وبتصرفٍ مني: الإنسان عنده قُدرة رهيبة على التخطّي، أكبر ممّا قد يظنّ! لكن مَن نشأ في سياق أفقده الحُبّ والأمان، حين يجدهما في سياق آخر "وإن لم يكن مناسبًا، وإن كان مؤلمًا" سيتعامى عن قدرته في التخطيّ، بل سيدفنها عن غير وَعي منه، ويرتعب من فَقد السياق الحالي ظنًا منه في انطواء العالم أجمع في ذلك السياق، ويظن ذلك لكَون فقده -السياق الحالي- سيذكّره بالفقد الأعظم، الفقد الأول والأمرّ على الإطلاق، والأكثر تأثيرًا. فقده للحبّ والأمان من السّياق الأول... فأيًا ما يكن قدر السّياق الحالي.. لهوَ بالتّأكيد أهون من الرجوع للألم الأعظم، ومعايشة مشاعره! وهذا كلّهُ ضرب من ضروب الأوهام، وتضخيم وهمي في حجم ألم فقد السّياق الحالي، حتّى أنه تضخيم في حجم وجود السّياق الحالي من الأساس! فلا تخشى الفقد يا قلبًا تربى في دروب الفقد!