*الحلقة 19 من السيرة النبوية* *يلا صلوا على النبى ﷺ* *حصار قريش لبنى هاشم "قبيله رسول الله"(ج1)* زي ماقولنا إمبارح إن الصحابة قاعدين فى الحبشة فى أمان مع النجاشى بعد ما فشلت خطه قريش لما بعتت عمرو بن العاص(قبل إسلامه) عشان يأثر على النجاشى لكن الحمدلله رفض النجاشى يسلم الصحابه له.. طيب إيه الوضع دلوقتى فى مكة؟ الوضع سيئ جدا لان قريش يئست، الإيذاء وتعذيب الصحابة فشل.. وكل المحاولات فشلت والصحابة هاجروا.. طب قريش هتعمل إيه؟ هتاخد قرار واحد "نقتل محمد"، وخلاص ابو طالب عم النبى مبقاش له كلمة وسطهم ولا يقدر يمنع قريش زى زمان فأبو طالب إضايق جداً جداً لما عرف بموضوع قتل النبى، طب ابو طالب عرف منين؟ أصل بدات قريش تعمل اجتماعات فى الحرم ومتستدعيش ابو طالب رغم أنه من سادة قريش وكان متعود يحضر دايما، فبدأ أبو طالب يشك انهم بيخططوا لشئ يخص النبى.. فراح ابو طالب باعت ولد يتجسس عليهم وقاله: تروح هناك وأعرف هما بيخططوا لأيه، وفعلا راح الولد وجه وقال: يا ابا طالب يريدون قتل ابن اخيك.. فأبو طالب أتجنن ومبقاش عارف يعمل ايه فخد النبى عليه الصلاه والسلام ودخل الحرم ومسك إيد النبى عليه الصلاة والسلام وقال: يا معشر قريش والله لو قُتِلَ محمد لنقاتلنكم أنتم ونحن بنى هاشم حتى نتفان(يعنى هنحاربكم وتحربونا لحد ما نخلص على بعض) وراح قايل: تعالى معى يا ابن اخى وخد النبى عليه الصلاه والسلام ومشى.. هيتعرض النبى ﷺ لمحاولات قتل هتستمر لمده 3سنين.. انتو متخيلين !! إيه إحساسك لما تبقى حامل هم انك ممكن تتقل فى أى لحظه؟! وابو طالب هيتجنن، لازم يحمى الرسول ﷺ بأى طريقه (رغم أن أبو طالب كافر) .. طيب هتعمل ايه يا ابو طالب؟ عشان نفهم الخطة العبقرية بتاعته لازم نعرف سوا شكل مكة عامل ازاى.. مكة دايرة كبيرة وفى نصها الحرم (ده زمان مش دلوقتى) وحوالين الحرم بيوت فى شكل دائرى ومكة مليانة جبال ومنحنيات حوالين الحرم وما بين كل جبل وجبل ارض ضيقة جدا اسمها " شِعب" زى الحاره كده، اهل مكة متقسمين اغنياء وفقراء.. الاغنياء ساكنين على الجبل وشايفين منظر الكعبة الجميل، وكل ما يكون البيت أغنى كل ما يكون اقرب للكعبة.. أما الفقراء ساكنين فى الشِعاب اللى بين الجبال.. وبنى هاشم قبيلة النبى محمد عليه الصلاه والسلام فيها الاغنياء منهم ساكنين على الجبال والفقراء فى الشِعاب.. طيب ابو طالب هيعمل ايه؟ أبو طالب بما انه سيد بنى هاشم هيصدر قرار ان كل بنى هاشم سواء الأغنياء والفقراء هينزلوا ويتكدسوا ويعيشوا فى الشِعاب ونحط الرسول فى النص ونعيش كلنا مع بعض وحواليه..(أصل ابو طالب عايز يخلى النبى عايش فى مكان متكدس وزحمه.. ويبقى كل الناس عارفه بعضها فيه عشان لو دخل حد غريب وسطهم، يتمسك على طول) فكل بنى هاشم هتتكدس فى " شعب " واحد.. بس كده عندنا مشكلتين: 1- ان بنى هاشم فيها فقراء واغنياء يعنى معنى كده الفقير معندهوش مشكلة لكن الغنى هيضطر يسيب بيته والرفاهية وينزل يتكدس تحت عشان يحمى الرسول ﷺ.. طيب ده لمدة قد ايه؟ ( هيفضلوا فى الشِعاب 3 سنين.. بس على فكره هما ايامها كانوا فاهمين ان الموضوع هياخد شهر بالكتير) المهم كلهم نزلوا الشِعاب وهدفهم حماية النبى ﷺ.. طيب المسلم نزل عشان يحمى عقيدته ودينه لكن انت يا كافر نزلت ليه؟ عشان "الحمية القبيلية" سبحان الله حتى لو هو مش من دينى بس ميتقتلش واحد من قبيلتى وانا على وش الدنيا.. يستحيل يحصل.. ونزلوا الشعاب فعلا (هنا بقى نسأل نفسنا سؤال ونفكر لو فى أيامنا دلوقت وقالولك سيب عربيتك واللاب توب والبيت وتموت من الجوع بس كل ده عشان بس تحمى رسول الله ﷺ هتوافق ولا لأ؟ وقيس على ده.. إيه اللى ممكن تتحمله عشان بس تنشر سيرته عليه الصلاة والسلام؟) المهم أتكدست بنى هاشم فى الشِعاب وقريش شافت المنظر ده فأتجننت، وقالت قريش: مش انتوا اتكدستوا تحت، طيب احنا هنحاصركوا من فوق وبقى فيه حصار على شعب بنى هاشم، حصار اجتماعى واقتصادى ودينى وده حصار شديد جدا. وعملت قريش اجتماع طارئ واتفقيات تنص على أن ممنوع حد يتجوز من بنى هاشم ولا يبيع لبنى هاشم ولا يشترى منهم وغير مسموح لأى حد أنه يسمع عن الإسلام من أى حد من بنى هاشم وهنكتب الكلام ده فى وثيقة ونكتب الشرط الاخير فى الوثيقة وهو "يا معشر قريش لا تاخذكم ببنى هاشم رأفة ولا رحمة مهما حدث" وتتختم الورقه وتتوثق وتتعلق على الكعبة كأنها شئ مقدس واللى يخالف الوثيقة دى هيتقتل.. بعد ما قررت قريش أنها تحاصر بنى هاشم سواء كفار او مسلمين وكان أصعب حاجه فى الحصار هو ان قريش شلت حركة البيع والشراء ودا طبعا معناه ان بنى هاشم معرضه أنهم يموتوا من الجوع رغم انهم معاهم فلوس وفى منهم أغنياء لكن للاسف البيع والشراء واقف.. والحصار عمل مشكلة تانيه كمان هي ان الإسلام تجمد لمدة 3 سنوات.. الدعوة واقفه والمسلمين نفس العدد مش بيزيدوا وفوق كل ده معرضين انهم يموتوا والإسلام ينتهى.. بنى هاشم هدفها حماية النبى.. حماية واحد من قبيلتهم واتمسكوا بهدفهم ده وفضلوا متحاصرين وكانوا مش بيقدروا يخرجوا أبدا من الشِعب غير وقت الحج عشان قريش خافت على منظرها قدام القبائل التانية أنه يبان أنها حابسة بنى هاشم ومنعاهم من الحج.. وكان النبى عليه الصلاه والسلام يطلع وقت الحج يدعو الى الله والإسلام لكن محدش كان بيرضى يدخل الإسلام بسهولة.. وكان يطلع عليه الصلاه والسلام يثبت الصحابه ويطمنهم، ما هو اصل الصحابة اللى مش من بنى هاشم قاعدين بعيد عن النبى عليه الصلاة والسلام ومعرضين للإضطهاد والمضايقات من قريش.. وبعد وقت الحج يرجع النبى والمسلمين اللى من بنى هاشم للشِعب وحصاره تانى.. والحصار أشتد وبنى هاشم تعبت والجو برد جدا، الصحابة بيقولوا: