🔎📝 *اسمه المسيح* *🟣 سلسلة حلقات كتبية تتناول سيرة النبيّ الكريم عيسى بن مريم (عليه السلام)* *📎 الحلقة التاسعة عشر: رحيل مريم* بعد تلك الحادثة (حادثة خلق الطير من الطين على يد عيسى) التي لم يعتد على مثلها بنو إسرائيل انشغل الناس كثيراً بأمر عيسى وباتت أمه مريم ترافقه أكثر وتخشى عليه كثيراً بسبب الحاقدين عليه من بني قومه. ومرت السنين سريعاً وها هو عيسى يكثر مريدوه ويزداد عوده قوة وشباباً، وهو يعيش في جبل وحيداً مع أمه العذراء البتول، وتدخل عليهم أيام الصوم ويصومان وينزل عيسى باحثاً عن رزق بسيط كي يفطر عليه هو وأمه، وما إن غادر عيسى حتى وجدت مريم نفسها مع رجل غريب. - من أنت يا غريب لقد أخفتني جداً؟ - أنا ملك الموت يا مريم. - وهل جئت قابضاً أم زائراً؟ - بل قابض. - فأمهلني ريثما يعود قرة عيني وثمرة فؤادي فأقبله قبل أن أموت. - يا ابنت عمران أيتها الطاهرة أنت تعلمين أني مكلف ولا قرار لي. ▪️وقبض ملك الموت روحها الطاهرة بعد أن جلست في مصلاها صائمة. عاد عيسى بعد صلاة العشاء يحمل معه شيئاً من الطعام البسيط ووجد أمه مستلقية في مصلاها فظنها نائمة فَكرِه إزعاجها فانشغل يتعبد حتى مضى ثلث الليل، فقرر أن يوقظ أمه، فقال لها: أماه، يا أم عيسى، وقت صلاتك قد حل، وطعامك ينتظرك، وقلبي يشوق لسماع صوتك. لم يسمع عيسى من أمه رداً، فقال: أماه ردي عليّ، فعلم أنها فارقت الحياة دون أن تودعه، فبكى بكاء شديداً، ووضع خده على خدها، وأخذت دموعه تنهمل على وجهها، حتى ضجت ملائكة السماء، فأوحى الله تعالى له أن ينزل ويطلب معونة بعض نساء قومه في تغسيلها وتكفينها. نزل عيسى إلى قومه وهو يقول: يا بني إسرائيل قد ماتت مريم، ماتت أمي، فلتعنّي عليها النساء. تحججت النسوة بأن مكانها كثير الأفاعي في الجبل وأنهن يخفن الأفاعي فلم تأت امرأة معه لتغسيلها وتكفينها، فنزل عليه جبريل الأمين ومعه عدة ملائكة بمعية عدة من الحور العين يحملن معهن كفناً وحنوطاً وباشرن غسلها وكفنها ثم جهز لها جبريل قبراً في الجبل ودفنها. شرع عيسى بالبكاء عند قبرها كثيراً، مستذكراً تلك الأيام الجميلة التي قضاها برفقة عبادة أمه وتذكر صوتها وهي تدعو وتقرأ كتب الله بخشوع يبكي الصخر، فتوسل بالله تعالى أن يرى أمه بعد موتها كي يعلم منها حالها الآن، فجاءه الإذن بذلك، فضرب على قبرها فانشق القبر وأخرجت رأسها من كفنها وقالت له: - ولدي عيسى لماذا دعوتني؟ - أماه لقد اشتقت لك، وأحببت أن أعرف حالك. - حالي بأحسن حال، فقد دخلت جنة الرحمن. - كيف كان الموت يا أمي؟ - أجد مرارته في فمي، ولكن ربي أرحم. تركت مريم ولدها وحيداً في هذا العالم المتعب، وها هو يبدأ فصلاً جديداً من فصول التبليغ الديني لوحده فقد فقد زكريا ثم يحيى وها هي مريم تتركه ممثلاً عن آل عمران من جهة وعن بني إسرائيل من جهة أخرى وعن جميع الأنبياء والمرسلين ثالثة. *🤔 ترى كيف بدأ عيسى اول خطواته؟ ومن هو أول الحواريين؟* ستعرف هذا في الحلقة التالية إن شاء الله تعالى. 🔺️إذا استفدت من البحث فشاركه كي ينتفع به غيرك. https://t.me /malayikih1 ✍ الباحث الإسلاميّ الأستاذ محمّد سلمان زاير الربيعيّ.