العروة الوثقى الزيدية
العروة الوثقى الزيدية
February 4, 2025 at 02:58 PM
【معنى الاستواء والكيف 】 قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ٥} [طه]، بهذه الآية أثبت بعضهم لله تعالى حقيقة الاستواء من غير تكييف، ولا تمثيل بزعمهم، ولهم في ذلك مقولة رووها عن الإمام مالك: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. ونقول: الكيف الذي يذكره المتكلمون على حسب ما فهمته كقول حفيد محمد بن عبد الوهاب: إن له يدين بلا كيف، وعينين بلا كيف، هو الصفة كالطول والقصر والألوان والأشكال والحركة والسكون والقيام والقعود والاضطجاع والكبر والصغر الخ، فالمعنى بأن له يدين بلا صفة الخ. وقولهم: هذا فرار من التجسيم والتشبيه، لأن الكيف من خصائص الأجسام، والتشبيه عندهم كفر، ففروا من الكفر بقولهم: بلا كيف، فلا بد على قولهم هذا من أحد أمرين: التجسيم، أو القول بالمحال، لأن حصول حقيقة الاستواء مع عدم الكيف محال بحكم العقل، ومع الكيف تجسيم، ولا يصح الإيمان بالمحال. وقولهم: الاستواء معلوم، فإن أرادوا اللفظ فلا خلاف في معلوميته، وإن أرادوا معناه الحقيقي فيلزم منه التجسيم والتشبيه، والتشبيه عندهم كفر. وقولهم: الإيمان به واجب، إن أرادوا حقيقة الاستواء ففاسد، لاستحالة ذلك على الله بحكم العقل، وإن أرادوا ذلك مع عدم الكيف فلا يصح التصديق بالمحال. وإن أرادوا أنَّا نؤمن به على حسب المعنى الذي أراده الله تعالى، وإن لم نعلمه تفصيلاً، فإن إثباتهم لحقيقة الاستواء ينافي هذا الفرض والتقدير، وهكذا إثبات اليدين، والعينين، والوجه، بدون الكيف. فإن كانت بمعانيها الحقيقية لزم اعتقاد المحال؛ لاستحالة المعاني الحقيقية بدون الكيف، ومع الكيف يلزم التجسيم. نعم، عندنا أن الإيمان بالشيء متفرع على معرفته، فيلزمنا أولاً: أن نعرف ما أريد بهذا اللفظ، هل معناه الحقيقي أو المعنى المجازي، فإذا كان المعنى الحقيقي مستحيلاً فلا يكون جحوده تعطيلاً وكفراً كما يقوله المخالفون. --➖➖➖➖➖➖-- #نظرات_في_ملامح_المذهب_الزيدي #للسيد_العلامة_الحجة: #محمد_بن_عبدالله_عوض_المؤيدي (أيده الله وحفظه ) #العروة_الوثقى_الزيدية
Image from العروة الوثقى الزيدية: 【معنى الاستواء والكيف 】 قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَ...
👍 ❤️ 🙏 🇮🇩 🇮🇶 🇾🇪 34

Comments