
فلســطــيـــ𓂆ـن الــحـــــره 🇵🇸
February 14, 2025 at 06:36 PM
هذه هي مصر التي نعرفها كما لا يعرفها أحد، هؤلاء ناسنا وشعبنا وأهلنا، رجلٌ في أقاصي البلاد لا يملك من الدنيا سوى قصبات يسترزق من بيعها قوتَ يومه، عساه لا يعرف تفاصيل الأخبار لكن يكفيه أنه يعرف غزة، تمرّ عليه قافلة شعبية "متهالكة"، جمعها الأهالي من لحمهم الحيّ لأهلهم المحاصَرين الصامدين، فما كان من الرجل إلا أن يضع ما بيديه على ظهر القافلة، عساها تبلغ وجهتها، فتبلّ ريق أهل غزة، وتحلّي قليلًا مرارة أيامهم، وترفع معذرة صاحب القصب إلى ربه.
..
لا تحضرني إلا آية الله في الذين "تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزَنا ألا يجدوا ما ينفقون"؛ يصعد الرجل بعد قليلٍ ظهر العربة، ليتأكد من أن حمولته لن تسقط، وأن صدقته ستصل مقصدها، وأن قلبه سيقرّ بعد أسابيع أو أيام، بدعوةٍ صالحةٍ من غزة، تعفيه ولو قليلًا من النار التي في قلبه، والدمع الذي في مآقيه، والحزن ألا يجد ما يعطي.
..
تلك هي مصر، صاحب البرتقال، وصاحب القصب، وصاحب التوكتوك، أهل الكرم والكرامة، الذين قالوا يوم تباهى الناس بما ملكوا، فتباهى المصريون بما أنفقوا رغم ضيق الحال: "بصلة المحب خروف"، فتلك قصباتنا يا غزة، عساها تكون في أيديكم ثمرا من الجنة.
❤️
🇪🇬
🥹
👍
🥺
♥️
💚
😢
😭
🤎
106