💙🎀 روايات اسلاميه 🎀💙
February 11, 2025 at 11:13 AM
- '' فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ '' ، أنا فوضت أمري لله وإستعوضت ربنا في إبني ، كان شاب صالح ..بار بينا ، تقي ..نقي ، قلبه زي البفتة البيضة ، أحسبه عند الله من الشهداء ، وأتمني يكون مات وهو راضي عني أنا ووالدته ، أنا مش لازمني قضية ولاهترجعلي حاجة ولا أي حاجة في الدنيا هتعوضنيعن إبني ، ونار فراقه مش هتهدي أبداً لما أسجن اللي قتله ..ربنا يهديه ويرجعه لرُشده ويخليه لأبوه
'' ماحدش فينا كان عارف يقوله إيه ، خرج أدهم من دوامة السكوت اللي ماطلعش منها غير دلوقتي وقاله ..''
= إنت إزاي راضي وصابر كدة ، وبتتكلم بالهدوء دا ، اللي مات دا إبنك !
- بإبتسامة : اللي مات أحب الناس ليا وأغلاهم ..بس مايغلاش علي اللي خلقه ، أنا مؤمن بربنا جداً ..لأبعد درجة إنت ممكن تتخيلها ، أنا راضي وصابر وربنا هيعوضني عنه وعن شبابه بإذن الله ، ودا بس اللي أنا محتاجه
= ...
- إبقوا إدعولي في صلاتكوا وإدعوا لمحمد إبني معاكوا ..قولوا ربنا يلحقك بالشهداء والصدقيين والنبيين يامحمد ياإبن الحاج حسين
'' شوفتها في عين أدهم ! ، شوفت رده علي الشيخ في عنيه وعلامات الحزن اللي ظهرت علي وشه ..'' هو إحنا اللي زينا له صلاة ولا دعاء مستجاب '' ..قالها أدهم جواه ، وقومنا مشينا وسيبنا الشيخ ، كنا ساكتين طول الطريق ..كل واحد فينا شارِد ، شوية ونسيت كل حاجة وكل الكلام والحاج حسين نفسه ، لكن أدهم لأ ..أدهم كان مُهتم يعرف دينه أكتر وكان بيروح للحاج حسين كتير ويقعد معاه ويتعلم منه ..بِعد عن ذنوبه بشكل كبير ، وعني أنا كمان ، ولإني من صُغري مافارقتش أدهم فاكان صعب أعيش الحياة أو أكمل في أي حاجة من غير أدهم ، عشان كدة أنا اللي بقيت أجري وراه ..إنجرفت في الطريق دا عشان أدهم مش عشان حاجة تانية ، لحد ماقلبي جابني ..
أنا وأدهم توأم ، طول عمرنا مع بعض في أي حاجة وكل حاجة ..مافارقناش بعض حتي في النومة ، قاعدين في أوضة واحدة ..تقريباً مالناش صحاب وعمرنا ماسعينا إننا ندور ..كل واحد فينا كان مكفّي التاني ، أبونا وأمُنا بُعاد عننا جدا ..مايعرفوش عننا أي حاجة ، حتي التربية اللي ربوهالنا مالهاش لازمة ..أعتقد إن هما ماربوناش أصلاً ، إحنا اللي ربينا نفسنا بنفسنا ..أي نعم عملنا ذنوب كتير وكبيرة لحد دلوقتي مايعرفوهاش ، لكن في النهاية رجعنا وقدرنا نربي نفسنا من أول وجديد ..
قابلنا عربية فول في طريقنا ..قعدنا علي ترابيزة وطلبنا الفطار ، وإتكلمنا ..''
- خاطر : عامل إيه مع حبيبة ؟
= أدهم بإبتسامة : الحمد لله
- بإبتسامة : مبسوط ؟
= جدا جدا
- ربنا يفرح قلبك كمان وكمان ويتمملكوا علي خير
= ويهديك ياخاطر وتخطب وتتجوز
- بضحك : ...
