في حياتنا، لا يمكننا الهروب من الفشل أو الأخطاء، فهي جزء طبيعي من تكويننا، ولكن كثيرًا ما نسمح لأنفسنا بأن نغرق في دوامة من اللوم والندم العميق، معتقدين أن هذا هو السبيل الصحيح، لكن في الحقيقة الندم الصحي لا يعني جلد الذات أو الانغماس في شعور بالذنب لا ينتهي. عندما نتوقف عن تحميل أنفسنا عبء الأخطاء بشكل غير عادل، عندما نتخلى عن فكرة المثالية ونعترف بأننا بشر نخطئ ونتعلم ونعود للطريق الصحيح، نبدأ في اكتشاف أنفسنا بصورة أعمق، الندم الذي لا يحمل معه قسوة على الذات هو الذي يفتح لنا أبواب الفهم العميق والنمو والتغيير، هو الندم الذي يدفعنا للتفكير في الخيارات التي كانت ممكنة، ويمنحنا القدرة على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل. حين نبدأ في محاكمة أنفسنا بشدة، ونحمّل أنفسنا مسؤولية كل شيء، نصبح أسرى لمشاعر العجز واليأس، الفشل ليس النهاية، وما كان الندم يوماً أداة للعقاب، بل هو فرصة للتغيير، الرحمة الذاتية هي التي تساعدنا على التقدم، على رؤية الدروس في أخطائنا بدلاً من التعثر في كراهية الذات. تعلم أن توازن بين الندم الصحي ورحمتك لذاتك، لأنك تستحق أن تكون أكثر رحمة في حقك، أكثر تسامحًا مع أخطائك، ولكن، لنحذر من أن يكون هذا التسامح دافعًا للتطاول، ومدعاة للإنغماس في الأخطاء. تذكر أن الحكمة ليست في تجنب الفشل أو الإخفاء وراء الأكاذيب عن أنفسنا، بل من مواجهته بكل شجاعة، ومن تعلم الدروس العميقة التي تكمن وراءه، الرحمة بالذات ليست ضعفًا، بل هي الجوهر الذي يعيننا على الاستمرار. #نفسيا #محمد_نصر