💙🎀 روايات اسلاميه 🎀💙
February 11, 2025 at 11:14 AM
'' عدا شهرين من يوم وفاة أخويا ، كانت حياتي واقفة بشكل مُميت ..مملة مالهاش طعم ولا لون ، ياريت ربنا كان حلّل الإنتحار ، ماكنتش هتردد لحظة ..ولإني مش قادر بقيت بتمناها من ربنا وبدعي الدعاء اللي أمرنا بيه النبي لأي حد يتمني الموت '' اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي ..'' .. ماكنتش بروح البيت كتير ، أغلب الوقت كنت بنام في المسجد ، المسجد اللي الحاج حسين الإمام فيه ، أدهم كان بيحب المسجد دا أوي ..مش قادر أتعود علي شكل الحياة من بَعد أدهم ، صعبة أوي ..معقولة الموت قريب مننا أوي كدة ؟ ، قريب يخطف أقرب الناس لينا في لمح البصر ؟..مابقاش يفرق بين صغير وكبير ، ولا بين شاب وشيخ ! ..الموت الفجأة دا مُفجع ومُصدم ، خصوصاً موت أحب الناس لينا علي فجأة ..لله الأمر من قبل ومن بعد ..'' - إيه ياخاطر يابني ، هتفضل كدة لحد إمتي ؟ = مالي ياحاج حسين ؟ مانا كويس أهو - لا إنت مش كويس خالص ، مش شايف شكلك بقا عامل إزاي ؟ وشك شاحب ودقنك طولت أوي وخسيت النُص ومهمل خالص في شغلك ، ليه ياخاطر ..لحد إمتي يابني ؟ = ... - أخوك مات خلاص ، كل اللي بتعمله دا مش هيرجعه ..أخوك في مكان أحسن بكتير ، ولما قولتلي آخر آية كان بيقراها إستبشرت إنه في مكان أحسن وإن خاتمته كان حسنة ، ودا اللي الواحد بيتمناه طول عمره ..إن ربنا يحسن ختامه ويرزقه الجنة وجوار النبي ،وإن شاء الله يكون نالها '' دمعت غصب عني ، حاجة جوايا لسة مش مصدقة إنه مات ..حاسس إنه حلم وهصحي قريب ، كمل الحاج حسين وقال ..'' - وبعدين إنت مش أول حد يموتله عزيز ، ياما ناس أولهم أنا ..لما فقدت إبني وإستعوضت ... = مقاطعاً : لأ ، لأ دي مش زي دي أبداً ولا ينفع تحط إبنك مع أدهم في مقارنة ، اللي ماتلك إبن ! ..لكن اللي ماتلي أخ وصاحب وأب وإبن ! ، أخ كان حضن وقت إحتياجي ، وصاحب وقت ضعفي يقويني ، وأب لما أغلط يعلمني ..وإبن لما يُقع أسنده ، كل دول عندي كانوا أدهم ..كل دول كانوا واحد ، أنا بحب أمي وأبويا جداً وجزمتهم فوق راسي ..بس ماحدش فيهم عملنا حاجة حلوة نفتكرها ، أنا وأدهم اللي ربينا بعض ..كبرنا مع بعض ، درسنا مع بعض وإشتغلنا كمان مع بعض ..كل حاجة كنا فيها سوا ، في الغلط والخير كنا سوا ..كإننا كنا شخص واحد ، كنا روح واحدة في جسدين ..فجأة وبدون أي إنذار ..نصي التاني مات ، روحي ماتت ..وبعد ماكنت بعمل كل حاجة معاه بقا مطلوب مني أعمل كل حاجة لوحدي ! ، وراضي بِدا ..راضي والله وصابر ومؤمن بربنا ، أنا بس محتاج وقت ..محتاج وقت كبير أوي عشان أرجع طبيعي ، أدهم والله مش أي حد ..