'' حبيبة كانت طالبة عند أدهم في الكلية ، كان معجب بيها من بعيد ..درسلها سنتين في الكلية ، ولما توبنا وربنا هدانا وعشان أدهم يعصم نفسه من الشيطان ومن الفتن قرر يتقدملها ، ولما سأل عليها في الكلية وعن عنوانها إكتشف إنها بنت الحاج حسين ، وعلي قد ماكانت صدمة ليه وليا علي قد ماإتطمنا إنها مادام تربية الحاج حسين تبقي بنت مافيش زيها في الدنيا ، وإتقدملها أدهم وإتخطبوا من تلت شهور ..أدهم كان بيلح عليا أنا كمان أشوف بنت وأخطبها ونتجوز في يوم واحد ورومانسية الأخوات المفرطة دي ..
لكن أنا لسة مالقتش بنت الحلال ..
حاجة كمان ..ماحدش يعرف حاجة عن حياتنا القديمة وعن ذنوبنا ، ربنا سترنا الحمد لله وإحنا كمان سترنا نفسنا ..حتي الحاج حسين ماحدش فينا قاله حاجة عن حياتنا ..الحمد لله من وقت ماتوبنا مارجعناش ولا مرة للي كنا فيه ..كنا كتير بنضعف ونحن للقرف اللي كنا فيه لإننا كنا وصلنا لمرحلة إستباحة الذنب ، بس كنا بنشجع بعض دايما ..اللي يقع فينا التاني كان بيشده ، والحقيقة إن أدهم كان متماسك أكتر مني وبيشدني أكتر ، ودي ميزة إن يكونلك أخ زي أدهم ..''
= أدهم : قولي ..أخبار مكتبك إيه ؟
'' إختفت الإبتسامة من علي وشي ..لكن علي قد ماأقدر كنت بحاول أكون عادي عشان أدهم مايلاحظش ..''
- الحمد لله ..شغال كويس
= جميل ، والموظفين اللي عندك قبضوا مرتباتهم ؟
- ااه يابني من بدري الحمد لله
= الحمد لله ، ربنا يصلحلك الحال ياخاطر
- وإياك يارب
'' بعد مافطرنا روحنا البيت ، وقررت أنام شوية قبل ماأصحي أروح الشغل ، أما أدهم كالعادة بعد مابيرجع من صلاة الفجر بيقرأ قرآن ..طلبت منه يقرأ بصوت عالي وأنا هردّد وراه لحد مالنوم ياخدني ، وقعد يقرأ وأنا أردد وراه لحد مالقيته سِكت ..فتحت عيني لقيته نام وهو بيقرأ ، ضِحكت ..مش عارف إزاي واحد ممكن ينام وهز بيقرأ ..دي عادة أدهم من زمان من أيام الدراسة ، نبقي قاعدين بنذاكر وبصوت عالي ألاقيه نام فجأة ، قومت من عالسرير وروحت صحيته وقام نام هو كمان ..
بعد ساعتين قومنا وكل واحد راح علي شغله ، ماكنتش عايز أروح شغلي ..كنت متضايق ، المكتب بقا بيخسر ..قُليل لما بيبقي فيه قضايا ، أكتر القضايا بقت مشبوهة وعايزنّي أدافع عن الجاني ..وأنا مش هشتغل في دا أبداً حتي لو هجوع ، ومقابل دا مافيش قضايا ..مافيش فلوس حتي أدفع رواتب الموظفين والمحاميين هنا ، ومافيش في إيدي حاجة غير إني أفوّض أمري لله ..''
= السلام عليكم
'' رفعت راسي وشوفت مين اللي دخل المكتب من غير إستئذان لقيته أدهم ، إستغربت من وجوده ..''- بإستغراب : إيه اللي جابك ؟
= دا إيه المقابلة الزفت دي
- بضحك : مش قصدي بس مستغرب مش أكتر ، إتفضل أقعد
'' قعد أدهم وبعدين قال ..''
= إتطلبلنا حاجة نشربها
'' طلبتلنا إتنين شاي وبعدين قولتله ..''
- خير ، إيه اللي جابك ؟
'' كان فيه شنطة معاه لما دخل ، حطها عالمكتب وبعدين قال ..''
