
حسن عطاالله Hassan Attallah
February 27, 2025 at 12:33 AM
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه الرائع مدارج السالكين: (280 وما بعدها /3) :
العلم هادٍ والحال الصحيح مهتد به . وهو تركة الأنبياء وتراثهم . وأهله عصبتهم ووراثهم ، وهو حياة القلوب . ونور البصائر . وشفاء الصدور . ورياض العقول . ولذة الأرواح . وأنس المستوحشين . ودليل المتحيرين . وهو الميزان الذي به توزن الأقوال والأعمال والأحوال .
وهو الحاكم المفرق بين الشك واليقين ، والغي والرشاد ، والهدى والضلال .
به يعرف الله ويعبد ، ويذكر ويوحد ، ويحمد ويمجد . وبه اهتدى إليه السالكون . ومن طريقه وصل إليه الواصلون . ومن بابه دخل عليه القاصدون .
[ ص: 440 ] به تعرف الشرائع والأحكام ، ويتميز الحلال من الحرام . وبه توصل الأرحام وبه تعرف مراضي الحبيب ، وبمعرفتها ومتابعتها يوصل إليه من قريب .
وهو إمام ، والعمل مأموم . وهو قائد ، والعمل تابع . وهو الصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة ، والأنيس في الوحشة . والكاشف عن الشبهة . والغنى الذي لا فقر على من ظفر بكنزه . والكنف الذي لا ضيعة على من آوى إلى حرزه .
مذكراته تسبيح . والبحث عنه جهاد . وطلبه قربة . وبذله صدقة . ومدارسته تعدل بالصيام والقيام . والحاجة إليه أعظم منها إلى الشراب والطعام .
قال الإمام أحمد رضي الله عنه : الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب . لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين . وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه .
وروينا عن الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه قال : طلب العلم أفضل من صلاة النافلة .
ونص على ذلك أبو حنيفة رضي الله عنه .
وقال ابن وهب : كنت بين يدي مالك رضي الله عنه . فوضعت ألواحي وقمت أصلي . فقال : ما الذي قمت إليه بأفضل مما قمت عنه .
ذكره ابن عبد البر وغيره .
واستشهد الله عز وجل بأهل العلم على أجل مشهود به ، وهو التوحيد وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته . وفي ضمن ذلك تعديلهم . فإنه سبحانه وتعالى لا يستشهد بمجروح .
❤️
5