ماتستكترش عليا الحزن ياحاج حسين '' طبطب علي كتفي وهز راسه مقتنع بكلامي ..'' - فعلاً أدهم مش أي حد ، ماكنش مجرد جوز بنتي ، كان أكتر من إبني وربنا يعلم ..لا حول ولا قوة إلا بالله ، ربنا يصبرك يابني '' وقام من قدامي ، وراح يأذن لصلاة العِشاء ، قومت صليت ..وبعد الصلاة نمت في مكاني في المسجد ، كانوا بيقفلوا المسجد عليا ويمشوا ..صحيت مخضوض علي صوت آذان الفجر ، مش مصدق اللي شوفته في الحلم ..حلم ولا رؤية دي ؟ ، كنت حاطط إيدي علي قلبي مش الخضة والصدمة ..بعد صلاة الفجر لقيت حد بيحط إيده علي كتفي ..رفعت راسي لقيته الحاج حسين ..'' - مالك ؟ إنت كويس ؟ = إقعد عايزك '' قعد قدامي ، فاقولتله ..'' = أنا شوفت حلم وعايز أحكيهولك - حلو ولا وحش ؟ = حلو ..حلو أوي ، من حلاوته مخضوض - طيب إحكي '' وبدأت أسترجع الحلم وأحكي .. كنت نايم في المسجد زي ماكنت نايم في مكاني ..لقيت حد بيهز كتفي وبيقولي ..'' - قُم ياغلام ..قُم ولا تحزن إن الله معك ، إن الله كفيلٌ بك '' صحيت وفتحت عيني وبابص علي مين اللي كان بيكلمني لقيته ودّاني ضهره ومشي وكان فيه إتنين مستنينه عند باب المسجد ، ماشوفتش وش حد فيهم ، لقيت حد بيحط إيده علي كتفي التاني ..بصيت لقيته أدهم ، فرحت جدا وتلقائي حضنته ..'' - أدهم ! ..وحشتني أوي = بإبتسامة : وإنت كمان '' كان معاه واحد أنا ماعرفهوش ، فسألته ..'' - مين دا ؟ = دا محمد ..إبن الحاج حسين '' رجعت بصيت له تاني وقولتله ..'' - مش عارف أعيش من غيرك = إستعين بالله ، وقوم إعمل واجبك في الدنيا - حاضر ، هعمل كدة = وخلي بالك من إبني ..إبني ياخاطر - في عنيا والله ، في عنيا من غير ماتقول = أنا لازم أمشي ..صُحابي بينادوني '' وقام وقف هو ومحمد وراحوا للتلاتة اللي كانوا واقفين علي باب المسجد ..فضلت أنادي عليه وأسأله مين صحابك دول ماردش عليا ، لقيت الحاج حسين جه من ورايا وحط إيده علي كتفي ، بصيتله وقولتله ..'' - إبنك ياحاج حسين ..محمد ..وأدهم أخويا ، ومعاهم تلاتة أنا ماعرفهومش = بإبتسامة : عارف مين اللي هزك في كتفك وصحاك - بلهفة : مين ؟ = مُحمد ..مُحمد بن عبدالله ، نبي الله ورسوله ..ومعه الصديق والفاروق ، أبي بكر وعُمر ! .. - بصدمة شديدة : ...'' بصيت عليهم لقيتهم مشيوا ..وبعد كدة صحيت من النوم .. الحاج حسين ماقلش صدمة عني ، وبعدين لقيته بيبكي ..إبنه وأخويا في جوار النبي صلي الله عليه وسلم ، قعدنا نعيط إحنا الإتنين فرحانين جدا ..رغم إني كنت لسة مخضوض لكن جزء كبير مني كان فرحان ومرتاح وراضي ، بعد ماخلصت كلامي مع الحاج حسين قومت وروّحت ..