مملكة الروايات 🥰💜🧜‍♀️ عشاق روايات عالم  الخيال قصص اقتباسات صور ملصقات حالات حزن حب عشق نكت ضحك فديوهات
مملكة الروايات 🥰💜🧜‍♀️ عشاق روايات عالم الخيال قصص اقتباسات صور ملصقات حالات حزن حب عشق نكت ضحك فديوهات
February 9, 2025 at 07:30 PM
*⏎[ رواية جحر الشيطان🥰💜🧜‍♀️ ]* ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ `للانضمام لــ اجـمل قـنـاة روايات ادخلوا اعـملوا مـتـابعة للـقـنـاة:` > ‏تابع قناة مملكة الروايات...🤍🍒 في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VaSThnvDzgT6UdODKc2D > ‏تابع قناة ‏• مـَا لاَ نـَـبُـوح بـهِ⊀①❤️؍؍⤹‏ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VafHcoiDJ6H9ioD0AQ1W `مش هسامح اي حد ياخـد الرواية من غير لينـك القناة` `تاخد الرواية بـ لينك القناه يروحي انا بتعب جدا في الرويات` 29/30/31/32 الخاتمة الفصل التاسع والعشرون نظرت فتون إلى ياسين فى صدمة قائلة: انت بتقول إيه؟يعنى انت مقتلتش ميسون؟ هز ياسين رأسه نفيا قائلا: طبعا لأ..إزاي بس هقتلها وأنا كنت بحبها ؟أنا موتها كان بالنسبة لى موت لروحى قبل روحها..أنا لما فقت لقيت نفسى فى مكان زي السجن..بعدها عرفت إنى فى معتقل خاص..معتقل للى عايزينه ميشوفش الدنيا برة تانى ولا حد فى العالم كله يقدر يوصله..معتقل لدفن الأسرار وأكل الحقوق..كان معتقل للموت يافتون. كانت فتون تستمع إليه فى صدمة..تكتشف مفاجأة تلو الأخرى..حتى قال كلماته الأخيرة بصوت متهدج..ليدق قلبها بعنف وهي تدرك ماتعرض له داخل ذلك المعتقل..ليغمض عينيه المغروقتين بدموع الذكرى الأليمة ثم يفتحهما وكأنه ينفض عن عقله تلك الذكريات المريرة..مد يده يمسح دموعا خائنة سقطت من عينيه لتشعر فتون بروحها تسحب منها لمرأى دموعه الغالية..بينما قال هو بحزن: وقتها مكنتش صورة ميسون بتروح عن بالى..كنت عايز اعرف مين اللى قتلها وأنتقم منه وأشفى غليلى..كنت هتجنن ..لولا عرفت واحد فى المعتقل إسمه مروان..شريكنا فى الشركة واللى أكيد سمعتى عنه.. لولاه فعلا كنت اتجننت أو جرالى حاجة..حكيتله قصتى وقعدنا نفكر مع بعض ونشوف مين اللى ممكن يكون قتلها وليه؟كل اللى كنت أعرفه وقتها هو اللى قالتهولى.. إن واحدة صاحبتها شغالة فى شركة كبيرة وان فيه ورق مهم وقع فى إيدها يضر صاحب الشركة وهي كانت خايفة لو عرف يإذيها ففضلت إن هي تدى الورق ده لميسون ووصتها لو جرالها حاجة تسلمه للبوليس..أنا خفت عليها وقلتلها تدينى الورق أحتفظ بيه وفعلا هي كانت هتديهولى يوم الحادثة..بس القدر كان ليه رأي تانى..وزي ما كنت شاكك..قاللى ان الوحيد اللى له المصلحة فى موتها هو صاحب الشركة اللى شغالة فيه صاحبتها وان هو اللى قتلها. اتسعت عينا فتون فى تلك اللحظة..تشعر بالكون ينهار من حولها لتجلس على سريرها فلم تعد قدماها تحتملان تلك المفاجآت حول مقتل أختها.. نظر ياسين إلى لون وجهها الشاحب والذى أصبح يحاكى الموتى..ليقول فى قلق: فتون ..انتى كويسة؟ لتقول بألم: أنا كويسة .. ثم نظرت إلى عينيه قائلة بمرارة: مين صاحب الشركة ..اسمه إيه؟ تنهد قائلا بألم: وقتها مكنتش اعرف لإنى مكنتش شفت الورق ولا هي كمان قالتلى غير إسم صاحبتها وبس..وبعدها هربنا من المعتقل زي ما كتير هربوا وقت الثورة..وطبعا لإننا معملناش حاجة واللى حبسونا حبسونا من غير تهمة ولا أوراق ..قدرنا نمارس حياتنا الطبيعية وبعلاقات مروان واتصالاته قدرت اعرف مين هو صاحب الشركة اللى كانت شغالة فيها صاحبتها عشان أنتقم منه بعد ما تأكدت ان هو اللى عملها لإنه زي ما أخت صاحبتها قالتلى..إنه قتل صاحبتها هي كمان بسبب الورق ده ..ولما لقيت انا ومروان ان عدونا واحد ..اتحدنا وعملنا الشركة دى أنا وهو ..وخططنا للانتقام منه لإنه كان السبب فى كل حاجة وحشة حصلت لنا..وضياع أغلى الناس من حياتنا. لترتسم ملامح الارتياح على وجهه وهو يستطرد قائلا: والحمد لله قدرنا نعمل كدة..ودلوقتى وأنا واقف بتكلم معاكى حالا..بيتم القبض عليه وبإذن الله هياخد إعدام ونرتاح منه. قالت فتون وقد اغروقت عيناها بالدموع: انت بتتكلم جد ياياسين..اللى قتل ميسون بيتقبض عليه؟ ظهر الحنان فى عينيه قائلا: ورحمة ميسون أنا لسة جايلى التليفون حالا من مروان..بيهنينى فيه على يوم اترد فيه لكل مظلوم حقه..اليوم اللى انتى فكرتى فيه انك ضيعتى حق ميسون وانك مخدتيش بتارها هو اليوم اللى هترتاح فيه ميسون فى قبرها وتعرف ان احنا مسيبناش حقها وان اللى كان السبب فى موتها دارت عليه الدنيا وهيتحط فى القبر هو كمان بس فرق كبير ما بينه وبينها عشان هي هتكون فى الجنة بس هو هيعيش فى النار. نهضت فتون لتقترب منه تقول فى رجاء: مين ده ياياسين؟مين اللى قتل أختى وحرمنى منها وخلانى كنت .....كنت..... شعرت بالخجل من نفسها لما كادت أن تفعله به وبأخته ليشعر بها على الفور ويمد يده إليها يمسك بيدها ناظرا إلى عينيها قائلا: يعنى انتى مصدقانى يافتون؟مش عايزة اثباتات؟أو حاجة تأكدلك كلامى؟ نظرت إلى عمق عينيه وهي تقول: مش محتاجة إثباتات ياياسين..أنا كنت دايما بسأل نفسى إزاي حبيتك وأنا عارفة انك انت اللى قتلت أختى ؟ازاي واحد فى أخلاقك يقتل؟ أتارى قلبى كان عنده شك وعشان كدة مقفلش بابه فى وشك..ماهو مستحيل حد بشخصيتك يعمل عملة وضيعة زي دى.. بس نفسى أروح للى عمل العملة السودة عشان أشوفه لأول ولآخر مرة فى حياتى..أشوف اللى حرمنى من أختى وعذبنى المدة اللى فاتت دى كلها..وأقوله داين تدان ياحقير وان السبب فى دخولك السجن هو قتلك لميسون وعمايلك السودة. ضغط على يدها قائلا: هنروح سوا وهنقوله الكلام ده سوا يافتون. نظرت إليه فى تردد: سوا..هو احنا لسة سوا ياياسين؟ نظر إليها فى حنان قائلا: من يوم ما شفنا بعض واحنا اتكتبلنا نكون سوا يافتون..ربنا جعل ميسون سبب يجمعنا..واللى جمعهم ربنا مستحيل مخلوق يفرقهم. قالت فى أمل: يعنى انت سامحتنى؟ ابتسم قائلا: أنا مسامحك من قبل ما أعرفك يافتون..وزي ماحبك لية غفر خطيئة كبيرة كنتى مفكرانى عملتها..حبى ليكى غفر حاجة بسيطة زي فكرة انتقام مكتملتش..بس اللى مستغربله إن ميسون عمرها ما كلمتنى عنك ولا قالت إن ليها إخوات. قالت فتون فى خجل: أنا أصلى ..كنت موصياها متجيبش سيرتى لأي حد هترتبط بيه..احنا اخوات صحيح من أم واحدة وأب مختلف بس كنا اكتر من الشققا..وكان عدم معرفة أي حد ارتبطت بيه ميسون بية بيسهل معرفتى كل حاجة عنه وبكتشف اسرع إذا كان طمعان فيها أو لأ. ابتسم قائلا: أكتر حاجة شدتنى ليكى ذكاءك..مش سهلة أبدا يافتون. عقدت حاجبيها قائلة: ودى حاجة تضايقك؟ اتسعت ابتسامته قائلة : بالعكس..الراجل اللى يخاف من ذكاء المرأة وميقدروش يبقى راجل ضعيف ومش واثق فى نفسه. ابتسمت فتون وهي تدرك أنها أحبت رجلا عظيما لتغمض عينيها تحمد الله عليه قبل أن تفتحهما مجددا قائلة بعشق ملأ قلبها: على فكرة أنا بحبك اوى ياياسين. قال بابتسامة حانية: بحبك أكتر ياقلب ياسين..يلا بينا بقى نروح نفرح تيتة بإن حفيدها اللى كان مدوخها ورافض الارتباط قرر خلاص يكمل نص دينه مع أرق وأجمل إنسانة على وجه الأرض..أو اقولك استنى لما امهدلها الأول..الست مش هتستحمل كل الاخبار الحلوة دى فى يوم واحد. ابتسمت بعشق لتقول فجأة وهي تعقد حاجبيها قائلة: استنى هنا..مقلتليش اسم الحيوان اللى قتل أختى إيه؟ هز رأسه فى قلة حيلة ..