_ سردَات البَتُـول .
February 1, 2025 at 01:49 PM
*سردَة⁵*
_______
ومرات أكون .. أو لا أكون
لا يهم
يعصف بي الحنين .. ويعيدني إلى الماضي الأليم
بين الذكريات أراجع نفسي الثكلى ..
أشعر بخدرٍ بكافة أطرافي
أظنه تأثير الأنين
وكأنني أبصق من جوف قلبي جنين
نبذته أمه المسكين
أشعر بأوجاع السنين
أتقيأ مشاعري بين حينٍ وحين
والفراشات في فؤادي تحولت لسكين .. كلما أزحتها جرحتني جرحٌ وهين
تمتلك الحياة من خاطري دين
فتنتقم الانتقام بأقساطٍ فتجعلني حزين
لست بائساً ولا قليل دين ..
انا أدرك ما حولي متعجبٌ لاعنٌ ولعين
تذرف أدمعي سخطاً من أعينٍ حملته بمائها سنينٍ وسنين
أخشى أن تسيح صورتك وأصاب بالعمى و دموعي تزوِّد بالبلل الطين
وأصبح متسولاً مسكين لا يبصر بعيناه شيئاً ويردد الدعاء للقياك بعد ألف اللهم وآمين
أبتعد عنك وأنا أدرك بأنك لن تناديني .. مليئة باليقين
يقينٌ خائبٌ بالأمل المُشين
لقد كسرت من أضلعي صلبين
حتى بتُّ بالهوى ألين
مخدرةٌ أطرافي وليس لي من معين
سوى الله ربي رب العالمين
أبصر أختي بالجوار تدهسني وتنأى عني وتبعدني ..
تسحبني من أقدامي وبالكلمات تعدمني
أطرافي باردةٌ متجمدة لا أقوى ولا أجرأ على حركتها برغم بركاني الذي أقطن به والجحيم
تمسك براحتا يدي وتغرقهما بماءٍ خَضلٍ ..
أتأوه ألماً مسعفةً لألمي وخدري بأحزاني
أراود نفسي عن نفسها ..
تخبرني أختي بأن ألمي سيخف ويزول مع مرور الزمن .. أظنه وهمٌ فطين
كأنه كيانٌ أتابعه وأستمر في الإنتظار في العرين
لا أخشى الأسد ولا الأشواك
أخشى أن يفنى عمري بالإنتظار البهتان
أن أحيى ما تبقى لي من العمر دون أمنٍ وأمان
بقلقٍ محصورٍ وكتمان
ووجه مذولولٍ باهت الألوان
مليءٌ بالأحزان
أفقد أثرها .. لا أراها
أعود للقفار المجهول .. حيث أطرافي خدرة
وعويلي معدومٌ بحسرةٍ
أسأل مريماتي أيّ آلامٍ قاسين !
أظنني وحدي وظل أختي .. خيل لي
أظن أنها سطوة الموت . .
من أنا ؟ من مريم ؟!؟
أشعر بالموت جاثماً فوق قلبي في خدر أطرافي يقطن
مَن مِنا لا يخاف الموت!!؟
أنه في كل الأشياء الحية والميتة
أنه في أنفاسي وفي عدمها
في الأصوات والكلمات .. في الرفات والفتاة
في الارتدادات والانبعاثات
في كل آن وأوان
أنه حقيقة لا تُنكر ..
أنه النهاية الوحيدة التي نعرفها ولا ندركها
أشعر دمي في فمي يثير غثياني ..
قطراتٍ لعنائي يُرثى بها خلّاني
كأنما روحي تطفو في العنانِ
لست أدري إن كان الموت أم الحياة
يقهرني الخلاء فأصرخ ..
أصرخ ملء صوتي .. ملء حنجرتي
ملء عنقي .. ملء قلبي وأضلعي ..
ملء ما في داخلي من حياة
لم يلحظني أحد
أرى طيفها شبحاً يأتي ويختفي
وهمٌ لست أدركه ..
سمعتها تدمدم معلنةٌ موتي
تغمض عيناي براحتا يداها
وتوبخني .. كانت قد حذرتني مسبقاً بأنها ستقتلني إن مُتّ
أظنها أعلنت وفاتي .. بدأت رثائي ..
تصلني أصوات ندبٌ ونحيب
إحتشدت خلوتي لم أعد وحدي
أسحب من مكانٍ لمكانٍ
لقد ألقوا بي في مكانٍ أظنه صندوقٌ معدني ..
أكاد اجزم أنه صندوق سيارة الموتى
ألم يلحظوا تنفسي .. ؟؟؟
ألم يشعروا بحرارة قلبي ... ؟!؟
أأنا ميتة إلى هذا الحد
أم أنهم تحت تأثير الشعور ؟؟
لقد ودعت الحياة وأنا بين راحتا يديها ..
ينتفض جسدي وأسقط في مكانٍ عميق
الألم رهيبٌ في قلبي
أسمع أصوات نساء ورجال .. وخطواتهم مرتبكة
أهذه رهبة الموت ؟؟
أمن أنها رهبة الفقد الأخير !؟
أين رأيتهم آخر مرة ؟
كانوا خارج حياتي
كيف لهم الآن أن يجتمعوا عند مماتي
رحماك ربي حين تفارق الروح الجسد
أشعر باللاشيء ..
أصحو على قبضٍ شديد على يديّ
وهما محشورتان ..
أظنه كابوساً ممزوج بأهازيج الأحلام
أعوذ برب العالمين من كل وسواسٍ لعين
صاحيةٌ أنا .. صاحية تماماً .. أشعر بخدرٍ ..
أنه ذات الشعور ..
هرعتُ بالنظرِ حولي
خاوٍ موحش
أنادي على أمل أن أُجاب فلا يتردد في ثنايا مسمعي سوى صدى صوتي
تمنيت الموت حقاً
إن كنت سأموت بعد رؤياها والزحام علّ خلوتي تُغمَر بالمحبين .. والغائبين عني . . فمرحباً بالموت
ساستقبله بصدرٍ رحب ..
علّ أشلائي المبعثرة في حنايا الأرض تُلم وتُدَثَّر من صقيع الوحدة
رددتُ بصوتٍ أضناه الحزن :
رحماك ربي لتفارق الروح الجسد .
-
مفردات عاطفية :
الثكلى : من فقدت عزيز ومفجوعة به
المُشين : المشوه ، المخزي
تنأى : تبتعد
فطين : حكيم
عويلي : بكاء وصراخ
العنان : سحاب
احتدشت : ازدحمت
أهازيج : غناء فيه ترنم خفيف
هرعت : أسرعت باضطراب
-
> *||مريم أحمد التركي||."*✍🏻
❤️
👍
🫂
♥️
💜
🤍
✨
❤🩹
🖤
🥹
139