
سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
February 26, 2025 at 05:12 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIezKI6GcG8U9yaqJ1h
قناتنا على تلغرام https://t.me/omarsira
صفحتنا على فيسبوك:
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid02xmKPe28ys4nGJx3SWAHRDXL5XiHKR8WbNkaLXq17aWyvwpP3syZ13gDNAMnVMufvl&id=100093426769453&__cft__[0]=AZVC1EBnnPPB1LrZL68m7bE2sudxBgebI6CBY9muDypDx-KIhU8H85zLt3JCzQbzqb2PFyZepzlUEKwzxRAdXDhhEK0eF96c4150-r
نتابع مع *استخلاف أبي بكر الصديق للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما*
*النصوص الشرعية التي أشارت إلى أحقية خلافة الفاروق رضي الله عنه*:
1- في نص القرآن الكريم دليل على صحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم،
وعلى وجوب الطاعة لهم،
وهو أن الله تعالى قال مخاطباً نبيَّه صلى الله عليه وسلم في الأعراب:
( *فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوًّا*) (التوبة،آية:83).
وكان نزول سورة براءة التي فيها هذا الحكم بعد غزوة تبوك بلا شك،
والتي تخلف فيها الثلاثة المعذورون الذين تاب الله عليهم في سورة براءة،
ولم يغز عليه الصلاة والسلام بعد غزوة تبوك إلى أن مات صلى الله عليه وسلم.
وقال تعالى أيضاً:
( *سَيَقُولُ الْمُخَلَّفونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ* )
فبين أن العرب لا يغزون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد تبوك لهذا،
ثم عطف سبحانه وتعالى عليهم أثر منعه إياهم من الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال تعالى:
( *قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنْ الأعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمْ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا* ) (الفتح،آية:16-17).
فأخبر تعالى أنه سيدعوهم غير النبي إلى قوم يقاتلونهم أو يسلمون،
ووعدهم على طاعة من دعاهم إلى ذلك بجزيل الأجر العظيم،
وتوعدهم على عصيان الداعي لهم إلى ذلك العذاب الأليم.
قال أبو محمد بن حزم:
وما دعا أولئك الأعراب أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قوم يقاتلونهم أو يسلمون
إلا أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم،
فإن أبا بكر رضي الله عنه دعاهم إلى قتال مرتدي العرب:
بني حنيفة وأصحاب الأسود وسجاح وطليحة والروم والفرس وغيرهم،
ودعاهم عمر إلى قتال الروم والفرس،
وعثمان دعاهم إلى قتال الروم والفرس والترك.
فوجب طاعة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم بنص القرآن الذي لا يحتمل تأويلاً،
وإذ قد وجبت طاعتهم فقد صحت إمامتهم وخلافتهم رضي الله عنهم.
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
*أُريت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين نزعاً ضعيفاً والله يغفر له، ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غرباً، فلم أر عبقرياً يفري فريه حتى روي الناس وضربوا بعطن*.
هذا الحديث تضمن الإشارة إلى خلافة الشيخين رضي الله عنهما،
كما تضمن الإشارة إلى خلافة الفاروق رضي الله عنه،
وإلى كثرة الفتوح وظهور الإسلام في زمنه،
فهذا المنام النبوي
مثال واضح لما حصل لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما
في خلافتهما وحسن سيرتهما
وظهور آثارهما وانتفاع الناس بهما،
وكل ذلك مأخوذ عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وآثار صحبته،
فقد كان صلى الله عليه وسلم هو صاحب الأمر فقام به أكمل قيام،
حيث قرر قواعد الدين ومهد أموره وأوضح أصوله وفروعه
ودخل الناس في دين الله أفواجاً،
وأنزل الله تعالى عليه قوله:
( *الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الأسْلاَمَ دِينًا*) (المائدة،آية:3).
ولما التحق صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى
خلفه أبو بكر رضي الله عنه على الأمة سنتين وأشهراً،
وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: ( *ذنوباً أو ذنوبين* )
وهذا شك من الراوي،
والمراد ذنوبان كما جاء التصريح بذلك في رواية أخرى.
