الحركة الوطنية للبناء و التنمية
                                
                            
                            
                    
                                
                                
                                January 31, 2025 at 11:14 AM
                               
                            
                        
                            https://www.facebook.com/share/p/18wNXXwo5d/
استراتيجية الاستعمار والتحرير
د. جمال حمدان
الفاضل فرح الشريشابي
 
كتاب يفسر تاريخ جغرافيا العالم السياسية ويربطها بالتاريخ بطريقة مفصلة ومدخلاً متكاملاً إلى علم الجيوبوليتيك، أو الجغرافيا السياسية، حيث يأخذك منذ بداية التاريخ في رحلة استكشافية لقوانين الجغرافيا وسنن التاريخ وهل ما زالت تحتفظ الجغرافيا بقيمتها في عالم بات عبارة عن نقطة، وشن حرب فيه أو إنهاؤها لا يتطلب أكثر من ضغطة زر؟ لكن الجغرافيا في النهاية عامل حتمي جامد، وهي كما يقول الكاتب (تاريخ صامت) والكتاب محاولة للفهم، وزاوية لرؤية مختلفة لقصة الاستعمار والتحرّر، تستلهم التاريخ والجغرافيا، لتستخرج النموذج المفسّر، والقادر إلى حدّ ما على التنبؤ الذكيّ.
     كيف أن مكاننا على الخريطة قد حدد ويحدد الكثير من مصائرنا، وكيف أن البحار والمضائق والمحيطات والقارات تقل وتكثر أهميتها عبر الزمن والظروف وكيف أن الاستعمار والهيمنة هو سلوك اجتماعي.. 
    الاستعمار بلغة السياسة هو نمو النزعة القومية لبلد ما نتيجة تعاظم عوامل القوة الحضارية والاقتصادية والسياسية، والتحرر هو تشكل الشعور الوطني لدى شعب ما في مواجهة السيطرة القومية لشعب أخر... أثبت التاريخ اهمية القادة في تشكيل القوميات، وقادة مثل نابليون في فرنسا، وبسمارك في ألمانيا، والاباء المؤسسون ولينكون في أميركا، ولينين في الاتحاد السوفيتي؛ لهم دور رئيس وهام في نمو الشعور القومي وتوحيد هذه الدول، وفي أن تصبح دولا استعمارية بعد ذلك.. تتقاطع السياسة والجغرافيا والتاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع في نقطة واحدة يعرض الكتاب لتاريخ الاستعمار على مرّ التاريخ، ليصل إلى رؤية الكاتب (جمال حمدان رحمه الله) للتعديل المقترح على نظرية "ماكيندر" لفهم دوافع الاستعمار ومساراته، ومآلاته إلى حدٍّ بعيد. 
      ثمّ يعرض لحركات التحرّر التي هدمت بنيان الاستعمار الذي تطاول عمره إلى 5 قرون، في عقدين من الزمان. دوافعها الداخلية والظروف الخارجية المواتية. التاريخ على رقعة الجغرافية، فيجعله ثنائي البعد، يُفسر، ويحلل، ويتنبأ، ويضع قواعد، ويحاول اكتشاف سنن الله في كونه بطريقة علمية يتحدث عن الحركة الاستعمارية منذ بدء الخليقة إلي العصر الحديث، كيف تطور الاستعمار علي مدي العصور؟ وما هي عناصر تطوره إلي الاستعمار الحديث الحالي بدأ من عصر الكشوفات الجغرافية وما كان من الدول المكتشفة وأهدافها ثم خمود هذه القوى وظهور قوى بحرية ثم خمودها ثم الثورة الصناعية ومتطلباتها وما دفعت بدول اﻹنقلاب الصناعي الى البحث عن أسواق ...ثم بحث فى حاجات الدول الى الهيمنة على طرق التجارة وتحالفات البعض ضد البعض وما آلت اليه الصراعات ..
