
العروة الوثقى الزيدية
January 31, 2025 at 07:27 PM
【 معنى قول المسلمين: إن الله بكل مكان 】
ومعنى قول المسلمين: إن الله بكل مكان: هو أن الله تعالى قد أحاط علمه وقدرته ورحمته بكل مكان وبكل شيء، فلا يغيب عنه شيء من الأشياء، ولا يفوته ولا يعجزه شيء، وتماماً كما قال تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ > ... الآية} [المجادلة:٧]،وكما قال سبحانه: {إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} [فصلت:٥٤]، {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [البروج:٩]، {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:٢٨٤]، {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النساء:١٢٦].
إجماع المسلمين على أن الله خالق كل الأمكنة وأنه كان ولا مكان
وبعد، فإنَّ الله تعالى -بلا خلاف بين المسلمين جميعاً- هو الذي خلق السموات والأرض، والجهات العلوية والسفلية، وأنه تعالى هو الذي خلق العرش والكرسي، وأيضاً لا خلاف بين المسلمين أن الله تعالى كان ولا مكان ولا زمان، مما يدل على أن الله تعالى غني عن العرش والكرسي، وعن جهة فوق، وعن جميع الأمكنة، وفي ذلك دليل واضح على أن الله تعالى ليس بجسم، وذلك أنه لو كان جسماً لاحتاج إلى مكان، وقد حصل الإجماع على أن الله كان ولا مكان ولا زمان.
فإن قيل: لاشك أن الله تعالى كان ولا مكان ولا زمان، وأنه تعالى خالق جميع الأمكنة والأزمنة، غير أنه تعالى لما خلق الأمكنة والجهات اختار لنفسه الجهات العلوية، فجعلها مستقر عرشه، ثم استوى عليه بلا كيف.
قلنا: قد ثبت بالإجماع أن الله تعالى قد كان ولا مكان، فيثبت بذلك أنه عز وعلا مستغن عن المكان استغناءً ذاتياً، فلا يجوز خروجه عن هذه الصفة الذاتية؛ لأن صفات الذات لا تتغير، فلا يصح أن يكون ذا مكان بعد أن لم يكن كذلك،
ولا يجوز أن يكون عاجزاً بعد أن كان قادراً، ولا جاهلاً بعد أن كان عالماً، ولا محدثاً بعد أن كان قديما، ولا .. إلخ.
➖➖➖➖➖➖
#كتاب_قصد_السبيل_إلى_معرفة_الجليل
#للسيد_العلامة_الحجة:
#محمد_بن_عبدالله_عوض_المؤيدي (أيده الله وحفظه )
#العروة_الوثقى_الزيدية
https://whatsapp.com/channel/0029Va93xv11NCrcLbXtSz2K/1375
👍
❤️
🇹🇯
🇳🇬
🇵🇰
🙏
39