
ليَطْمَئِنَ قَلبُــــكَ .. 🫀☺️♥️
February 12, 2025 at 08:26 PM
أن الحسنات والسيئات تتدافع وتتقابل ، ويڪون الحڪم فيـها للغالب، وهو يقـهر المغلوب، ويڪون الحڪم له، حتى ڪأنّ المغلوب لم يڪن ، فإذا غلبت على العبد الحسنات دفعت حسناته الڪثيرة سيئاتهِ ، ومتى تاب من السيئة ترتَّبَ علىٰ توبته منـها حسنات ڪثيرةٌ قد تربي وتزيد على الحسنة التي حبطت بالسيئة، فإذا عزمت التوبة وصحَّت ونشأت من صميم القلب، أحرقت ما مرت عليه من السيئات، حتى ڪأنـها لم تڪن ؛ فإن التائب من الذنب ڪمن لـا ذنب له .
وقد سأل حڪيم بن حزام رضي الله عنه النبي ﷺ عن عتاقةٍ وصِلَةٍ وبِرٍّ فعله في الشرك : هل يُثاب عليه ؟ فقال النبي ﷺ له : «أسلمت على ما أسلفت مِنْ خَيْرٍ»
•فـهذا يقتضي أن الـإسلـام أعاد عليه ثواب تلك الحسنات التي ڪانت باطلة بالشرك، فلما تاب من الشرك عاد إليه ثواب حسناته المتقدمة .
•فـهڪذا إذا تاب العبد توبة نصوحاً صادقةً خالصة أحرقت ما ڪان قبلـها من السيئات، وأعادت عليه ثواب حسناته .
•يُوَضّحُ هذا أنَّ السيئاتِ والذنوب هي أمراض قلبية، ڪما أن الحمى والـأوجاع أمراض بدنية ، والمريضُ إذا عُوفي من مرضه عافية تامة عادت إليه قوته وأفضل منـها ، حتى ڪأنه لم يَضْعُف قط ؛
¹فالقوة المتقدمة بمنزلة الحسنات، ²والمرضُ بمنزلة الذنوب ³ والصحة والعافية بمنزلة التوبة سواء بسواء .
① وڪما أن مِن المرضى من لـا تعود إليه صحته أبداً؛ لضعف عافيته،
② ومنـهم من تعود صحته ڪما ڪانت ؛ لتقاوم الـأسباب وتدافعـها، وعَوْدِ البدن إلى ڪماله الـأول ،
③ ومنـهم من يعود أصح مما ڪان وأقوىٰ وأنشط ؛ لقوة أسباب العافية وقـهرها وغلبتـها لـأسباب الضعف والمرض، حتى ربما ڪان مرضه هذا سبباً لعافيته، ڪما قال الشاعر :
لعل عَتْبَـك محمودٌ عواقِـبُـــه
وربما صَحَّت الـأجسام بالعِلَلِ
فـهڪذا العبد بعد التوبة على هذه المنازل الثلـاث . والله الموفق، لـا إله غيره، ولـا رب سواه .
الوَابل الصَـيب ¦ ابن القيـم.
https://t.me/Rama2399
❤️
3