حقيقة، فكرة أن الأزواديين جزء من شعب مالي كانت مليئة بالتناقضات قبل سنة ٢٠١٢م نظرا لما قامت به (وما زالت) هذه الدولة منذ لحظاتها الأولى من قتل وإبادة وتشريد للأزواديين؛ ومع ذلك تنازل الأزواديون عن حقهم في حكم انفسهم بأنفسهم بعدما أعلنوا استقلال دولتهم المستقلة، ووقعوا على اتفاقية الجزائر (تحت ضغط من المجتمع الدولي كله) التي كانت بعيدة كل البعد عن تحقيق تطلعاتهم. لأن هذا المحتمع الدولي (الذي لم يعد له وجود اليوم ولم يعد يحرك ساكنا مع قتل مئات الأزواديين) تعهد لهم برعاية تلك الاتفاقية واجبار حكومة مالي بتطبيقها، وهذا ما جعلهم يقبلونها، أملا في العيش بسلام في ارضهم. للأسف! قام انقلابيو بماكو بنقض كل المواثيق التي تعهدت بها حكومة مالي أمام العالم (وهذا ليس بجديد عن حكومات مالي) ورموا بها عرض الحائط، وتعاقدوا مع مرتزقة فاغنر الروسية للحرب مكانهم، ظنا منهم أن تلك المليشيات (فاغنر) الروسية ستقضي على الحركات الأزوادية، ليصبح قادة الانقلاب ابطالا. إذن، مسألة قبول أي حل مع النظام الفاشيستي - النازي العنصري الانقلابي المالي لم تعد أصلا ممكنة بعدما أتوا بمرتزقة لإبادة الأزوادين ومسحهم من على الخريطة. لقد فقدت مالي أدنى شرعية على أزواد، إذ لا يمكن لحكومة تتعاقد مع مليشيات ومرتزقة لقتل شعب وإبادته ان تقول ان ذلك الشعب شعبها أو أن تطالب بأرض ذلك الشعب. وبالتالي هناك خيار واحد فقط أمام الأزواديين هو النضال والدفاع عن انفسهم وطرد جيش مالي المجرم ومرتزقته فاغنر الإرهابية من أرضهم، لا خيار لأزواد وشعبه غير هذا! فليكن شعارنا، إما النصر وإما الشهادة. أخوكم محفوظ أغ عدنان