"عُبَيْدَةَ".🤎
February 16, 2025 at 08:37 AM
*الحلقة 21 من السيرة النبوية*
*يلا صلوا على النبى*
محنه مدينه " الطائف" وإيذاء الحبيب ﷺ (ج1)
زي ماقولنا إمبارح مات "أبو طالب" عم النبى وماتت خديجه زوجته ويحزن النبى عليه الصلاه والسلام حزن شديد ويبدأ الإيذاء يتضاعف على النبي عليه الصلاه والسلام
ويكون ماشى فى طرقات مكة فيرمو عليه طوب ورملة, ويتوعدوه بالقتل والدبح, بعد ما كان عمه أبو طالب بيحميه. فيضيق صدر رسول الله, وتثبته الآيات الكريمات : ""وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوت""، ""فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ""ويفضل القرأن يثبت الرسول ﷺعلى الإيذاء ده...
طيب ليه مات ابو طالب وخديجة دلوقتى بالذات؟ كان لازم يحصل كده, عشان النبى يعرف أنه ليس له إلا ربه سبحانه وتعالى, دايماً لما ربنا بيقبض حد عزيز عليك بيكون رايد يعلمك إن انت ملكش غيره .. ويستجيب النبى ويتوكل على الله أشد التوكل, وفضلت قريش تضيق على النبى تضييق شديد وليل نهار تتوعد النبى بالقتل, والنبى مش عارف يعمل ايه؟, ففكر يسيب مكه.. أرض الله واسعة.. ويروح لبلد يعرض عليها انها تحميه وساعتها يقدر منها يكمل الدعوه لدين الله عزو جل.. ففكر النبى يخرج لبلد إسمها الطائف,
إشمعنا إختار الطائف؟ لإن الطائف هى القوة الموازية لقريش داخل الجزيرة العربية, اصل قريش فى مكه أكبر قبيلة داخل الجزيرة العربية وذات حسب ونسب, وبعدها على طول قبيلة ثقيف فى الطائف.. ودايما كان بين الطائف وقريش تنافس ان مين فيهم يكون رقم واحد.. عارفين الآيه دى: "وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم" والمقصود بالقريتين: (مكة والطائف), تفسير الأية دى إن الكفار بيقولو ليه القرأن منزلش على سيد مكة أو سيد الطائف؟, فرد الله عز وجل فى الأيه اللى بعدها عليهم و قال: "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ".
المهم عشان كده الرسول اختار الطائف لإنها قوة تحميه، فخطط الرسول انه يروح الطائف ويعرض عليهم الإسلام وبعدين يطلب منهم الحماية, ولو وافقو هيرجع لمكة يجيب أصحابه عشان يكونو فى أمان معاه, اصله محبش ياخد اصحابه من البداية عشان لو الطائف رفضت فيبقى الموضوع تم فى هدوء وفى السر ومن غير شوشره وساعتها هيقدر يرجع لمكه من غير ما تعرف أنه لجأ لبلد تانى فساعتها قريش تأذيه اكتر ..
طيب إزاى النبى هيقدر يخرج من مكة من غير ما قريش تعرف وتحس بيه فتمنعه؟ النبى قرر يخرج من غير ناقه.. رغم أن أرض الطائف عالية فالمشى ليها هيكون صعوداً, وهى على بُعد 100 كيلو من مكة.. وكمان مخدش معاه لا أكل ولا شرب.. طب ليه كل ده؟ عشان محدش ياخد باله إنه هيمشى مسافة بعيدة فيراقبه.. اللى بيحصل ده زى ما نكون خارجين من بيتنا من غير عربيه ولا شنطه.. فأى حد هيشوفنا بالهيئة دى هيعرف إننا هنقضى مشوار قريب وراجعين، لكن لو معانا شنطة فى ايدينا ومفتاح عربية الكل هيفهم إن مشوارك بعيد, فساعتها ممكن تتراقب.. وده نفس اللى فكر فيه رسول الله..
