التعليم قبل أن تكون مهنة ، هي فن رفيع من فنون صناعة الحياة ، وهذه الصناعة من أصعب المهن وله وظائف كثيرة وغايات نبيلة لإيصال المعلومة و الرّقي بالأخلاق من خلال التربية . هي ذوق في إختيار الوسيلة المساعدة للنجاح ، فالنحت في العقول الطريّة أصعب من نحت الصخور القاسية و هو لذيذ مُمتع لمن أحبّه . الإشكال أن فلسفة وزارة التربية لا تزال تصب في بوتقة من التقليد والتبعية فتحديث المناهج لا يكفي إن لم يكن هناك تحديث في وسائل وأساليب المعلم وكذلك اختيار المعلم ضمن معايير حديثة وليس لملء الشواغر كما يحدث في منبج الآن . فمن المعلوم أن تلميذ المرحلة التأسيسية لا يستطيع التركيز أكثر من ثوان أي ٱقل من دقيقة فمن هنا تأتي مهمة المدرس لإعادة التركيز بالٱساليب المختلفة لكي تصل المعلومة بيسر وسهولة. لقد زرنا مدرسة يابانية وحضرنا حصة لطلاب صف ثاني، وكان الحصة عن الأشكال الهندسية فوزعت المدرسة مجموعة عيدان على كل طالب وشكلوا مثلث ومربع ومستطيل فقالت المدرسة انتهت الحصة وكانت تجلس بينهم على الأرض. وقال لنا المدير إن المدرس في اليابان له سلطة القاضي وراتب الوزير وعصا الضابط. فتٱملوا هذا. وبتجربتي مغ التعليم أسلوب اللعب والصداقة مع الأكبر عمرا يعطي نتائج مهولة. وحذار من ضرب طالب أو توبيخه فإنه يدمره نفسيا. والحديث يطول في هذا المضمار لأن الإطالة مبعث على الملالة. اللهم لا تمكر بنا بقلم الأستاذ حسن العويس