أن أكثر الناس يحبون الرجل "صالحاً " ويكرهونه "مصلحاً " فالرسول صلى الله عليه وسلم قبلَ الرسالة كان محبوباً من قريش يسمونه الصادق الأمين لأنه كان صالحاً .. فلما جاءته الرسالة و صار "مصلحاً" و أراد نصحهم وإصلاحهم وهدايتهم .. هجروه وطردوه وحاصروه وحاولوا قتله .. وقالواعنه : ساحرٌ و مجنون و شاعر .. والسبب أن "المصلح" يصطدم بصخرة أهوائهم رغباتهم وشهواتهم وينتقد مخالفاتهم .. أنت تحب ولدك صالحا ولكن قد تنفر منه حين يأمرك بالمعروف وينهاك عن المنكر وتحب زوجتك صالحة ولكن بشرط ألا تقول لك انت ظالم لأخواتك مثلا وتحب العامل عندك إذا كان صالحا أمينا ولكن تكرهه إذا رفض أن يشاركك في بيع محرم او معاملة مخالفة للشرع نعم .. سيكرهكُ البعضُ لأنك تقول كلمةَ الْحَقِّ ، ويعادونك لأنك تُخَالِفُ هواهم ومعتقداتهم ، ويلجأون إلى شتمك وسبِّكَ وتقريعكَ لأنهم عاجزون عن إقناعك بالحُجَّةِ والدليل والبُرهان ، ويزدادُ عددُ أعدائك ويقِلُّ عَددُ أصدقائك ، ويَكثُرُ شاكوكَ ، ويَقِلُ شاكروكَ ، وتُدركُ أنَّ قَولَ الحَقِّ لم يَدَعْ لك صاحِباً . فأكثر شخص مكروه عند الناس هو من يقول الحقيقة واقرؤوا إن شئتم قول الله " وَأَكثَرُهُم لِلحَقِّ كَارِهُون " "فالكبار" وحدهم هم الذين يتحملون سفاهة الناس من أجل هدف أسمى "هو إصلاحهم". 💚