يدرك ان هذه طبيعة فتون وهو يعشقها على طبيعتها ليقول فى ثبات: الشيطان. لتتسع عينيها فى صدمة وهي تدرك أن قاتل اختها هو من كان يريد أن يشركها معه فى أعماله..فرفضت لسوء سمعته وإدراكها طبيعة أعماله..قاتل اختها هو رجل الأعمال المشهور عدنان.......عدنان المسيرى ******************* ابتسمت زينة وهي تدرك سر سعادة مروان البادية على وجهه لتقول بارتياح: ألف مبروك ياحبيبى..يارب دايما أشوفك فرحان ومبسوط كدة طول العمر. ابتسم مروان قائلا: ياه يازينة لو تشوفيهم وهما مسحوبين زي الكلاب ع النيابة ..أد إيه ربنا عادل ومبيضيعش حق المظلوم..وأد إيه كنت خايف انى مش هعيش لغاية ما اشوف اليوم ده. وضعت زينة يدها بسرعة على فمه قائلة بلهفة: متقولش كدة يامروان..بعيد الشر عنك ياحبيبى. أمسك مروان بيدها الموضوعة على شفتيه يقبلها برقة قبل أن يرفعها قائلا بتردد: زينة ..أنا..أنا عايز أتكلم معاكى فى موضوع مهم. عقدت زينة حاجبيها وظهر القلق على ملامحها من تردده ليتراجع فى قراره بعد أن كاد أن يخبرها بحالته الصحية..يشعر بأنه إن أخبرها فلن تستطيع الاحتمال.. لذا عليه أن لا يخبرها على الأقل فى الوقت الحالى ليقول بهدوء: احنا كنا مأجلين الجواز لغاية ما عدنان يتقبض عليه وأهو خلاص..راح فى ستين داهية..وأظن كدة مفيش داعى للتأجيل..ها ..إيه رأيك ؟ نظرت إليه بفرحة ظهرت جلية على ملامحها لتومئ برأسها فى خجل فابتسم قائلا: يعنى ابعت أجيب المأذون؟ عقدت حاجبيها قائلة: دلوقتى؟ رفع حاجبه قائلا فى استنكار: لأ السنة الجاية..دلوقتى طبعا أنا عايزك حالا... وصمت لتنظر إليه قائلة: عايزنى فى إيه؟؟ نظر مروان إلى السماء قائلا بفروغ صبر: يعنى يارب يوم ما أقع فى الحب ..أقع فى حب واحدة عبيطة. عقدت حاجبيها فى غضب قائلة: بقى أنا عبيطة ..طب مش هتجوزك يامروان. واستدارت لتغادر ليمسكها مروان من ذراعها قائلا بابتسامة: خلاص ياستى ..تعالى بس..أنا بهزر..انتى ما صدقتى؟ ليقول مقلدا لهجتها: مش هتجوزك يامروان.. ليعود لنبرة صوته العادية وهو يقول بمرح: يابايرة وهو انتى كنتى تحلمى أصلا؟ ضربته زينة فى صدره قائلة فى غيظ: مروان ! سعل مروان بشدة وشحب وجهه لتشعر زينة بالقلق وتسرع بإحضار كوب من الماء لتمنحه إياه فشربه على جرعات حتى أصبح بحالة أفضل لتقول زينة بندم: أنا آسفة يامروان ..والله ما كان قصدى. أمسك بيدها يطمئنها قائلا: انا كويس ..متقلقيش. تفحصت ملامحه الشاحبة والتى بدأ اللون يعود إليها تدريجيا لتقول بقلق: إزاي بس مقلقش؟..مروان احنا لازم نسافر نشوف موضوع قلبك ده..مفهوم؟ ابتسم فى حنان قائلا: هنسافر بس واحنا متجوزين..أنا هبعت أجيب المأذون حالا يازينة ..قلتى إيه؟ نظرت زينة إلى عينيه قائلة: موافقة طبعا. لتبتسم قائلة: ده حلمى فعلا زي ماقلت. ليبتسم بدوره قائلا: وانت حلمى يازينة. ليأخذها فجأة بين ذراعيه ويضمها بقوة إلى صدره لتزول الابتسامة وتظهر على ملامحه القلق من حرمانه منها يوما وهو يشعر بقرب ذلك اليوم كقرب الموت منه و القادم إليه لا محالة. ******************** دلف ياسين إلى المنزل ليجد جدته جالسة فى الردهة لتقف على الفور لدى رؤيته قائلة: كدة برده ياياسين..تيجى من السفر النهاردة الصبح ومتجيش البيت غير دلوقت. قبل يدها ثم اعتدل قائلا: سامحينى ياتيتة..بس والله النهاردة كان يوم طويل ومليان احداث هاخد شاور ع السريع ولما هاجى من برة هحكيلك. عقدت حاجبيها فى حيرة قائلة: وهو انت نازل تانى؟ ابتسم قائلا: هشهد على عقد جواز مروان.. اتسعت عينيها فى صدمة قائلة: مروان هيتجوز..مين ؟ ابتسم ياسين قائلا: قلتلك الأحداث كتيرة اوى النهاردة..ولما هرجع هحكيلك..مستعجل. كاد أن يغادر عندما استوقفه صوتها قائلا: بس فيه موضوع مينفعش يتأجل..يخصك انت واختك ..ويخص الشركا الجداد. التفت إليها متأملا ملامحها للحظة ثم يقول فى هدوء: يبقى انتى عرفتى. عقدت حاجبيها قائلة: عرفت؟؟ ليقترب منها قائلا: ان فتون أخت ميسون ..وانهم جم مصر عشان ينتقموا منى لإنهم فكرونى قاتل ميسون. نظرت إليه الجدة فى دهشة قائلة: انت كنت عارف؟ اومأ برأسه فى هدوء قائلا: مبقاش حفيد شريف تاج الدين..لو معرفتش حاجة زي دى ياتيتة..بس انا عايزك تتطمنى..كل شئ انكشف وكل شئ رجع لأصله..وكل اللى اقدر أقولهولك دلوقت ان أحفادك خلاص قلبهم ارتاح..وأوعدك اول ما هاجى هحكيلك على مفاجآت هتريح قلبك ياحبيبتى. نظرت الجدة إلى ملامحه المشعة ليطمأن قلبها ويذهب القلق بعيدا ..لتشعر بالراحة وهي تبتسم قائلة : روح ياابنى خليك جنب صاحبك..فرحه وافرح معاه..وأنا هستناك لما ترجع عشان تفرحنى أنا كمان. ابتسم ياسين ثم قبلها من رأسها وغادر مسرعا إلى حجرته تتابعه عينا الجدة التى قالت بحنان: ربنا يسعدكم ياحبايبى ويكفيكم شر أي حاجة ممكن تكسر قلوبكم..أو تزعلكم. الفصل الثلاثون غمضى عنيكى بس ومتفتحهمش غير لما أقولك. نطق نبيل بتلك العبارة وهو يسحب دارين من يديها وهي مغمضة العينين كما أمرها أن تفعل.. لتقول فى حيرة: مودينى بس على فين يانبيل؟ سمعت همسته الحانية القريبة من أذنيها وهو يقول: ع الجنة..افتحى عيونك يادارين. فتحت دارين عينيها ببطئ لترى محيطها..اتسعت عينيها بصدمة.. وشعرت بالقلق وهي تتذكر ذلك الكابوس الذى طاردها منذ فترة..فها هو يتكرر بنفس التفاصيل فحولها تراصت مجموعة من البلالين الملونة الجميلة والتى تعشقها..وأمامها كتب على رمال الشاطئ بخط كبير (بحبك يادارين..تقبلى تتجوزينى؟) نظرت إلى نبيل بعيون مصدومة ..ليبتسم نبيل قائلا: من يوم ما شفتك وأنا بحبك..تقبلى يادارين..تقبلى تبقى حبيبتى ومراتى وأم عيالى. قالت دارين هامسة : لأ كدة كتير الصراحة..أنا بقول أمشى قبل ما تتحول. عقد نبيل حاجبيه وهو يقول: بتقولى حاجة يادارين؟ نظرت إليه قائلة فى ارتباك: ها ..لأ مبقلش. مال ينظر إلى عينيها الجميلتين قائلا فى عشق: مقلتليش رأيك إيه؟ نظرت إلى عيونه الساحرة لتنسى كل القلق ويظل فقط العشق الخالص فى قلبها لتبتسم قائلة فى خجل: موافقة طبعا. شعت عيون نبيل بالسعادة ليحملها ويدور بها فى سعادة ..لتتناثر ضحكاتها تخترق سكون هذا المكان الساحر..لينزلها نبيل ببطئ يتأمل ملامحها الرقيقة ..ينظر إلى شفتيها بعشق..يقترب منهما ..ليتراءى لها هذا الكابوس من جديد..ترى تفاصيله تتكرر مجددا..لتضع هي يده على فمه قائلة بتوجس: نبيل ..اوعى تتحول. نظر إليها فى حيرة قائلا: قصدك إيه؟ نظرت إلى عينيه الحائرتين لتلعن ولعها بأفلام الرعب والذى سيؤدى بها إلى الجنون..فكيف سيتحول نبيل إلى مصاص دماء..وهل هناك فى هذا الكون مصاصين دماء؟لقد جنت بالتأكيد..أفاقت على صوت نبيل يقول فى حيرة: دارين انتى كويسة؟ نظرت إلى عمق عينيه الساحرتين لترفع يدها تضعها على وجنته قائلة بعشق: أنا كويسة طول ما انت جنبى يانبيل. ليبتسم بحنان وهو يميل يقبل يدها الرابضة على وجنته قبل أن يأخذها بين ذراعيه يضمها فى عشق نبض به خافقهم بقوة. ****************************** ظهرت الفرحة على الجميع وهم يهنأون مروان وزينة بعد عقد قرانهم ..لتقول فتون موجهة حديثها إلى مروان: احنا صحيح شركا بس محصليش الشرف قبل كدة وقابلتك ياأستاذ مروان..ومش عارفة أشكرك إزاي انت وياسين على كل اللى عملتوه لينا أنا ونبيل ..وقعتوا الجانى وخليتوه ياخد جزاؤه. ابتسم مروان قائلا: أولا أنا مروان بس وبلاش أستاذ دى..احنا شركا زي ماقلتى وقريب هنبقى أهل زي ما فهمت من ياسين. لتنظر فتون بخجل إلى ياسين الذى ابتسم لها بحنان ثم تنظر مجددا لمروان الذى استطرد قائلا: ثانيا..