العروة الوثقى الزيدية
العروة الوثقى الزيدية
February 27, 2025 at 08:36 PM
الشفاعة ومما حصل فيه اختلاف الشفاعة، فعند أئمتنا عليهم السلام: أنها خاصة بالمؤمنين، واستدلوا لذلك بقوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر:١٨]، {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [البقرة:٢٧٠]، وقوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء:١٢٣]، وغيرها من الآيات. وما يلزم القائلين بأنها لأهل الكبائر من الإغراء بالمعاصي والكبائر، وهذا معناه هدم الدين، والتكذيب بمعنى نحو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل:٩٠]، وهذا في الواقع فكرة شيطانية، فهو الذي يُهَوِّنُ الجرائمَ، ويُصَغِّرُ العظائمَ. أما الأحاديث التي رووها في الشفاعة، فلا يجوز قَبُولُهَا لأنَّها من الآحاد، والآحادُ لا تُفيد العلمَ، فلا يُعمل بها في الأصول، هذا على فرض صحتها، ولكنها لَم تصح لمصادمتها قطعي القرآن، وإن كان قد صححها بعضُ أئمة الحديث، فليس تصحيحهم حجة ولا دليلاً، فلا يجوز الركون إليهم، ولا الاعتماد عليهم، إنما الحجة اللازمة كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم التي حكم بصحتها أهل بيته عليهم السلام ؛ إذ تصحيحهم حجة ودليل يلزم العمل بها؛ بشهادة حديث الثقلين، المشهور عند علماء الأمة، الثابت عن الرسول بلا شك ولا امتراء، أو ما كان من السنة ثابتاً عن الرسول باتفاق الأمة سواء بالتواتر أو بغيره. 【الكلام على إبطال حديث «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»】 أما الحديث الذي يقول: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»، فليس له في علم أهل البيت أصل، بل ينكرونه أشد الإنكار، وينكرون أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاله أو تكلم به، وكيف يصح وقد خالف القرآن الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ} .. الآية [فصلت:٤٢]، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مخالفة كتاب ربه، مع ما في ذلك من الإغراء بالكبائر، والحث عليها، فلا حرج من ارتكاب العظائم، ولا خوف من إتيانها، فشفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من ورائها، فلتنعم أمتي بالسفاح واللواط وسفك الدماء وشرب الخمر، ولا بأس عليها في عقوق الوالدين، وقطيعة الأرحام، وأكل مال اليتيم، ونكث العهد، والتطفيف، والخيانة، وقول الزور، وأكل الربا، فإن شفاعتي لهؤلاء خاصة. نعم، هذا هو معنى الحديث، وانظر هل هو معنى ما وصف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال سبحانه في وصفه صلى الله عليه وآله وسلم: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف:١٥٧]، أم أنه لا يقول ذلك إلا شيطان، فهو الذي يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف ويعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا، ثم انظر كيف يكون معنى الدعاء المأثور: «واجعلنا من أهل شفاعته؟» فإن المعنى اجعلنا من أهل الكبائر، حاشا النبي الأمين صلى الله عليه وآله وسلم من التقول على الله تعالى، والتكذيب بآياته، والتسهيل لمعصيته، والتأمين من عذابه، وقد قدمنا شيئاً من الكتاب يشهد لما قلنا، كقوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر: ١٨] ونحوها من آيات الوعيد في بحث الكبائر. --➖➖➖➖➖➖-- #نظرات_في_ملامح_المذهب_الزيدي #للسيد_العلامة_الحجة: #محمد_بن_عبدالله_عوض_المؤيدي (أيده الله وحفظه ) #العروة_الوثقى_الزيدية
Image from العروة الوثقى الزيدية: الشفاعة ومما حصل فيه اختلاف الشفاعة، فعند أئمتنا عليهم السلام: أنها خا...
👍 ❤️ 🇾🇪 27

Comments