*تقبل الله شهداءنا عنده في عليين* .. والشهادة لا علاقة لها بالنصر أو الهزيمة ولكن هي اصطفاء يختار فيه الله أشخاص من ضمن صفوف المعركة كشهداء وهي مرتبة عالية في الاسلام ( *أن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُۥ ۚ وَتِلْكَ ٱلْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ*).. إذن المعركة من ضمن أركانها اختيار الشهادة والنصر أو الهزيمة .. *بمعني :* أن الشهادة جزء أصيل من تفاصيل المعركة ولاعلاقة لها بالنصر والهزيمة .. *بل*.. الشهيد لايعد من الموتي ولايحسب عند الله من الموتي بل هو حالة خاصة جدا تقع بين الحياة الدنيا والدار الآخرة .. بين الموت والحياة .. (*وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ*) ... وكما في الحديث الصَّحيح: أنَّ الله عوَّضهم عن أجسادهم طيورًا خضرًا تحمل أرواحهم إلى الجنّة تسرح في ثمارها وأشجارها ثم تأوي إلى قناديل تحت العرش مُعلَّقة حتى ترجع إلى أجسادها.. بل إن الشهيد من نعم الله عليه أنه لايشعر بالم الموت ولا الم الإصابة مهما كانت قاسية لقوله صلي الله عليه وسلم ( *مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسِّ الْقَرْصَةِ* ).. ومن الهبات التي وهبها الله لشهيد ماجاء في سنن الترمذي، وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *للشهيد ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه*.) والشفاعة في أهله في من تحق لهم الشفاعة من الكفرة والمشركين ممن قال الله فيهم ( *ولاتنفعهم شفاعة الشافعين*)...