
سَࢪدات_ڪاتِبة
January 21, 2025 at 12:05 PM
*لَحظةُ شِفَاء*
_نازعتُ هَمّي في ذلك اليوم
إذ أضنَاني التفكير بكلِّ مشَاكلي،لا حلول أمامي،جميعها عُقد يصعبُ فكُّها،
وضعتُ رأسي على وسادتِي،و يَبدو أثقل مِما توقّعت هذه المَرة،لربّما قذفتُ بصخرةٍ كبيرةٍ على وسادتي و ليس رأسي !
أدركتُ بأنّي مليئٌ بالأفكار التي تسفكُ من راحتي أطنانًا،
و جاهدتُ كثيراً لأسدل النوم على جفونِي المُكسّرة،
و لكن ليس لوقتٍ طويل،فالأحلامُ ملاذي الوحيد الذي أسلكه دون روع الآن،
ما إنْ أغمضتُ عينيّ حتى أخذتني الكوابيسُ من بين يديّ عنوةً،و تسلل الخوف بينَ عروقي،و وجدَ العرقُ حبيباتِ وجهي فداهمَ جبيني،
سمعتُ عِراكاً في صدري،إنّه قلبي يعصفُ بترائبي علّه يجدُ مخرجاً.
نهضتُ بفرعٍ يهزَّ كياني،و أنا أردد :
"بسم الله... بسم الله"
بعد أن قبضتُ على فؤادي كأنّي أردعُ فكرتَه عن التوقف بضخِّ الدماء!
لم أعِ كم الساعة بعد،
و لكنّي لم أكُن أحتاج ذلك أصلاً،
سمعت صوتاً يصدحُ من نافذتي :
*"الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله الا الله "*
بتلك اللحظة أدركتُ أنّي بعثتُ مِن نَومي و أرَقي في وقتٍ مُحبب لله
و لعلَّ هذا أكثر ما أحتاجه و أريدُ لروحي أن تترعَهُ حتى تُشفي،
نهضتُ بعد أن عرفَ النوم طريقَه للتسللِ من ملامحي
و برغم ثقل كاهلي،و تسارع نبضاتِ قلبي، ضبطتُ عراك ذرَّاتِ الهواء مع أنفاسِي،
ربطتُ جأشي بِ بسم الله
تحسستُ صنبور الماء لأنفضَ عنّي آثام الدنيا،
ليس عن جسدي إنما عن روحي،
أريد لهذا الماء أن يصل لكلِّ أجزائي المُهشّمة فيدملها
لا أدري كيف اختلطَ الماء الذي على وجهي بسيلٍ دافئ،أعتقد أنه خرجَ من عيناي،إنهما تقطرانِ مع قطرات الماء من ساعدي و شعري.
أغمضتُهما،انفصلتُ قليلاً عن واقعي . . .
نطقت بتمعّن :
*"اللهم اجعلني من التوّابين و من المُتطهرين"*
تلك السّنةُ التي أواضبُ عليها بعد الوضوء،
أريد سجادة الصلاة بسرعة،وقفت أتلفتُ حولي كمن أضاع جزءاً و يحاول إعادته لبقاياه،
وجدتها،قابعة تحت دفَة كتب ٍ
هجرتها منذ زمن
هذا يفسر تدهور حالتي،
مصدر تهشّمُي المجهول... أنظر إليه بأسفٍ الآن
فرَشتها أمامي كبّرتُ تكبيرةَ الإحرام،
و بدأتُ صلاتي
جهرتُ بكَسرتي
بأنيني المُتعالي
بدموعٍ تنهمر كوابلٍ أشتاق لملامسة أرضٍ قاحلة،
و امتزجتْ بحةُ المناجاة بِسورة الفاتحة
عند كل آية أتريّث...أجرُّ ذرات الهواء لرئتيَّ و أبكي،
لم يكن هذا بسبب هموم الدِنيا في الحقيقة
و لا بسبب فشلي،
قبل أن أنام كان الأمر كذلك.
لكن الآن ...
أبكي على نفسي،
على ضلالي،
على بُعدي عن الصراط المستقيم
أحبّ الله في جوفي
و أقول للجميع أنّ الإيمان في القلب،
لكن كَم هذا غباء ؟
كمن يقول لشخص أحبك في جوفي
و يفعل عكس مايرضيه و يبتعد عنه
عن أي حبٍّ تتحدث !!
فكيف بالله و لهُ المثل الأعلى !
كنت أخاطب نفسي و أنا كليلٌ بكل آية أقراها
سجدتُ
و شعرت للمرأة الأولى ربما،
كم الأرض دافئ
أدفى من سريري،من حضن أمي أيضاً
حضنٌ إلهي لا أره
أشعر به بيقنِ المُبصر
هل كل مالا نراه غير موجود؟
بالتأكيد لا
ها أنا أعيشُ في هذه السطوة
تخيّلت همومي و سيئاتي و هي تتداعى عن عاتقي
كما حدّث حبيبي رسول الله
شعرت بخفة لطيفة تُداعبني
بقيتُ في سجودي،عشر دقائق ربع ساعة لا أدري فأنا لا أستطيع حصر الوقت... بعيدٌ عن هذه الدنيا الآن
في مكان آخر
و في حبٍّ روحيٍّ أذوب
انهيت صلاتي بالتسلم
السلام عليكم و رحمة الله
في جهة اليمين،كان سلامي هذه المرة مختلف
أردت أن تسمعه الملائكة
أن يصل لرسول الله
جعلتُ عيناي تسدلان الجفون
و تتناغمان مع إحساسي المرهف
السلام عليكم و رحمة الله
في الجهة اليسرى
لم أدرِ ماذا أقول بعد الصلاة
كنت في حالة سكُون
أفضل بكثير من حالة قبل الصلاة
قرأت آية الكرسي
و تذكّرت حثَّ أحد الشيوخ على قرأتها
من يقرأها بعد الصلاة لا يفصله عن الجنة سوى الموت
تمنيت حقًا أن يكون الأمر هكذا
أن أموت الآن و...الجنة أخيراً
دون جِهاد إضافي
دون دنيا
دون أحد
جنّة فقط
قرأت قرآناً...سرحتُ بآيات الخالق،
دملتُ جروحي على الأقل
ثم رجعتُ لسريري،ساعتان فقط
مضت على نومي و أنا في حالة
هستيرية من البكاء
الآن
أشعر بأن كل الأمور على ما يُرام
كلّ الأمور بيد الله...تنفّستُ و أكملتُ نومي بهدوءٍ لم أتخيل أن أشعر به.
*#البَتُـوْل*
❤️
🖤
🥹
🤍
🥺
❤🩹
🌸
🍓
🎀
💚
74