      ثم اطال البحث في نظرية اﻹستعمار وإستراتيجيته مستشهدا بآراء مفكريه ...ثم أنهى البحث باﻹنقلاب النووي وأثاره والحرب الباردة وثنائية قطبي العالم ...وابان الفروق والنوايا الى أن أنهاه بشبه إحادية القطب وعبث اﻹمبرالية الامريكية بالعالم وهيمنتها ...إخضاع دول العالمين الثاني والثالث اليها. 
يعرض لنا في كتابه العلمي الجيوبوليتيك ذو المقدمة و الأربعة عشر فصلاً ، تأثير الجغرافيا منذ قديم الأزل علي قيمة الدول و يمر بنا في العصور الوسطى و يتطرق بنا إلي عصر الكشوف الجغرافية التي جعلت لإنجلترا و اليابان أهمية بعد اكتشاف العالم الجديد و انتصاراتهم علي أسبانيا و روسيا و هولندا و يقارن بين أثر الجيوبوليتيك علي كل منهما الإنقلاب الصناعي و علاقته بالاستعمار لجلب الموارد و فتح الأسواق و الاستيلاء علي إيدي عاملة مستعبدة و يحدثنا كذلك بإفاضة عن نماذج الاستعمار المداري و عن امتداد صراع القوي بين إبناء شبه جزيرة أيبريا ثم خروج البرتغال لصالح هولندا و أسبانيا و فرنسا ثم سقوط أسبانيا و هولندا لمصلحة إنجلترا و فرنسا ، و كذلك تصارع تركيا و النمسا و ألمانيا و روسيا عن النظرية العامة في الإستراتيجية العالمية و عن عالمنا المعاصر و عن الإنقلاب النووي و تصارع السوفييت و أمريكا و الصين ، ثم يخوض بنا في أخر فصلين عن إستراتيجية عدم الانحياز و ما بعد عدم الانحياز..
       يخلص جمال حمدان من هذا الكتاب لنتيجة أن بغير الاتحاد بين دول العالم الثالث فإن هذه الدول ستبقى مهزومة حضارياً وعرضة للهيمنة الأمريكية. 
      الفصل السابع اعطى الضوء على الاستعمار الصهيوني لفلسطين المحتلة من خلال سؤال ماذا تمثل اسرائيل بالنسبة لطالب الجيوبوليتيك موضحا عدم صدق ادعاءات اسرائيل فى الهدف المنشود لها وهو العودة لأرض الميعاد وكشف سياستها الاستعمارية  و كان من المستحيل ان يتحقق الحلم الا بالمساعدة الكاملة من قوي السيادة العالمية و من هنا التقت الامبريالية العالمية مع الصهيونية لقاء تاريخيا علي طريق واحد و هو طريق المصلحة الاستعمارية المتبادلة : فيكون الوطن اليهودي قاعدة تابعة و حليفا مضمونا ابدا يخدم مصالح الاستعمار , و ذلك ثمناً لخلقه اياه و ضمانا لبقائه ...فكانت بريطانيا هي التي خلقت الوطن القومي منذ بداية الحرب العالمية الاولي , بينما خلفتها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.. اسرائيل كدولة ظاهرة استعمارية صرفه واستعمار عنصري مطلق واستعمار توسعي واطماعها معلنة بدون مواربة واستعمار اقتصادي استراتيجي واستعمار بالأصالة و بالوكالة في ان واحد...
     ان احتمالات المستقبل في العلاقات بين الولايات المتحدة و العالم الثالث ,و بينها و بين العالم العربي خاصة لا يمكن التنبؤ بها بدقه و قطع في المدي البعيد و لكنه في جميع الحالات مرتبطة بالتساؤلات التالية مصير الامبريالية العالمية يتوقف على مصير العالم الثالث مصير العالم الثالث يتوقف على مصير الوطن العربي مصير الوطن العربي يتوقف على مصير فلسطين /إسرائيل هذه المساومة او الصفقة لن تعني في الظروف الراهنة سوي الاستسلام و بالتالي فقدان التحرير و التكنولوجيا معاً و للابد , بينما ان الصمود و المقاومة الان جديرة بكسبهما معاً و للابد.