قررت أشوف حياتي وشغلي ، وأعمل بكلام النبي وكلام أدهم .. رجعت لشغلي ، كنت بحاول أرجع إنسان طبيعي وأبقي متحمس للحياة من تاني ولكن دا شئ صعب وقاسي جدا مش سهل يحصل ، لكني بحاول .. كدا فات تلت شهور من يوم وفاة أدهم ، بقيت بشتغل ومكتبي ماشي كويس ، إشترتلي شقة أقعد فيها ، كنت عايز أبعد عن أي مكان كان متواجد فيه أدهم عشان أقدر أتعايش ولعل نار حُزني تهدي ..كنت بتطمن علي حبيبة واللي في بطنها من ماما وأعرف أحوالهم ..لحد مافي يوم إتفاجئت بماما وبابا بيكلموني عن حبيبة وعن إني أتجوزها !! ..'' - بصدمة شديدة : يانهار أبيض ! ، إنتوا عايزني أتجوز مراة أخويا ؟ ..عايزني آخد مكانه ؟ إزاي تقولوا كدة ؟ = بابا : يابني أخوك مات ..هي دلوقتي مش مراته - دا مش سبب يا بابا ، أتجوز مراة أدهم ؟ ..أنا مش قادر أستوعب إقتراحكوا دا أصلا = ماما : حبيبة صغيرة ..طبيعي هتتجوز تاني ، بعد سنة ..إتنين ..تلاتة هتتجوز ، وإبن أخوك هيبقي في كل الأحوال معاها ..إنت ترضي راجل غريب يربي إبن أدهم غيرك ؟ ، هيبقي حنين عليه زيك وهيخاف عليه زي مانت هتخاف عليه ؟ '' هنا أنا وقفت وإفتكرت توصية أدهم ليا إني أخلي باله من إبنه ..هو كان يقصد إني أتجوز حبيبة ؟ ..'' = بابا : قولت إيه ياخاطر - موافق '' كنت مصدوم لما ماما بلغتني إن حبيبة وأهلها وافقوا علي الجوازة ! ..الإتفاق كان علي آخر الأسبوع إننا هنكتب الكتاب .. كل واحد فينا كان ساكت ، مافيش معالم فرحة علي وشه ..كل واحد فينا كان مستحضر أدهم في اللحظة دي ، بعد كتب الكتاب أخدتها وروحنا علي شقتي ..مش مستوعب إن حبيبة مراة أخويا ..بقت مراتي أنا دلوقتي ! ، كل حاجة بتيجي بسرعة باخد وقت كبير علي ماستوعبها وأصدقها ..زي موت أدهم .. حبيبة كان فاضلها شهرين تقريباً وتولد ، حياتنا بالتأكيد ماكنتش طبيعية ، كل واحد كان واخد جمب من تاني ، الحاجة اللي كانت بتجمعنا هي الأكل وبس ، وفي يوم إتفاجئت إنها بتكلمني عن أدهم ويوم وفاته ..'' - أنا ممكن أسألك سؤال ؟ = طبعاً - بإرتباك : هو ..أدهم قبل وفاته بيوم لما جالك وإحنا متخانقين قالك عني إيه ؟ قالك إنه بيكرهني ؟ '' بصتلها أوي وقولتلها ..'' = قالي إنه بيحبك وإنه رغم اللي بتعمليه فيه مايقدرش يعيش من غيرك '' نزلت دموعها ..'' - كان زعلان مني أوي ؟ = بَكي بين إيديا من كتر حزنه وزعله منك - ببكاء : يعني أنا السبب في موته ؟ أنا اللي موته ؟ = بإستغراب : أستغفر الله ..ماحدش السبب في موته ، دا عمره - كان نفسي يسامحني قبل مايموت = هو مسامحك ..مسامحك وراضي عنك - هو قالك كدة ؟ = كونه يعترفلي في وقت زعله منك بحبه ليكي يبقي مسامحك ، كل اللي كان محتاجه منك إنك تصدقي توبته ..وتُستريه ، تُستريه ياحبيبة '' قعدت تعيط كتير وأنا حاولت أهديها وإتكلمنا في النقطة دي مع بعض ، بقينا نتكلم مع بعض كتير ..