☑️ قناة سايبر المركزية
☑️ قناة سايبر المركزية
March 1, 2025 at 11:08 AM
🔻🔻 **إمـداد "حـزب الله" حـاجـة تـركـيـة.. وفـكـرة أمـيـركـيـة!** 🖇️ عـمـار نـعـمـة - الـلـواء رغم "الإنقلاب" الذي جرى في البلد، او الذي قيل إنه جرى، فإن ترجمة ذلك لم تُفعّل، ولو صيغة وكلاما حتى لدى خصوم/أعداء "حزب الله" كما أخيرا في البيان الوزاري، او في الصيغ التي خرجت وستخرج لتعالج مستقبل سلاح الحزب. هنا يُطرح سؤال له معناه: ما الفرق بين استراتيجية دفاعية، وهي الصيغة السابقة للحوار حول سلاح الحزب... وبين استراتيجية أمن وطني دعا إليها البيان الوزاري للحكومة الحالية؟ ألحقت الحكومة الحالية دعوتها تلك بتبرير كونها لن تكون عسكرية فقط، بل ديبلوماسية واقتصادية. لكن من الطبيعي ان لا تقتصر اي استراتيجية دفاعية على الطابع العسكري. فالمقاومة هي، غير العوامل المذكورة تلك، اجتماعية وثقافية ودينية وانسانية وغيرها من عوامل تتعلق بوعي المجتمع. اما ايلاء الناحية الديبلوماسية الأولوية، فهذا بات متفقا عليه بعد كل ما جرى. والحزب يقبل به لتمرير مرحلة صعبة عليه وعلى المحور قد تكون الأقسى منذ التأسيس، أو لنقل الأمرّ. لذا فلا مشكلة فعلية بين "حزب الله" وخصومه الذين يريدون مهادنته خاصة من هم في الحكومة ومن الواقعية القول إن وقف اطلاق النار، اقله بتفسير الحزب وكما سيطبق، سيكون جنوبي الليطاني، ولن تكون تلك المنطقة منطلقا لتجريد الحزب من سلاحه لبنانيا. لذا سنمر في مرحلة يحاول فيها الإسرائيلي فرض تفسيره هو للقرار 1701، اي توجيه الضربات المستمرة للحزب. وبمفهومه فإن احتلاله للنقاط الخمس واعتداءاته وخروقاته كلها ليست منفصلة عن كل ما يقوم به سوريا وفلسطينيا وما يحضر له ايرانيا لكن في الملف الأخير (الهدف المزمن والمطلق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) لا يزال اعجز عن الحصول على ضوء اخضر اميركي. وبينما يتصرف المحور على ان المرحلة الصعبة طويلة، إلا انها ستمر. وتمثل سوريا الحلقة الذهبية فيه... حيث سيجهد لمحاولة التعويض قدر الإمكان عن عملية إمداد السلاح التي فقدت شريانا اساسيا، رغم عمليات التهريب المستمرة. لكن المهم هنا هو العامل التركي الذي برز اخيرا على هذا الصعيد. فقد حلّت أنقرة سلطانا على قدرات واسعة من الجغرافيا السورية بعد سقوط النظام السوري السابق. ويتولى رئيس الإستخبارات التركية، إبراهيم قالن، وهو تلميذ سلفه ووزير الخارجية الحالي، هاكان فيدان، الأب الروحي لحكام دمشق، هندسة الجيش السوري الجديد والقوى الأمنية وبناء الدولة السورية الجديدة. **لم يرق هذا لإسرائيل** صحيح ان تل ابيب سعدت للتخلص من نظام الرئيس بشار الأسد الذي شكل صلة الوصل بين طهران و"حزب الله" ولعله كان الرئة التي تنفس بها المحور إلا انها تريد ايضا التخلص من الإسلاميين المتطرفين الذين لا يحول تدجينهم وتمدينهم دون خلفياتهم الإيديولوجية الخطيرة عليها... بغض النظر عن كونهم اليوم لا يعيرون الصراع معها اية اهمية. تصاعد التوتر بين تركيا واسرائيل، عززته العلاقة السيئة اصلا بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونتنياهو ولب الخلاف كان منذ البدء ملف دعم اسرائيل للأكراد من ناحية، ودعم تركيا لحركة "حماس"، سيما بعد 7 أكتوبر، من ناحية مقابلة. لن تسمح احدى اكثر حكومات اليمين الإسرائيلية للأتراك بحكم سورية. وستعمل على اسقاط حكم الإسلاميين الذين، للمفارقة.. وضعوا إيران على رأس اعدائهم فور ايصالهم إلى السلطة وهو ما حصل فقط على اثر الضربات الإسرائيلية للمحور الإيراني في المنطقة! هنا بالذات يبرز تقاطع المصالح التركي الإيراني. هو تفاهم يبني على حلف عقائدي قديم بين الإسلام الشيعي وفكر "الإخوان المسلمون"... الذي لم يفتر يوما ويضرب عميقا في الوجدان الشيعي حتى قبل انتصار الثورة في ايران العام 1979 وشكل ارهاصات نضال اهم الأحزاب الشيعية عبر التاريخ الحديث، "حزب الدعوة الإسلامية" في العراق. قطعت طهران علاقتها مع دمشق واوقفت الغاز والنفط عنها، وحركت بعض القلاقل وهي قادرة على اثارة الاضطرابات اذا ارادت لكنها لم تفعل. هي لا تريد اسقاط النظام، بغض النظر عن قدرتها، بل تريد حفظ مصالحها وطريق الإمداد لـ"حزب الله". ووجدت في الأتراك ملاذها، سواء مباشرة او عبر الأراضي السورية. وبالنسبة إلى تركيا، فإنها بسطت حكمها في الشمال بعد إدلب، وتجهد لتثبيت الوكلاء في دمشق، وتريد استقرار مخططها ولديها طموحات بقواعد على الساحل السوري وفي منطقة حمص لكن الأهم، يبقى الموضوع الكردي حيث 80 في المئة من الثروة النفطية وحيث التهديد الجدي لوحدة سوريا ثم لوحدة تركيا نفسها. باختصار، تريد تركيا مد نفوذها في سورية ضمن مخطط واسع آسيوي وإفريقي أوروبي.. وتهدف إيران إلى حفظ أمنها القومي وشراء الوقت.. عوامل كثيرة تتداخل لتتقاطع مصالح الجانبين في مواجهة الإسرائيلي الذي يمتد جنوبا مشكلا خطرا متصاعدا وتقسيميا على سورية... يصبح معه سلاح "حزب الله" حاجة تركية، وحتى فكرة أميركية متداولة للتوازن مع دمشق في منطقة مضطربة.. شرط عدم تهديد أمن إسرائيل!

Comments