
«حُمَاةَ الثُّغُورِ.»
February 27, 2025 at 12:31 AM
(زواج المصلحة المؤقت، في الأنمي والمانهوا)
تكثر قصص "الزواج لمصلحة" في عالم الأنمي والمانهوا، والمانها (الصينية)؛ لتنال رواجًا واسعًا بين النساء؛ لما تحمله من دراما تسلط الضوء علىٰ رحلة "التحول من الكره إلى الحب".
وتظل الحبكة متشابهة في معظم الأعمال مع اختلافات طفيفة في التفاصيل؛ إذ نجد امرأة ورجل يكرهان بعضهما (أو قد يكونان مجرد صديقين، أو يُكِنُّ أحدهما مشاعر حب للآخر من طرف واحد) تدفعهما الظروف أو المصالح المشتركة إلىٰ الزواج.
في بعض القصص، تكون البطلة فتاة فقيرة مثقلة بالديون (غالبًا بسبب والدها السكّير)؛ فتضطر إلى طلب الزواج من رجل ثري؛ ليسد عنها ديونها.
وهنا، يصور البطل بشخصية قاسية وباردة، يعامل البطلة بازدراء؛ فتسود بينهما مشاعر الكراهية العارمة. ومع تقدم الأحداث، تنمو بينهما مشاعر الحب تدريجيًا.
وفي قصص أخرى، يُجبر البطلان المنحدران من عائلات ثرية على الزواج؛ لتحقيق مصالح معينة؛ فيكون أحدهما –أو كلاهما– فاقدًا للمودة، كارهًا للطرف الآخر، متحفزًا للانفكاك من هذا الرباط متى سنحت الفرصة، حتى يأتي اليوم الذي يتبدد فيه هذا الجفاء، ويزدهر الحب بينهما! (كما في القصة السابقة)
• ما هي إشكاليات هذا النمط؟
المشكلة الأولى: الزواج ذو تاريخ انتهاء صلاحية متفق عليه (زواج المشروط بمدة)..
في هذه القصص، يُبرم البطلان عقدًا يتضمن شروطًا صارمة، أهمها تحديد مدة زمنية ينتهي بعدها زواجهما، سواء كانت أشهرًا أو سنوات؛ وفقًا للمصلحة المشتركة.
ثم يأتي الوقت الذي تذوب فيه مشاعر الكراهية، وتتحول إلى للحب؛ فيُلغى الشرط الزمني.
والإشكال هنا: أن مثل هذا الزواج؛ يسمىٰ زواج المتعة، وهو محرم في الإسلام، وكثير من النساء قد يغيب عنهن هذا الحكم الشرعي، وإن كُن على علم به؛ فسوف يهون هذا المنكر في قلوبهن، ويتبلد إحساسهن بخطورته مع كثرة المشاهدة، لا محالة!
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
«نكاح المتعة، وهو أن يتزوجها لمدة معينة، ثم بعد ذلك يزول النكاح، كأن يتزوجها شهرًا أو شهرين أو ثلاثة أو ما أشبه ذلك لمدة يتفقان عليها، فهذا يقال له: نكاح المتعة، ... وهو نكاح قد نسخ في الإسلام، واستقر تحريمه، وكان عمر رضي الله تعالى عنه يتوعد من فعله بأن يرجمه رجم الزاني؛ لأن الله قد حرمه، واستقر تحريمه في الشريعة..»(١)
المشكلة الثانية: الترويج لظاهرة "حب الرجل السيِّئ"..
غالبًا ما يُصوَّر الرجل في هذه القصص على أنه أناني، لا يهتم إلا بمصلحته؛ يعامل المرأة بجفاء، وربما يصل به الأمر إلى إهانتها، أو التخلي عنها في أشد أوقاتها حاجة إليه، بل وربما خيانتها؛ كل ذلك بحجة أنه "لم يتزوجها عن حب"!
ثم، وبطريقة سحرية، تتغير شخصيته فجأة؛ فيحبها بجنون، ويعاملها كأنها مَلِكَته المتوجة!
وهذه الظاهرة في غاية الخطورة، وغريبة عن ديننا وقيمنا الإسلامية؛ فالبيوت لا تُبنى على "الحب" وحده، وعدم حب لزوجته لا يُبرر إساءته إليها، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» أَوْ قَالَ: «غَيْرَهُ». [صحيح مسلم - 1469].
وقد تُغري مثل هذه القصص بعض النساء بتقبل حب الرجل الجلف القاسي، سيء الدين والخلق؛ ظنًا منهن أنه سيتغير إذا أحبها!
بل إن كثيرًا من الفتيات يتبنين مبدأ: "أستطيع إصلاحه: I can fix him"؛ متأثرات بما يشاهدنه في هذه الأعمال!
• تنتشر هذه القصص بكثرة في عالم المانهوا؛ حيث يصدر العديد منها سنويًا، تدور جميعها في فلك "الزواج المصلحي المؤقت".
وللأسف، تتقبلها النساء، بل تعجبهن، رغم ما تحمله من تطبيع مع سوء المعاملة، والخداع، والخيانة؛ تحت ذريعة أن الحب سينتصر في النهاية، وأنها مجرد "قصة خيالية"!
كمسلمين، ينبغي أن نكون علىٰ وعي بما نستهلكه من محتوىٰ، وأن نحرص علىٰ أن يكون متوافقًا مع ديننا وقيمنا؛ فالمشاهدة ليست مجرد لحظة عابرة، بل تؤثر مع الوقت في نظرتنا للحياة، وعلاقاتنا الاجتماعية، وقلوبنا!
فنحن محاسبون على ما نشاهده، ثم إن هذه القصص لا تخلو من مشاهد محرمة محركة للغرائز في جميع الأحوال..
---------------
(١): دروس ومحاضرات الإمام ابن باز رحمه الله، شرح نكاح المتعة.
#قاطعوا_المانهوا
#قاطعوا_الأنمي
#ليست_ترفيها
#الخديعة
#الأنمي
❤️
1