*قصة الصحابي أبو الدحداح رضي الله عنه، والتي تعلّمنا قيمة الصدقة والإيثار:* ~*قصة أبو الدحداح والنخلة*~ جاء رجل فقير إلى النبي ﷺ يشكو أن أحد الأغنياء يمتلك نخلة تتدلى أغصانها في فناء بيته، وكان أولاده يأخذون منها التمر، فيغضب صاحب النخلة وينهى الرجل وأولاده عن ذلك. فطلب الرجل من النبي ﷺ أن يقنع صاحب النخلة بإعطائها له، لكن الرجل رفض. فقال النبي ﷺ: "أعطها له بنخلة في الجنة"، لكن الرجل رفض أيضًا. عندما سمع أبو الدحداح رضي الله عنه ذلك، ذهب إلى الرجل وعرض عليه بستانًا كاملاً فيه مئات النخلات مقابل تلك النخلة، فوافق الرجل فورًا. ثم عاد أبو الدحداح إلى النبي ﷺ وقال: "يا رسول الله، قد اشتريت النخلة وأعطيتها لهذا الرجل، فهل لي النخلة في الجنة؟"، فقال له النبي ﷺ: "كم من عذق (أي نخلة) رداح لأبي الدحداح في الجنة!"، أي أن الله عوّضه بأشجار كثيرة في الجنة. ثم عاد أبو الدحداح إلى زوجته وقال لها: "يا أم الدحداح، اخرجي من البستان، فقد بعته لله ولرسوله"، فقالت بكل رضا: "ربح البيع يا أبا الدحداح". وردت هذه القصة في عدة كتب للسيرة والتفسير، ومنها "تفسير ابن كثير" عند تفسير آية: "مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ" (سورة الحديد: 11). هذه القصة تعلّمنا أن الإنفاق في سبيل الله لا يُنقص المال، بل يُضاعفه الله في الدنيا والآخرة.