
سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
February 17, 2025 at 08:51 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIezKI6GcG8U9yaqJ1h
قناتنا على تلغرام https://t.me/omarsira
صفحتنا على فيسبوك:
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid02xmKPe28ys4nGJx3SWAHRDXL5XiHKR8WbNkaLXq17aWyvwpP3syZ13gDNAMnVMufvl&id=100093426769453&__cft__[0]=AZVC1EBnnPPB1LrZL68m7bE2sudxBgebI6CBY9muDypDx-KIhU8H85zLt3JCzQbzqb2PFyZepzlUEKwzxRAdXDhhEK0eF96c4150-r
*موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم*:
قال عبد الله بن زمعة:
لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
دخل عليه بلال – رضي الله عنه – يدعوه إلى الصلاة،
فقال صلى الله عليه وسلم:
*مروا من يصلي بالناس*.
قال: فخرجت فإذا عمر في الناس،
وكان أبو بكر غائباً،
فقلت: قم يا عمر فصل بالناس،
قال: فقام،
فلما كبر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته،
وكان عمر رجلاً مجهراً،
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
*فأين أبو بكر يأبى الله ذلك والمسلمون، فأبى الله ذلك والمسلمون*.
قال، فبعث إلى أبي بكر،
فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة،
فصلى بالناس،
قال: قال عبد الله بن زمعة: قال لي عمر: ويحك!!
ماذا صنعت بي يا ابن زمعة؟
والله ما ظننت حين أمرتني إلا أن رسول الله أمر بذلك
ولولا ذلك ما صليت بالناس،
قال: قلت: والله ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك،
ولكني حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة بالناس،
وقد روى ابن عباس بأنه:
لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال:
*ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده*.
قال عمر رضي الله عنه:
إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا!
فاختلفوا وكثر اللّغط
قال:
*قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع*،
فخرج ابن عباس يقول:
إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه.
وقد تكلم العلماء على هذا الحديث بما يشفي العليل ويروي الغليل،
وقد أطال النفس في الكلام عليه النووي في شرح مسلم فقال:
اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب
ومن تغيير شيء من الأحكام الشرعية
في حال صحته وحال مرضه،
ومعصوم من ترك بيان ما أمر ببيانه
وتبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه،
وليس معصوماً من الأمراض والأسقام العارضة للأجسام ونحوها،
مما لا نقص فيه لمنزلته،
ولا فساد لما تمهد من شريعته،
وقد سُحر صلى الله عليه وسلم
حتى صار يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يكن يفعله،
ولم يصدر منه صلى الله عليه وسلم في هذا الحال (حال السحر) كلام في الأحكام مخالف لما سبق من الأحكام التي قررها،
فإذا علمت ما ذكرناه فقد اختلف العلماء في الكتاب الذي هم النبي صلى الله عليه وسلم به،
فقيل:
أراد أن ينص على الخلافة في إنسان معين لئلا يقع فيه نزاع وفتن،
وقيل:
أراد كتاباً يبين فيه مهمات الأحكام ملخصة ليرتفع النزاع فيها،
ويحصل الإتفاق على المنصوص عليه،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم هم بالكتاب
حين ظهر له أنه مصلحة أو أوحي إليه بذلك،
ثم ظهر أن المصلحة تركه،
أو أُوحي إليه بذلك ونسخ ذلك الأمر الأول،
وأما كلام عمر رضي الله عنه
فقد اتفق العلماء المتكلمون في شرح الحديث
على أنه من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره.
لأنه خشي أن يكتب صلى الله عليه وسلم أموراً ربما عجزوا عنها،
واستحقوا العقوبة عليها،
لأنها منصوصة لا مجال للاجتهاد فيها.
فقال عمر: حسبنا كتاب الله، لقوله تعالى:
( *مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ* ) (الأنعام، آية:38).
وقوله: ( *الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ* ) (المائدة،آية:3).
فعلم أن الله تعالى أكمل دينه،
فأمن الضلال على الأمة،
وأراد الترفيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فكان عمر أفقه من ابن عباس وموافقيه،
قال الخطابي:
ولا يجوز أن يحمل قول عمر
على أنه توهم الغلط على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أو ظن به غير ذلك مما لا يليق به بحال.
لكنه لما رأى ما غلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الوجع وقرب الوفاة،
مع ما اعتراه مع الكرب
خاف أن يكون ذلك القول مما يقوله المريض
مما لا عزيمة له فيه
فيجد المنافقون بذلك سبيلاً إلى الكلام في الدين.
وقد كان أصحابه صلى الله عليه وسلم يراجعونه في بعض الأمور قبل أن يجزم فيها بتحتيم،
كما راجعوه يوم الحديبية في الخلاف،
وفي كتاب الصلح بينه وبين قريش.
فأما إذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالشيء أمر عزيمة فلا يراجعه فيه أحد منهم.
وقال القاضي:
قوله: أهجر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
هكذا هو في صحيح مسلم وغيره: أهجر؟
على الاستفهام
وهو أصح من رواية من روى هجر يهجر.
لأن هذا كله لا يصح منه صلى الله عليه وسلم
لأن معنى هجر هذى.
وإنما جاء هذا من قائله استفهاماً للإنكار على من قال: لا تكتبوا.
أي لا تتركوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجعلوه كأمر من هجر في كلامه،
لأنه صلى الله عليه وسلم لا يهجر،
وقول عمر رضي الله عنه:
حسبنا كتاب الله،
رداً على ما نازعه،
لا على ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم،
وعلق الشيخ علي الطنطاوي على ذلك فقال:
والذي أراه أن عمر قد تعود خلال صحبته الطويلة للرسول
أن يبدي له رأيه لما يعلم من إذنه له بذلك ولرضاه عنه،
وقد مر من أخبار صحبته،
مواقف كثيرة كان يقترح فيها على رسول الله أموراً،
ويطلب منه أموراً،
ويسأله عن أمورٍ،
فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقره على ما فيه الصواب،
ويرده عن الخطأ،
فلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
ائتوني أكتب لكم كتاباً،
اقترح عليه عمر على عادته التي عوده الرسول،
أن يكتفي بكتاب الله،
فأقره الرسول صلى الله عليه وسلم،
ولو كان يريد الكتابة،
لأسكت عمر،
ولأمضى ما يريد.
==
من كتاب *سيرة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه* للدكتور عليّ محمد الصلّابي، المنشور رقم (29)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
للانضمام للمجموعة اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/Kswux5421cyDSXV6Yw3NCi
أو
https://chat.whatsapp.com/C0ptr8jhQLJH4qJOObyeeZ
أو
https://chat.whatsapp.com/GduSL0NjsseFhjueD80tpX
أو
https://chat.whatsapp.com/GFImdww1zYT7MgsW14VNM8
أو
https://chat.whatsapp.com/IdWd3J8AwnP7KIpmOAiedK
أو
https://chat.whatsapp.com/JbnSq0m24tmDrrjrBWmSyd
أو
https://chat.whatsapp.com/DolQRI1SjemLQVPEY9mRx7
أو
https://chat.whatsapp.com/D4bNFgaa8GMEgMl1EHKPJf
أو
https://chat.whatsapp.com/DwoxUj75eln6W3B1mgnUE7
أو
https://chat.whatsapp.com/Ky1x1gFtZYM8KZDxjBNc6D
شارك هذه المجموعة أو شارك ما ينشر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.