قصص || 🧸🎀
February 5, 2025 at 10:27 PM
الجزء التاسع: الظلال القادمة
الوادي رجع هادئ، والحياة الطبيعية بلشت ترجع شوي شوي. الناس صاروا يرمموا البيوت، ويزرعوا الأرض اللي تخربت من هجوم زاهر. تيم وآية صاروا رمز للأمل، وأهل الوادي صاروا يثقوا فيهم أكتر من أي وقت مضى.
بس آية كانت مو مرتاحة. كل ليلة، كانت تحس بشي غريب عم يتراقبهم من بعيد. حتى تيم لاحظ هالشي، بس كان يحاول يخبي قلقه عنها.
قالتله مرة وهني قاعدين قدام النار:
“تيم، ما بتحس إن المعركة مع زاهر كانت سهلة أكتر من اللازم؟”
تيم رفع حاجبه وقال:
“سهلة؟ زاهر كان رح يقتلنا.”
آية هزت راسها وقالت:
“بعرف… بس كان فيه شي غريب. كأنه كان مستعجل ينتهي.”
تيم فكر شوي وقال:
“ممكن لأنه كان عارف إنه رح يخسر. يمكن رهانه كان علينا.”
آية ردت:
“رهانه؟ شو قصدك؟”
تيم نظر إلها وقال:
“يمكن زاهر كان مجرد قطعة صغيرة بخطة أكبر. يمكن في حدا أقوى منه.”
بالليل، آية ما قدرت تنام. طلعت من الخيمة تمشي حوالين الوادي، وأثناء ما كانت عم تتمشى، سمعت صوت خطوات وراها. التفتت بسرعة، بس ما شافت حدا.
“في حدا هون؟”
الصوت اللي سمعته كان خافت، أشبه بهمس:
“آية…”
حست بشي بارد يمر جنبها، ورجعت خطوة لورا بخوف. فجأة، ظهرت قدامها امرأة غريبة الشكل، لابسة ثوب أسود طويل، وعيونها مشعة.
“مين إنتِ؟!” سألت آية بصوت متوتر.
المرأة ابتسمت بخبث وقالت:
“أنا رسالة… من اللي رح يجي قريباً.”
آية مسكت خنجرها وقالت بحزم:
“إذا كنتِ بدك تهدديني، فأنا جاهزة.”
المرأة ضحكت وقالت:
“أنا ما بدي أهددك، يا آية. بدي أحذرك. الشي اللي جاية، أكبر من زاهر… وأكبر منك ومن تيم.”
آية حسّت بقشعريرة بجسمها، بس حاولت تسيطر على أعصابها. قالت:
“شو اللي بدك توصليه؟”
المرأة قربت منها وقالت بهدوء:
“القوى اللي بتحملوها إنتو، قوتكم المشتركة، هي اللي رح تحدد مصير العالم. بس هل رح تستخدموها لإنقاذ الناس… ولا لتدميرهم؟”
قبل ما ترد آية، المرأة اختفت، وكأنها دخان تبخر بالهواء.
بالصبح، آية حكت لتيم عن اللي صار. هو كان قاعد يسمع، وعيونه فيها خليط بين القلق والاهتمام.
“رسالة؟ شو قصدها؟”
آية هزت راسها وقالت:
“ما بعرف. بس كلامها كان غريب… وكأنه عم تحذرنا من شي قريب.”
تيم وقف وقال:
“إذا كان في تهديد جديد، لازم نكون مستعدين. ما فينا نستنى حتى يهاجمنا.”
قرروا يزوروا المكتبة القديمة اللي كانت موجودة بوادي قريب، مكتبة معروفة بأنها مليانة أسرار ونصوص عن القوى القديمة.
لما وصلوا للمكتبة، الجو كان هادئ وغريب. الحراس كانوا مفقودين، والأبواب مفتوحة.
“شي مو طبيعي هون…” قال تيم وهو يمسك سيفه بحذر.
آية قربت وقالت:
“خلينا نتحرك بسرعة. في شي هون عم يراقبنا.”
دخلوا المكتبة، وبلشوا يفتشوا بين الكتب القديمة. أخيراً، لقيت آية كتاب كبير مليان رموز وتعويذات. لما فتحته، كان فيه صفحة بتحكي عن قوة نادرة:
“قوة النور والظلام معاً. إذا اجتمعت بيد شخصين، بتكون قوة هائلة للخير… أو أداة مدمرة إذا تم استغلالها.”
تيم قرأ الكلام وقال:
“هذا بيأكد اللي شفناه. قوتنا ممكن تكون مفتاح لكل شي.”
لكن فجأة، الأرض اهتزت تحتهم، وظهر كائن غريب. كان طويل، بجسم مغطى بالجلد الأسود، وعينين مشعتين بالأحمر.
“تيم، آية…” قال بصوت غريب، كأنه قادم من عالم ثاني. “أنتو الورثة. بس هل تستحقوا هالقوة؟”
تيم سحب سيفه وقال:
“مين إنت؟!”
الكائن رد:
“أنا الحارس… وحضوركم هون هو الاختبار.”
المعركة بدأت، والكائن كان قوي بطريقة غير طبيعية. كل ضربة من تيم كانت ترتد، وكل تعويذة من آية كانت كأنها تختفي قبل ما توصل له.
“آية!” صرخ تيم. “لازم نشتغل معاً، متل ما عملنا ضد زاهر!”
آية أومأت، وبلشوا يدمجوا قواهم من جديد. الشرارات المضيئة والنارية كانت عم تلف المكان، وأخيراً قدروا يضربوا الكائن ضربة قوية.
قبل ما يختفي، الكائن ابتسم وقال:
“أثبتتوا قوتكم… بس التهديد الحقيقي لسا ما وصل. استعدوا… القادم أكبر من كل شي شفتوه.”
اختفى الكائن، وترك تيم وآية واقفين وسط الفوضى، مع إحساس أكبر بالخطر اللي رح يواجهوه.
يتبع…
❤️
👍
22