
العروة الوثقى الزيدية
February 13, 2025 at 10:18 PM
【 التضرع في الدعاء】
قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ٥٥} [الأعراف]:
أوجب الله تعالى في الدعاء أن يكون:
١ - بالتضرع.
٢ - وأن يكون بالخفية.
والتضرع هو التذلل عند الدعاء، وهو أن تكون هيئة الداعي في صوته وفي أركان جسمه على صورة تستدعي العطف عليه والرحمة له.
وتماماً كما ترى بعض الذين يسألون الناس كيف يتمظهرون عند السؤال بمظهر الذلة والحاجة والفقر، كي يرثى لهم الناس، ويتعطفوا عليهم.
والله تعالى يريد من عباده أن يظهروا في دعائهم له بمظاهر الذلة والمسكنة والفقر والحاجة، ومع التضرع يحب الله تعالى أن يكون ذلك الدعاء والتضرع في السر والخفية؛ لأن الدعاء في السر والخفية أبلغ في صدق الدعاء، وأسلم للداعي من الرياء وحب الثناء من الناس، وبإخفاء الدعاء وإسراره والابتعاد به عن أعين الناس تنسد منافذ الشيطان ومداخله، التي ربما أفسد من خلالها الدعاء، وأدخل الداعي في حبائل الرياء.
وقوله تعالى: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} معناه: إنه تعالى لا يحب الذين يتجاوزون حدود ربهم التي حدها لهم في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في كل صغير وكبير، ومن تلك الحدود ما حدها لهم في الدعاء في هذه الآية، وهو أن يكون الدعاء بتضرع واستكانة وتذلل، وأن يكون في السر بعيداً عن أسماع الناس وأبصارهم.
ومن الاعتداء في الدعاء أيضاً الدعاء بما لا يجوز في حكم الله، وبما لا ينبغي أن يفعله الله تعالى.
وليس من الاعتداء الإكثار من الدعاء كما قاله بعضهم؛ لأن الدعاء من ذكر الله ومن عبادته وقد قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ٤١} [الأحزاب]، ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكثر الدعاء، وروي ذلك عنه يوم بدر.
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أدعية طويلة، وأكثر أدعية الصحيفة السجادية مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام؛ ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج.
➖➖➖➖➖➖
#من_ثمار_العلم_والحكمة_فتاوى_وفوائد
#للسيد_العلامة_الحجة:
#محمد_بن_عبدالله_عوض_المؤيدي (أيده الله وحفظه )
#العروة_الوثقى_الزيدية

❤️
👍
🇱🇾
🇵🇰
🇺🇿
🇾🇪
🤲
37