*سلسلة تعلّم فقه الصّيام.* 3- ما وقت النّيّة في صيام رمضان؟ وما حكمها؟ = النية ركن من أركان الصيام، ومن تركها بطل صيامه، ومن تركها أثناء صيامه يبطل عند المالكيّة والحنابلة، ولا يبطل عند الأحناف والشّافعيّة، مثلاً رجل صائم قال سأفطر، وذهب ليشرب الماء وهو عازم على ذلك، فرأى أخاه الصغير صائماً؛ فخجل أن يفطر، فما حكمه؟ الجواب: أفطر عند المالكية والحنابلة، ولو لم يشرب، لأنه قطع نيته، وعليه الإمساك بقية اليوم، والقضاء، خلافاً للشافعية والأحناف الذين يرون أنه لا يفطر بقطع النية، إذ لا بدّ عندهم من فعل مفطر. وبالنّية نميّز العبادات عن بعضها، فالصيام أنواع: • منه الفرض: كرمضان والكفّارة والنّذر والقضاء. • ومنه المستحب: كالأيام المعروفة (عرفة، الاثنين، الخميس...) ويقول العلماء: (عدم القيام بالنّيّة) أصعب من (القيام النّيّة)، لذلك ما ينبغي لنا الوسوسة في هذا الأمر. – فإن اشتريت سحوراً بعد المغرب فهذه نيّة. – وإن نمت باكراً لأجل السّحور فهذه نيّة. – وإن سألت عن فطور اليوم التّالي فهذه نيّة. – وإن ضبطتّ المنبّه للسّحور فهذه نيّة. فلا توسوسوا كثيراً في هذا الأمر. ولكلّ يوم من أيام رمضان نيّة مستقلّة كما عند الشافعية، وعند المالكية تكفي نية واحدة للشهر. فعند الشافعية تبدأ نيّة اليوم من بعد أذان المغرب إلى الفجر، وعند المالكية تبدأ نيّة الشّهر من مغرب آخر يوم من شعبان حتى فجره. وقال الجمهور: يستحب التلفظ بالنية، وقال المالكية: لا يستحبّ التلفط بها، ومحلّ النّيّة القلب، والتلفّظ بها خلاف الأولى، ورجّح شيخُ الإسلام ابن تيميّة هذا القول، أي أنّ التّلفّظ بها خلاف الأَولى. وهذا في صيام الفريضة، بينما صيام النفل فيصحّ ولو لم تنوِ قبل الفجر، فلو نويته في الصباح ولم تأكل قبله فيصحّ صومك، والله أعلم. تنبيه: إن أخذت بقول المالكية بكفاية نية واحدة للشهر، فتُلزَم بأحكامهم، وبالتّالي تفطر بترك النية في النهار، ويجب عليك تجديدها إن قطعتها في الليل، وأما إن أخذت بقول الشافعية (وجوب نية لكل يوم) فعندهم لا تفطر بترك النية في النهار، والله أعلم. #نسائم_الإسلام #أحكام_الصيام