشان فرحان بيك يافارس..والفرحة مخلتنيش عارف أتكلم..أنا كدة.. لما بفرح بسكت. ابتسم فارس قائلا: أنا العكس خالص..لما بفرح بخلى الدنيا كلها تعرف إنى فرحان. اتسعت ابتسامة مروان وهو يمد يده يبعثر مقدمة شعر فارس قائلا : طالع لمامتك يافارس..ودى أحلى حاجة فيك. نظر إليه فارس قائلا بصوت يملؤه الرجاء مما أوجع قلب مروان: يعنى انت مش زعلان من ماما ياآنكل ومش هتودينا للشيطان اللى بيضرب ماما تانى؟ ضمه مروان على الفور يشعر بقلبه الآن يحترق..وهو يقول بألم: لأ يافارس مش زعلان ومستحيل هوديكم عند الشيطان ده تانى وماما محدش هيقدر يمس شعرة منها طول ما أنا عايش..وأي حد آذاها أو حتى.. أوعدك إنى هنتقم منه ومش هسيبه أبدا. ضمه فارس بقوة يشعر لأول مرة فى حياته بالأمان هنا بين ذراعي هذا الرجل الغريب عنه ولكنه أصبح أقرب الناس إليه بعد والدته..ليبتعدا عن أحضان بعضهما عندما سمعا حمحمة قريبة منهما ليلتفتا سويا لمصدر الصوت يطالعان تلك الفاتنة الرقيقة والتى يعشقانها سويا..لينهض فارس مسرعا إليها ومحيطا خصرها لتضمه بين أحضانها بحنان بينما يتابعهما مروان بعشق..لتلتقى عيناه بعينيها فى تلك اللحظة ليقرأ تلك الكلمة الصامتة فى عينيها ورسمتها شفتيها متمتمين..أحبك..ليهمس لها بصمت عاشق..أحبك أكثر.. فتبتسم تلك العينان اللتان سحرتاه من اللحظة الأولى..ولكنها تتذكر فجأة ماجاءت لتخبره به وأنساها إياه هذا المشهد الحان بين الأب وولده.. لتقول فى صوت استشعر فيه الغيرة فابتسم بداخله: مدام سوزى تحت وطالبة تقابلك. ابتسم وهو ينهض قائلا: تمام..كملى مع فارس لعب يازينة وانا هخلص مع سوزى وأرجعلكم. أومأت برأسها قائلة وهي تجز بأسنانها: تحت أمرك يامروان بيه. ليهلل فارس وهو يتجه إلى مكانه باللعب..بينما إقترب منها مروان ومع كل خطوة تزداد دقات قلبها سرعة حتى أصبح بجوارها تماما ليهمس قائلا: وحشتى مروان بيه يازينة هانم. نظرت إليه فوجدته يرسل إليها قبلة فى الهواء قبل أن يغادر الغرفة مبتعدا لتشعر زينة وكأنها قد عادت إبنة الثامنة عشرة مجددا..تشعر بالذوبان من نظرته..همسته بل من صورته حتى إن مرت بخيالها..لتفيق على صوت فارس وهو يقول: إيه ياماما..واقفة كدة ليه؟مش هتيجى تلعبى؟ ابتسمت قائلة: جيم واحد بس يافارس عشان ماما مش فاضية. اومأ برأسه موافقا لتتجه إليه وتجلس بجواره تمسك بجهاز التحكم خاصتها ...ليبدأ اللعب. ******************** جلست فتون إلى جوار ياسين فى السيارة لتجده متجهما فابتسمت بداخلها ..تدرك انه غاضبا للغاية من تباسطها مع وليد بالداخل وابتساماتها له ومازاد الطين بلة..حين قام وليد بدعوتهما للعشاء وعندما كاد ياسين أن يرفض..أسرعت هي بالموافقة لتشعر أن ياسين على وشك الغليان..من عروق جبهته ورقبته النافرين..مد ياسين يده يدير المفتاح لتوقفه يد فتون فانتفض مبعدا يده عن يدها وهو ينظر لها لتقول بنبرة إعتذار مصطنع: خلاص بقى ياياسين ..ميبقاش قلبك إسود..عايزنى أعتذر..تمام..