طيب وتوقيت الخروج؟ النبى اختار يخرج فى عز الضهر فى حر مكة الشديد والشمس عمودية, عشان تكون مكة هاديه وأغلب الناس فى بيوتها ومحدش يشوفه، طيب هل هياخد ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب معاه؟ لا مش هياخد معاه أبو بكر ولا عمر لإن قريش عارفة إن النبى بيعتمد عليهم وهما دراعه اليمين فلو أخدهم هيفهمو إنه بيخطط لحاجة.. بس هياخد معاه زيد إبن حارثة بس ( فاكرينه؟ دا اللى خديجه ادتهوله هديه والنبى بقى يعامله زى ابنه.. ده الصحابى الوحيد اللى اسمه مذكورا لفظاً فى القرآن)
المهم الحمدلله النبى رتب كل حاجه.. بس عايزه ألفت نظركوا لحاجه جميله قوى، الصحابة بيقولو: "كنا نرى رسول الله ياخذ بالأسباب حتى نقول انه لا يتوكل على الله, ونراه يتوكل على الله حتى نقول أنه لا يأخذ بالأسباب".. كان بيتوكل على الله 100% وياخذ بالأسباب 100% ، عمل كل الإحتياطات عشان ميتراقبش وهوه خارج من مكه وفى نفس الوقت عارف ان ربنا هو الحفيظ القدير وإن اللى رايده ربنا هيكون..
ويوصل الرسول للطائف, اكيد هتقعد بقى ترتاح شويه يا رسول الله بعد المشوار الطويل ده؟ لأ.. مش هيرتاح ..تخيلوا!! هيروح على سيد القبيله عشان مينفعش حد يدخل البلد من غير إستئذان سيدها ويبدأ يعرض عليهم أنهم يحموه عشان يدعوا إلى الله..
راح على سيد القبيلة فى الطائف وكانوا 3 أخوات: عبد ياليل، حبيب، مسعود.. والتلاته أخبث من بعض..
ويوصل لبيتهم ويدخل عليهم صلى الله عليه وسلم.. تخيلوا الحالة الجسدية والنفسية للرسول وقتها بعد الطريق الطويل ده مع الحرص انه قلقان ان مكه تحس بيه ورغم ده شوفوا هيواجه ردود افعال صعبه جدا من سادات الطائف.. اول حاجه عرض النبى عليهم الإسلام, لكن موافقوش.. فقال النبى لهم "يا معشر ثقيف إذا رفضتم الإسلام, فهل تحمونى أنا وأصحابى؟ حتى أبلغ دين ربى للناس فإن قريش منعتنى أن أبلغ دين ربى؟"
فيردوا و يقولوا: "لا والله أبداً" ورفضوا يحموه عليه الصلاة والسلام، فقال النبى: " إن ابيتم الحماية, فأقسمت عليكم لا تخبرو قريش إننى جئت استعين بكم عليهم".. أصل لو قريش عرفت إن النبى راح للقوة المنافسة ليهم عشان يحتمى بيهم ممكن تقتله او مش هتدخله مكة تانى.. فرفضوا جدا وقالوا : "والله لنخبرنهم".. وراح واحد منهم قايل "قم يا فلان, فاركب فرساً واسبقه لمكة وقل لهم إن محمد بن عبد الله جاء إلينا ليستعين بنا عليكم, فرفضناه من أجلكم".. وطبعاً قام الراجل وطيران على مكة وكل ده والنبى واقف..
ومش بس إكتفو بكده, ده كمان واحد منهم قال: "يا محمد أما وجد ربك خيراً منك يرسله؟" والتانى راح قايل: "يا محمد إما ان تكون نبياً حقاً فأنت أعظم من أن اكلمك, وإما ان تكون كذاباً فأنت أحقر من أن اكلمك.. يعنى من الاخر بيقوله مش هاكلمك والتالت قال: "والله يا محمد لو رأيتك متعلق بأستار الكعبة تُقسم بأنك نبى، ما صدقتك أبداً".. وبعد ما سمع النبى كل الكلام ده, قالهم: "يا معشر ثقيف أبيتم الحماية وأبيتم بأن لا تخبرو قريش وأبيتم الإسلام ..فدعونى أرحل"...