= عايز أشيل الأمانة دي عندك
'' إستغربت جدا أمانة إيه ؟ ، فتحت الشنطة لقيت فيها فلوس ..ماكنش صعب أعرف إنه فِهم إن مكتبي مش شغال كويس ..''
- أعمل بيهم إيه دول ؟
= شيلهوملي عندك ، وطبعاً لو عوزت منهم حاجة خدهم ياخاطر
- إنت بتهزر ؟
= لا والله مابهزر
- خُد فلوسك ياأدهم أنا مش محتاج حاجة ولما أحتاج هطلب منك أنا مش هتكسف
= ياعم بقولك شيلهم عندك
- بضيق : بقولك إيه ياأدهم أنا مش أهبل عشان الحركات بتاعتك دي تدخل عليا ، خد فلوسك إنت محتاجها أكتر مني إنت داخل علي جواز ، وأنا هعرف أتصرف ..ربنا مش هسيبني أكيد
= ياحبيبي وإيه المانع ، خد الفلوس وفُك أزمتك وإدفع رواتب الموظفين ..وبعدين الفلوس دي أنا مش محتاجها ولا هتعطل جوازي في حاجة
- ياأدهم ...
= مقاطعاً : خلاص بقا ياخاطر خد الفلوس ، وإبقي رجعها لما ربنا يفكها عليك ..ولا إحنا إخوات ، لو ماوقفتش جمبك مين هيعمل كدة غيري يعني
- بإبتسامة : ...
'' شوية ودخل عليا الساعي وقالي ..''
- مافيش سكر حضرتك عشان الشاي
'' بصله أدهم ثواني وبعدين بصلي وقالي ..''
= خد يابني الفلوس خدها ..دا إنت ربنا يعينك عاللي إنت فيه
'' وقعدنا نضحك إحنا الإتنين ..
والله أنا محظوظ جداً إن أدهم أخويا ..
الحمد لله المكتب رجع يشتغل تاني كويس بفضل الله ثم بمساعدة أدهم ووقوفه جمبي ، وبقا يجيلي قضايا وكويسة ..
عدا حوالي سبع شهور ، أدهم أخيراً هيتجوز البنت اللي بيحبها ..حبيبة ..إنهاردة فرحهم ، أدهم كان مبسوط وفرحان جداً ، كنت فرحان أوي لفرحته ، أتمني لما آجي أتجوز ..أتجوز واحدة تخليني أبقي فرحان بالشكل دا إن عمري كله هقضيه معاها ..
كنت أنا طبعاً اللي سايق العربية بيه هو وعروسته ، أعتقد إن حبيبة زعلانة إنها هتسيب بيت والدها إنهاردة ..كان باين عليها الشرود والحزن ، أدهم لما كان بيكلمها كان بترد علي قد السؤال وبس وتقريباً هو فِهم إنها زعلانة فاحاول يهديها ، روحنا القاعة ودخلوا العرسان ..المأذون كان وِصل وبدأ كتب الكتاب ، كنت شايف الفرحة هتنط من عين أدهم ، علي عكس حبيبة ..كُنت شاهِد عالعقد ، بعد مامضي أدهم ..ودوا الدفتر لحبيبة عشان تمضي ، في اللحظة دي جه حد يسلم علي أدهم ويسلم الحاج حسين ..ماحدش فيهم خد باله من تردد جبيبة ! ، قعدت تبص عالدفتر وعلي إسم أدهم والقلم مش عايز يتحرك ، ماقدرش أنكر إني قِلقت ..مش حاسس إن دا بسبب إنها هتبعد عن أهلها ..في النهاية مضِت ..للأسف غصب عني كنت واخد بالي منها أوي في الفرح ..ماكنش باين أبدا إنها فرحانة ..أبدا ، خِلص الفرح ووصلتهم شقتهم ، وبعد كدة روحت بيتنا ..كنت متضايق أوي إن الأوضة فضيت عليا ، مش متعود أنام فيها لوحدى ، وكنت قلقان جداً ، قلقان بشكل مش طبيعي ..خايف لايحصل حاجة ..ماعرفتش أنام كويس من الضيق والقلق ، لحد مالفجر أذن وروحت صليته ، كان نصيب الدعاء في صلاتي لأدهم ، إن ربنا يصلح حاله وحياته ويهديه لمراته ويهديها ليه ..