أنا آسفة ياسيدى. نظر إليها متجهما وهو يقول: انتى عارفة الأول انتى بتعتذرى عن إيه؟ إلتفتت إليه وهى تهز رأسها نفيا قائلة: لأ مش عارفة..بس حاسة انك زعلان منى وانى عملت حاجة ضايقتك..وبصراحة مش حابة اشوفك وانت كدة. رفع حاجبه قائلا: كدة اللى هو إزاي يعنى؟ عقدت حاجبيها وهي تقول: مكشر كدة..لأ ياسيدى.. أنا عايزاك زي الصبح. لتقترب منه وهى تمسك وجنتيه بيديها الإثنتين تمطهما وهي تقول: الابتسامة كانت من هنا لهنا. ليتوقف الزمن عند تلك اللحظة ..الوجهين متقاربين والأنفاس متداخلة والعيون مسحورة كل منهما يتيه بعيون الآخر، يشعر بأنه يغرق ولكنه لا يتألم ولا يختنق..إنه غرق لذيذ لتترك فتون يديها ببطئ من على وجنتيه بينما ينظر هو إلى كرز شفتيها بأنفاس محبوسة..يدرك تماما أن مذاقهما كالشهد ولكنه حتى الآن شهد محرم عليه..ليغمض عينيه بقوة ليتمالك نفسه عن قبلة كانت آتية لا محالة ..بينما تراجعت فتون إلى مقعدها تشعر بالخجل ..بالإرتباك..بمشاعر عديدة ومختلطة..فآن الأوان أن تعترف لنفسها بعد أن أنكرت كثيرا أنها أرادت قبلته وبقوة..لتتنازعها المشاعر مجددا ولكن تلك المرة كانت الغلبة لمشاعر أخرى أدركت أنها لم يعد فى إمكانها نكرانها..لتشعر بالتيه..أفاقت من افكارها على صوت ياسين يقول فى هدوء: انتى..يعنى.. مش كنتى واعدانى بجولة فى بيروت؟غيرتى رأيك ولا إيه؟ لتلتفت إليه تنظر إلى عينيه قائلة بارتباك: آه..لأ طبعا مغيرتش..احم..إطلع بينا يلا؟ نظر إلى عمق عينيها وهو يقول: على فين؟ قال قلبها (جهنم) وقال لسانها (الروشة) . ******************** دلف مروان إلى حجرة المكتب ليجد سوزى التى نهضت على الفور لدى رؤيته واقتربت منه تمد يدها إليه قائلة فى دلال: ازيك يامروان..عامل إيه؟ سلم عليها وهو يضغط على يدها ليقفز قلبها فرحا وهو يقول: أنا تمام ياسوزى..وحشتينى. قالت فى لهفة: بجد يامروان وحشتك..ولا بتجاملنى؟ مال عليها ينظر إلى عينيها مباشرة.. تلفحها أنفاسه الساخنة وهو يقول: لو مكنتيش وحشتينى مكنتش قلتهالك..وبعدين مش معقول تكونى شاكة فى جمالك ورقتك اللى ممكن يأثروا على أي راجل. اقتربت منه أكثر وهي ترفع يدها تمرر أظافرها الطويلة المطلية بعناية على وجنته قائلة : أي راجل فى الدنيا إلا أنت..ياما تعبتنى وسهرتنى الليالى عشان أسمع منك الكلمتين دول وإنت ولا إنت هنا..وده اللى محيرنى يامروان..إشمعنى دلوقتى؟ أمسك مروان بيدها يقبلها فى نعومة خلبت لبها وأطارت عقلها لينظر إليها مجددا وهو يقول: أياميها كنتى مرات بابا وكان مستحيل أبصلك ولو كنتى ملكة جمال..إنما دلوقتى...... وترك جملته معلقة لتظهر السعادة على وجهها وهي تقول: بجد فرحتنى بكلامك يامروان..لدرجة إنى حاسة إنى طايرة فى السما. إبتسم داخله بسخرية ولكنه قال فى نعومة وهو يترك يدها مشيرا إلى المقعد المواجه لمكتبه قائلا: طب إنزلى على الأرض يابرنسيسة وأقعدى عشان نتكلم فى الشغل..مبقاش فيه وقت. ليتركها ويتجه إلى مقعده بينما قالت هي بإحباط: نزلت ياسيدى..