فردوا عليه وقالوا: "لا والله حتى تُضرب وترجم بالحجارة, حتى لا تعود هنا مرة أخرى".. ويمسك النبى إيد زيد بن حارثة ويخرج من البيت, ويخرج وراهم زعماء الطائف ويجمعوا سفهاء الطائف ويقولوهم: محمد هيعدى من هنا، تقفوا له صفين يمين وشمال وترموا عليه كل ما تصل إليه إيديكم من طوب وحجاره ورملة, وتضربوه ضرباً مبرحاً حتى لا يرجع هنا مرة اخرى...
ويعدى رسول الله صلى الله عليه و سلم ويترمى عليه الطوب والزلط والرمال, وتخيلو بقي الوضع ده وكل حد فيهم بيرمى بعزم قوته.. ويبدأ ينزف ورجليه تتعور لإنه بيجرى على طوب فتتشقق قدميه, فبيجرى ووراه خط من الدماء.. وكان زيد بن حارثة بيحاول يحميه فبقى يحضنه ويدخل راس النبى جوه صدره عشان الضرب ييجى فيه وميجيش فى رسول الله, وبدأ ينزف زيد وينزل الدم على شعر النبى..
ووسط القسوه اللى بيتعرض لها النبى ووسط نزيف من دم النبى الشريف، يقوم النبى طول الطريق بسرعه يحاول يضمد جروح رجله.. طب ليه؟ خايف على نفسك يا رسول الله زى اى حد فينا؟ لأ.. الرسول عليه الصلاه والسلام بيضمد جراحه عشان دمه الشريف مينزلش على ارض الطائف.. اصل النبى خايف من ان الارض تشهد على اهل الطائف يوم القيامه ..(بتضمد الجراح !!رغم انك اتأذيت يا رسول الله ومكنتش مضطر تعمل كده.. صدق من سماك رحمه للعالمين)
ويمشى رسول الله بسرعه بسرعه وأهل الطائف وراه بيضربوه لحد ما وصل بستان بتاع اتنين اخوات واحد اسمه عتبة والتانى شيبه بن ربيعة، عتبة وشيبه كانوا كفار, لكن منظر النبى ساعتها لا يتحمله بشر.. فبسرعه فتحوا له باب البستان, فيدخل الرسول وزيد, ويقفل عتبة وشيبه الباب عشان الناس من وراهم متدخلش.. وبدأ زيد يتطمن على رسول الله ويضمد جراحه...
ويرفع رسول اللهﷺ ايديه للسماء يدعى, أصله أفتكر أن ده حصل له بسبب تقصير أو غلط عمله وبسبب ده حصله اللى حصل.. فبدأ يدعوا ويقول: "اللهم انى اشكو اليك ضغف قوتى (جسمى ضعيف) وقلة حيلتى (مش عارف اعمل ايه) وهوانى على الناس (هونت على كل الناس), انت رب المستضعفين وانت ربى, إلى من تكلنى إلى بعيد يتجهمنى (الطائف) أم إلى قريب ملكته امرى (مكة), إن لم يكن بك غضب عليا فلا ابالى, اعوذ بنور وجهك الذى اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان يحل على غضبك أو ينزل بى سخطك, ولك العتبة (يعنى عاتبنى وعاقبنى يارب) حتى ترضى, ولا حول ولا قوة الا بك"..شايفين مقلش يارب ليه عملت فيا كده ..ابداً !!.. انك لعلى خلق عظيم يا حبيب الله.
عايزين تعرفوا حصل ايه بعد مدخل البستان
*انتظروا التكمله بإذن الله*
*قصة حياة النبي صلى الله عليه وسلم*
❤️
💜
🕊️
😭
🩵
7