سَࢪدات_ڪاتِبة
سَࢪدات_ڪاتِبة
February 24, 2025 at 10:07 PM
جَلستْ أمامِي كملاكٍ حزين قيلَ لي أنّ الأنثى تجيد إخفاء مشاعرها لكن ليس الخذلان ! _لم يَكن للخذلانِ أن يدخلَ في قواميسِ الأنثى مخافةً للظهور_ تجوّلت الخيبةُ بين رموشها و سقطت كالدمع من مُقلها،قالت بصوتٍ تصحبه نبرةٌ مُعاتبة : "كيف يغدر بِي ابني! بعد أن ربيته و ...." ثم سرق البكاء حبلاً صوتياً منها و راح يعزفُ به ما يَجعل القلوبَ تتفجّر عِبرًا فطاوعتْ حزنها مرّة ،و دفعت اللص من حنجرتها و أكملتْ بحشرجة متداخلة : "لقد تعبتُ لأجلهِ،سهرتُ على راحته،عندما مرضَ من أسبوعين لم أنمْ و أنا أُقيم الليل و أدعو له،لكن أينَ جزاء ذلك؟ ألم يقُل خالق الكون {هَلْ جَزآءُ ٱلْإِحْسَـٰنِ إِلَّا ٱلْإِحْسَـٰنُ}؟ طعنني في قلبي،تالله لو جاءنِي غريبٌ عن داري و غدرِ بي لم أحزنْ، و قلت قضاءً كان و مضى لكن بُنيَّ الذي حملته في بطني تسعة شهور و هاجَ الألمُ بي لأدفعهُ للحياة...يفعل هذا بي...كالسّمهرِي أصاب فُعله خاطري!" ثم اكتسى وجهُها بحمرة،ٍربما لأن الدموع جفّت فتدافعت كريات الدم علّها تعوّضُ شيئاً منها لكن كيف ؟ و قد تفتتَ خاطرُها قطعةً قطعة،و هي تحاول إمساكها أمامِي لتعيدَ بعضاً من جبروتِها واسيتُها و في خاطري أيُّ محاولة لتضميدِ جُرحها "إنّ جزاء الإحسان إحسانا و إنّ جزاء الإيذاءِ إيذاء لا شيء يضيعُ يا خالة،و إنّ غضبُ الوالدين يُرى في الدنيا قبلَ الآخرة ،و لسوفَ يعوّضك الله فترضَين ! شدِّي على قلبكِ بلا حول و لا قوّة إلا بالله،فالله يسمعُ أنين كسرك و لا يغفلُ عنه سبحانه،سترينَ يوماً و هو يعود حاملاً أجداثَهُ يطمعُ بعفوٍ منكِ بإذن الله و قدره !" أطرقتْ رأسها تنصتُ ثم ما لبثتْ أن قالتْ : "لا حول و لا قوة إلا بالله،إليه أشكو بثّي و حزني " و بلحظةِ صفاء الكدر انفرجتْ أساريرُها و تغيّرتْ نبرتها بعد هذه المواساة الخاشعة راقنِي الوصفُ هنا،كيفَ للإنسان أن يكون بسيطاً رغم تعقيدهِ لنفسه،و كيفَ يُعطينا الله جُرحاً و يُعطينا معه ضِماداً لنسدَّ بهِ تدفق دماء الخيبة و الكدر، أتعجّبُ بِ : سبحانَ الله ! *#البَتُـوْل*
❤️ 🥺 🤍 🖤 ❤‍🩹 💔 🫂 😞 😢 🥹 50

Comments