كان رسول الله ﷺ يحتفي بشهر رمضان المبارك حفاوة كبيرة، وكان الصحابة من بعده يفعلون، وكان يُبشِّر أصحابه فيقول: "إِذا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ، وصُفِّدتِ الشياطِينُ." وحرص رسول الله ﷺ على صيام النافلة، فكان يصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع؛ لأن الأعمال تُرفع فيهما، فيقول: "إنهما يومانِ تُعرَضُ فيهما الأعمالُ على اللهِ؛ فأُحبُّ أن يُعرضَ عملِي وأنا صائمٌ." وحث ﷺ على صيام النوافل دون إدخال المشقة على النفس، ومن يُطالع هديه ﷺ في صيام النوافل؛ يجد المنهج القويم، المتوازن، فعن أنس رضي الله عنه، قال: "كَانَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ يُفطِرُ منَ الشَّهْرِ حتَّى نَظُنَّ أَنْ لاَ يَصُومَ مِنهُ، ويصَومُ حتَّى نَظُن أَن لاَ يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا." كما كان رسول الله ﷺ يُكثر من الصيام في شهر شعبان فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ ﷺ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ." ومن أسرار الصيام الجليلة التي أرشدنا إليها رسولنا الكريم ﷺ تحقيق معنى العبودية والانقياد لله رب العالمين، واستسلام الإنسان وخضوعه لمولاه، وطاعته لربه، بترك طعامه وشرابه وشهوته أثناء ساعات الصيام. كما علمنا ﷺ أن كمال الصوم لا يتم إلا بكف اللسان، وسائر الجوارح عن المعاصي والآثام، كما نهى عن الرفث وهو الكلام الفاحش أثناء الصيام، فقال ﷺ: "إذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ." وها نحن مُقبلين على أفضل شهور العام، شهر رمضان.. فلنحرص على التدرب على الصيام من الآن؛ حتى تعتاد أنفسنا على هذه الطاعة العظيمة. #كان_رسول_الله_صوَّاما #اتبعوه_تهتدوا