(تأثير الأنمي على الرسامين، وخطورة تزيين رسم ذوات الأرواح) لطالما كانت رسوم الأنمي الساحرة بتفاصليها التي تتمثل في شخصيات ذات الرؤوس الكبيرة، وشعرٌ جذاب، وعيون واسعة بريئة، وتقاسيم وجه دقيقة وناعمة، إضافةً إلىٰ رشاقة الجسم، وطول قامته؛ فضلًا عن الملابس المرسومة وتنسيق الألوان بطريقة جذابة، إلىٰ جانب الأماكن التي تجري فيها الأحداث، وألوانها الزاهية، وغيرها من الوسائل البصرية، مع ما يتضمنه من جهود متواصلة لرسم التفاصيل بدقة واحترافية متناهية؛ كل ذلك قد سلب عقول الشباب، وجعل هذه الرسومات وِجهة لهم، ومرجعًا لتطلعاتهم، ومقياسًا لمهاراتهم الفنية. فقلما نجد محبًا للرسم سواء مبتدأ فيه أو محترفًا؛ إلا وفي كراساته رسوم لذوات الأرواح من الأنميات، يتدرب عليها، ويظهر إبداعه ومقدرته على المحاكاة! ولم يكن هذا الأسر نتاجَ لحظة عابرة، بل ثمرة ضربات متتالية، وتشبّع بتلك الشخصيات، ومحبتها وتعظيمها، حتى أصبح الكثير منهم مأسورين بها وتفاصيلها. ولقد قمنا بتوعية من قُدّر لنا الإجتماع بهم ونصحهم؛ لتجنبه وتركه وهتك ما رسم منه، فوجدنا فيهم ضعفًا عن الترك، فكان تعلّقًا وأسرًا وسحرًا يصعب على فاعله تركه، رغم ما يعرفه من الوعيد الشديد لرسم ذوات الأرواح نعلمهم أنه جاء عن النبي ﷺ أنه قال: «أشد الناس عذابا المصورون». «إِن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون الله في خلقه». المضاهاة: المشابهة، وأراد بذلك المصورين. وأنه جاء بصحيح البخاري باب لعن المصور عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، أَنَّهُ اشْتَرَى غُلَامًا حَجَّامًا، فَقَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ وَالْمُصَوِّرَ. فيرد علينا: الأمر فيه خلاف، أنا أرسمها للتدريب وسألت شيخًا وقال لي: لا بأس الأمر يرجع للنية، وأنا نيتي سليمة، للتدرب وليس للمضاهاة، وكذلك هذا ما يطلب مني في الجامعة، فمضطر! فدع عنك أولئك المفتين الضالين، وتلك الجامعة التي توردك المهالك وانظر -رحمك الله- : ❞أشد الناس عذابا!❝ هل تستحق هذه التصاوير المجازفة بالنفس لأجلها، أو لأجل التمرن والتدريب، والتخرج؟ ولو نظرنا للأحاديث والآثار عن الصحابة لعرفنا أن كل باب فيها قد سُدَّ، وكفانا رسول الله ﷺ وصحابته المسألة فوردت أحاديث سدَّت الذرائع، والأفعال سواء؛ النية السليمة، أو محبة الرسم والتدرب، أو مشروع التخرج: جاء بصحيح البخاري باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله : عن عائشة -رضي الله عنها- قالت : دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ ﷺ، وَفِي الْبَيْتِ قِرَامٌ فِيهِ صُوَرٌ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ فَهَتَكَهُ، وَقَالَتْ : قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : " مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ ". لقد غضب نبيك من أمثال ما تفعله! وانظر إلى النيّة الطيبة والسليمة عند أم المؤمنين الصديقة -رضي الله عنها- تشتري ما تزين به بيتها لأجل زوجها ﷺ، انظر لردها في رواية أخرىٰ: قالت :  يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، مَاذَا أَذْنَبْتُ ؟ فقال رسول الله ﷺ : " مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ ؟ ". قَالَتْ : فَقُلْتُ : اشْتَرَيْتُهَا لَكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : " إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ : أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " فهل من وقفة عائشية، تقول فيها أتوب إلىٰ الله مما أذنبت ورسمت؟ وجاء في صحيح مسلم: «جاء رجل إلى ابن عباس ، فقال : إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا. فَقَالَ لَهُ : ادْنُ مِنِّي. فَدَنَا مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ : ادْنُ مِنِّي. فَدَنَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ : أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ : " كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ ". وَقَالَ : " إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ ". » فدع عنك تعلُّقكَ، وولَعك بهذه الرسومات الخيالية المُوهِمة بالكمال في كل شيء، وتحرّر من سطوتها، واكسر قيود تبعيتك لها؛ وانظر إلىٰ بديع خلق الله وصنعه في الكون الفسيح؛ تبهرك التفاصيل الدقيقة، والعناية الربانية، والكمال الذي فيه، فإذا رُمتَّ الرسم والتدرب؛ فاعمل- رحمك الله- بفتوىٰ ابن عباس - رضي الله عنه- لك، لقد أفتاك! فخف على نفسك يوم تلقىٰ الله سبحانه، ارسم الشجر، وما لا روح فيه، وفقك الله لمراضيه. ----------- #قاطعوا_المانهوا #قاطعوا_الأنمي #ليست_ترفيها #الخديعة #الأنمي