Saint Gregory Palamas' Page
February 21, 2025 at 02:44 PM
... بلادنا، البلاد التي كانت كلها أرثوذكسيّة من الأوّل. والذي يقرأ التاريخ يرى هذا الأمر جليًّا. ولكن عندما نقول أرثوذكسيّة، لا نذكر هذا الأمر لكي نتعصّب ضدّ الغير... كلِّيًّا لا!
*الأرثوذكسية بالنسبة لنا هي الكنيسة التي حفظت الإيمان، الذي سلَّمه ربنا إلى الرسل وهم بدورهم نشروا الكنيسة، الإيمان الأول الذي نفتخر به.* *هكذا عندما نتكلم عن أرثوذكسيَّتنا، لا نهدف إلى إقامة جوّ تعصّب أو جوّ تفرفة، بالعكس، نحن نسعى حفظ هذا الإيمان، وهذه مسؤوليّة على كل واحد منَّا.*
في زماننا الحاضر، نرى الكثير من التنازل عن الإيمان. بالرغم من ذلك، نرى أشخاصًا في الكنيسة شاهدين عن الإيمان.
نحن في زمن، كل شيء يعمل ضدّ الإيمان، ضدّ ربنا يسوع المسيح. كلها تنتشر، بدون أن نشعر كيف تنتزع حرارة الإيمان من داخلنا. خاصّة عندما يقولوا لنا: "آمن إن أردت"، وهم في الوقت ذاته يَعرِضُونَ علينا أشياء تغيِّرُنا من الداخل من دون أن نشعر، ويصبح الإيمان فاترًا.
نحن في زمن مملوء من الفتور، ولكن الإنسان الذي يريد أن يخلُصَ، علينا أن نعرف كيف نثبت في الإيمان، ونقوّي إيماننا وحياتنا بالرّب يسوع المسيح. فهذا هو هدف وجودنا على الأرض لأنَّنا وُجدنا كي نَخْلُصَ، ولم نُوجَد كي نبني لهذا العالم، بل كي نبني خلاصنا الأخير. وهذا هو ملكوت الله الذي أعدّه ربُّنا لنا عندما جاء على الأرض.
بلادنا تَمُرُّ بصعوباتٍ، وهذه تذكّرنا كيف كانت حياة الشهداء. نحن كمسيحيّين لا نبحث عن حلول سياسيّة أو عسكريّة. نحن نعلم أنّ الذي يسمح به ربّنا هو لكي نعود إليه ونتوب. *التوبة هي طريق خلاصنا* . هي طريقنا إلى الملكوت. لهذا السبب يسمح ربنا بالصعوبات لكي نقبلها ونتوب. وعندما نتوب سوف نرى كيف يزيل الربّ الآلام والصعوبات والحروب.
كل ما يحدث هو بسبب خطايانا. بدل من أن نلوم فلان وفلان، دعونا نلوم أنفسنا، ونقول: "نحن ما عم نعرف نكون للمسيح، ما عم نعرف نتوب". عندما نتوب، وهو ما يريده ربنا منّا، ربنا يثبّتنا في هذه البلاد في هذه الأرض، التي منها المسيح خرج، ومنها نشأت مسيحيّتنا وانتشرت.
(من كلمة الأرشمندريت غريغوريوس اسطفان قبل المناولة في كنيسة دخول السيد إلى الهيكل في الصويفية الأردن)
https://youtu.be/60-4eHANoH0?si=SUTJOvRrlInvCpil
❤️
1