كتب الدكتور صلاح قيراطة على صفحته الرسمية على الفيسبوك: قراءة سريعة في خطاب فخامة الرئيس أحمد الشرع في مؤتمر الحوار الوطني : باختصار شديد لقد حمل الخطاب دلالات واضحة على توجهات المرحلة القادمة، ويمكن قراءته من عدة زوايا : - النبرة القوية والحازمة، فتغير نبرة الشرع نحو الصرامة يعكس إدراكه لطبيعة التحديات التي يواجهها، سواء داخليًا من بقايا النظام السابق أو من مشاريع التقسيم المدعومة خارجيًا، هذه النبرة تحمل رسالة مزدوجة : "ترهيب للخصوم وتطمين للحلفاء". - رفض الانفصال والتمسك بالمركزية حيت أعلن بشكل واضح وصريح ولا يحتمل التأويل دفن الأحلام الانفصالية بجملتين فقط "حصر السلاح بيد الدولة واجب لا رفاهية"، و"سورية ليست حقلًا للتجارب" وهذا موقف حاسم ضد كل المشاريع التي تحاول فرض نماذج حكم لا مركزية تحت أي ذريعة، وهذا يعني مواجهة مباشرة مع القوى الكردية الطامحة للحكم الذاتي، وربما مع بعض الدوائر الغربية التي تروج لهذا الطرح... - طمأنة القاعدة الثورية من خلال إعلانه تشكيل هيئة عدالة لملاحقة مجرمي النظام السابق وهذا الإعلام هو خطوة ذكية من الناحية السياسية، لأنها تحافظ على زخم الدعم الشعبي، وتقطع الطريق أمام الأصوات التي قد تتهم الشرع بالتساهل أو البحث عن تسويات مع بقايا النظام القديم، لكن التحدي سيكون في مدى قدرة الدولة الجديدة على تنفيذ هذه المحاكمات بشكل عادل وفعال دون أن تتحول إلى انتقام سياسي... باختصار شديد : أن خطاب فخامة الرئيس يؤكد أنه في مرحلة تثبيت السلطة وفرض القواعد الجديدة للعبة السياسية، وكذا فإن استخدامه للغة الحسم تجاه الانفصاليين يوضح أنه لن يقبل بأي شكل من أشكال الفدرلة أو الحكم الذاتي، بينما وعده بالمحاسبة يهدف إلى كسب الثقة الشعبية، لكنه في المقابل يفتح جبهات صراع جديدة، سواء مع القوى الداخلية المتضررة من مشروعه، أو مع الجهات الخارجية التي دعمت مشاريع التقسيم. التحدي القادم سيكون في كيفية تحويل هذه العناوين إلى واقع ملموس، دون أن تنزلق الدولة إلى معارك جانبية تُنهكها قبل أن تترسخ. https://www.facebook.com/share/15qp7f3gi3/ قناة الجمهورية العربية السورية على الواتساب https://whatsapp.com/channel/0029VaLCa5cEVccOqTX5us11