https://www.facebook.com/share/p/18xa8hiyZ6/ السودان والعالم نحو رؤية أستراتيجية (4) الفاضل فرح الشريشابي السودان ودول الجوار يحيط بالسودان سبع دول هي:مصر ،ليبيا،تشاد،افريقيا الوسطي،جنوب السودان ،أثيوبيا،أرتيريا،..وبصفة عامة فإن هذه الدول تتسم بأنها دول غير رئيسية في النظام الدولي ولا يوجد بينها دولة عملاقة بأي من معايير القوة المتعارفة عليها وتنتمي كلها الي دول العالم الثالث..وأنها دول تابعة وأخيرا انها دول غير مستقرة سياسيا ..مع ازدياد تبعية دول الجوار للعالم الخارجي أقتصاديا وسياسيا والتقلص المستمر لاستقلاليتها وازدياد أعتمادها علي الخارج..سوف نتناول مستقبل العلاقة مع دول الجوار اولا من خلال الجغرافيا السياسية..ونقصد بها الابعاد التاريخية والجغرافية والديمغرافية والاقتصادية. تواجه الدولة السودانية أنواعا مختلفة من الخلافات والنزاعات بعضها رئيسي ومركزي وبعضها ثانوي وهامشي وبعضها عاجل وملح والآخر يمكن تأجيله..وتكون وظيفة الدولة هي كيفية ادارة مجمل هذه الخلافات وترتيب أولوياتها بالشكل الذي يتفق مع الاهداف الأمن القومي.. ويبقي ملف المياه متحكما أستراتيجيا في علاقة السودان مع ثلاث من دول الجوار ..دول مصر وأثيوبيا وجنوب السودان ستبقي مشكلة مياه النيل معلقة وماثلة في علاقات مصر وأثيوبيا ومصر وجنوب السودان.. وسيبقي السودان عالقا في الوسط...مع أن خيار الوسط غير مجدي ويبقي خيار متمثل في ضرورة أنشاء تجمع أو تنسيق سوداني مصري..فلو تصورنا أن هناك تنسيقا وظيفيا بينهما وإن هذا التنسيق سيكون لمواجهة خطر خارجي يهدد كلاهما متمثل في أثيوبيا وجنوب السودان..وتبقي العلاقة مع مصر في مشهد تنسيق وظيفي متكامل يمثل خطوة أكثر تقدما وفاعلية حيث يعني في جوهره أقامة شراكات أمنية تخدم الأمن القومي لكلا البلدين..ويمكن السودان من حليف قوي ويضيف لمناعته الكثير...وسيكون مصدر قلق لكل من أثيوبيا وجنوب السودان..ان التقارب السوداني المصري سوف يكون مصدرا لتهديد أثيوبيا بحكم وجود عدد من المشاكل الجغراسياسية الناجمة من عداء شديد لهذا التقارب..وستسعي أثيوبيا في المقابل للضغط علي هذا التقارب من خلال التقارب مع أسرائيل كعنصر موازن..باعتبار ذلك ضرورة جغراسياسية واستراتيجية.. مع ازدياد أهمية تشاد كدولة جوار ..وتختلط مستويات التحليل فهناك دور ليبي ودور دولي يتمثل اساسا في فرنسا التي تدخلت عسكريا أكثر من مرة..وأصبحت الان خارج المشهد التشادي....وهنالك صراع قديم بين القبائل وهناك تاريخ نزاع حدودي مع ليبيا..وهنالك شمال مسلم وجنوب مسيحي..وهنالك حركات مسلحة عابرة للحدود ومرتزقة علي أهبة الاستعداد لتقديم خدماتهم لمن يدفع أكثر..