الإمــــــام ابن القيـم رَحِمه الله فـي  عُدة الصــــــابِرين وَذخيرة الشـــــــــــاگرِين (٥٣٣/٥٣٤) ؛ « وَالفرق بينَ الصــــبر وَالحِلم ؛ أَنَّ الصبــر ثَمرة الحِــلمّ وَموجبه ، فعـلى قدر حلمِ العبٓــــــد يَكُونُ صــبره ، وَالحِلم فِــيّ صفات الرَّب تّعـالى أوسَع من الصبــــر ، وَلهذا جــاءَ اســم الحَليـم فِــيّ القرآن فِــيّ غير مَوضع ، وّلسعته يقرأه سُـــــــبحانه باسم العليـــــــــــــم ، گَقوله تَعَــالى ؛  ﴿وَكانَ اللَّهُ عَليمًا حَليمًا﴾ [الأحزاب: ٥١] ، ﴿اللَّهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَليمٌ﴾ [النساء: ١٢]. وّفـي أَثــــــر ؛ « أَنَّ حَمَــلة الْعَرْش أربَعة ؛ اثْنَان يقولان ؛ سبحانَك اللهم وَبحمدك ، لك الحمد عَــــــلىَ حلمك بّعد علمك ، واثنان يقولان ؛ سبحَانك اللهم وَبحمدك ، لَكَ الحمد عَــــــلىَ عفوك بّعد قدرتك ». [ هـَـــذَّا الأثر مروي عن بَعض السَلف لكن بِلفظ «حملة العرش ثمانية » ]. فإِنَّ المَخلوق يحلم عن جهل ، وَيعفو عن عَجز ، وَالرب تَعَــالى يحلم مع كمَال علمه ، وَيعفو مع تَمَـــامِ قدرته ، وَمـــــــَا أضيفَ شيئ إلى شيئ أزَين من حـلم إلى عــــلمَ ، وَمِنَّ عفو إلــــىَّ اقتدار ، وَلهذاَ گَــــــــــانَّ فِــيّ دعاء الگَرب وَصفه سبحَـانه بـالحلم مّع العَظمة ».