لدرجة إننا كنا بنهزر ونضحك مع بعض ..'' - أيوة ياماما إزيك عاملة إيه ؟ = تعالي بسرعة ياخاطر ، حبيبة بتولد - بصدمة : بجد ..طب إنتوا فين ؟ '' قالتلي علي عنوان المستشفي ، قافلت التليفون معاها وجريت علي المستشفي ..كانت ولدت ، دخلت أوضتها ولقيت أهلها وأهلي وهي نايمة والبيبي في سرير جمبها ، سلمت علي كل الموجودين وبعد كدة روحت لحبيبة بوست جبينها وقولتلها ..'' - بإبتسامة : حمدلله علي سلامتك = بإبتسامة : الله يسلمك '' روحت للبيبي ..أول ماشوفته كإن روحي كانت ضايعة مني ولقيتها ..عشانه حتة من أدهم بس ، شيلته وبوسته وأذنت في ودنه ..'' - ماشاء الله اللهم بارك ..هنسميه إيه '' رد الحاج حسين وقال ..'' = ماسميناه وخلاص - بإندهاش : بجد ..سميتوه إيه ؟ '' قالت حبيبة ..'' = بإبتسامة : خاطر '' تلاشي إندهاشي وحل محله اليأس ..'' - ليه ياحبيبة ؟ = دا كان طلب أدهم قبل مايتوفي ، قال لو خلفنا ولد هنسميه خاطر '' ضميت إبنه لحضني عشان أستشعر وجود أدهم ، حتي وإنت ميت مش ناسيني .. بعد شوية إستأذنت وأخدت خاطر الصغير وكنت خارج ..إتخضت حبيبة وقالتلي ..'' = إنت واخده ورايح فين ؟ - هاخده أوريه لأبوه '' وأخدته وروحنا المقابر ، وقعدت أتكلم مع أدهم ..وأتكلم مع إبنه وأحكيله عن أبوه ، ووعدته إني من كل فترة للتانية هاجيب إبنه له ..عشان خاطر الصغير يعرف أبوه ، وشكرته إنه سمّي إبنه علي إسمي ..ودعيتله إنه حظه في الدنيا يبقي أحسن مني .. خاطر الصغير كِبر وبقا عنده سنة ! ..كنت قاعد ألعب معاه لما لقيت حبيبة جاية متضايقة وماسكة تليفوني في إيدها وبتقول ..'' - ممكن تفهمني إيه دا ؟'' وودتني الموبايل بطريقة مش لطيفة ..بصتلها وبعدين بصيت لموبايلي لقيت رسالة من موكلة عندي في المكتب ، بتقولي إنها نسيت موبايلها عندي وعايزاني أجيبه وأوصلهولها البيت ، إستغرب جدا من محتوي الرسالة وإستغربت أكتر من فعل حبيبة وإنها تفتش في موبايلي ، أخدتها من إيدها ودخلنا أوضتنا عشان كنت مُتحسب إن صوتنا ممكن يعلي وعشان إبننا مايفزعش ..'' = إنتي مين سمحلك تفتشي في موبايلي ؟ - بتعجب : نعم ! ، ليه وأنا محتاجة إذن ؟ = أيوة محتاجة ، مش معني إنك مراتي إنك تفتشي في موبايلي ..وتفتشي ليه من الأصل ، إنتي بتشكي فيا ؟ - أولاً أنا ماكنتش بفتش ، أنا كنت في الأوضة لما جاتلك الرسالة وكنت جايبالك الموبايل وشوفتها في النوتفيكيشن بتاعة الموبايل ، ثانياً ماتتهربش من سؤالي ..مين دي ؟ = دي موكلة عندي في المكتب - ياسلام ، والمفروض إني أصدقك ؟ = إيه اللي ممكن يخليني أكدب ؟ - شوف إنت إيه اللي بينك وبينها ..