مفيش داعى للشكر لإن تارك هو تارنا وعدونا كان واحد..ربنا قدرنا عليه والحمد لله هياخد جزاؤه على كل حاجة وحشة عملها فى حياته..ربنا بس يمد فى عمرى لغاية ما أشوفه متعلق على حبل المشنقة. قال ياسين بسرعة: هتعيش بإذن الله وهتشوفه ميت ياصاحبى. نظر إليه مروان قائلا: يارب ياياسين..يارب. لم تستطع فتون فهم كلماتهم ولكنها أدركت ان هناك شيئا ما..فآثرت الابتعاد وتركهم يتحدثون بأريحية لتقول: طيب أنا هروح أبارك لزينة ..عن إذنكم. اومأوا برءوسهم وهما يتابعونها وهي تتجه إلى زينة التى تتحدث مع دادة تحية وفارس ثم استقبلت فتون بابتسامة رائعة لينظر ياسين إلى مروان ويجده ينظر إليها بدوره ليقول بهدوء: مقلتلهاش..صح؟ تنهد مروان وهو ينظر إليه قائلا: مقدرتش أصدمها..أقولها إيه بس..إنى ممكن فى أي لحظة أموت لإن قلبى ضعيف ولسة مش لاقيين متبرع ممكن قلبه يطابق قلبى..انى مستنى مكالمة من الدكتور يا يقوللى ان فيه أمل أعيش ياإما هموت وأنا مستنى المكالمة دى..لأ طبعا مقدرش أقولها كدة..اذا كنت انا مش قادر أستحمل فكرة إنى خلاص هبعد عنها ومبقاش موجود فى حياتها..هي ..زينة الرقيقة..هتستحمل ده ياياسين؟ قال ياسين بحزن: لأ طبعا ..معاك حق..طب وهتعمل إيه يامروان..مينفعش تستسلم كدة وتستنى الموت. تنهد مروان قائلا: أنا مش مستسلم..يمكن قبل ما زينة ترجع لحياتى كانت حياتى نفسها متهمنيش بس دلوقتى وبعد ما رجعلتى هي وفارس..حياتى بقت مهمة أوى عندى ياياسين وباذن الله اول ما أطمن ان عدنان اتعدم..هسافر برة علطول. أومأ ياسين قائلا: خلاص يامروان هانت..أنا موصى عليه..قضيته هتتحدد بسرعة وهيتنطق فيها الحكم من أول جلسة. قال مروان: كدة تمام أوى بس هو وسوزى محتاجين زيارة فى النيابة عشان يعرفوا ان احنا اللى ورا كل حاجة بتحصلهم وعشان اشفى غليلى بكسرتهم. قال ياسين: متقلقش ..فتون كمان عايزة الزيارة دى وانا بحاول أرتبها..يومين بالكتير ونروح النيابة كلنا نزوره. اومأ مروان برأسه قائلا: كدة تمام أوى ..بالمناسبة ..ألف مبروك لدارين ونبيل..فرحت جدا عشانها. ابتسم ياسين قائلا: وحياتك انا فرحت أكتر..على أد ما كنت عارف أد إيه نبيل كويس ومحترم..على أد ما كنت بغير منه وأنا فاكر ان فتون بتحبه..بس النهاردة لما كلمنى وطلب منى إيدها وأنا قلتله انى هسألها ولقيت دارين بتاخد التليفون منه وبتقولى بفرحة الدنيا كلها انها موافقة..عرفت انهم بيحبوا بعض وانهم متفقين وأوهامى كلها ملهاش أي أساس..وخصوصا لما لقيت فتون ساعتها فرحانة جدا..ولما سألتها عن سر فرحتها قالتلى كلام صدمنى..تعرف قالتلى إيه؟ نظر إليه مروان قائلا: قالتلك انه اخوها ولازم تفرحله. نظر إليه ياسين فى صدمة قائلا: وانت عرفت إزاي؟ ابتسم مروان قائلا: ما هي باينة زي عين الشمس ياياسين..إيه اللى يخلى واحد فى مواصفات نبيل اللى قلتلى عليها ييجى مع فتون ويخططوا للانتقام منك مع بعض رغم خطورة الموضوع..حاجة من الاتنين ..يابيحبها ياعلاقتهم أخوة سواء فى الرضاعة أو كرابط فى التربية من صغرهم..وبما انه حب دارين يبقى مبيحبش فتون بالشكل اللى انت فهمته ويبقى أخوها..بس فى الرضاعة ولا التربية بقى..دى حاجة معرفهاش. ابتسم ياسين قائلا: يادماغك ياأخى..لأ فى الرضاعة..الحمد لله إنه أخوها ..كنت هبقى مقلق منه العمر كله..أصل الواد حليوة كدة وعيونه خضرا..وتحسه كدة إنه إيه ولا حسين فهمى فى زمانه. قال مروان بسخرية: وإيه كمان يابيضا؟ قال ياسين فى غيظ: انت بتتريأ..بكرة تشوفه يااخويا ومش بعيد تغير على زينة منه. قال مروان فى حدة: زينة إيه انت كمان؟..أنا زينة دى تبقى مراتى..مرات مروان فياض..فاهم يعنى إيه مروان فياض؟ قال ياسين: خلاص ياأخى ماكنتش كلمة..عارفين إنك مروان فياض ياسيدى..اهدى بقى أحسن جايين علينا. ليلتفت مروان إليهم ويرى فاتنته تتهادى إليه فى ثوبها الذى اشتراه لها لتلك المناسبة السعيدة ..شعر بقلبه يذوب اكثر فى عشقها مع تلك الابتسامة الخلابة والتى منحتها إياه خصيصا..ليبتسم لها بدوره فى عشق..يدرك أنه الآن يتمنى لو كان هو وهي وحدهما فقط ليقترب منها ويقبلها.. لتنقل قبلته إليها تلك المشاعر التى تجول بكيانه فى تلك اللحظة. ******************** جلست زينة تفرك يدها تشعر بالخجل والتوتر وكأنها عروس لأول مرة بينما تأمل مروان ملامحها الرقيقة الخجولة فى عشق ليقول لها برقة: مش هتقومى تغيرى يازينة؟ قالت فى ارتباك وهي تنهض : آه..طبعا..هغير..ثوانى. مرت بجواره ليمسكها من ذراعها يوقفها ثم يجعلها بمواجهته لتطرق برأسها فى خجل..ليمد اصبعه تحت ذقنها يرفعها قائلا بحنان: انتى خايفة منى يازينة؟ نظرت إلى عمق عينيه قائلة: أنا..أخاف منك انت يامروان؟..طب إزاي؟ ..ده انا مخفتش منك وانا فاكراك بعتنى هخاف منك وأنا عارفة انك بتحبنى وشارينى. ابتسم قائلا: أومال مالك كدة..مش على بعضك؟ قالت متلعثمة: أنا..انا..بس مكسوفة منك شوية. رفع احدى حاجبيه قائلا فى مرح : مكسوفة منى أنا يازينة..زينة قلبى..إحنا بينا طفل..يعنى مش أول مرة نكون مع بعض..انتى هتستعبطى ولا إيه؟ ضربته بخفة على يده قائلة بغيظ: انت قليل الأدب على فكرة. ابتسم وهو ينظر إلى عينيها الجميلتين قائلا: النهاردة بالذات ياحبيبتى لازم أكون قليل الأدب. قالت زينة وقد أصبحت وجنتيها مشتعلتان من الخجل: مروان ! قال فى حنان: قلب مروان وعقله وحياته كلها. قالت متلعثمة: أنا..أنا.. ابتسم قائلا: انتى إيه؟ قالت فى سرعة وهي تترك يده : انا لازم اغير. لتتجه إلى الحمام بسرعة تتبعها عيون مروان العاشقة..لتتذكر فجأة أنها لم تأخذ قميصها معها لتعود بسرعة تأخذه من على السرير وتجرى إلى الحمام مجددا لتتبعها فى تلك المرة ضحكاته التى زادت من خجلها. ******************** قال هارون فى برود: أفندم..طلبتينى ليه؟ قالت سوزى فى رجاء: مفيش أدامى غيرك ياهارون..أنا محتاجالك. قال هارون: آسف ..مفيش فى إيدى حاجة أقدمهالك. قالت سوزى : لأ فى إيدك..تهربنى من هنا. مال ينظر مباشرة إلى عينيها قائلا: وتفتكرى إيه اللى ممكن يخلينى أعمل كدة؟ قالت سوزى بتوسل: عندى سر لو عرفته هتقدر تاخد فلوس مروان كلها وفى نفس الوقت ننتقم منه ومن اللى عمله فينا. التمعت عينا هارون قائلا: وإيه السر ده؟ قالت بحدة: مش هقولهولك قبل ما تخرجنى من هنا. قال فى لامبالاة : ماهو ياتقوليهولى دلوقتى وأشوفه يستاهل المخاطرة ولا لأ..أو تحتفظى بيه لنفسك.. براحتك ياقطة..وياريت متضيعيش وقتى عشان ورايا حاجات كتير هظبطها بعد ما عدنان غار فى ستين داهية. قالت سوزى بغل: تربية الشيطان صحيح..ماشى ياهارون..هقولهولك وامرى لله. نظر إليها منتظرا كلماتها لتقول مستطردة: فارس ابن زينة. عقد حاجبيه قائلا: ماله؟ قالت فى غل: يبقى ابن مروان كمان..انا لما جيبتهالكم كانت حامل منه..مش من الجناينى زي ما فهمت عدنان..ولا كنت اكتشفت انها مع جوزى زي ما قلتله..زينة كانت مرات مروان عرفى وقتها وحملت منه وده اللى خلانى طلبت من عدنان يبيعها ويسجنه ..لإنه فضل حتة الخدامة دى علية. التمعت عينا هارون بشدة قائلا: آه يابنت الأبالسة..كل ده يطلع منك انتى. قالت سوزى بحدة: ما تحترم نفسك ياهارون..انت اتجننت؟ ابتسم هارون ببرود متجاهلا كلماتها وهو يقول : وانتى قصدك بقى نخطف فارس وناخد فلوس مروان عن طريق تهديده بقتله. أخذت سوزى نفسا عميقا لتتمالك نفسها قائلة: بالظبط. قال هارون: والله انا مش عارف أشكرك إزاي على المعلومات دى. ثم نهض هارون مغادرا لتعقد سوزى حاجبيها قائلة: انت رايح فين ياهارون..