- هدومه مقطعة!. ده كل مرة يجي الجامعة بنفس الطقم ده. سمعت صحابي في مرة بيتريقوا على لبسي، مكنش عندي ولا طقم شيك غير واحد وكنت بساعد أبويا دايمًا في الزراعة وبسبب مصاريف الطب مكنتش بعرف أجيب لبس مناسب. وفي مرة رجعت من الكلية معيط فأبويا سألني مالك؟!. كذبت عليه وقولتله إني مخنوق شوية بسبب ظروفنا دي.. فابتسم ابتسامة مُرهقة وقالي: " احفظ القرآن يا سليم هو اللي هينجيك من كل حزن " وفهمني إن حفظ القرآن ده هو اللي هيكون حاجز بيني وبين أي ضرر يصيب قلبي وأي تعب يهد روحي، وعملت بكلامه وروحت فعلاً الكُتَّاب وكنت في كل مسابقة بجتهد فيها وأطلع الأول وده كان سبب للميثاق الغليظ اللي بقى بيني وبين شيخي واتصاحبنا وحكيتله كل حاجة عني، وفي مرة حكالي موقف للرسول فبدأ كلام وقال: تعرف سيدنا أنس بن مالك؟ فقولتله " أيوه " فكمل كلامه وقال: سيدنا أنس بن مالك كان خادم رسول الله ولما عمره أصبح عشر سنوات أمه خدته للنبي وقالتله ياخده عشان يخدمه وبعدين طلبت منه يدعيله؛ عارف النبي دعاله بإيه؟!!. - إيه؟ خده وباسه بين عنيه ودعاله دعوة كان سبب الخير والبركة طول حياته وكانت الدعوة: « اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له، وأدخله الجنَّة ». سيدنا أنس عاش تسعة وتسعين سنة، وربنا رزقه أحفاد وبنين كتير وكمان رزقه كان مُبارك فيه، بقى عنده بستان وكان بيحصد منه الفاكهة في السنة مرتين!. ومن وقت ما شيخي قالي الدعاء وأنا مكنش بيفوت يوم غير وهو ملازم لساني، والنهاردة أنا واقف على الاستيدج وبحكي قصة حياتي للجميع في حفلة كانت معمولة ليا كأفضل دكتور لأنقاذ أكبر عدد من المُشوَّهين وتجميل ملامحهم، وبحكيلهم إزاي ربنا رزقني بمكانة كويسة، وزوجة أصيلة، وولدين ختموا القرآن في عمر عشر سنوات.. فأحب أقولكم إنك عمرك ما هتنجح وأنت قاطع حبل الوصل بين وبين ربنا، وعمرك ما هترتاح ومصحفك عليه تراب، وعمر الرزق والعوض ما هينزلوا من السماء إلا بالمداومة على الذكر وبعد ما سيبت المايك من ايدي افتكرت جُملة عظيمة جدًا فرجعت مسكته تاني وقولت: " الدعاء روح اليقين واليقين قلب العوض " 🤎🤎