مش معقول مجرد موكلة تبعتلك رسالة زي دي وتقولك تعالالي البيت '' قصة أدهم بتتعاد من نقطة البداية من تاني بس بطل القصة مختلف ، أنا مش أدهم ..'' = مادام بتشكي فيا بالطريقة الحقيرة دي ، عايشة معايا ليه ؟ '' إتفاجئت من ردي ..'' - إنت قد كلامك دا ؟ = أنا بدافع عن نفسي ياحبيبة - دا كله عشان بسألك سؤال ؟ = دا مش سؤال ، دا إتهام وبطريقة هجومية - عايزني أعمل إيه لما ألاقي جوزي المحترم واحدة بعتاله رسالة بتقوله هات موبايلي وتعالالي البيت = حبيبة ! ، أنا محترم ..والكلام دا مايتقاليش أنا ، أنا معرفش إيه الجراءة اللي عندها اللي توصلها تبعتلي رسالة زي دي ، لكن أنا والله مافيه حاجة بيني وبينها - بسخرية : ... '' كنت عارف إنها مش مصدقاني ..'' = بتنهيدة : دا كل اللي عندي ، ماعنديش حاجة تانية '' سيبتها وكنت خارج من الأوضة ، مسكت دراعي ووقفتني وقالت ..'' - صدقني ياخاطر ، لو فكرت تخوني أو عرفت إنك بتكلم واحدة عليا وماشي معاها ..هاعمل ... = مقاطعاً بصراحة : هتعملي إيه ياحبيبة ؟ ، هتعملي إيه ..هتنفذي تهديدك لأدهم معايا ؟ '' إرتبكت وشالت إيدها ، وأنا كنت وصلت لمرحلة الغضب ، تماسكِت هي وقالت بعند ..'' - أيوة ياخاطر ..هفضحك ! '' كنت فاكر إنها هتسكت مش هتكمل وتقولها ..'' = وهتفضحيني بإيه ؟ '' إداتني ضهرها ومشيت خطوتين وقالت .. '' - هقول كل حاجة ، كنت بتسهر في الديسكوهات والبارات ، كنت بتسكر وبتلعب قُمار ، وكنت مُرتشي ..وبتقبل قضايا المتهم فيها هو الظالم وإتخرجه ، حتي الزني ..زنيت ! '' قلبي كان بيدق بطريقة رهيبة مع كل كلمة حبيبة بتقولها ، أنا عارف ذنوبي كويس ..وياما واجهت نفسي بيها ، بس عمري ماجربت إن حد.يواجهني بذنوبي ويفضحني قدام نفسي ، صعبة ..والألم قوي ، ماكنتش فاكر إن أدهم بيتوجع الوجع دا كله ..'' - تفضحي ميت ؟ تفضحي أبو إبنك وعمه ؟ ..ربنا ساترْنا ، وواحد فينا مات والناس كلها بتشهد بأخلاقه أولهم إنتِ وهو مستور ، والتاني كتمها في قلبه وستره ربنا وهو ستر نفسه وبقا إنسان جديد ، ومش من دلوقتي ..دا من أكتر من أربع سنين وهو ماشي علي الطريق المستقيم ماتزحزحش مرة ، تقومي تيجي إنتي تفضحيه ؟ = ... - إنتِ مابتتعلميش ياحبيبة ؟ الخطأ بتعديه بالمللي ؟ ..وإنتي يامدام ماتغلطيش ؟ مالكيش ذنوب ؟ = أيوة بس مش من الكبائر - بسخرية : إنتي بتعايريني ولا إيه ؟ ، أنا مش فاهم ..مطلوب مني إيه أكتر من التوبة ؟ أعمل إيه أكتر من إني توبت وندمت ..أنا مش مصدق إنك بتهدديني بذنوبي وبتعايريني بيها ! ، مانا توبت فين الذنب ؟ ..دا ذنب من غير ذنب ياحبيبة ، أنا عايش معاكي بقالي سنة ..شوفتي مني إيه وحش ؟ شوفتي حاجة مشتركة بيني وبين خاطر اللي كل بيعمل الذنوب دي ؟ ..