مقلتليش هتهربنى إزاي؟ التفت إليها هارون قائلا: انا مقلتش إنى ههربك وحتى لو قلت اعتبرينى كنت بضحك عليكى..مش قلتى بنفسك انى تربية الشيطان..سلام ياقطة. ليخرج من الغرفة متجاهلا صرخاتها بإسمه..لترتسم على شفتيه ابتسامة شيطانية مثله تماما. ********************* خرجت زينة فجأة من الحمام لتجد مروان يلبس تيشيرته البيتى ولكن ليس قبل أن تلمح تلك العلامات فى ظهره لتسرع إليه قائلة فى قلق: إيه العلامات دى يامروان؟ قال مروان فى لامبالاة: دى آثار التعذيب فى المعتقل يازينة. نظرت إلى عمق عينيه قائلة فى ألم: ممكن أشوفها. أحست بتردده لثوان قبل أن يومئ برأسه فى هدوء..لتلتفت خلفه وتمسك تيشيرته ترفعه ليفرد ذراعيه يسهل لها خلعه ..ليدق قلبها بعنف من مرأى تلك الآثار على جسده تشعر بالتحطم وهي تتخيله يتعرض لكل ذلك العذاب..تركت التيشيرت ليقع على الأرض..وهى تمد يدها تلمس تلك الآثار بتردد ليغمض عينيه بقوة..وتقول هي فى ألم: لسة بيوجعوك؟ هز رأسه نفيا دون كلمة لتحيطه هي بذراعيها بقوة تضمه من ظهره إليها ليشعر هو بقلبه يتألم لحزنها حتى أصابه الجزع حين شعر بظهره يتندى بالمياه ليدرك أنها تبكى لأجله فتح عينيه وهو يسحبها من ذراعها لتواجهه ويرى دموعها الغالية تغرق وجهها ليمد يده يمسحهم فى حنان قائلا: كل عذابى نسيته من يوم مارجعنا لبعض يازينة..وصدقينى مبقتش أحس بالمرارة زي زمان..رجوعك لية انتى وفارس كان أكبر هدية من ربنا كافئتى بيها على كل حاجة شفتها وأنا بعيد عنكم..بحمده ليل ونهار لإنه رجعكم لية من تانى..بس عمرى ماهرتاح غير لما أشوف اليوم اللى هيشنقوا فيه عدنان هو وسوزى..عشان يدفعوا تمن كل حاجة عملوها فينا..تمن سنين دقنا فيها احنا الاتنين عذاب ملوش آخر..هيدفعوا تمن كل لحظة ألم مريتى بيها وكل لحظة عذاب دوقوهالك وأنا بعيد عنك مش قادر أحميكى ..واليوم ده قرب اوى. اومأت برأسها تأكيدا لينظر إلى عينيها قائلا: وفيه حاجة كمان.. نظرت إلى عينيه متسائلة ليقول مستطردا: بكرة لازم نقول لفارس إنى أبوه..لازم يعرف إنى مش عمه ولا جوز مامته زي ما هو فاهم..وان احنا أسرة واحدة بجد..لازم يازينة. رفعت زينة يدها تضعها على وجنته قائلة بحنان: حاضر ياقلب زينة وعمرها كله. مال يقبل يدها الساكنة على وجنته..ثم نظر إلى عينيها قائلا: زينة.. أنا لو مت قبل...... وضعت يدها على فمه على الفور وكلماته تؤكد مخاوفها ولكنها ابدا لن تستمع إلى كلماته اليائسة ستتمسك بالأمل حتى اللحظة الأخيرة فلم تجده لتفقده مجددا ..لتقول فى تصميم وهي تنظر إلى عينيه فى قوة: هتعيش يامروان..عشان خاطرى وخاطر ابننا هتعيش..قلتلك قبل كدة..ربنا مجمعناش من تانى عشان يفرقنا..فاهم ولا لأ؟ قبل يدها الرابضة على شفتيه لتمتلئ عيونها بالدموع رغما عنها ..أدرك مروان ما تخفيه من ضعف وخوف خلف كلماتها القوية ليسرع بأخذها بين أحضانه ..يضمها بقوة فضمته بقوة بدورها ليدعها تفرغ دموعها داخل حضنه بينما أغمض هو عينيه على دمعتان سقطتا من عيونه رغما عنه. ******************** قال عدنان بهدوء: خير ياشاويش محروس. اقترب منه محروس قائلا: حصل اللى قلتلى عليه ياباشا..هارون جه لسوزى..وقعدوا مع بعض وبعدين هارون مشى وسوزى فضلت تصرخ لغاية ما جالها انهيار عصبى ونقلوها المستشفى تحت الحراسة. التمعت عينا عدنان قائلا: والتسجيل. منحه محروس هاتفه قائلا: سجلتلك ياباشا كل اللى قالوه ع المحمول زي ما فهمتنى. تناول عدنان الهاتف منه ليشغله ويستمع إلى حوارهما سويا..لتتسع عينيه فى صدمة ثم ترتسم على ملامحه علامات التفكير..ليقول بعدها لمحروس: عفارم عليك يامحروس..ليك مكافأة عندى هتخليك متشتغلش بعدها ابدا. التمعت عينا محروس فى جشع ليقول: خدامك ياباشا. قال عدنان : طيب استنانى برة راقبلى الجو..هعمل مكالمة وبعدها هندهلك تاخد الموبايل. اومأ محروس برأسه قائلا: تحت أمرك ياباشا.. ليسرع بالخروج بينما اتصل عدنان برقم ..أجابه محدثه على الفور ليقول عدنان: أنا عدنان ياناجى. استمع إلى محدثه ليقول بنفاذ صبر: مش وقته ياناجى..أنا عايزك فى شغل..ومش عايز أي غلطة..مفهوم؟ استمع إلى محدثه ليقول بعدها: هارون المساعد بتاعى.. عايزه ميت قبل ما ييجى عليه الليل..وسوزى هتلاقيها فى المستشفى العام عندها انهيار عصبى عايزها ترتاح منه خالص..وبعدها تهربنى من هنا..عشان فيه مهمة أخيرة عايزك تعملهالى وكل اللى انت عايزه هديهولك..مفهوم يا ناجى؟ استمع إلى محدثه ليغلق هاتفه وعيونه تلمع بقوة لترتسم على شفتيه ابتسامة سرعان ما تحولت لضحكة شيطانية ......تليق بشيطان مثله. الفصل الحادى والثلاثون عدنان هرب يامروان. قال ياسين تلك العبارة فى غضب عبر الهاتف لينهض مروان قائلا فى صدمة: انت بتقول إيه يا ياسين؟هرب إزاي؟ قال ياسين فى ضيق: معرفش يامروان..معرفش ..كل اللى أعرفه إنه هرب النهاردة الصبح من مبنى النيابة..أكيد حد من جوة ومن برة ساعدوه.. ومش كدة وبس..سوزى اتقتلت بحقنة هوا فاضية فى المستشفى بعد ماجالها انهيار عصبى ونقلوها على هناك..وهارون كمان انفجرت بيه عربيته النهاردة الصبح ومات..وأكيد عدنان ورا كل ده. تمالك مروان نفسه وهو يقول: دى مصيبة ياياسين..الكلام ده معناه ان كل واحد فينا دلوقتى بقى فى خطر. قال ياسين بتأكيد: طبعا ..وانت أكتر واحد فينا فى خطر لإن هو فاكر ان انت اللى وديته فى داهية ولسة ميعرفش حاجة عننا وعشان كدة بعتلك رجالة أكتر عشان يحموا الفيلا..هم فى الطريق دلوقتى لغاية ما نشوف هنعمل إيه. قال مروان وهو يحاول ان يهدئ نفسه: كويس انك عملت كدة..عشان أأمن زينة وفارس بس أنا مش هفضل جوة الفيلا أستنى خطوته الجاية..أنا هخرج أدور عليه بنفسى. قال ياسين: مفيش داعى يامروان..فاكر (صديق) اللى كان بيجيبلنا أخباره. التمعت عينا مروان وهو يقول: أكيد فاكره. قال ياسين: أنا على اتصال معاه ..بيقول ان فيه تحركات جديدة فى جحر الشيطان..واحتمال كبير ان عدنان هيروح على هناك. عقد مروان حاجبيه قائلا: انت بتقول إيه..مستحيل يروح على هناك..ده اول مكان البوليس هيدور عليه فيه. قال ياسين: دوروا فعلا وملقوش ليه أي أثر..وبتهيألى مش هيرجعوا تانى هناك..ولو حتى رجعوا ..انت عارف جحر الشيطان ودهاليزه..ممكن يكون مستخبى فى أي مكان سرى فيه..ومش هيلاقوه. أومأ مروان برأسه وهو يزفر قائلا: معاك حق..خلاص أول ما صديق يكلمك عرفن.... قاطعه دخول زينة فجأة ودموعها تنهمر على وجنتيها وهي تصرخ بجزع قائلة: ..الحقنى يامروان...فارس اتخطف . ليسقط الهاتف من يده ويسقط معه قلبه. ******************* كان مروان يتحرك فى الحجرة بعصبية..ليقول ياسين متعاطفا: اهدى بس يامروان عشان خاطر قلبك..انت مش شايف لون وشك أصفر إزاي. قال مروان فى حدة: أهدى إزاي بس؟..ابنى مخطوف ..وعدنان أكبر عدو لية وليك هو اللى خاطفه..ومش بعيد يإذيه..كل ده وتقولى إهدى. قال نبيل: إحنا مقدرين اللى انت فيه.. بس صدقنى مش هيقدر يإذيه ولا ييجى جنبه..هو كل اللى يهمه المادة..وعشان كدة كلمك وطلب الفلوس دى كلها..وإن شاء الله قبل ميعاد التسليم هنكون عارفين مكانه..وواصلين ليه ولفارس. قال ياسين : بالظبط..اهدى بس عشان نعرف نتصرف. أغمض مروان عينيه يحاول أن يهدئ من ضربات قلبه المتسارعة والتى تؤلمه حقا..ليرن هاتف ياسين ويفتح مروان عيناه اللتان تعلقتا به..ليرد ياسين على الهاتف بسرعة وقد ظهر على شاشته رقم صديق..