
الحركة الوطنية للبناء و التنمية
January 26, 2025 at 07:59 PM
https://www.facebook.com/share/p/12D99HxhSiX/
يُعدُّ السودان بلداً ذا تنوّع جغرافي وثقافي فريد، حيث يتألف من أربع مناطق جغرافية رئيسية: مناخ البحر الأبيض المتوسط، الهضاب والمرتفعات، المناطق الاستوائية، والسهل الأفريقي. هذا التنوع الجغرافي انعكس على ثقافات متعددة داخل البلاد، مما أتاح للسودان ميزة التأثير والتأثر عبر مساحات واسعة، خاصة في نشر الإسلام واللغة العربية في أفريقيا.
وفقًا لمنهج ابن خلدون في تفسير العمران وحركة المجتمعات البشرية، فإن الجغرافيا تؤثر بشكل مباشر على السلوك السياسي والاقتصادي للمجتمعات. فقد أشار ابن خلدون إلى أن "العوامل الجغرافية تؤثر في بنية الإنسان ونشاطه الفكري وأخلاقه وقيمه، وتحدد حركته التاريخية" .
بالإضافة إلى ذلك، يرى المفكر السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد أن التنوع الجغرافي والثقافي للسودان منحه دورًا محوريًا في نشر الإسلام واللغة العربية في أفريقيا. إلا أن الاستعمار سعى إلى قطع هذه الروابط، مما أدى إلى تراجع هذا التأثير.
من الأخطاء الكبرى التي وقعت هي القطيعة مع ثقافة المناطق الاستوائية، مثل فصل جنوب السودان، مما أفقد المجموعات الدعوية الإسلامية والناطقة بالعربية مساحة التحرك ليس في الجنوب فحسب، بل في كل دول أفريقيا الاستوائية. كما أن طرح خيار فصل دارفور يُكمل المرحلة الثانية لقطع صلات التأثير الإسلامي والعربي على أفريقيا، مما يجعل من الصعب التأثير على دول السهل الأفريقي، ويستهدف الشرق لمنع التأثير على القرن الأفريقي وثقافاته.
النتيجة المتوقعة هي عزل السودان تمهيدًا لعزل مصر والجزائر وموريتانيا، ومحو التراث الإسلامي والعربي طويل الأمد، حيث أن الحديث عن فصل دارفور ليس الهدف منه دارفور وحدها، بل يستهدف ثقافات كاملة ومساحات شاسعة من الحركة والاجتماع البشري لتكون صيدًا سهلاً للثقافة الغربية.
لم يكن البتر يومًا حلاً لاستمرار التنمية والتقدم.
أ. حسن يحيي
👍
❤️
5