شوفتي إيه يخليكي تشكي فيا ، ويخليكي تتحدي ربنا وإتقولي يارب العبد اللي إنت ساتره أنا هافضحه ، دا دي نفسها جريمة إنك تبتذيني عشان ذنوبي ..دا ذنب كبير وعظيم ..ومن الآخر ! ، هاقولهالك مرة ومش هاقولهالك تاني في حياتي ، أنا توبت لله توبة نصوحة وعمري مارجعت للي كنت بعمله ولا عمري هرجع أبداً ..ويشهد الله إني عمري ماخونتك ولا عرفت واحدة عليكي ولا عمري في حياتي هعملها ، صدقتيني قد كان ..ماصدقتنيش إنتي حرة ، أنا واثق إن ربنا تقبل توبتي ..وبدعي إن ربنا يجعل خاتمتي زي خاتمة أدهم اللي ياما هددتيه وعايرتيه بذنوبه وقد آخر حاجة قالها '' ياليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين * '' ، ربنا يغفرلك ويغفرلي ونبقي زي أدهم اللي جالي في رؤية وهو في صُحبة النبي .. '' وخرجت من الأوضة ونمت اليوم دا في أوضة خاطر الصغير ..وقبل مانام إتصلت علي والدها الحاج حسين وقولتله إن أنا عازمه عندنا بكرة عالغدا ، تاني يوم قبل ماروح المكتب بلغت حبيبة إن والدها هيتغدي معانا إنهاردة ، وبعد كدو روحت مكتبي وبعتّ الموبايل بتاع الموكلة اللي عندي مع بنت بتشتغل في المكتب وبلغتها في رسالة إني رافض أكون المحامي بتاعها ..روحت البيت علي معاد الغدا لقيت الحاج حسين موجود ، قعدت معاه وقعدنا نتكلم وبعد كدة روحت أساعد حبيبة في المطبخ وكل واحد فينا مابيكلمش التاني ، جهزنا الغدا وقعدنا ناكل كلنا سوا ، وفي نص الأكل كدة سألت الحاج حسين ..'' - بقولك إيه ياحاج ، إيه هي عقوبة اللي عايز يفضح حد ربنا ستره ؟ '' إتصدمت حبيبة وإرتبكت وبصت في طبقها ، رد عليا الحاج حسين وقال ..'' = ياساتر يارب ، حد يفضح حد ربنا ستره ؟ - ااه ، وكمان الحد دا تاب من زمان ، بس فيه حد بيهدده إنه يفضحه ! = الرسول صلي الله عليه وسلم قال '' مَن سَترَ مُسلِماً ، سَتَرهُ اللّه فِي الدُنيَا والآخِرَة '' ، حد يفرط في الأجر دا ويفضح مستور ؟ ، لكن هقولك إيه يابني ..حال الناس بقا مقلوب ، ماحدش بقا بيدور علي الصح ويعمله ، كل واحد بيدور علي مصلحته حتي لو مصلحته دي فيها أذية للناس حتي لو فضيحة ، ماحدش حتي بيحاول يعرف الصح ويعرف كلام ربنا ويعمله ..دا النبي صلي الله عليه وسلم قال '' إنّ اللّه عَز وَجل حَيِيّ سِتّيرٌ ، يُحبُ الحَيَاءَ والسّتْر ..'' ، دايما بشوف إن اللي بيفضح عبد مسلم خصوصاً لو تان إنه لا يفرق عن الشيطان في شئ '' إتفاجئت حبيبة من آخر جملة قالها والدها ، حتي أنا ..'' - ليه يابابا ؟ = لانه كلامه وتهديده إنه يفضحه ، ممكن يخلي التايب ثقته بالله تُزعزع ويحس إن ربنا ماتقبلش توبته ، ووارد جدا يرجع للذنب تاني من كتر الضغوط النفسية اللي عليه وإن ربنا في جميع الأحوال مش راضي عنه فإيه اللي يخليه مُستمر ؟ ، ودا دور الشيطان بالظبط ! ..يخلي بينك وبين الإستمرار في طريق التوبة حاجز ..  النبي صلى الله عليه وسلم قال كمان .. '' من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته، حتى يفضحه بها في بيته '' ..متخلين ؟ ، دا بدل مانعين التايب لأ ننتشل ثقته بالله ونرجعه لنقطة الصفر من تاني ، ربنا يعافينا .. '' بصيت لحبيبة شوفت الندم علي وشها ، كنت حاسس إنها هتعيط ..وفعلاً إستأذنت وقالتلنا إنها هتروح تعملنا شاي وإنها خلصت أكل ، إتأخرت في المطبخ ماجتش ..بعد ماخلصنا أكل كنت بحوّل الأطباق في المطبخ ، لقيتها واقفة وبتعيط ، تلقائي ضحكت ..وروحت خضنتها وفضلت أطبطب عليها ..'' - خلاص ..خلاص بقا إهدي عشان باباكي مايسمعش ، خلاص بقا هاديكي قلم أسكتك بالعافية = ببكاء : أنا آسفة ..والله آسفة ، أنا عمري ماكنت هفضحك سواء إنت أو أدهم ، أنا كنت بقول كدة وخلاص لكن عمري ماكنت هنفذ دا ، والله كنت واثقة فيه وواثقة فيك إنت كمان ..بس هو بقا وقت الغضب بيعمي البصر ، حقك عليا ياخاطر - بإبتسامة : أنا مش زعلان والله ، أنا بس محتاج إنك تثقي فيا زيادة عن كدة وإنك ماتلمحيش ليا إني ممكن أكون رجعت للمعصية دي وتأكدي إني والله ماهرجع ، أنا دوقت حلاوة التوبة وحلاوة القرب من ربنا وإختارت الطريق دا بمزاجي ، فاعمري ماهَحِيد عنه أبداً ..إوعديني إنك تثفي فيا ، وإنك ماتشكيش فيا تاني ..وإنك ..تُستريني = بقوة : أوعدك ، أنا عمري ماهقع في الذنب دا تاني ..توبة - بإبتسامة :  ... '' بعد تلت سنين .. - وبس ياسيدي ، الأستاذ خاطر بقا في الحضانة ولإنه مش عايز يسيب أدهم أخوه الصغير بقا يشبط فيه وبيروحوا سوا الحضانة ، والغريبة إن أدهم اللي لسة ماكملش سنتين بيسكت مع خاطر ..والحمد لله حبيبة إتغيرت ، ولا مرة فكرتني بذنوبي من وقت اللي حصل .. '' قاطع كلامي صريخ خاطر الصغير ، مسك صبار جمب قبر أدهم  فاتعور ، روحتله وطلعتله منديل وفضلت أمسح الدم ، قرب أدهم إبني الصغير ومسك صُباع خاطر وبقا يطبطب عليه ويبوسه ..الموقف بسطتني ..رجعت قعدت قدام قبر أدهم وقولت ..'' - وحشت قلب أخوك ياأدهم ! '' كل إبن آدم خطاء ، مافيش حد مالوش ذنب خايف الناس تعرفه أو يُفضح ذنبه دا في يوم من الأيام ، كلنا محتاجين الستر ..ولان الجزاء من جنس العمل ، فإنت لما بتستر حد بتستر نفسك ..ولا بتفضح حد فابتفضح نفسك ، والله هتك الستر دا معصيبة ومصيبة كبيرة .. اللهم أدم علينا سترك الجميل ، وإجعل تحت الستر ما يرضيك ، فطالما سترت على ما لا يرضيك ، اللهم إسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض عليك ..'' '' لا أُحلّل الإقتباس من دون الإسم ..🦋 '' #هالة_أحمد
❤️ 👍 😘 🥹 22

Comments