تاني يوم علي بالليل كدة روحت أنا وأبويا وأمي لأدهم عشان نباركله هو وعروسته ..''
- بإبتسامة : ألف مبروك ياوَحش
= بإبتسامة : الله يبارك فيك ياحبيبي ، عقبالك
'' دخلنا وقعدنا وباركناله وزوجته جت قعدت مع والدتي وإحنا قعدنا لوحدنا ..كنت حاسس بحاجة غريبة مش طبيعيبة ، مش عرسان فرحانة أبدا ..خصوصاً لما تيجي عينها في عينه ! ، قربت من أدهم وهمستله وقولت ..''
- أدهم فيه إيه إنت كويس ؟
= بإبتسامة : ااه ياحبيبي كويس مافيش حاجة
- بجد ؟
= طبعاً ، في عريس مايبقاش فرحان ..هو بس حبيبة كانت متضايقة إمبارح عشان الفرح ماكنش منفصل وكدة
'' طبعاً كنت عارف إنه بيكدب ، لكن ماحاولتش أضغط عليه ..في النهاية دي مشكلة بينه وبين مراته مش ملزوم إني أعرفها ، فاحبيت أجاريه في اللي بيقوله عشان يصدق إني صدقته ..''
- ماعندها حق ، وقولتلك ياأدهم
= أعمل إيه طيب ياخاطر ، إنت عارف أبوك وأمك حبّكوها وكانوا عايزين فرح كنت أعمل إيه يعني ، كنت أعصيهم ؟
- ااه كنت تعصيهم ، بسم الله الرحمن الرحيم '' وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ''
= بتنهيدة : إستغفر الله العظيم ، والله كان غصب عني ..ربنا يعفو عني بقا
'' قعدنا شوية وبعد كدة مشينا ..عدا تلت أسابيع من يوم جواز أدهم ، ماكنش طبيعي حتي في كلامه معايا ، بس أنا اللي كنت بطنش ..لحد مافي يوم جه البيت عندنا وقعد معانا كلنا وبعد كدة دخل معايا أوضتي وقعدنا نتكلم ، كان باين عليه التعب ..كإنه فاض بيه خلاص ، عشان كدة قال ..''= خلاص ..إتفضحنا ياخاطر
- إتفضحنا ؟ ، يعني إيه إتفضحنا ؟
= حبيبة عرفت عننا كل حاجة ، كل حاجة كنا بنعملها زمان ..
- بصدمة : إيه ؟ ، إزاي ؟ ..عرفت إزاي ؟
= مش عارف ، يوم فرحنا واجهتني بالحقيقية دي ..وماكنتش عارف المفروض كنت أعمل إيه
- ليه ماأنكرتش ؟
= أنكر إيه ياخاطر بقولك عارفة كل حاجة ، جابتلي أسماء ناس كنا نعرفها أصلا ..وبعدين كنت هنكر أقول إيه ؟ وأنكر ليه مادي الحقيقة ..
- طب وبعدين ، ماتكلمتوش ؟
= كل ماحاول أتكلم معاها بتبعد وإتهددني إنها هتفضحني ..
- هي ممكن تفضحننا ياأدهم ؟
'' بصلي بحزن وماردش ! ، معني كدة إنه مش واثق فيها ، خوفت ..إترعبت ، هنخسر كل حاجة لو إتفضحنا ، داخلين علي التلت سنين من وقت ماتوبنا ..وقبلها سنين كتير وإحنا عايشين في المعصية وربنا ساترنا ..يبقي بعد كل الوقت دا يفضخنا ؟ ، لأ ! ...حاشاك يارب ..عشان كدة إترددت يوم الفرح وهي بتمضي
بات معايا أدهم اليوم دا ، وقولتله يحاول يتكلم مع حبيبة بأي طريقة ويثبتلها إنه فعلاً تاب ..وإنه ماتقدمش لها غير لما تاب فعلاً ، قالي إنها رامية طوبته أصلا وعايزة تتطلق ، يعني بالنسبالها مجرد وقت مش أكتر وهتبعد عنه وعن حياته ..
