
رِواء الروح ~•
February 3, 2025 at 11:36 PM
السلام عليكم
عندي سؤال يدور في بالي دوما:
ماهول السبيل للتعامل مع البشر؟
متى اتغافل ومتى ادقق؟
ومتى اعامل بالمثل ؟ومتى اعامل بالفضل؟
ومتى اسكت ؟ومتى ارد الصاع صاعين؟
*يعني مثل هذه الامور
خصوصا في زمن ينادي لاحترام الذات*
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأسعدكِ الله ووفقكِ لكل خير.
سؤالكِ يدل على وعي ونضج، فالتعامل مع الناس من أعظم الفنون التي تحتاج إلى حكمة وبصيرة.
أفضل ما تفعلينه في تعاملكِ مع الناس هو أن تسألي الله أن يرزقكِ الحكمة وفصل الخطاب، كما قال تعالى عن نبيه سليمان عليه السلام: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ (الأنبياء: 79).
فالحكمة هبة من الله، ولا تُنال فقط بكثرة التجارب، بل بالدعاء والصدق مع الله.
قال النبي ﷺ: “من يُرد الله به خيرًا يُفقهه في الدين” (متفق عليه)، والفِقه لا يقتصر على العلم الشرعي، بل يشمل فقه التعامل مع الناس.
فاستعيني بالله في كل مواقفك، واسأليه بصدق:
✨ اللهم ارزقني الحكمة في قولي وعملي، وفصل الخطاب في تعاملي مع الناس.
✨ اللهم ألهمني رشدًا في قراراتي، ويسر لي الخير حيث كان، وأعنّي على حسن التصرف في كل موقف.
إذا سألتيه بصدق، سيفتح عليكِ من أبواب الحكمة ما لا تتوقعينه، وستجدين نفسكِ تتصرفين بتوفيق منه دون عناء.
والإنسان الناجح هو من يزن الأمور بميزان العدل والفضل، ويعرف متى يحلم ومتى يحزم، متى يعفو ومتى يطالب بحقه.
*متى أتغافل؟ ومتى أدقق؟*
• التغافل يكون عن الزلات البسيطة التي لا تضر، أو التي إن وقفتِ عندها ستفسد عليكِ راحة بالكِ وعلاقاتكِ.
قال الإمام أحمد: “تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل”.
• أما التدقيق، فيكون في الأمور التي يترتب عليها ظلم أو ضرر أو استهانة بحقكِ، أو إذا كان التغافل يُطمع الطرف الآخر في التمادي.
*متى أُعامل بالمثل؟ ومتى أُعامل بالفضل؟*
• المعاملة بالمثل مشروعة، قال تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ﴾ (النحل: 126).
وذلك عندما يكون الشخص يتمادى في الخطأ، أو يستغل طيبتكِ، فهنا المساواة في المعاملة تردعه وتجعله يعيد حساباته.
• أما المعاملة بالفضل، فتكون مع من لديه استعداد للاعتذار والتراجع، أو لمن تحبين كسب قلبه وإصلاح العلاقة معه، قال تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (فصلت: 34).
*متى أسكت؟ ومتى أرد الصاع صاعين؟*
• السكوت حكمة إذا كان الرد سيفتح باب فتنة أو يضيع وقتك مع من لا يستحق، وقد قال علي بن أبي طالب: “ليس كل ما يُعرف يُقال، وليس كل ما يُقال حان وقته، وليس كل ما حان وقته حضر أهله”.
• أما رد الصاع صاعين فليس محمودًا إلا إذا كان فيه ردع للظلم وإيقاف للتمادي، لكن دون تجاوز للحدود، فالنبي ﷺ كان يعفو في حقه الشخصي، لكنه كان ينتصر إذا انتُهكت حرمات الله.
> اجعلي الأصل هو التغافل، والاستثناء هو التدقيق عند الحاجة.
*عاملي بالمثل عند الضرورة، وبالفضل متى ما استطعتِ، فهو أعظم عند الله وأكسب للقلوب.*
*اسكتي إذا كان الجدال عقيمًا، وتحدثي بحكمة إن كان الكلام يُصلح أو يمنع ظلمًا.*
> احترمي ذاتكِ، لكن لا تجعلي احترام الذات ذريعة للكبرياء أو القطيعة.
الحكمة في التعامل مع الناس تحتاج إلى توازن بين القلب والعقل، فلا يكون الإنسان ضعيفًا يُستغل، ولا قاسيًا يُنفِّر. اسألي الله دائمًا أن يرزقكِ الحكمة، فهي أعظم العطايا.
أسماء المحيميد
❤️
6