*مخالفات شرعية في حفلات الأعراس يجهلها كثير من الناس:* ١) *المعازف وآلات الموسيقى باختلاف أنواعها* وليست الحرمة فقط للمزامير والأوتار كما يدّعي بعض الناس. وكان الحِل فقط للدف وبضوابط معيّنة فصّلها أهل العِلم. قال صلى الله عليه وسلم: (ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ يستحِلُّونَ الحِرَ والحريرَ والخمرَ والمعازفَ). يستحلُّون= أي يجعلونها حلالاً وهي في الأصل حرام قطعًا. والاختلاف في حكم تحريم المعازف هو اختلاف شاذٌّ لا يُؤخذ به، وقد اجتمع كثير من أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين على حرمتها، ولكم في سِيَر الصحابة ومن تبعهم خير دليل. ٢) *جرّ الثوب بخيلاء* من المتعارف في الحفلات أن العروس ترتدي ثوباً طويل الذيل تجُرُّه خلفها يتجاوز الحد الذي جعله الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء وهو طول ذراعٍ فقط. عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ؟ قَالَ: يُرْخِينَ شِبْرًا فَقَالَتْ: إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ. قَالَ: فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ. رواه الترمذي) إذن إطالة الذيل للخيلاء محرمة شرعاً لما فيها من الخيلاء والإسراف، وتجوز إطالته للستر بقدر ذراع فقط. ويعرف مقدار الذراع من الكعب إلى الأسفل وأنه لا تجوز الزيادة عليه. ٣) *دخول الرجل ـ العريس ـ إلى مكان تجمع النساء* دخول الرجل على النساء لا يجوز، ويزداد الأمر إذا كنَّ في زينتهنَّ، ففي مثل هذه الحال في الأعراس النساء عادة يلبسنَ أجمل ثيابهنَّ، ويتزينَّ ويفتنَّ الرجال في هذه الحالة بلا شك، والأصل المنع ولو بغير زينة، ولكن إذا احتفَّ بذلك الزينة من قِبَل النساء، وأيضًا الزوج في كامل زينته؛ لأنها ليلة دخوله بزوجته، وجرت العادة أنه يلبس ويتزين بأكمل زينة، فهو فتنة، وهنَّ فتنة، فيخشى أن يفتتن بهنَّ، ويخشى عليهنَّ أن يفتتنَّ به، وكل هذا محرَّم، ومع ذلك لو خلت المسألة من التزين من الطرفين فالأصل أن دخول الرجل على النساء لا يجوز .. فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال: (إيَّاكم والدُّخولَ على النِّساءِ . فقالَ رجلٌ منَ الأنصارِ : يا رسولَ اللَّهِ ! أفرأيتَ الحموَ ؟ قالَ : الحموُ : الموتُ). فسؤال الأنصاري كان تعجّبي هل والأقارب أيضاً؟ فكان الرد بأن أكبر الفتنة في الأقارب ففروا منها كما تفرون من الموت. ٤) *الإسراف والتبذير في ما لا طائلة منه* انتشر في الفترة الأخيرة صور عديدة من مظاهر تبذير الأموال من أجل ساعات يحتفلون بها وتقليد أعمى لما هو ترند بزعمهم. وتالله وبالله بأن ما يفعلونه ليس من شرع الله ومنهاجه في شيء ولا من عُرف العادات التي سرت على آبائنا وأجدادنا حتى! أذكركم بقول الله تعالى:﴿إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا﴾ ٥) *الديون والمغارم في غير ضرورة* جاءت الشريعة الإسلامية بالتشديد في أمر الدَّين والتحذير منه والترغيب في احتراز المسلم منه ما أمكنه ذلك. فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ . فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ ؟! فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ [أي : استدان] حَدَّثَ فَكَذَبَ ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ ) رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم:(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ! لَوْ أَنَّ رَجُلا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ). وقال أيضاً: (نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ ) رواه الترمذي. وقال أيضاً: (مَنْ مَاتَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ : الْكِبْرِ وَالْغُلُولِ وَالدَّيْنِ ، دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه الترمذي. لكننا نرى تهاوناً كبيراً في أمر الدَّين، والتطلّب إلى كماليات زائفة ما أنزل الله بها من سلطان، الله المستعان. *هذا والله تعالى أعلم.*