ليستمع إلى محدثه قليلا قبل أن يقول: برافو عليك ياصديق..كدة مهمتك انتهت بس خلى عينك عليهم لحد مانوصل ولو فيه أي جديد ...كلمنى. ليغلق الهاتف وهو ينظر إلى مروان الذى قال بلهفة: هو فين. قال ياسين: فى جحر الشيطان..زي ما توقعت. اتجه مروان على الفور لخارج غرفة المكتب ليستوقفه صوت ياسين وهو يقول: استنى بس يامروان..لازم نكلم البوليس عشان يكون معانا..القلعة متحصنة كويس وأكيد مليانة رجالة واحنا ورجالتنا مش هنقدر عليهم لوحدنا. قال مروان: مش هقدر أستنى ياياسين..كلم انت البوليس وحصلونى أنا هستناكم هناك..هراقب المكان لغاية ماتيجوا..مش هقدر أستنى هنا وأنا عرفت مكان ابنى خلاص. تبادل كل من ياسين ونبيل نظرة متفهمة ليومئ ياسين برأسه ويغادر مروان يتبعه ياسين ونبيل..ليجدوا زينة المنهارة وبجوارها فتون ودارين يواسونها..ألقى مروان عليها نظرة واحدة مزقت قلبه ثم أسرع بالخروج قبل أن تلمحه وتستوقفه.. ولكنه لم يغادر بالسرعة الكافية فقد سمعها تناديه بلوعة ليتوقف على الفور وهو يغمض عينيه ليجدها فى ثوان أمامه ففتح عينيه على سؤالها الجزع وهي تقول: انت رايح فين يامروان وسايبنى؟ نظر إلى عينيها الجزعتين بألم قائلا: رايح أجيب فارس يازينة. أمسكت ذراعه قائلة بتوسل: خدنى معاك. أزال يدها من على ذراعه قائلا: مش هينفع يازينة ..صدقينى. نظرت إليه قائلة فى غضب: لأ هينفع..ما اهو أنا مش هقعد هنا أندب حظى وأنا مش عارفة ابنى وجوزى فين دلوقتى او بيعملوا إيه..خدنى معاك يامروان..أنا مش هقدر أتحمل. نظر إلى عيونها الدامعة فى حيرة ..تصارعه رغبتان..إحداهما أن يأخذها معه ويعرضها للخطر والأخرى تجبره على ان يصمم على تركها خلفه ولكنها فى تلك الحالة قد تتعرض لخطر أكبر دونه..فهو لايدرى الآن فيم يفكر عدنان.. لتحسم حيرته كلمات ياسين الذى قال: خدها معاك يامروان..هي أكيد عارفة دهاليز جحر الشيطان بحكم حياتها هناك السنين اللى فاتت دى. نظرت زينة إلى مروان بلهفة وإصرار قائلة: أيوة أعرفها كلها ولو مخبيه هناك..هعرف أجيبه..خدنى يامروان معاك ربنا يرضى عنك. أومأ برأسه لتنفرج ملامحها..وياسين يقول: واحنا دقايق وهنحصلكم ..ربنا يوفقنا جميعا. اومأ مروان برأسه ثم يمد يده إلى زينة لتمسك بيده بقوة وهما يتجهان للخارج..بينما اتصل ياسين بصديقه رامز فى الشرطة ليقوم بالابلاغ عن مكان عدنان ليخبره صديقه أن القوة فى طريقها بالفعل إلى جحر الشيطان..تبادلا بعض الكلمات التى نسقا بها سويا خطة الدخول ..ليغلق ياسين الهاتف وهو يقول لنبيل: كدة تمام..هنوصل احنا والرجالة فى نفس الوقت مع قوة الشرطة وهندخل سوا..يلا بينا يانبيل.. أومأ نبيل برأسه ليقول ياسين موجها حديثه إلى فتون قائلا: وانتى يافتون خدى دارين وروحوا عند تيتة..واحنا بإذن الله مش هنتأخر عليكم. قالت فتون فى تقرير: احنا جايين معاكم. نظر إليها ياسين قائلا فى حدة: مش هينفع تيجوا..احنا مش رايحين ملاهى يافتون. دمعت عيناها وهي تقول بألم: وتفتكر ان شخصيتى تافهة للدرجة دى وانى مش فاهمة خطورة المكان اللى رايحينه..أو إنى شايفة إنها لعبة حلوة ومسكت فيها زي الأطفال. زفر ياسين وهو يمسك يدها قائلا فى حنان: أنا اكتر حاجة حبيتها فيكى هي قوة شخصيتك وانتى عارفة كدة كويس..بس أنا خايف عليكى.. اعذرينى وسامحينى. نظرت إلى عينيه قائلة : متخافش علية ياياسين..أنا هبقى كويسة. زفر ياسين قائلا وهو ينقل بصره بين فتون ودارين: مش هبقى مرتاح طول ما أنا عارف انكوا معانا وانى ممكن أخسركم..عشان خاطرى افهمونى. قال نبيل : ياسين عنده حق ياجماعة ..مش هينفع تيجوا معانا..الخطر أكبر مننا كلنا وده قرار نهائى. تبادلت كل من فتون ودارين النظرات..لتقول دارين: خلاص ..احنا هنروح لتيتة بس أول ما تخلصوا طمنونا عليكم..تمام. أومأوا برءوسهم ليتجه كل من ياسين ونبيل للخارج ليسمعوا نداء فتون ودارين بأساميهم..ليلتفتوا ويجدوهم مسرعين إليهم ليفتح كل عاشق ذراعيه لمعشوقته يتلقاها داخل حضنه..ويربت على ظهرها فى حنان..ليقبل ياسين رأس فتون قبل أن يتركها ويغادر بسرعة بينما قال نبيل لدارين: متقلقيش..راجعلك. ليلتفت بدوره مغادرا..لتحيط فتون دارين بذراعها..لتتكئ دارين على كتفها ويبكيا سويا بصمت ******************** كان مروان يجلس بجوار زينة التى تحاول أن توارى عنه دموعها المنهمرة بصمت ولكنه رآها ولم يكن بيده مايقوله ليطمأنها لذا جز على أسنانه فى غضب من عدنان وهو ينظر إلى تلك القلعة الحصينة ..يدرس كيفية الدخول إليها بأمان..عندما رن هاتفه ليجيبه على الفور ليجده ياسين الذى قال: أنا وراك يامروان انا والرجالة..شايفك أهو..والبوليس على وصول ..ها لقيت حاجة ؟ قال مروان: الجناح الشمالى فيه ثغرة ممكن ندخل منها غير ان حراسته ضعيفة وده مش هيتعبنا..خلى صديق يأمن المكان لينا هناك وكل شئ هيبقى تمام..الحراسة جامدة أوى على الجناح الشرقى وده غالبا اللى فارس وعدنان فيه. قال ياسين: تمام ..أنا بركن أهو ..هتصل بيه حالا وثوانى وهبقى عندك. ليغلق مروان الهاتف وهو ينظر إلى هؤلاء الرجال الذين يحرسون الجانب الشمالى فى وعيد. ********************* بعد مرورو ساعة كاملة استطاعوا بالفعل وبسهولة القضاء على هؤلاء الرجال..بإستخدام أسلحة كاتمة للصوت منحها إياهم رامز ..ذلك الضابط صديق ياسين..كان مروان يخشى على زينة السائرة خلفه من أي أذى قد يصيبها ولكن ولله الحمد استطاعوا الدخول دون ان يصاب أي فرد منهم ولو بخدش صغير..حتى أصبحوا بالداخل ليقول مروان موجها حديثه لزينة: تفتكرى فارس هيكون فين؟ قالت زينة : فيه أكتر من مكان فى الجناح الشرقى ممكن يكون فيه..هروح لدادة نجاة وهي أكيد عارفة مكانه وهتقوللى. نظر إليها مروان قائلا فى قلق: متأكدة منها..أمان يعنى. أومأت برأسها قائلة: زي دادة تحية بالظبط. قال مروان: تمام. ثم نظر إلى ياسين قائلا: روحوا معاها ياياسين انت ونبيل وخدوا بالكم منها. ربت ياسين على ذراعه قائلا: متقلقش. واتجهوا جميعا إلى الجانب الآخر بينما قال مروان لرامز: احنا بقى هندخل لعدنان..بس خدوا بالكم ده شيطان وغدار..ومش سهل ابدا. اومأ رامز برأسه وهو يشير لرجاله بأن يتبعوهم..ليدلفوا إلى الداخل بحذر. ******************** قالت نجاة بفرحة: زينة بنتى حبيبتى..وحشتينى . أدمعت عيون زينة قائلة: انتى أكتر يادادة..ربنا العالم..إنى بعدت عنك غصب عنى بس انتى شايفة كانوا بيعملوا فية إيه. قالت نجاة: عارفة يابنتى ..عارفة.. نظرت إلى كل من نبيل وياسين قائلة: مين دول يازينة؟ قالت زينة: دول اللى هيساعدونى أخرج فارس من هنا يادادة. قالت نجاة بحزن: فارس ..ياكبدى ياضنايا..جيت أديله أكل مرضاش أبدا..ياحبيبى ياابنى مقهور وكل اللى على لسانه..عايز ماما..هاتولى ماما. قالت زينة بلهفة: هو فين يادادة؟ قالت نجاة بهمس: فى الأوضة اللى كان بيحبسك فيها هارون لما بيعاقبك..قدامها راجلين من رجالة الشيطان..روحيله يابنتى وخرجيه..ربنا يعينك. قبلتها زينة من وجنتها ثم أسرعت للخارج قبل أن تتوقف و تلتفت إليها قائلة: وانتى يادادة مش هتخرجى من الجحر ده؟ قالت نجاة بحزن: وهروح فين يابنتى..مليش مكان غير ده. قالت زينة: أوعدك يادادة هخرج فارس وهرجعلك عشان أخرجك انتى كمان..بيتى هو بيتك ..فمتقوليش تانى ان ملكيش مكان غير الجحر ده..مفهوم؟ ابتسمت نجاة ودمعت عيناها وعي تومئ برأسها لتبتسم لها زينة بحنان قبل أن تخرج لتقول نجاة بحنان: ربنا يوفقك يابنتى ويبعد عنك كل أذى..