والله كنا نأكل ورق الشجر من الجوع حتى تقرحت افواهنا ووالله كان صوت بكاء الصبى من شدة الجوع يصل الى الحرم.. كانت الام فى الحصار تجيب حصى وتحطه على النار وتعد تقلب.. وتوهم الاطفال ان الاكل بيجهز لحد ما يناموا وزوجها كان يطلع يحاول يتكلم مع اى تاجر لعل قلبه يحن ويرضى انه يبيعله أكل.. كان يجرى الصحابى على التاجر ويقوله: اقسمت عليك ان تبيع لى الطعام بأى ثمن.. ويرفض التاجر.. فيقول له: اقسمت عليك.. أما تسمع بكاء الاولاد!! فالبائع يتحرك قلبه ولسه هيدى للصحابى أكل، تقوم تحصل مشكله.. إيه هي؟ قريش لها عين فى كل مكان.. وفى نفس اللحظة ابو لهب يبقى موجود ويقول: يا هذا.ماذا تفعل؟.. فيقول التاجر: لاشئ.. فيقول أبو لهب: أتبيع له؟!!...فيقول التاجر: لا..لا.. فيقول ابو لهب: اياك اياك ،أنسيت الصحيفه؟(يقصد الورقه المختومه اللى متعلقه على الكعبه).. فيقول التاجر: لا انساها ويوصيه أبو لهب أنه ميبعش أبدا لبنى هاشم ويوعده بإنه هيديله اضعاف اضعاف المال اللى كان هياخده لو باع.. فيقول البائع للصحابى: أعذرنى انا اسف مش هاقدر أبيعلك.. فيمشى الصحابى ويرجع أيده فاضيه ويدخل وهو بيبكى، فتقول الزوجة القوية: لا عليك,لا عليك.. وتهدى الاطفال لحد ما يناموا.. ويستحمل الصحابه ورغم العذاب ده مفيش حد مسلم او كافر من بنى هاشم أتخلى عن النبى عليه الصلاة والسلام.. الصحابى متمسك بالدين والكافر متمسك بحمية القبيلة.. طيب فين خديجة بنت خويلد دلوقتى (زوجه النبى)؟ خديجه معاهم فى الحصار.. وعمرها 63 سنة.. فرجال قريش يبعتوا حد يقولها: يا خديجة انت من شرفاء مكة لا تقعدى فى الشِعب خليكى على دينك الإسلام بس عيب تقعدى تحت معاهم.. فتقول: لا والله انا مع المسلمين وتفضل مستحمله العذاب. ومرة تانيه بعتولها صينيه أكل ويقولوا لها :يا خديجة طب خليكى تحت بس هنبعتلك صنية اكل كل يوم بالليل فتقول خديجه رضى الله عنها: لا والله لا نريد منكم شئ.. وطبعا هي بتتصرف كده عشان قريش متحسش أنهم كسروا النبى عليه الصلاة والسلام والمسلمين.. ويخرج الهاشمى الكافر يحاول يجيب اكل وميقدرش.. والصبيان يقولوا: يا ابى يا ابى هل من طعام؟ هل من طعام؟ وواحد من الصحابه بيقول خرجت فى يوم أتبول.. فسمعت طأطأه لبولى على شئ فى الأرض ففرحت وقلت انها تؤكل (افتكرها حاجة تتاكل وواقعه على الأرض) فيقول: فتيممتها فإذا هى شحم بعير (عشان الدنيا ضلمه فمد ايده وحاول يدور عليها علي الأرض فلاقاها حتة دهنة أتبقت من أكله جمل) فبيقول: فمسكتها وغسلتها ووضعتها فى النار لأطهرها حتى اصبحت رماد, فجعلت أسفها(بيحاول ياكلها مكنتش بتتبلع).. وبيقول: فشربت عليها الماء و بقيت عليها 3 ايام.. يدوب قادر يتحرك. *طب إيه اللي هيحصل بعد كده ده اللي هنعرفوا مع بعض بعد شويه إن شاء الله* *قصة حياة النبي صلى الله عليه وسلم*