أدهم ماملش منها كان بيحاول ، حاول كتير أوي أوي معاها لحد ماأخيراً إستجابت ..لما جه يقولي كدة كان فرحان أوي ، وأنا كمان فرحتله أوي ..والحمد لله بدأ حياته معاها بعد ماسامحته ، لكن في وقت الخناقات كانوا بيرجعوا لنقطة الصفر من تاني وإتفكره بذنوبه وغلطاته ..
عدا ست شهور من يوم ماإتجوزوا ..جالي أدهم المكتب وكان فرحان جداً وقال ..''
= عندي ليك خبر إنما إيه
- خير فرحني
= حبيبة حامل
- بصدمة : كداب !
= بضحك : والله حامل ، لسة جايين من عند الدكتورة وأكدتلنا
- بفرحة : ياحبيب قلبي ألف مبروك
'' وقومت حضنته ..''
= الله يبارك فيك يارب ، وعقبالك كدة لما تتجوز و ...
- مقاطعاً : ياعم بقا ماتقرفنيش كل ماتشوف وشي تقولي إتجوز ..هاتجوز والله بس الصبر
= بضحك : ...
'' والحمد لله الحياة بين أدهم ومراته كانت بتمشي ، بس كان قلبي بيوجعني أوي لما يجي يحكيلي عن خناقاتهم وكلامها ليه في أي خناقة ، عِرف منها هي إزاي عرفت باللي كنا بنعمله زمان ، واحدة كنا نعرفها زمان كانت بتحب أدهم ، راحت لها يوم فرحها وقالتلها علي كل حاجة كنا بنعملها ..أدهم طيب أوي ، وصبور جداً علي عكسي ..
كنت قاعد في أوضتي في يوم بشتغل علي قضية لحد الساعة 2 بعد نص الليل ..فجأة سمعت صوت الشقة اللي برا بيتفتح ويتقفل ، إستغربت جدا وقلقت ، ثواني ولقيت باب أوضتي بيتفتح ..كان أدهم ..''
- بصدمة : أدهم ؟ ..فيه إيه يابني إيه اللي حصل ، جاي في وقت متأخر كدة ليه
'' راح قعد علي سريره ولقيته بيبكي ..إتصدمت جدا ، روحت قعدت جمبه وقولتله ..''
- مالك ياأدهم ؟ إيه اللي حصل ؟ إتخانقت مع حبيبة ؟
'' خد وقت لحد مارد عليا وقال ..''
= هو كل اللي بتعمله فيا حبيبة دا ممكن يكون عقاب من ربنا ليا عشان اللي كنت بعمله ؟
- بحزن : ...
= أكيد دا عقاب ..أكيد
- إيه اللي حصل ؟
= ببكاء : بتعايرني بذنوبي ..زي كل مرة ! ، بس المرادي إختلفت ..المرادي قالتلي مش كفاية إني مستحملاك رغم كل القرف اللي بتعمله ، رِجعت تشك فيا ورجعت تهددني إنها لو مسكت عليا دليل هتفضحني قدام الناس ..والله ياخاطر أنا تعبت ، تعبت أوي ..أنا توبت من زمان ، توبت وعرفت إن الله حق ..توبت وكرهت ذنوبي مش طايق حتي أسمع عنها أو أفتكرها ، بحاول أشيل كل نقطة سودا زرعتها بإيدي في قلبي ، لكن هي بتيجي وتفكرني ..حسستني إن ربنا ماقبلش توبتي ..ربنا لسة غضبان عليا ياخاطر ، ربنا مش راضي عني
- لا ماتقولش كدة ..ربنا راضي عنك وبيحبك وإن شاء الله يكون قِبل توبتك ، ربنا غفور رحيم ياأدهم ..