ويديكى دايما على أد طيبتك وقلبك الحنين ده. ******************** انطلق الرصاصات تصيب رجال عدنان واحد تلو الآخر وتقتل منهم من تقتل..لتقضى قوة الشرطة بقيادة مروان ورامز على كل رجال عدنان حتى وصلا إلى الحجرة التى يختبئ بها..ليدلف مروان ورامز إلى الداخل بقوة ليجدان عدنان واقفا بصدمة يمسك سلاحه ناظرا إليهما حتى استقرت عيناه على مروان ليظهر الحقد بداخلهما وهو يقول: انت تانى يامروان؟ قال مروان بقسوة: أيوة أنا ..تانى وتالت ورابع..ولحد ما أشوفك متعلق على حبل المشنقة بإذن الله ياشيطان..وخصوصا ان كل رجالتك ماتوا والكل فوق اتخلى عنك ياعدنان. نظر إليه عدنان قائلا فى غل: مش هتلحق على فكرة..غلطة عمرى انى مقتلتكش من الأول وسيبتك عايش يامروان..بس الغلطة دى لازم تتصلح وحالا. ليرفع مسدسه باتجاه مروان فجأة ويطلقه لتستقر الرصاصة فى صدره ليرفع رامز سلاحه ويطلقه باتجاه عدنان لتستقر الطلقة برأسه ويسقط جثة هامدة بينما أسرع رامز ليتحسس رقبة مروان باحثا عن نبضه ليجده ضعيفا للغاية فأسرع بطلب سيارة الإسعاف على الفور..وهو يلقى نظرة على عدنان جاحظ العينين والذى مات على الفور..يدرك ان تلك هي النهاية الطبيعية لكل شيطان مثله. ******************** أسرعت زينة إلى فارس..تجلس على ركبتيها قبالته وهي تحتضنه بقوة..تشم رائحته التى اشتاقت إليها ليضمها فارس بدوره وهو يقول بصوت ضعيف: وحشتينى ياماما. أخرجته زينة من حضنها دون أن تخرجه من محيط ذراعيها قائلة بحنان: وانت وحشتنى أكتر ياقلب ماما. لتتحسس وجهه وجسده قائلة : يلا بينا ياحبيبى من هنا..هنروح لبا...قصدى لآنكل مروان عشان محضرلك مفاجأة حلوة أوى هتعجبك. تبادل كل من ياسين ونبيل نظرة مبتسمة..بينما اومأ الطفل برأسه بضعف..ليرن هاتف ياسين فى تلك اللحظة ويجيبه على الفور ليعقد حاجبيه قائلا فى جزع: انت بتقول إيه؟ نهضت زينة ببطئ تستشعر الخطر فى نبرات صوته الجزعة لتقول فى قلق: فيه إيه ياياسين؟ أغلق ياسين الهاتف وهو ينظر إلى نبيل فى قلق..لتكرر زينة سؤالها فى وجل قائلة: رد علية.. فيه إيه ياياسين؟ نظر إليها ياسين قائلا فى حزن: مروان اتصاب ونقلوه على المستشفى حالا. لتصرخ زينة بإسمه................ فى لوعة. الفصل الثانى والثلاثون دكتور عزيز..مروان فين؟ نطق ياسين بتلك العبارة فى قلق..موجها حديثه إلى الطبيب الخاص بمروان ليمرر الطبيب نظراته بين الحضور والذين تبدو ملامح القلق على وجوههم..ليعود بنظراته إلى ياسين قائلا: حالة مروان كانت خطيرة جدا وطبعا لما قلتلى الحالة على التليفون عرفت ان نسبة نجاته ضعيفة جدا..بل تكاد تكون معدومة..انتوا عارفين حالة قلبه.. والتعذيب اللى شافه فى المعتقل زودها أد إيه. تعالت شهقات زينة..وهي تجلس فلم تعد قدماها قادرتان على حملها..لينظر إليها الطبيب بأسف قبل أن يستطرد قائلا: أنا حذرته كتير من الإجهاد بس هو مسمعش كلامى واصابته طبعا كانت هتقضى عليه لولا فضل ربنا. تعلقت العيون به فى أمل وهو يقول: مروان كان الحل الوحيد كان فى حالته هو انه يخضع لعملية قلب مفتوح نزرعله فيها قلب..والحقيقة أنا حولته من فترة لمركز زراعة قلب كويس أوى هو اختاره.. بس كنا مستنيين المتبرع المناسب..وللأسف لغاية النهاردة مكنش موجود..لغاية نص ساعة فاتت..تخيلوا ربنا بيحبه أد إيه تمتم ياسين قائلا: الحمد لله..الحمد لله. استطرد الطبيب قائلا: أنا خليت عربية الإسعاف تروح على مركز الزراعة علطول..لإن بفضل الله وجدنا المتبرع المناسب..شاب جاي فى حادثة وللأسف توفى ..عملنا الاختبارات اللازمة ووجدناه مناسب جدا..وسألت أهله ولما عرفوا حالة مروان وافقوا على التبرع..وبما ان القلب لازم ينزرع للمريض فى خلال أربع ساعات بالكتير من وجود المتبرع فأنا رايح حالا مع القلب للمركز. أمسك ياسين يد الطبيب قائلا بامتنان: أنا مش عارف إزاي أشكرك يادكتور عزيز. قال عزيز : متشكرنيش غير بعد ما نخلص العملية.. لينظر إلى الوجوه قائلا: لازم تعرفوا ان العملية مش سهلة وعارفين المخاطر بتاعتها كويس..وموافقين اننا نعملها. نظر ياسين إلى وجه زينة الشاحب والذى يحاكى وجوه الموتى ..تتمسك بطفلها فارس بقوة وكأنه طوق النجاة لها من أفكارها السوداء..ليقول بحزم: عارفين يادكتور..وموافقين..اتفضل حضرتك واحنا جايين وراك . ليومئ الطبيب برأسه ثم يغادر ليتجه ياسين إلى زينة قائلا بتعاطف وهو يدرك شعورها الآن : يلا يازينة عشان نروح لمروان ونكون جنبه. نظرت إليه زينة بعيون زائغة تقول: أنا كان قلبى حاسس..كنت حاسة ان فرحتى مش هتكمل وانى هخسره من تانى ..بس مكنتش أتخيل انى هخسره بالسرعة دى. قال ياسين : خلى أملك فى الله كبير يازينة ..مروان هيعمل العملية وهيبقى كويس..انتى مسمعتيش الدكتور. قالت زينة بمرارة: ولو جراله حاجة جوة أوضة العمليات أو جسمه رفض قلب الراجل التانى ده..هعمل أنا إيه من بعده ياياسين؟ تدخل نبيل الذى ظل صامتا طوال حديثهما قائلا: ربنا أرحم من انه ياخده منك بعد ماجمعك بيه يامدام زينة..قومى نروح وراه وهناك صلى وادعيله وبإذن الله هيبقى كويس.. بس انتى قولى يارب. نظرت زينة إلى نبيل لتشعر بالراحة مع كلماته لتنظر إلى السماء قائلة : يارب. قال فارس: متخافيش ياماما..آنكل مروان هيبقى كويس..وهيرجعلنا بالسلامة. نظرت زينة إلى فارس قائلة فى حزم: مروان مش عمك يافارس..مروان يبقى باباك..باباك الحقيقى. نظر فارس إليها يقول بلهفة طفل صغير حرم من أباه طوال سنوات عمره الصغيرة : بجد ياماما..أنا ابنه بجد؟ أومأت برأسها وهي تربت على شعره بحنان..ليقول بحزم وهو يبدوا أكبر من سنه: يبقى هيبقى كويس عشان أنا طلبت من ربنا يكون لية أب..وآنكل مروان.... قصدى بابا مروان هو أحلى أب فى الدنيا. تبادل نبيل مع ياسين نظرات حانية بينما احتضنت زينة فارس قائلة فى رجاء: بإذن الله ياحبيبى ربنا هيرجعلنا بابا بالسلامة . لتنظر إلى ياسين ونبيل وهي تنهض قائلة بحزم: يلا بينا. ********************** قام مجموعة من الأطباء المشهورين بقيادة دكتور عزيز بإجراء العملية لمروان والتى استمرت لساعات ليستبد القلق بالجميع رغم معرفتهم بأن هذه النوعية من العمليات يستغرق تلك المدة ولكن خضوع مروان لها جعلهم لا يدركون شيئا سوى مرور ذلك الوقت بطيئا عليهم يحمل إليهم قلقا بلا حدود. وبالفعل انتهت العملية..ليستبد بهم قلقا من نوع آخر وهو مرور تلك الساعات على مروان داخل وحدة العناية المركزة..وتقبل جسده لذلك القلب الدخيل عليه ..حتى أطلقوا سراح أنفاسهم والطبيب يهنئهم بنجاح العملية وتقبل جسد مروان القوي لذلك القلب..ثم انتقاله بعد أيام إلى حجرة عادية مع التنبيه الشديد على القريبين منه بأخذ أدويته فى مواعيدها وتجنب الضغط والإرهاق..والمتابعة بانتظام..تناوبوا على الوجود بجواره ..إلا زينة التى صممت على التواجد باستمرار إلى جواره..ليحجزوا لها غرفة بجانب غرفته.. كانت تغير فيها فقط ملابسها وتصلى فروضها التى تدعى له فيها كثيرا..وعندما يغلبها النعاس كانت تنام على كرسي بجواره ممسكة يده ..تخشى ان تتركه فيستيقظ وهي غير موجودة..حتى كان ذلك اليوم الذى شعرت بيده تتحرك بين يدها لتنظر إليه بلهفة..وجدته يفتح عينيه بصعوبة فى البداية لتستقر نظراته عليها بعد عدة محاولات.. ليقول بصوت ضعيف: أنا فين؟ طفرت الدموع من عينيها وهي تقول: انت هنا معايا يامروان. حاول أن يبتسم ولكن ابتسامته جاءت ضعيفة باهتة وهو يقول : يبقى أنا فى الجنة يازينة. ابتسمت من وسط دموعها قائلة بعشق: قلب زينة وعمرها كله. نظرإلى عيونها الجميلة الباكية وهو يقول بصوت خافت حنون: احنا مش قلنا خلاص..مبقاش ينفع تبكى وانتى معايا..أنا مش حلفتك يازينة؟ مدت يدها تمسح دموعها بسرعة وهي تقول: غصب عنى يامروان..انت متعرفش الأيام اللى فاتت دى ..فاتت علية إزاي..أنا معرفتش أد إيه بحبك غير لما قربت أخسرك. مد يده إليها لتمد يدها إليه تمسكها..وهو يقول بضعف: والحمد لله ..ربنا كتبلنا ان احنا نكون مع بعض..ومد فى عمرى علشان خاطرك انتى وبس..يبقى نعمل إيه؟..نحمده على نعمة كبيرة وفضل لو عشنا عمرنا كله نحمده عليها مش هيكفى..وعشان كدة..أوعدك اول ما أقدر.. هنروح نحج وهنسفر كل واحد فى الشركة نفسه يحج ومش قادر على حسابى. قالت زينة فى فرحة: بجد يامروان؟ ابتسم قائلا بهمس عاشق: بجد ياقلب مروان. رفعت يده تقبلها وهي تنظر إليه قائلة: لو مكنتش بحبك كتير أوى..كنت حبيتك أكتر. ابتسم بضعف قائلا : طب ما تدينى بوسة فى بقى.. جايز أكبر الموضوع وأسفر كل واحد مش قادر فى مصر يحج على حسابى. اتسعت عينيها فى صدمة لتضربه بخفة على يده قائلة: مروان انت بقيت قليل الأدب على فكرة. قال مروان بابتسامة ضعيفة: تانى قليل الأدب..انتى مراتى ياهابلة. نظرت إليه بغيظ قائلة: أنا هابلة طيب أنا قايمة ماشية وسايباك لوحدك. لتنهض متجهة إلى خارج الغرفة ليناديها قائلا: طب بوسة فى الخد طيب..يازييييينة. غادرت زينة ليهز مروان رأسه على جنون محبوبته وهو يبتسم فى عشق. ********************* بعد مرور سنة تهادت دارين فى ثوب أبيض جميل وبسيط ينسدل شعرها بنعومة ويكلله تاج رائع لتبدو اجمل عروس وإلى جوارها ياسين يبدو فى أجمل حلة..يتجهان إلى نبيل الواقف بتوتر والذى ما ان لمحهما حتى استقرت نظراته العاشقة على محبوبته وهي تتقدم إليه برقة ليأخذ بيدها من يد ياسين..ويقترب منها يقبلها من رأسها بحنان ليصفق الجميع..ويتجه العروسين لآداء رقصة السلو ..بينما اتجه ياسين ليقف بجوار زوجته فتون والتى تألقت فى فستان وردى جميل أظهر حملها الصغير ليضع يديه على كتفها وهما ينظران إلى نبيل ودارين اللذان يرقصان برقة وعيون كل منهما لا تفارق عيون الآخر ليظهر الحب جليا على ملامحهما..تتهادى كلمات أغنية يارا الرائعة(بيت حبيبى) لتتغلغل إلى وجدانهم..وتعبر عن مشاعرهم. (ودوني على بيت حبيبي نعيش مع بعض فيه دا بقالنا مدة طوبة طوبة من الحب بنبنيه انا لابسة الطرحة ومش سيعاني الفرحة و انا وياه ارمو الورد علينا وباركولي بيه هاسمع كلامه وتحت امره في اللي يقولي عليه وبأي شكل هريحو لو حتى يطلب ايه وان جبت منو بنت يارب تبقى شبهه وان كان ولد هدعيلو يتربى بايديه بعد النهارده محدش غيره ليه عليا كلام وان حد شافنا مش هيقول تلت التلاتة كام انا شايلة اسمه فيه بقاسمه شريكته في الحياة زفونا يا ناس خلونا نروح أوام هاسهر على راحته وعمري فــ يوم مااقلق منامه هاكله بإيديا مهما عليا قالو لامو دلوقتي ماليش فــ الدنيا حد تاني غيره وهاعلي من شانه واكبر مقامه انا هامشي ايديه في ايديه ومش هخاف وأخبي وهاقول للناس بحالها دا الي اختارو قلبي ومن النهاردة مش هابقى لوحدي تاني ابدا ولا يوم هايجيلي نوم ينام هو جنبي بعد النهاردة محدش غيره ليه عليا كلام وان حد شافنا مش هيقول تلت التلاتة كام انا شايلة اسمه فيه بقاسمه شريكته في الحياة زفونا يا ناس خلونا نروح أوام.) قالت فتون بسعادة: شكلهم حلو أوى ياياسين..أنا عايزة أرقص معاهم. قال ياسين باستنكار: ترقصى معاهم إيه بالبطيخة دى..انتى اتجننتى يافتون؟ نظرت إليه فتون بغيظ قائلة: اتجننت عشان عايزة أرقص ياياسين..انت شكلك مبقتش تحبنى زي الأول. اتسعت عينا ياسين بصدمة: انا مبقتش أحبك زي الأول..أمال لو مكنتش لسة رافد السكرتيرة بتاعتى انبارح عشان خاطرك..كنتى قلتى إيه؟ قالت فى ضيق: ويعنى إيه رفدت سكرتيرتك عشان خاطرى..ايه المشكلة يعنى؟ قال ياسين بسخرية: لأ مش مشكلة خالص..خامس سكرتيرة أرفدها فى سنة وعادى جدا..وإيه يعنى؟أصلهم معجبوش مراتى يبقى لازم أرفدهم ..أومال..ما هو ياكدة ياهبقى مبحبكيش..صح؟ دمعت عيناها قائلة: انت بتتريأ علية ياياسين..طب زعلانة منك..و مخاصماك وهروح أبات النهاردة عند زينة. لتتركه وتمشى لينادى عليها قائلا: فتون..استنى بس هقولك. قال مروان بابتسامة: عيب ع الرجالة ياجدع..مزعل مراتك ليه يابيضا؟ قال ياسين بغيظ: بيضا برده؟..ما علينا.. بكرة مراتك تحمل ونشوف هرمونات الحمل هتعمل فيها إيه وفيك انت كمان ياأخويا. ابتسم مروان قائلا: من بقك لباب السما ياشيخ..هي تحمل بس وتجيبلى بنوتة صغيرة وأنا مستعد أتحمل أي حاجة. نظر إليه ياسين شذرا قائلا: ماشى ياسيدى..خد بقى عندك..فتون غضبانة وهتيجى تبات عندكم مع زينة..فاهمنى طبعا..يعنى زينة النهاردة هتبات فى حضن مين؟..فى حضن فتون.. اتحمل بقى ياسى مروان. قال مروان بجزع: نعم ياأخويا..تبات فى حضن مين؟..لأ ..بقولك إيه..روح صالح مراتك ياياسين..معندناش ستات تبات برة البيت..الموضوع هيكبر ومش هتعرف تلمه ودى ستات وهتتلم مع بعضها وتتفق علينا. عقد ياسين حاجبيه قائلا: تفتكر؟؟ قال مروان: أومال..يلا ياابنى روح صالحك مراتك..وبلاش لعب عيال. قال ياسين: وعلى إيه؟..أنا رايح..عايزة ترقص ترقص..هي جت على الرقص يعنى. ليغادر تتبعه عينا مروان الذى ضرب كفا على كف قائلا: ياسين شكله اتجنن..آل مراته تبات فى حضن مراتى آل..أومال انا هبات فى حضن مين؟ استمع إلى صوتها الرقيق وهي تقول فى مرح: انت بتكلم نفسك ياحبيبى؟ التفت إليها يتأمل ملامحها الجميلة والتى ازدادت جمالا فى ذلك الفستان الفضي والذى اختاره لها خصيصا لأنه يذكره بلون عيونها التى لطالما سحرتاه..ليبتسم فى عشق قائلا: ما هو انا لازم أكلم نفسى عشان حبيبتى سابتنى واقف لوحدى..وفجأة اختفت. اقتربت منه تمد يدها لتساوى له رباط عنقه قائلة: كنت بطمن على فارس ياحبيبى..كلمت دادة نجاة ربنا يخليهالنا ويرحم دادة تحية يارب.. قال مروان: ربنا يرحمها ياحبيبتى..ودادة نجاة قالتلك ايه؟ لتقول زينة : قالتلى إنه أكل ونام..مش كنا جيبناه معانا أحسن من القلق ده؟ رفع يده يضعها على خصرها وهو يقول: فارس بينام بدرى وكان هيتعب لو جه معانا..وبعدين هو انا مش من حقى استفرد بمراتى حبيبتى ولو ليوم واحد. ابتسمت وهي تمد يدها تمررها على وجنته قائلة : حقك ياحبيبى..بس هي دى فكرتك عن الاستفراد بحبيبتك يامروان؟ ابتسم لها قائلا: تؤ تؤ تؤ..عيب عليكى ياحبيبة قلب مروان..ده أنا حاجز أوضة فى الفندق هنا ومش هنخرج منها غير واحنا مخاويين فارس بإذن الله. ضربته بخفة على كتفه قائلة: انت قليل الأدب على فكرة. ابتسم قائلا: قديمة ..هاتى غيرها. ابتسمت قائلة: طب بحبك. اتسعت ابتسامته وهو يقول: هي قديمة ..بس هتفضل فى كل مرة أسمعك فيها بتقوليهالى.. وكأنها اول مرة بسمعها يازينة. قالت فى عشق: بحبك ياقلب زينة. نظر إلى عمق عينيها قائلا بعشق: وأنا بعشقك ياقلب مروان. الخاتمة دلفت دارين إلى جناحهما بالفندق يتبعها نبيل الذى أغلق الباب بقوة خلفه لتلتفت إليه دارين تنظر إلى ملامحه الغاضبة وعروقه النافرة بتوجس..ليقترب منها نبيل قائلا بغضب: أنا مش قلتلك قبل كدة مشوفكيش بتضحكى مع زفت الطين ده اللى اسمع علاء ؟ ابتلعت دارين ريقها قائلة بتوتر: أيوة قلتلى ..بس هي جت كدة..مش مقصودة يعنى..