ها..قول اللى عندك. جلس يبتسم قائلا: مش أنا اللى عندى كلام أقولهولك..انتى اللى عندك قرار هتقوليهولى حالا..معانا ولا مش معانا؟ جلست قائلة: معاكم طبعا. أحس بالإنتصار ليقول بإبتسامة حقيقية: كدة تمام أوى..يبقى هنمضى العقود بكرة فى جحر الشيطان. عقدت حاجبيها قائلة: بكرة كدة علطول؟ ابتسم قائلا: طبعا علطول. ليشير إلى هاتفه القابع على مكتبه وهو يقول: الناس لسة مكلمينى النهاردة وهيبعتوا البضاعة على آخر الأسبوع فلازم نكون جاهزين ونمضى معاهم العقود بكرة. قالت سوزى بهدوء: تمام..بكرة نتقابل ونمضى العقود..و..... قاطع كلماتها صوت طرقات على الباب ليسمح مروان للطارق بالدخول وهو يعرف هويته مسبقا..لتظهر فاتنته على الباب..ترمق سوزى بنظرة حادة بادلتها إياها سوزى لتتجاهلها زينة تماما وهي تنظر إلى مروان قائلة: ممكن كلمة على إنفراد؟ رمقتها سوزى بغل بينما قال مروان ببرود: تمام بس بسرعة..إنتى شايفة إنى فى إجتماع مهم. أحست سوزى بالإنتصار لترمق زينة بنظرة فوز تجاهلتها الأخيرة وهي تغادر يتبعها مروان الذى أغلق باب المكتب خلفه..لتقول زينة بغيرة واضحة: يعنى مش كفاية قافل عليكم باب المكتب ..كمان بتكلمنى بالطريقة دى أدامها. قال مروان بأسف: معلش ياحبيبتى إنتى عارفة كل اللى بعمله ده عشان إيه؟ زفرت زينة قائلة: وده اللى مصبرنى..المهم..أنا عارفة إنك من ساعة ماعرفت الحقيقة ومانعنى أشتغل فى البيت بس دادة تحية تعبانة ولازم أساعدها..ممكن ؟ رفع يده يمررها على وجنتها بحنان قائلا: ممكن ..بس لغاية ما أجيب شغالة جديدة تريحك وتريح دادة تحية..مفهوم؟ أومأت برأسها بابتسامة ليبتسم إليها بدوره قائلا: إمشى بقى من أدامى دلوقتى قبل ما أتهور وأبوسك وسوزى تشوفنا وكل اللى بعمله يبوظ. ابتسمت قائلة: لأ وعلى إيه..الطيب أحسن..سلام. وأسرعت تمشى من أمامه ليوقفها صوته المنادى بإسمها التفتت اليه بحيرة ليقترب منها بسرعة يمسك رأسها بيده آخذا شفتيها فى قبلة حبست أنفاسها ثم تركها لتبتلع ريقها بصعوبة تشعر بقلبها تتقاذف دقاته ليربت على وجنتها بحنان يدرك قوة مشاعرها الآن وضعفها اللذان يشعر بمثيلهما فى قلبه قائلا: امشى يازينة..ياإما هجازف بكل حاجة ومش هيهمنى سوزى .. أنا على أخرى. أسرعت تغادر ليتابعها بعينيه فى عشق..ثم مالبث أن إلتفت متجها إلى تلك الحية.. ليدلف مجددا إلى الغرفة..حيث وجد سوزى جالسة تنظر إلى أظافرها المطلية بملل.. فقال لها بهدوء: أنا آسف ..طولت عليكى بس دادة تحية تعبانة شوية وكنت بطمن عليها. قالت سوزى بأسف مصطنع وهي تنهض متجهة إليه : لأ ..سلامتها الف سلامة يامروان..عموما أنا كنت ماشية حالا لإنى إتأخرت على ميعاد مهم..أشوفك بكرة. لتميل عليه مقبلة إياه فى وجنته..قبل أن تغادر ليمد يده فى جيبه يخرج منديله ويمسح به آثار قبلتها فى إشمئزاز ملقيا نظرة على هاتفه الذى تغير وضعه ليبتسم فى سخرية......وإنتصار.
❤️ 👍 ♥️ 🍒 🎀 💟 😮 🤍 40

Comments