
البرهان في تفسير القرآن
February 11, 2025 at 09:29 AM
إقامةُ الشعائرِ الحُسينيّةِ في النصفِ مِن شعبان يُدخِلُ السُرورَ على محمّدٍ وآلِ محمّد.. لماذا؟
:
❂ يقولُ إمامُنا الصادق وهو يُحدِّثُ بعضَ أصحابهِ عن زيارةِ الحسين:
(لقد حدّثني أبي أنّه لم يَخلُ مكانُهُ -يعني سيّد الشهداء- منذُ قُتِلَ مِن مُصَلٍّ يُصلّي عليه مِن الملائكةِ أو مِن الجِنِّ أو مِن الإنسِ أو مِن الوحش،
وما مِن شيءٍ إلّا وهو يغبِطُ زائرَهُ ويتمسّحُ به ويرجو في النظرِ إليه الخيرَ لنظرِهِ إلى قبرِهِ"صلواتُ اللهِ عليه"
ثُمّ قال:
بلغني أنّ قوماً يأتونَهُ-يعني الحسين- مِن نواحي الكوفةِ وأُناساً مِن غيرِهم ونساءً يندُبْنَهُ وذلك في النصفِ مِن شعبان،
فمِن بين قارئٍ يقرأ، وقاصٍّ يقصّ، ونادبٍ يندب، وقائلٍ يقولُ المَراثي،
فقال رجلٌ للإمام:
نعم جُعِلتُ فِداك، قد شهدتُ بعضَ ما تصِف، فقال الإمام:
الحمدُ للهِ الّذي جعل في الناسِ مَن يَفِدُ إلينا ويمدحُنا ويرثي لنا..وجعل عدوَّنا مَن يطعنُ عليهم مِن قرابتِنا وغيرِهم، يهذؤونهم ويُقبِّحون ما يصنعون)
[كامل الزيارات]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
✦ قولِهِ: (وما مِن شيءٍ إلّا وهو يغبِطُ زائرَهُ ويتمسّحُ به ويرجو في النظرَ إليه الخيرَ لنظرِهِ إلى قبرِه)
يعني ما مِن شيءٍ في الوجود إلّا وهو يغبِطُ زائرَ الحسين ويتمسّحُ بزائرِ الحسين ويرجو أن ينالَ الخيرَ بنظرِهِ لزائرِ الحسين..لِما نالَهُ زائرُ الحسين مِن رفيعِ المقامِ حين تشرّف بالنظرِ إلى قبرِ الحسين
فهذا المقامُ الرفيعُ لزائرِ الحسين ليس ذاتيّاً له..وإنّما نالهُ بسببِ ارتباطِهِ بالحسين وزيارتِهِ للحسين،
والإمام يُشير لذلك حين يقول: (ويرجو في النظرِ إليه الخيرَ لنظرِهِ إلى قبرِهِ)
يعني كلُّ شيءٍ في الوجودِ يرجو الخيرَ في النظرِ لزائرِ الحسين..لأنّ زائرَ الحسين قد تشرّف بالنظرِ إلى قبرِ الحسين..ولذا صارت له هذه المنزلة لأنّه ارتبط بسيّدِ الشهداء
وقطعاً الزيارةُ هنا تُشيرُ إلى زائرِ الحسين العارفِ بحقِّهِ كما جاء في رواياتِ العِترة: (مَن زار الحسينَ عارفاً بحقِّهِ)
فإنّ منزلةَ زائرِ الحسين تعلو وثوابهُ يعظُم كُلّما زادت معرفتُهُ بحقِّ الحسين
✦ قولُهُ: (الحمدُ للهِ الّذي جعل في الناس مَن يفِدُ إلينا ويمدحُنا ويرثي لنا)
الإمام يحمدُ اللهَ لأنّ هذه القضيّةَ ستكونُ فيصلاً بين الحقِّ والباطل، بين النورِ والظلام، فالحسينُ مِصباحُ الهدى،
فكلُّ مَن يقترب مِن هذا المِصباح سيدخلُ في دائرةِ النور..وكلُّ مَن يبتعد عن هذا المِصباح فإنّه سيذهبُ في الظلامِ بعيداً
فالإمام يحمدُ اللهَ تعالى أنّ هناك مِيزاناً وفيصلاً يُميّزُ الحسينيّينَ الصادقين الّذين يُحيونَ أمرَ الحسين ويعتنون بزيارةِ الحسين..وبين غيرِهم مِن أعداءِ أهلِ البيتِ الّذين يستخِفُّون بزُوّارِ الحسين وبشعائرِ الحسين وبإحياءِ أمرِ الحسين،
وهذا الحمدُ مِن الإمامِ الصادق مُستمِرٌّ..فالإمام يقول بعدها:
(والحمدُ للهِ الّذي جعل عدوَّنا مَن يطعنُ عليهم مِن قرابتِنا وغيرِهم)
وهذه العبارةُ تحتاجُ إلى وقفةِ تفكُّرٍ وتدبُّر!