= أمال ليه بتعاير بذنوبي ، ليه أنا شخص بالنسبالها مش موثوق فيه ..
- هي اللي غلط ، كل حاجة بتعملها معاك غلط
= تعرف ..أنا فكرت كذا مرة إننا ننفصل بس مش قادر ..بحبها ياخاطر ، وخلاص فيه طفل جاي ربطنا ببعض أكتر ، أنا عايز أرتاح بس ..أرتاح ياخاطر ، أتطمن بس إن ربنا بقا راضي عني وقِبل توبتي
'' فضلنا نتكلم وقعدت أهديه وأصبره بالكلام لحد مالفجر أذن ، روحنا صلينا الفجر في المسجد ..كان بيعيط وهو بيصلي ، كل دمعة كانت بتنزل من عنيه كإنها سكينة في قلبي ..بعد الصلاة روحنا البيت سوا ، قعد أدهم علي سريره وكان باين عليه الإرهاق وإنه عايز ينام ..لكن هو قرر يقعد ويقرأ الورد بتاعه ..''
- شكلك تعبان ومُرهق ، نام دلوقتي والصبح إبقي إقرأ الورد بتاعك
= لا لا هقرأه دلوقتي
- يابني هتنام وإنت بتقرأ
= ياسيدي لو نمت إبقي سيبني
- طب إقرأ بصوت عالي عشان أردد وراك
= حاضر'' نمت علي سريري وهو بدأ يقرأ الورد بتاعه ، كان بيقرأ في سورة يس ..أحب الصور لقلبي أنا ، فضل يقرأ لحد ماوصل للآيات اللي بتقول ..'' إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * إِنّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ * '' ..وسِكت ! ، فتحت عيني لقيته نام وهو بيقرأ ..كالعادة ..''
- بنعاس : خليك كدة بقا أنا مش قادر أقوم أعدلك
'' ونمت ..صحيت علي صوت تليفون أدهم بيرن ، بصيت في الساعة لقيتها عشرة ، يانهار أبيض المكتب ! ..ناديت علي أدهم عشان أصحيه ، كان لسة في نفس الوضعية اللي نام عليها .. بصيت في موبايله لقيت مراته هي اللي بتتصل ..''
- أدهم ..قوم الوقت إتأخر
= ...
- أدهم ..إنت يابني مراتك بترن عليك شكلها عايزة تصالحك
= ...
'' هزيته وأنا بقول ..''
- يووه ..أدهم إنت ياب ...
'' قاطعني وقعوه علي جمبه من إثر زقتي ليه ، تنحت ! ..إيه اللي حصل ؟ ، قربت منه أتحسس جسمه لقيته بارد جدا ..قلبي بقا يرجف ، مسكت إيده وحطيت راسي علي قلبه ..مافيش نبض ! ، رفعت راسي وبصيتله ، فضلت أهزه جامد ..''
- أدهم ..أدهم إنت سامعني ، قوم يلّا
'' مافيش أي إستجابة ..مافيش أي حركة ..إيه اللي بيحصل ، مش معقول يكون اللي في بالي ، لأ مش معقول ..مش معقول ياأدهم ..دموعي نزلت فجأة ، مسكته وضميته لقلبي ..''
- أدهم ..قوم ياحبيبي ، قوم بالله عليك ماتسبنيش ، إنت تعبان بس ، تعبان ومرهق عشان اللي حصل بينك وبين حبيبة ، لأ يعني إنت ماموتش ..ماموتش وسيبتني ..بالله عليك ياأدهم ماتسيبني ، ماتسبنيش كدة في نص الطريق وتمشي ..ماتفقناش إن واحد فينا يفارق التاني بالسرعة دي
'' بقيت أعيط بصوت وأضمنه أكتر في حضني ..أدهم مات ؟ ، أخويا مات ..''