وقد حصل في خلافته رضي الله عنه قتال المرتدين وقطع دابرهم،
وأشاع الله رقعة الإسلام في زمن عمر رضي الله عنه أكثر،
وتقرر لهم من أحكامه ما لم يقع مثله،
لطول ولايته واتساع بلاد الإسلام وكثرة الأموال من الغنائم وغيرها،
فالحديث اشتمل على أحقية خلافة عمر رضي الله عنه وصحتها،
وبيان صفتها وانتفاع المسلمين بها.
3- عن حذيفة رضي الله عنه قال:
كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوساً فقال:
*إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللَّذين من بعدي، وأشار إلى أبي بكر وعمر، وتمسكوا بهدي عمار، وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه*.
دل هذا الحديث دلالة صريحة على أحقية خلافة عمر رضي الله عنه،
فقوله صلى الله عليه وسلم: *اقتدوا باللَّذَين* (بفتح الذال)
أي الخليفتين اللذين يقومان من بعدي أبو بكر وعمر،
فأمرهم صلى الله عليه وسلم بطاعتهما.
يتضمن الثناء عليهما لكونهما أهلاً لأن يطاعا فيما يأمران به وينهيان عنه،
المُؤذِن بحسن سيرتهما وصدق سريرتهما،
وإيماءً لكونهما الخليفتين من بعده،
وسبب الحث على الاقتداء بالسابقين الأولين
ما فطروا عليه من الأخلاق المرضية والطبيعة القابلة للخير،
ولذلك كانوا أفضل الناس بعد الأنبياء،
وصار أفضل الخلق بعدهم من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
*بينما أنا نائم إذ رأيت قدحاً أتيت به فيه لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري، ثم أَعطيتُ فضلي عمر بن الخطاب*
قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟
قال: *العلم*.
ففي هذا الحديث إشارة إلى أحقية خلافة عمر رضي الله عنه:
والمراد بالعلم هنا العلم بسياسة الناس بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
واختص عمر بذلك لطول مدته بالنسبة إلى أبي بكر،
وباتفاق الناس على طاعته بالنسبة إلى عثمان،
فإن مدة أبي بكر كانت قصيرة
فلم تكثر فيها الفتوح التي هي من أعظم الأسباب في الاختلاف،
ومع ذلك فساس عمر فيها – مع طول مدته – الناس بحيث لم يخالفه أحد،
ثم ازدادت اتساعاً في خلافة عثمان رضي الله عنه
فانتشرت الأقوال واختلفت الآراء،
ولم يتفق له ما اتفق لعمر من طواعية الخلق له،
فنشأت من ثم الفتن،
إلى أن أفضى الأمر إلى قتله،
واستخلف عليٌّ رضي الله عنه
فما ازداد الأمر إلا اختلافاً،
والفتن إلا انتشاراً،
فالحديث فيه إشارة واضحة إلى أحقية خلافة الفاروق رضي الله عنه.
==
من كتاب *سيرة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه* للدكتور عليّ محمد الصلّابي، المنشور رقم (38)
نشر يومي لسيرة الخليفة الراشدي الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
للانضمام للمجموعة اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/Ky1x1gFtZYM8KZDxjBNc6D
أو
https://chat.whatsapp.com/Kswux5421cyDSXV6Yw3NCi
أو
https://chat.whatsapp.com/C0ptr8jhQLJH4qJOObyeeZ
أو
https://chat.whatsapp.com/GduSL0NjsseFhjueD80tpX
أو
https://chat.whatsapp.com/GFImdww1zYT7MgsW14VNM8
أو
https://chat.whatsapp.com/IdWd3J8AwnP7KIpmOAiedK
أو
https://chat.whatsapp.com/JbnSq0m24tmDrrjrBWmSyd
أو
https://chat.whatsapp.com/DolQRI1SjemLQVPEY9mRx7
أو
https://chat.whatsapp.com/D4bNFgaa8GMEgMl1EHKPJf
أو
https://chat.whatsapp.com/DwoxUj75eln6W3B1mgnUE7
شارك هذه المجموعة أو شارك ما ينشر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
❤️
2