
لِتسكنوا إليها 🎀
February 6, 2025 at 10:02 AM
"إن المُشاهد والمعروف في الواقع: أن جمال الوجه، وحسن القوام يذبل مع تقادم العهد وطول الزمن، ويفقد نضرته مع الأيام، أما جمال الروح، وروعة التدين فلا تزيدها الأيام إلا جِدّة، وحلاوة.
ومن المعلوم أن الإنسان لن يجد المرأة الكاملة التي لا نقص فيها ولا عيب! فالكمال لله، وطبع البشر هو النقص والعيب، ومتى كمُل هو أصلًا من كل نقصٍ حتى يطلب امرأة كاملة؟! وإنما عليه أن يسدد ويقارب، ويتحرى الظفر بذات الدين، ويسأل ربه التوفيق.
وفي قوله عليه الصلاة والسلام -في هذه القاعدة-:
"فاظفر"
إشارة إلى سرعة المُبادرة والسبق إليها، وعدم التباطؤ أو التأخر.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم:
"تربت يداك"
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُرد الدعاء عليه بالفقر، وإنما أراد به الاستحثاث، كما يقول الرجل: أنِخ ثكلتك أمك! إذا استعجلته، وأنت لا تريد أن تثكله أمه، وقال ابن قتيبة:
"وهذا من باب الدعاء الذي لا يُراد به الوقوع"
وما قيل في اختيار المرأة يُقال في اختيار الرجل؛ وكما قيل للرجل: "فاظفر بذات الدين" يُقال للمرأة: فاظفري بصاحب الدين، ويجب على وليِّ المرأة أن يختار لها الرجل الدَيِّن، صاحب الخُلُق والمروءة، وأن يظفر به، ولا يعضُلها ويمنعها من الزواج، أو يؤخرها كثيرًا طمعًا في مالها! فيكون ظالمًا لها، ولا يُكرهها على الزواج ممن تكرهه ولا تُحبه، بل يَعرض عليها من يرى فيه مكافئته لها من ذوي الدين والخُلُق ممن تقدم لخطبتها، ثم يُترك الخيار لها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا تُنكح الأيّم حتى تُستأمر، ولا تُنكح البكر حتى تُستأذن" قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: "أن تسكت"
- د. عمر المقبل / كتاب قواعد نبوية
صـ ٢٦١