
الشيخ د. سعيد فودة
February 14, 2025 at 09:21 AM
*"خرق العادة، ما بين المعجزة والكرامة والمعونة"*
*هذه المحاضرة ألقاها فضيلة الشيخ العلّامة د. سعيد فودة حفظه الله في معهد بحر الهدى بمدينة توبان، إندونيسيا يوم الأربعاء، 12 فبراير 2025.*
*وكان حاضراً الشيخ فتح الهدى، الحاكم السابق لمدينة توبان، وهو مدير معهد بحر الهدى، وأحد العلماء والدعاة البارزين في تاريخ المدينة. وله دور بارز في نشر العلم والدعوة في المنطقة.*
*اشتملت المحاضرة على:*
• ابتداء نبّه الشيخ على ضرورة ملاحظة الأصول الكلية في العقائد عند التكلم في هذه المسائل، لاستناد مباحث النبوات على الإلهيات، ككونه عالماً بكل شيء وعموم تعلق إرادة الله وقدرته في كل شيء، وكون الله فاعلاً مختاراً خالقاً للعالم بقدرته وإرادته، وليس إيجاد العالم من قبيل العلة والمعلول والفيض.
• وأيضا تكلم الشيخ عن أن العلاقة بين الله جلّ وعز والعالم ليست علاقة حتمية، وهذا يقود للسؤال عن العلاقة بين أجزاء العالم هل هي الحتمية أم مجرد اقترانات عادية؟
• بعض الفلاسفة والفيزيائيين يقولون بالحتمية والضرورية بين أجزاء العالم وبين قوانينه بمعنى استحالة أن يوجد العالم على خلافها واستحالة خرق هذه القوانين ولزوم اضطرادها عقلاً، وفرض خلاف ذلك يستلزم مخالفة العقل وهذا ما يسمى في فلسفة العلم"Determinism" وهذا ينافي كون الله يفعل ما يشاء ويختار.
• ثم ظهر من يقول إن العلاقة بين الإله والعالم وأجزاء العالم مبنية على علاقة الاحتمال ويسمى هذا المذهب بــ"Probabilism".
• ونبّه الشيخ أن تفسير العلاقة بين العالم والإله يُبنى عليه تفسير العلاقة بين أجزاء العالم. وأن كون الله فاعلاً مختاراً لا ينافي وجود علاقات وخصائص ومناسبات بين أجزاء العالم، وأن المنافاة تحصل إن اعتقدنا أن هذه العلاقات إما حتميّة بالمعنى السابق، أو عشوائية؛ بمعنى أن هذه العلاقات والقوانين نتيجة عمليات احتمالية وتراكمات كميّة.
• وبيّن الشيخ أن القول بصحة خرق العادة وحصول المعجزات مبنيّ على مذهب كون الإله فاعلاً مختاراً وليس على مذهب الحتمية ولا على العشوائية.
• بناء على هذا، اطراد العالم على هذه السنن وعلى هذه الصورة بين الأجزاء التي أوجد الله العالم عليها هو ما يعبر عنه بمفهوم العادة. وهي موضوع محاضرة اليوم.
• وتكلم الشيخ عن حادثة "الإسراء والمعراج" وجعلها مثالاً تطبيقياً، فسّرها بناء على أصول المذاهب الفلسفية، ونظرية العلم لدى المؤمنين والكافرين.
• وأشار الشيخ إلى خطأ بعض المعاصرين في تفسير الخوارق بناء على النظريات العلمية الحديثة، كفيزياء الكم "Quantum Physics".
• فالعادة هي جزء من مفهوم المعجزات، يخرقه الله ليدل على صدق الأنبياء، وخرقُها من فعل الله سبحانه ولا يصح أن يكون من ضمن قدرة البشر ولا قدرة الملائكة، ولا يصح أن يكون متكرراً، فمفهوم العادة مفهوم عظيم يتعلق بأصول الدين والإسلام، ولا يصح ادعاء خرق العادة بناء على رؤية فعلٍ غير مألوف لنا. فخرق العادة هو خرق السنن. وهو مفهوم عظيم يترتب عليه أحكام عقائدية عظيمة والاستهانة بادعائه يترتب عليه استهانة بمكانة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. والخلط في مفهوم العادة وفي موضوع الكرامات ينعكس على موضوع المعجزات.
واشتملت المحاضرة على تفاصيل أخرى، وأسئلة مهمة في نهاية المحاضرة من طلاب العلم. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
❤️
2