- ياأدهم ياروح وقلب أخوك ..إزاي ياأدهم تمشي كدة ..إزاي طب حتي كنت نبهني ، كنت نبهني بدل الخضة دي ..قوم ياأدهم ، قوم عشان حبيبة وعشان إبنك ..قوم ياأدهم عشاني أنا ، أنا ماتعودتش أعمل حاجة من غيرك ..دا إنت لما إتجوزت وبعدت عني بكذا بشارع ماكنتش مرتاح ولا عارف أعيش ..هعيش إزاي وإنت بعيد عني العمر كله ، هعيش إزاي ياخويا ..لا ياأدهم عشان خاطري ، ماتُقطمش وسطي بالله ، دا مافيش يوم هيبقي حلو من بعدك ..مافيش حاجة هيبقي لها طعم من غيرك ، يا عمري كله ياأدهم ..
'' قعدت أصرخ من الصدمة ..أصرخ وأضمه أكتر لحضني ، لحد مابابا وماما جم علي صوتي وشافوا اللي حصل ، كانوا عايزين يشدوه مني عشان يشوفوه لحد ماسيبتهوش ، خليته في حضني ..خلاص دي آخر مرة هحضنه ، أمي قعدت تصرخ وتعيط وأبويا إتصل علي دكتور يجي ..في وسط كل دا حبيبة رنت ، خدت تليفونه ورديت .. ''
- ببكاء : أدهم مات
'' وقفلت السكة ..جه الدكتور مع دخلة حبيبة وهي مصدومة ومش مصدقة ، في اللحظة دي سيبته ..كشف الدكتور عليه وطبعاً كان واضح الموت ، غطا وشه وعزانا فيه وقالنا إنه ميت من ساعات ، إنهارت أكتر ..جريت مراته عليه وحضنته وقعدت تبكي ..خلاص مافيش وقت للندم ياحبيبة ، أدهم مات ..''
- ببكاء : معقولة ! ..معقولة جه اليوم اللي أنا أغسّلك فيه بإيدي ، معقولة الموت كان قريب مني كدة وخدك مني بسهولة ! ..مش قادر أصدق إن دي آخر مرة هاشوفك فيها ..مش قادر أصدق إني هعيش علي قد ماهعيش وإنت مش هتبقي موجود ، أنا ماتعلمتش أعمل أي حاجة من غيرك ياأدهم ..حتي الفرحة من غيرك ماتعودتش عليها ، الله يرحمك ياأدهم ..الله يرحمك ياتوأمي ونصي الحلو
'' كنت ببكي بصوت ، يعني خلاص أدهم مات وبقيت بترحم عليه ..كنت سامع كلامه في ودني اللي قالهولي قبل صلاة الفجر .. '' أنا عايز أرتاح بس ..أرتاح ياخاطر ، أتطمن بس إن ربنا بقا راضي عني وقِبل توبتي ..'' ..
كنت مُصر إن أنا اللي أغسله بنفسي وأكفنه ، بعد ماغسلته وكفنته وقبل ماأغطي وشه بوسته وحضنته ، وبعد كدة غطيت وشه ..
وروحنا صلينا عليه صلاة الجنازة في المسجد ، وطلعنا بيه علي المقابر ، كان بيتردد في دماغي آخر آية نطقها أدهم ..'' قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ * '' ..ياحُسن ختامك ياأدهم ، عرفنا إن ربنا غفر لك ، مش قولتلك ربنا غفور رحيم ..قولتلك ياأدهم ، ربنا تقبل توبتك أهو وأحسن ختامك ..
بعد مادفناه قعدت قدام قبره ، رفضت أمشي ..كلهم ومشيوا وسابونا ..''
- كانوا عايزنّي أمشي وأسيبك ، مايعرفوش إني عمري ماسيبتك ومشيت ..وإننا طول عمرنا عاملين زي واحد وضله ، بس إنت اللي سيبتني ومشيت ، هان عليك خاطر ياأدهم ؟ ، هان عليك تسيبه يتلطش في الدنيا لوحده ؟ ، يعيش من غير سند ..من غير ضهر ، هان عليك تسيبه في نص الطريق لوحده كدة ؟ طب لو وقع مين هيشده ؟ مين هيقف جمبه ؟ مين هينصحه لما يغلط ؟ مين هيبقاله زي أدهم ..
❤️
👍
❤🩹
😘
🫶
13