هتشوف المسجد بعد يومين مليان بالناس، زحمة في الصفوف، قلوب متوجهة إلى الله، أصوات ترتل القرآن، بنات تتحجب، ووجوه تشع بنور الطاعة. ناس أقبلوا على العبادة، يعظمون شعائر الله، ويرجون رحمته ومغفرته. فلا تقعد تسأل: "كانوا فين قبل رمضان؟" وكأنك أنت الوصي على باب التوبة! التوبة باب الله، وليس بابك، ورحمة الله وسعت كل شيء. فرح برجوعهم، شجعهم، ادعُ لهم بالثبات، فلعلها بداية لاستقامتهم، ولعل أحدهم يكون عند الله خيرًا منك. وإياك والعُجب بنفسك، فالتوفيق والهدى من الله وحده، لا منك. الفرق بينك وبينهم ليس إلا طاعات ظاهرة، قد يخفى عنك صدق توبتهم، وربما كانوا أقرب إلى الله منك بقلب منيب خاشع. فاحبب لهم ما تحب لنفسك، وكن معينًا لا مثبطًا، فإن من أعان عبدًا على الطاعة، كان له نصيب من الأجر. -منقول.