كانت واقفة معانا نهى أخته وهي اللى ضحكتنى.. والله كان غصب عنى. مال نبيل ينظر إلى عينيها مباشرة قائلا بعصبية: غصب عنك..آااه..طيب انتى تقطعى بقى علاقتك بنهى وأخوها خالص..مفهوم؟ رفعت دارين حاجبيها قائلة باستنكار: انت بتقول ايه؟مقدرش طبعا ..نهى دى صاحبتى من زمان. جز نبيل على أسنانه قائلا: وأخوها ده مش كان عايزك ولا نسيتى؟ تنهدت دارين قائلة: لأ منستش..انت اللى نسيت انى رفضته ومن قبل حتى ما أعرفك كمان..يبقى فين المشكلة بس؟ قال نبيل بحدة: المشكلة..المشكلة ان ميفرقش معايا رفضتيه أو لا طول ما انا عارف انه بيحبك..انتى مشفتيش كان هياكلك بعنيه إزاي..أنا كنت هولع فيه بس خفت أبوظ عليكى فرحتك. دمعت عيناها وهي تقول: وهو انت دلوقتى مبوظتش فرحتى يانبيل..فيه واحدة يوم فرحها يفضل جوزها يتخانق معاها بسبب تافه زي ده؟ رغم الغصة التى أصابته لمرأى دموعها إلا أن كلماتها أصابت قلبه بالألم لتتحول ملامحه إلى الجليد وهو يقول: سبب تافه....يعنى انتى شايفة بقى انى راجل تافه زي الموضوع اللى بكلمك فيه يادارين؟وبتلكك صح؟ كادت أن تنطق ولكنه أشار لها بالصمت وهو يقول: الاجابة واضحة ومش محتاجة كلام..عن إذنك. خرج إلى شرفة جناحهم تتابعه عيناها بألم لتراه يخرج من جيبه علبه سجائره ويخرج منها سيجارة أشعلها وأخذ منها نفسا عميقا ليطلقه بعصبية..لتدرك أنه غاضب للغاية ومعه حق..فهي تعلم أن علاء مازال يحبها ومع ذلك وقفت معه ومع أخته وتضاحكوا سويا رغم علمها أن نبيل يغار عليها وبشدة..انتابتها الحيرة بين أن تتركه يفرغ انفعاله ثم تتكلم معه بهدوء..وربما تعتذر منه..وتعده أن لا تكررها..أوأن تتجه إليه حالا وتعتذر لتعود المياه إلى مجاريها..خاصة وهي لا تطيق أن تراه على تلك الصورة الغاضبة ..حسمت رأيها وهي تتجه إليه بخطوات سريعة تضمه من الخلف بقوة..أحست بجسده يتجمد لثوان قبل أن تشعر به يرتخى من جديد لتقول بهمس: آسفة..متزعلش منى..والله ما قصدت أقلل منك أو أزعلك ولو بكلمة..انت معاك حق وأنا غلط بس انت بتحبنى وهتسامحنى ..وأوعدك أقطع علاقتى بالناس كلها لو حبيت بس متزعلش منى. ألقى نبيل سيجارته من الشرفة وهو يمد يديه يمسك بيديها اللتين تحيطان بخصره يحركها لتقف قبالته لتواجهه عينيها اللتين لطالما سحرتاه والمليئتان الآن بالدموع .. لتنزل دمعة خائنة منهما فمد يده بحنان ليمسحها وهو يقول بهدوء: أنا مقلتش اقطعى علاقتك بالناس كلها ..أنا قلت اقطعى علاقتك بعلاء وأخته بس.. ثم رفع يده يتخلل خصلات شعرها برقة قائلا بعشق: أنا بغير عليكى من الهوا اللى بيلمس شعرك يادارين..عشان خاطرى حاولى تفهمينى وتستوعبى غيرتى دى..انا مبستحملش حد يبصلك بصة واحدة..بتجنن. نظرت إلى ملامحه التى تعشقها قائلة: فاهماك ياحبيبى وأوعدك انى أحاول أستوعب غيرتك.. بس أهم حاجة متزعلش منى أبدا..أنا لو انت زعلت منى، بحس ان الدنيا وحشة أوى يانبيل. تأمل ملامحها الجميلة بعشق قبل أن يقترب من شفتيها قائلا أمامهما: قلب نبيل وعمره كله. ليأخذ شفتيها فى قبلة طويلة أودعها مشاعره التى يكنها لتلك المخلوقة الرائعة بين يديه..ليترك شفتيها وهو ينثر القبلات على وجهها وعنقها لتهمس هي بإسمه بصوت متقطع النبرات ليغمغم قائلا: امممممم. قالت بأنفاس متسارعة: الناس.. يانبيل..احنا..فى البلكونة. ابتعد عنها نبيل بوجهه ينظر إليها بعيون غائمة من المشاعر وهو يقول: الفندق ع النيل ياقلب نبيل . ليبتسم مستطردا: عموما تعالى ندخل جوة أهو حتى نبقى براحتنا..أقلعك الطرحة تقلعينى الكرافات... قاطعته قائلة فى خجل: نبيل..انت بتقول ايه؟ اتسعت ابتسامته قائلا: وأنا لسة قلت حاجة ..ادخلى ياحبيبتى الأوضة قبل ما أخلى أفعالى هي اللى تقولك. دلفت دارين الى الحجرة بسرعة قبل أن يبتسم نبيل على خجلها الظاهر ومد يده يغلق باب الشرفة وهو يقول: استعنا ع الشقا بالله. ******************** اقترب ياسين من أذن فتون قائلا بهمس: افتحى عيونك. فتحت فتون عيونها لتجد قاعة الرقص الخاصة بالفندق فارغة تماما ..تصدح فيها أغنيتهم المفضلة والتى رقصوا عليها فى بيروت..(نخبى ليه لوائل جسار)..نظرت إليه فى دهشة..ليمد يده إليها بابتسامة قائلا: تسمحيلى بالرقصة دى؟ اغروقت عيناها بالدموع وهي تقول: انت حجزت القاعة دى عشانى؟ أومأ برأسه لتستطرد قائلة: والأغنية دى برده عشانى؟ أومأ برأسه مجددا لتحتضنه بقوة قائلة: أنا بحبك أوى ياياسين. ضمها يستنشق عبيرها الرائع وهو يقول بعشق: وأنا بحبك أكتر ياقلب ياسين. ليبتعد عنها بعد ثوان قائلا: تسمحيلى بقى أرقص مع حبيبتى وبنتى؟ أومأت برأسها فى سعادة وهو يأخذ بيديها يضعهما حول رقبته بينما ضمها من خصرها لتقول هي بعشق: انت بجد بتحبنى اوى كدة ياياسين؟ ابتسم قائلا: واكتر من كدة ياقلب ياسين. أحس بترددها وهي تقول: و...ميسون؟ نظر إليها يقول بحزم: ميسون ذكرى جميلة لحب حبيته زمان..بس الحاضر والمستقبل هو انتى ياحبيبتى. قالت وهي تتأمل ملامحه الرجولية التى تعشقها: طيب بما ان اللى فى بطنى بنوتة..فأنا..يعنى..عايزة أطلب منك طلب. ابتسم وهو يعرف طلبها ليقول: عايزة تسميها ميسون..صح؟ أومأت برأسها دون أن تنطق بحرف..لتتسع ابتسامته وهو يقول: طلبات فتون هانم أوامر. اتسعت عيون فتون بفرحة لتشع ملامحها بتلك الابتسامة التى يعشقها وهي تضمه بقوة قائلة بسعادة: انت مفيش منك اتنين ياياسين..ربنا يخليك لية. أغمض ياسين عينيه قائلا فى عشق: ويخليكى لية ياحييبتى. ليظلا هكذا كل منهما بين ذراع الآخر تتهادى خطواتهم على نغمات تلك الأغنية الرائعة..تطوف بهم أنغامها بين نفحات العشق. ***************** دلف مروان إلى جناح الفندق يحمل زينة بين يديه..تتشابك نظراتهما العاشقة ليغلق الباب خلفه بكعب قدمه ثم يتوجه بها إلى السرير ويضعها برفق ..مال باتجاهها يحل ربطة شعرها ليتساقط حول وجهها بنعومة..تأمل وجهها الحبيب قائلا بعشق: هتصدقينى لو قلتلك وحشتينى؟ تأملت ملامحه بدورها وهي ترفع يدها تلفهما حول عنقه وهي تقول: هصدقك لإنك بتوحشنى وانت قصاد عينى. تأمل شفتيها الجميلتان واللتان دائما ما تغدق عليه كلماتهما سحرا يغرق فيه..أما عندما يجتمعان مع شفتيه فلا يوجد فى الكون كله شعورا قد يصف حالته وقتها..فهو يشعر وقتها بأنه يطوف بروحه فى عالم رائع يجعله يغيب تماما عن كل ما حوله..اقترب بشفتيه من شفتيها يود أن يغيب فى كونهما الخاص..لتوقفه وهي تحل عقدة يديها من حول رقبته لتضع إصبعها على شفتيه تمنعه من تقبيلها قائلة بحنان: خدت الدوا بتاعك؟ قبل إصبعها الساكن على شفتيه ..لترفعه بخجل وهو يقول : خدته ..واطمنت من الدكتور كمان إنى أقدر أمارس دلوقتى حياتى الطبيعية زي أي راجل يازينة.. ليرفع يديه يحيط وجهها قائلا : أبوس ايدك بقى بطلى قلق على صحتى..أنا زي الفل دلوقتى..وفى اللحظة دى شوقى ليكى جايب آخرى ولو مبستكيش حالا..روحى هتطلع من..... لتقطع زينة كلماته وهي تضم وجهه تقبله بقوة لتتسع عينيه بدهشة قبل أن يغمض عينيه يبادلها قبلتها بشوق..بحنان..بقلب غارق فى العشق..ليبتعد عن شفتيها حتى يسمح لهما بأخذ أنفاسهما الضائعة فى ثنايا العشق..ليرفع يده يمررها على وجنتها هامسا بمشاعر ظهرت واضحة فى تهدج نبراته: بحبك يازينة..بعشقك. لم يمنحها فرصة للرد على كلماته المتيمة وهو يقبلها مجددا يمد يده ويغلق تلك الأباجورة بجواره لتغرق الحجرة فى ظلام ينيره فقط ضوء القمر الدالف من الشرفة وعشق اجتاح كيانهما بالكامل. تمت بحمد الله
❤️ 👍 ♥️ 🍒 🎀 💕 😢 🧑‍🔧 🩷 46

Comments