فالإمام يُصرّحُ بأنّ هناك مِن قرابتِهم مَن يطعنُ في زُوّارِ الحسين!
قولِهِ:"مِن قرابتِنا"؛ يعني إمّا مِن السادةِ الهاشميّين أو مِن الشيعة
فالإمام يقول: أنّ هناك مِن الهاشميّين ومِن الشيعةِ مَن يطعنُ على الّذين يُشاركون في الشعائرِ الحسينيّة!
والإمامُ يصِفُ هؤلاء الّذين يطعنون بزُوّارِ الحسين وبشعائرِ الحسين أنّهم أعداءٌ لأهلِ البيت، فيقول:
(وجعل عدوَّنا مَن يطعنُ عليهم مِن قرابتِنا وغيرِهم يَهْذؤونهم)
معنى"يهذؤونهم": أي يستخِفُّون بهم ويُؤذونهم ويُسمِعونهم ما يكرهون،
وفي نُسخة أُخرى وردت هذه الصيغة: "يُهدِرُونهم"؛ أي يُهدرون دماءهم!
• وهنا ملاحظة لابدّ مِن الإشارةِ إليها:
وهي أنّ الإمامَ حين يقول: "وجعل عدوَّنا مَن يطعنُ عليهم"
الإمام يقصد"بعدوِّنا": العلماءُ المُقصّرون في حقِّ أهلِ البيتِ في واقعِنا الشيعي،
هؤلاء هم أعداءُ أهلِ البيت بالدرجةِ الأولى بنصِّ كلام إمامِنا الصادق في حديثٍ له مع المُفضّل،
حين سأل المفضّل الإمام: "مَن هم المُقصِّرة"؟
فالإمام أجابهُ بأنّهم عُلماءُ الشيعةِ الّذين شكُّوا في فضل أهلِ البيت واستكثروا على أهلِ البيتِ مقاماتِهم الغَيبيّةَ وجحدوها!
فيا أشياعَ أهلِ البيت في كُلِّ مكان لاسيّما في أرضِ الفرات؛
لا تُقصّروا في زيارةِ قبرِ الحسين وفي إحياءِ أمرِ الحسين لاسيّما في النصفِ مِن شعبان
فحقُّ الحسين واجبٌ عظيمٌ جدّاً في أعناقِنا،
وزيارةُ الحسين مِن أفضلِ الأعمال الّتي تُقرِّبُكم لإمامِ زمانِكم
أخلصوا الدعاءَ بنيّاتٍ صادقة وقلوبٍ طاهرة تحت قُبّةِ الحسين بأن يُعجِّلَ الباري بجُودِهِ فرجَ إمامِ زمانِنا
وأن يكشفَ عنّا هذه الغُمّةَ والفتنَ العمياء بحضورِهِ صلوات الله عليه
الّلهُمّ يا ربَّ الحسين.. بحقِّ الحسين.. اشفِ صدرَ الحسين.. بظُهورِ الحُجّة
قلّدناكم الزيارةَ والدعاء يا زوّارَ الحسين و سوف نزور بالنيابة عن المؤمنين والمؤمنات 💖
❤️
2